حزب التحرير تأسس 1953.. وأميره عطا ابو الرشتة من مخيم الفوار

غزة-دنيا الوطن

كتب ناصر اللحام- "ان القضية المصيرية للمسلمين في العالم اجمع هي اعادة الحكم بما انزل الله, عن طريق اقامة الخلافة, وتنصيب خليفة للمسلمين يبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم انظمة الكفر, ويضع احكام الاسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ, ويحول البلاد الاسلامية الى دار الاسلام, والمجتمع فيها الى مجتمع اسلامي, ويحمل الاسلام رسالة الى العالم بالدعوة والجهاد".

ظهر في شهر اب من العام 2006 في مدن فلسطين, نشاط عارم لحزب التحرير الاسلامي, وكان يبدو للمراقبين ان فراغ السلطة وفراغ المضمون السياسي لكبرى الفصائل السياسية الفلسطينية سمح لفريق ثالث يحتوي ضمنياً على اهم سمات فتح وحماس ان بملأ هذا الفراغ.

فحزب التحرير, حزب غير مسلح, ويستقطب الباحثين عن الهدوء العملي, عشرات الالاف من متظاهري حزب التحرير وهم يحملون الرايات السود يدفعنا للبحث في اصول وحاضر هذا الحزب.

ومن خلال لقاء مباشر مع عدد من نشطاء وكوادر الحزب, تحدثنا مطولاً، واتضح لي ان هذا الحزب يملك فرصة للنجاح والوصول الى السلطة ولربما الحصول على عشرة مقاعد في البرلمان الفلسطيني لو يرشح نفسه في اي انتخابات راهنة.

تأسس الحزب على يد المرحوم تقي الدين النبهاني في العام 1953, والنبهاني كان قاضي القضاة في مدينة يافا الفلسطينية ثم خلفه عبد القديم زلوم والذي توفي قبل 4 سنوات.

ويتولى الان الامارة على هذا الحزب عطا ابو الرشتة وهو فلسطيني من مخيم الفوار قرب الخليل جنوب الضفة الغربية ويعتبر ابو الرشتة شخصية معروفة وسط اتباعه, وبالذات في الاردن حيث كان يعمل مهندساً مدنياً هناك واعتقلته السلطات الاردنية اكثر من مرة قبل اختفائه.

الامير ابو الرشتة نشر من قبل عدة مقالات وكتابات موجودة في نشرات مطبوعة يحتفظ بها نشطاء وكوادر الحزب, الذين ينتشرون في 44 دولة في العالم تشمل امريكا واوروبا فيما يعتبر نشاط الحزب محظوراً في المانيا والدينامارك.

اما اكثر الساحات نشاطاً للحزب, فتعتبر الباكستان واوزباكستان والعراق واراضي السلطة الفلسطينية.

وبعد جهد حصلنا على صورة للامير ابو الرشتة كما عثرنا على كلمة مسجلة بالصورة والصوت له, لكنه كان تسجيلا قديما.

ابو الرشتة اميراً للامة الاسلامية كلها وفي العالم اجمع , يقول نشطاء حزب التحرير, "وقد بايعناه" والاساس الفقهي في اختيار الخليفة عندهم ان يكون " مسلم بالغ عاقل ذكر حر وعدل" فليس من الجائز ان تتولى انثى مسلمة هذه الخلافة, ولا ان يتولى الخلافة اسيراً في السجن.

ويقول اتباع الحزب, ان الامير لا يظهر للعامة لاسباب امنية وقد اختفى حضوره العلني ولا احد يعرف مكانه وفي اي بلد هو.

ورداً على سؤال حول التمويل, ومن اين يحصلون على الاموال يجيبون بأن التمويل ذاتي ومن التبرعات الداخلية والاشتراكات وحتى لو كانت الاجابة غير مقنعة للصحافيين الا انها ترضيهم.

للحزب موقف من الضريبة في الدولة فهم يعتبرونها سرقة وان الحكومة تسرق الشعب, " الضريبة سرقة والشركات عبادة ".

ويضيفون " ان حزب التحرير لا يستطيع جمع الزكاة او الجزية او الفيء او الغنائم او الخراج او العشور بسبب عدم وجود خلافة اسلامية ".

ولاختصار الامر نقتطف من ما قاله نشطاء حزب التحرير المعلومات التالية التي كانت عبارة عن اجابات على عشرات لاسئلة :

• اذا تولى الاخوان المسلمون الحكم فاننا سنبايعهم فوراً لان الهدف من وجودنا هو تطبيق الشريعة.

• نحن نرتدي ملابس عادية وليس لباساً تاريخياً كلاسيكياً، فنحن نرتدي البنطال والقميص وربطة العنق لاننا نميز بين الحضارة والتاريخ وكذلك الخليفة سيلبس مثلنا وليس له رداء خاصاً.

• الحزب ليس سلفياً وهو اول حزب لم يحرم الاستنساخ ولم يمانع اطفال الانابيب ويؤمن بالحوار مع الحركات الاسلامية فقط, ورداً على سؤال: هل تحاورون حزبا مسيحيا وطنيا؟ اجابوا: لا اعرف سنسأل مجلس الشورى والخليفة.

