إسرائيل تعد قوة كوماندوز لفك أسر الجندي المخطوف بالقوة

غزة-دنيا الوطن

في الوقت الذي تبذل فيه جهود محمومة من شتى أصقاع الأرض وتمارس الضغوط السياسية على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس حكومته، اسماعيل هنية، أعد الجيش الاسرائيلي قوة كوماندوز خاصة لتحرير الجندي المخطوف، جدعون شبيط، بالقوة، حال معرفة مكان أسره.

فقد قررت الحكومة الاسرائيلية ألا تتفاوض مع حركة «حماس» والخاطفين ولا تتجاوب مع طلبهم تحرير أسرى من النساء والاطفال الفلسطينيين. واعتمدت على الضغوط الدولية الشديدة الممارسة من أجل اطلاق سراحه. هذا من جهة ومن جهة اخرى واصلت اطلاق التهديدات. فقال ضابط كبير، أمس: «إذا لم يعد الجندي المخطوف حيا وسليما فإن هذه ستكون نهاية حكومة «حماس»، بكل ما تعنيه كلمة نهاية من معنى». وفهم هذه التهديد على انه موجه الى هنية ووزرائه أجمعين.

وكان المجلس الوزاري المصغر للحكومة الاسرائيلية قد قرر في جلسة طارئة امتدت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة لتصفية ما أسماه التنظيمات الارهابية وقادتها. ولكن وزير الدفاع، عمير بيرتس، أوضح أمس خلال اجتماعه بكتلة حزب العمل البرلمانية ان أية عملية عسكرية ستأخذ بالاعتبار ضرورة عدم المساس بحياة الجندي المخطوف. وقال ان العملية العسكرية الكبرى ستنفذ في وقت لاحق ولن تكون عملية يوم أو يومين.

وتطرق رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، الى هذا الموضوع فقال: «سوف نصل الى هؤلاء الارهابيين فردا فردا». وأكد ان الجيش تلقى أوامر للاستعداد لتنفيذ عملية جراحية كبرى وعميقة لمعالجة الارهاب.

وحددت وزيرة الخارجية، تسيبي لفني، مدة ساعات قليلة فقط تمنحها مهلة لدول العالم أن تحل مشكلة خطف الجندي. ففي لقاء مع حوالي 60 سفيرا أجنبيا في اسرائيل طلبت ان يبلغ كل منهم حكومته ان صبر اسرائيل قد ينفد بسرعة وستضطر عندها الى الاعتماد على قوتها الذاتية لمعالجة هذه المشكلة. ولمحت الى ان ما تنوي اسرائيل عمله لن يكون مريحا لأحد، لأنه سيتجه الى حلول جذرية قاسية.

وعلم ان جهودا دولية كبيرة تبذل في الضغط أولا على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). فمع ان موقفه معروف ضد عملية الخطف وانه طالب التنظيمات العسكرية ان تسلمه فورا لمنع عدوان اسرائيلي شرس على المواطنين، إلا ان الادارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية خاطبته بشيء من التهديد قائلة انه في حالة عجزه عن معالجة هذه المشكلة كرئيس دولة فإن وضعه سيكون ضعيفا في الساحة الدولية أيضا. وتوجهت اليه الحكومة الفرنسية تدعوه الى اطلاق سراح الجندي حيث تبين انه بالاضافة الى جنسيته الاسرائيلية فإنه يحمل جنسية فرنسية أيضا. وقال السفير الفرنسي في تل أبيب، دنيس سيمونو، الذي نقل الرسالة للرئيس الفلسطيني ان بلاده لا تستطيع الاستمرار في التعامل معع السلطة الفلسطينية بالسياسة التضامنية نفسها إذا أصاب الجندي الاسرائيلي أي مكروه.

وبمبادرة من رئيس اللجنة الاسرائيلية ـ الفلسطينية المشتركة للعائلات الثكلى الفاعلة من أجل السلام، اسحق فنكنتال، التقى بعد ظهر أمس مجموعة من رجال الدين اليهود، في مقدمتهم رجل السلام المعروف مناحم فرومن، مع أعضاء الكنيست العرب، وتباحثوا في وسائل العمل لاطلاق سراح الجندي المخطوف مقابل وقف اطلاق النار تماما من الطرف الاسرائيلي أيضا. وكان من المفروض أن يشارك في اللقاء كل من وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، خالد أبو عرفة، وعضو المجلس التشريعي، الشيخ محمود أبو طير، وكلاهما من «حماس». إلا ان الشرطة الاسرائيلية أبلغتهما بأنها ستعتقلهما في حالة وصولهما الى القدس. وقال النائب ابراهيم صرصور، رئيس الحركة الاسلامية في الجنوبية في اسرائيل، انه عرض جهود الوساطة على الحكومة الفلسطينية فوافقت، لكنه ينتظر ان توافق اسرائيل على ذلك. وقال ان هنية، لا يعرف هوية الخاطفين وانه يبذل كل جهد ممكن ليعرف شيئا حتى يتمكن من العمل على اطلاق سراح الجندي الأسير.

التعليقات