أسرار الحرس الجمهوري العراقي في معركة الحواسم والعمليات الخاصة في المطار

أسرار الحرس الجمهوري العراقي في معركة الحواسم والعمليات الخاصة في المطار
غزة-دنيا الوطن-عبدالله الكاتب

بدأت القصة عندما أعطت القيادة العامة أوامرها لثلاثة فرق من الحرس الجمهوري العام بالتمركز في ثلاثة محاور ضمن نصف الدائرة الجنوبي من بغداد العروبة والفداء في معركة الحواسم الأولى ممثلة خط الدفاع الأول .

لقد ظهر للقيادة الميدانية للحرس الجمهوري حين إذ أن هذا التصرف فيه تسرع فكيف تكشف قوة النخبة في العراء وتزج في التحام ميداني خاسر في ظل تفوق عام للعدوفي كافة الميادين وأهمها فقد هذه الفرق لغطاء جوي ودفاعي ضد الجوالمعادي مثالي يحد من السيطرة التامة لهذا الأخير , مما شكك القيادة الميدانية للحرس بإمكانية النصر في هذه المعركة .

والذي دعم هذه الشكوك كون الأسلحة الثقيلة التي جهز بها الحرس الجمهوري هي من نفس الجيل القديم الخاص بحرب 1991 مع بعض التحديثات التي لا تكاد تذكر (إلا من منظومات مدفعية م/ط متحركة متوسطة المدى كانت مغطاة وتم إخفائها في صناديق خاصة عازلة دفنت بطريقة خاصة في الأرض) ولكن الواقع التدريبي كان هوتدريب هذه النخبة على عتاد ثقيل متطور ومنظومات دفاع جوي معاصرة ؟؟؟!! .

كما أن القيادة العامة دربت نخبتها المقاتلة على منظومات فردية مضادة للدروع والجومتطورة وفعالة جداً ضد آليات العدو، ولكن لم يكن لهذه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وجود على أرض الواقع فهل زجت قيادة الجيش قواتها في أتون الهلاك أم أن هذا البرنامج التدريبي ما كان إلا لرفع المعنويات وهوتكتيك ضعيف.

كان انطباع وزارة الدفاع وقيادة الحرس الجمهوري أن أمريكا رغم تفوقها فهي لا تحتمل الخسائر كما حدث في أم المعارك وأن كبش الفداء في هذه المعركة سوف يكون الحرس العام ودور الحسم سوف يكون للحرس خاص الأكثر كفاءة وتسليح والذي تمركز في الخط الثاني بعد أسوار بغداد الافتراضية.

لقد استطاع العدوأن يتصل مع عدد من ضباط الحرس من خلال جهاز الأمن القومي الذي أوهم هؤلاء الضباط أن المعركة سوف تكون في كل الأحوال لصالح أمريكا حتى لوأطرت تلك الأخيرة لحسم المعركة بالقنبلة النووية التكتيكية والبدائل المناسبة وأن العاقل هومن يقف على الحياد للنجاة من محاكمة عسكرية كمجرمين حرب وكانت المعطيات مبشرة للعدومن خلال تخلف عتاد النخبة المقاتلة أمام عتاده المتطور جداً لصالحه.

ورأت القيادة العامة التي استطاعت كشف شبكة العملاء التي زرعت في صفوف الحرس الإبقاء عليها ليتم تضليل العدوواختبار محاربي الحرس على المهام الصعبة وتبيان درجة ولائهم لقيادتهم ليمحص الخبيث من الطيب للمرحلة الثانية

أما شبكة العملاء فقد كان العدد الأكبر منها بشكل فني هادئ في مكاتب إدارية تابعة لقيادة الحرس الجمهوري المركزية بعيداً عن ميدان المعركة ووضع القسم الميداني في أماكن لا يمكن الاستفادة منها استخباراتنا ، وقد كان هناك قطاعين في الفرق العامة تحت إمرة الأمن الخاص وهما قطاع الهندسة ومهتمة تضليل وخداع العدو وإخفاء وتحصين الآليات الثقيلة الهامة والقطاع الثاني متمثل بعربات الدفاع الجوي المدفعي المجنزرة عيار 23 و30 ملم والتي طورت في فرقة المدينة المنورة من الحرس الجمهوري العام في برنامج خاص سري سريع قبل الحرب لتبدي كفاءة ميدانية متميزة.