• ورداً على اتهام المخابرات الاردنية لحزب التحرير بأنه حزب تقوده بريطانيا, رد نشطاء حزب التحرير, " طيب اين الادلة على ذلك؟".

• حزب التحرير ينظر بأخوة لحركة حماس ولكن حماس تعادي حزب التحرير او لاتقبله".

• المرأة هي امّ وعرض يجب ان يصان, وليس فرضا ان تغطي وجهها، ويمكن ان تكون قاضية على السوق ( عضو بلدية) ويمكن ان تكون رئيس بلدية او عضو تشريعي.

• الحكم التركي للبلاد في القرون الماضية كان خلافة اسلامية وتأمر عليها العرب, ومصطفى اتاتورك عميل بريطاني.

• يصدر الحزب مجلة شهرية تحمل اسم الوعي وهي مجلة توعوية توزع بقيمة شيكل فقط على من يريد مطالعتها.

• في الافراح, لا يوجد شيء اسمه عرس اسلامي والمهم هو عدم الاختلاط, ويجوز للرجل ان يرقص بالعصا او السيف.

• تحت الخليفة يكون معاونيين ومعاون تنفيذ ومعاون تفويض وولاة ( فلسطين ولاية اسمها بيت المقدس) وامير للجهاد وقضاة ومجلس امة وجهاز اداري وبيت المال.

• امير الجهاد هو وزير الدفاع في يومنا هذا لكنه ايضا وزير الخارجية فهي وزارة واحدة.

• نختلف عن حماس انها حركة فلسطينية اما حزب التحرير فللعالم اجمع.

• ايران لا تطبق الشريعة الاسلامية لان لديهم قومية اسمها ايران وهي تقيم علاقات مع دول محاربة للاسلام مثل روسيا وفي ايران شرط الرئيس ان يكون ايراني.

• هناك اكثر من عشر دول في العالم يصنفها الحزب انها دولة محاربة ( في رقبتها دماء المسلمين) منها امريكا وبريطانيا والمانيا وروسيا.....الخ

• اهم عوامل نجاح الحكم عدالة التشريع- وتقوى الفرد- وصرامة القانون وهي عوامل مجتمعية لا يغيب عنها عنصر.

• حزب التحرير يمتدح حزب الله وحسن نصر الله لانهم مخلصون لله ولكنه يعيب على حزب الله علاقته بايران وسوريا.

• حماس حركة اسلامية تولّت الخلافة 6 اشهر ولم تطبق اي بند من بنود الاسلامية, وحتى الضريبة لم يوقفوا العمل بها كما لم يلغوا الربا "البنوك" ويبدو ان حماس تتأقلم مع الواقع اما نحن فنريد تغيير الواقع.

• حركة طالبان من انتاج المخابرات الباكستانية, وهي انعتقت من المخابرات الباكستانية.

• يحرم حزب التحرير قتل المدنيين الابرياء ولا يدعم عمليات قتلهم في العراق وهو ضد الفتنة تحت مسمى التفريق بين سنة وشيعة.

• لا يجيز الحزب محاربة الحكام والملوك ولا ينابذهم بالسيف طالما الحكام يقيمون الصلاة ( الا اذا اظهروا كفراً بوّاحا) ومنابزة الحكام بالسيف يعني ابعادهم عن الحكم اما الحاكم فأنه مستثنى من احاديث استعمال اليد ضده لورود الاحاديث الموجبة لطاعة الحكم ولو ظلم ولو اكل الحقوق ما لم يأمر بمعصية، ولو ردد الاحاديث الناهية عن اشهار السيف في وجهه الا اذا اظهر الكفر البواح اي اذا حكم باحكام الكفر.

• وحتى لو ارتكب الحاكم المنكر فان استعمال القوة المادية ضده يكون في حالة واحدة فقط وهي حالة" ما اذا حكم باحكام الكفر او سكت عن طغيان الكفر في البلاد حينها يجب قتاله".

• احد الصحافيين الفلسطينيين اتهم حزب التحرير بالقول "انهم مثل تنظيم القاعدة لكنهم لا يحملون السلاح" ويرد عليه نشطاء الحزب" انه اتهام خاطيء لان حزب التحرير يساهم اولا في تثقيف الناس ومن ثم يوفر لهم التربية الاسلامية وبعد ذلك تطبق الشرائع.

* واخيرا اعتقد ان حزب التحرير لو كان سيخوض الانتخابات لغرف نسبة مرضية من المقاعد ولربما توازي او تفوق مقاعد اليسار الفلسطيني، ولو انه يدعم كتلة لناصرها جيدا، ولكن لا هذا ولا ذاك مقبول عند جماعة التحرير، ولذلك اعتقد ان تأثيرهم على الانتخابات الفلسطينية القادمة سيكون على نحو ( حجب الاصوات ) واتوقع ان ترتفع نسبة المستنكفين عن التصويت في الانتخابات القادمة بشكل لا يستهان به وهذا بحد ذاته سيكون على حساب الحزبين الفلسطينيين الكبيرين فتح وحماس.