منذ اللحظات الأولى من الحرب تم شل وعزل قوات النخبة من الحرس إلكترونيا من قبل العدووعزلها عن القيادة المركزية في بغداد.

لقد اعتمد العدوعلى سلاحين للصدمة العسكرية تمثلا في قنابل "الكترومغنتك" الإلكترونية لشل البنية الإلكترونية و"ثيرموميكرو" لغرض المسح الحراري كبديل عن السلاح النووي التكتيكي وبدأت الحملة الجوية ضد فرق الحرس العام كالتالي :

1. قامت الطائرات المتخصصة بعملية إخماد الدفاع الجوي المعروفة بالعرسه المتوحشة بإطلاق صواريخ متتبعة للموجة الرادارية مستهدفة هوائيات الرادار وإطلاق قنابل مسيرة بالأقمار الصناعية استهدفت الهوائيات وأسلاك الاتصالات وقد كانت هذه المقذوفات محملة برؤوس الكترومغناطيسية "الكترومغنتك" من فئة نبضة القوة المغناطيسية MFP قامت بعزل وإعماء الفرقة إلكترونيا وليتسنى لغربان العدوأن تصول وتجول فوق فرق الحرس بأمان بعد غياب صواريخ م/ط وشبكة مدفعية الثنائية م/ط عيار 57 ملم المتحركة (المجنزرة) البعيدة المدى "سباغ" التي كانت تعمل بالتنسيق مع شبكة رادارية خاصة .

2. قامت طائرات العدوبعدها باستهداف أهداف منتخبة بالفرق بقنابل ذكية متتبعة لليزر أحادية وثلاثية التوجيه (الجيل الثلاث من هذه القنابل مدعم بالقصور الذاتي والأقمار الصناعية) وقد استخدم العدوثلاثة أنواع من هذه القنابل وهي الممهدة "بيف وي" للأغراض العامة وفئة المدمرة للتحصينات " بانكر باستر" التي استهدفت التحصينات حتى عمق 7 متر بالكرونكيت المسلح واستخدم نوع يسمى "ديبيديغر" خاص بالأعماق الكبيرة ونوع استخدم من قبل ضد فتحات الأنفاق والكهوف في أفغانستان يسمى"ثيرموباريك" وقد تمكن القطاع الهندسي في فرق الحرس من تبديد 90% من التأثيرات المنشودة لتلك القنابل الذكية إما إلكترونياً وبالخداع والتضليل .

3. وعندما شعر العدوأنه خدع تحول إلى استخدام قنابل التأثير المساحي مبتدأ ذلك بالقنابل العنقودية الانشطارية ومن ثم سلاح جديد رهيب جداً هوقنابل البلازما الحرارية الفراغية والإرتجاجية والتي تساوي من 4 - 5 أضعاف قوة قنابل "الوقود الهوائي المتفجر" (ايروفيول) وهي تكافئ قدرة مستودعات "قاطفة زهرة المارغريت " ديزي كاتر العملاقة المعروفة بالقنابل القاطعة من ناحية التأثير الضاغط المساحي وكانت الغاية من هذه المرحلة إيقاع أكبر خسائر ممكنة في العتاد والأرواح في فرق الحرس.

4. وقبل مرحلة بدء التلاحم الميداني مع الحرس الجمهوري قامت القوات الأمريكية بواسطة قاذفات ب 2 سبريت إلقاء قنابل ذكية من نوع JDAM فئة (2000 رطل) مزودة برؤوس "الكترومغنتك" الأقوى في عائلة E Bomb من فئة "الميكروويف العالية القدرة " HMP شلت البنية الإلكترونية الحركية للماكينة الحربية الخاصة بالحرس العام .

ومنذ البدء بالمرحلة الثاني من قبل العدوقام الأمن الخاص المنتشر بالفرق بالعمل على تنفيذ الخطة السرية رقم واحد حيث أتم عملية إعادة توزيع التشكيلات القتالية في كل فرقة والمتمثلة بالقوات المدرعة وقوات الحماية المواكبة والإسناد المدفعي والصاروخي الأنبوبي وذلك بتوزيعها في كل فرقة على 65 سرية خفيفة ( مشاة ) راجلة حرة تعداد كل سرية 120 محارب وهي مكونة بدورها من ثمانية فصائل ( 15 محارب ) وكانت كل فصيلة مجزأة إلى ثلاثة مجاميع تعمل بتنسيق واحد وفي مرحلة ثانية تم نقل بطرق تكتيكية مختلفة هذه التنسيقات القتالية من الأفراد مع سلاحها الفردي الخفيف إلى مواضع خاصة خارج تشكيل الفرقة وتم تزويدها هناك في تلك المخابئ السرية الجديدة بأسلحة فردي متطور جداًً إضافة إلى دروع خفيفة الوزن مضادة للرصاص والشظايا ومناظير ليلية فردية وزودت البنادق الأتوماتيكية والقناصات والرشاشات الخفيفة بمناظير تسديد وكواتم صوت عملية عالية الجودة وكان توزيعها في الفصيل الواحد كالتالي :

المجموعة الأولى فيها قناص ورامي قاذف م/د (رب ج 7 م " ر ب ج 15" ور ب ن)وقاذف رومانات يحمل رشاش PKM ورامي صاروخ كتف م/ط (ايغلا 1 أو2) ثنائي التوجيه مطور محلياً إضافة إلى رامي مدفع هاون عيار 83 خفيف الوزن يمكن تصغيره بالتداخل الهيدروليكي ليسهل حملة فردياً وهوالنموذج الخاص بالقوات الخاصة الروسية وتحمل أفراد المجموعة الأولى إضافة إلى تجهيزها الأساسي المذكور سالفاً 30 دانه هاون مع الرامي المتخصص بواسطة حمالات خاصة يرميها المدفع خلال دقيقة في زوايا مختلفة دون تغير زاوية المدفع ، والمجموعة الثانية من الفصيل مزودة بمنظومة قاذف صواريخ كورنت الحرارية الموجهة بالليزر والتي يصل مداها إلى 6 كم يقوم بإدارتها القناص ورامي م/ط (هذه المنظومة خاصة بفرقة المدينة من الحرس العام والحرس الخاص أما باقي فرق الحرس العام فقد زودت بصواريخ موجه ابترونياً "ميتس" و"كرنكريس" مداها 4 كم) والمجموعة الثالثة وهي الأهم فمزودة بمدفع هاون عيار 120 ملم مجهز بدانات ذكية مضادة للدروع موجهة حرارياً وبالليزر إضافة دانات عنقودي وانشطارية للأغراض العامة وزودت هذه المجموع أيضاً بقواذف ر ب وم/د الحرارية الثقب والتدمير الشديدة الفعالية ضد دبابات العدووهي بديل متتم لفاعلية منظومة م/د في المجموعة الأولى وتتميز هي وصواريخ " كورنت " بالانقضاض المائل على أعلى الدبابات جنباً إلى جنب مع دانات الفووسترايكر الذكية عيار ملم 120 المضادة للدروع ذات الانقضاض الشاقولي.

وقد كان هذا التشكيل هوبداية حرب العصابات وتشكيلات الهندسة والدفاع الجوي تحولت فيما بعد ومع دخول العدوفي المرحلة الثالثة من القصف الجوي إلى القوة الصاروخية " أرض- ارض " وقوة مدافع م/ط .

ومما تقدم نرى أن القيادة العامة طبقت مبدأ سيد المرسلين في قولة الحرب خدعة ورأسها المكر .

المهمة الأولى للحرس الجمهوري العام

بعد بدء القصف الجوي لفرق الحرس الجمهوري في محيط بغداد الجنوبي تحركت مجاميع الحرس الخاصة بفرقة المدينة المنورة ليلاً نحوالجنوب لتجتمع في ثلاثة محاور إما بالغوص تحت الأقنية المائية مع تأمين السلاح الفردي بوسائط العزل المناسبة ومن خلال أنفاق خاصة معدة مسبقاً والمسير السطحي مع التنكر بلباس مدني مع تخبئة السلاح الفردي الخفيف بحقائب مدنية ولبس بدلات عسكرية خاصة تم توزيعها من قبل الأمن الخاص عازلة ضد وسائط الرصد البشري الإلكترونية وتم بعدها التمركز في أماكن محددة مجهزة بالذخائر والأسلحة الفردية المتطورة الخفيفة والمتوسطة إضافة إلى المؤونة داخل المدن وخارجها .

بدأت الخطة الأمريكية ضد فرق الحرس بقصف جوي تمهيدي مركز استخدمت به الذخائر الذكية والصماء والمساحية المحرمة دولياً.

وكان من إحصاءات القصف الجوي المعادي إلقاء في حملة واحدة بواسطة قاذفات " القلاع الاستراتيجية " ب 52 اتش العملاقة أكثر من 12000 قنبلة صماء من فئة 500 رطل من مادة PBX كانت تحدث حفر قطرها 5 متر وعمقها 3.7 متر إضافة إلى 27000 قنبلة عنقودية وانشطارية و21 مستودع من المستودعات الخاصة العملاقة من فئة "ديزي كاتر" زنة 15000 رطل ....الخ .

ورغم كل ذلك كانت قناعة قيادة العدوضعيفة حول جدوى الحملة الجوية على الحرس فقد كان لها تجربتها الفاشلة نسبياً في أم المعارك ضد الحرس الجمهوري الذي انتهج منهج إعادة الانتشار والتحرك الهادئ المضلل نحومنطقة الأهوار .

لذلك كانت الخطة المعادية هي الالتحام الموهوم مع فرقة المدينة بالجنوب بغية استثارة السرايا المدفعية الخاصة بالفرقة وإخراج الدبابات وآليات الحماية من مخابئها ليتم تدميرها إما بنيران الرصد الأرضي المضادة وبواسطة الحوامات الهجومية ومعرفة ما يمكن أن يكون قد أعده الحرس الجمهوري من الكمائن حيث بدء بإيهام الفرقة بواسطة أجهزة متطورة لدى عناصر الكوماندوس تصدر هذه المعدات أصوات وارتجاجات خاصة توحي باقتراب آليات العدوبطريقة فنية مدروسة ومعقدة مع تفعيل رادارات الرصد الأرضي التي تحدد مصادر النيران المدفعية والصاروخية بأنواعها وأماكن إطلاقها وسقوط مقذوفاتها بغية توجيه النيران الأرضية المضادة إليها وذلك جنباً إلى جنب مع وسائط الرصد الجوية الغير مأهولة المصحوبة بوسائط الفتك الجوي .

كانت ردة الفعل الدفاعية من قبل الحرس شبه معدومة مما أكد للعدوجدوى القصف التمهيدي الجوي الإلكتروني بمرحلتيه والتقليدي أيضاً في شل وتدمير آلة الحرس الجمهوري والفتك بأفراد الفرق .

وجاء دور الالتحام الحقيقي والتصفية لباقي الفرقة المنكوبة وفق معطيات العدوولأنهم لا يقاتلون إلا من قرى محصنة ومن وراء جدر فقد بدأت القوات الأمريكية المتمثلة بلواء الخيالة المدرع الأول بالتقدم نحوفرقة المدينة بعد أن إتمام عنصر المفاجأة وفق ما تراءه لعدومن معطيات ميدانية بعد إنهاء عملية الإنزال الجوي السريع للقوات والعتاد الخاصة بلواء الخيالة الأول ومن ثلاثة محاور والذي كان مسبوقاً بقصف مدفعي وصاروخي وجوي مركز وشديد وكانت تشكيلات الالتحام في هذا اللواء مكونة من 600 دبابة ابرامز 2 وعدد مماثل من مدرعات برادلي المجنزرة إضافة إلى مئات الآليات الأخرى المتفاوتة التدريع والتسليح .

وكان يتقدم اللواء فرقتين من حوامات الأباتشي الهجومية من الفئة الأحدث " لونغ بو" كل فرقة مكونة من 30 سمتية هجومية .

وهنا كانت المفاجأة الغير متوقعة من قبل العدوحيث قامت تشكيلات الحرس الحرة بإمطار العدوومن زوايا جانبية ومحاور متعددة ومواضع كثيرة بوابل هائل مسمت بدقة متناهية من دانات الهاون والتي بلغ عددها أكثر من 15000 دانة صماء سمتية عيار 83 ملم وأكثر من 4500 دانة ذكية وعنقودية وانشطارية عيار 120ملم وأكثر من 1000 صاروخ كورنت موجه مضاد للدبابات وكل ذلك خلال دقيقة واحدة وهوأول تطبيق عملي لمبدأ " الصدمة والذهول " والذي طبق فيما بعد في الأنبار على يد نفس هذه العصبة المختارة .

مما أدى إلى حدوث خسائر كارثية مهولة في العتاد والأرواح في صفوف العدويصعب إحصائها والإعلان عنها من قبل الطرفين وتواقت ذلك مع شل لحركة القوات المعادية وشل لدعمها اللوجستي . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعد ذلك إلى مفاجأة ثانية ضد سمتيات أباتش المتقدمة نحومركز تجمع الفرقة والتي قوبلت بوابل مهول جداً من نيران المضادات الأرضية التي سبق ظهورها انفجارات كثيرة لفتح منافذ خروج هذه المضادات التي نتج عنها وهي عبارة عن 600 عربة تشيلكا رباعية المدافع عيار 23 ملم ( أطلقت جميعها 60000 طلقة/ثانية نظرياً) إضافة إلى200 عربة تنغوسكا ثنائية عيار 30 ملم (20000 طلقة/ثانية ينشطر عن الطلقة الواحدة 21 كرة معدنية عالية الكثافة) ولدت سدود نارية مذهلة أدت إلى الإضرار بفرقة الحوامات بكاملها بعد أن انفصلت فرقة السمتيات الغربية لإسكات نيران مجاميع الحرس الحرة التي تلاشت بعد تغطية انسحابها بالدخان الأسود وقد سقط بتأثير المضادات على الفور3 سمتيات وقتل طواقمها وسقط بشكل مؤجل على بعد بضع كيلومترات أربع حوامات أسر أحد الطواقم فيها وأعطبت باقي الفرقة بشكل متفاوت يجعلها جميعها عاطلة عن العمل القتالي ولولا التدريع المميز لهذه الحوامات وانعدام الزوايا القائمة فيها لسقطت الفرقة بأكملها في الميدان الرئيسي .

أما الفرقة الثانية من السمتيات فقد قوبلت بإطلاق لعدد من صواريخ "ايغلا" م/ط مما تسبب بسقوط حوامتين وإصابة ثالثة لم يعرف مصيرها.

وبدء بعدها ما بقي من فرق الحرس بالانسحاب العشوائي من موضع الفرق تاركين ورائهم العتاد الثقيل الناجي بعد تفخيخه ومتنكرين بالزي المدني .

والسبب يعود لأن حسابات ردود الفعل المعادية كانت مبنية على تجربة الحرس الجمهوري في أم المعارك بعد أن قامت الفرق المدرعة من الحرس بتطويق القوات الأمريكية وقت إذ وانتهت المعركة بوقف الحرب .

وذلك يعود إلى أن تكتيك العدوقد تغير فالعدولم يعد يأبه للحقيقة بل جل اهتمامه لتحقيق النجاح المزيف التضليل الإعلامي وهومستعد لملئ 70 ألف كيس من أكياس الجثث جلهم من المرتزقة مقابل تحقيق أهدافه .

إضافة إلى أن العدواتبع تكتيك جديد لمنع الحصار وهوترك جزء من الآليات المدرعة في المقدمة مع تفعيل نظام مهجن آلي للتعامل مرتبط مع مجسات حرارية تطلق وتوجه النيران على كل ما يتحرك من الأجسام الحية وذلك لتغطي على انسحاب الآليات المأهولة مع وجود غطاء جوي مواكب ومتقدم .

أما عن ردة الفعل المعادية التي تلت الهجوم فيما بعد فقد تمثلت في قصف مواضع فرق الحرس الثلاثة (النداء وحمورابي والمدينة المنورة) بأسلحة إشعاعية حرارية وكيميائية تكتيكية خاصة شديدة الفتك (انبتيوري وكيمويوري وثيرموميكروومينيناترو..... الخ) وهو السر في عزل مواضع هذه الفرق من قبل العدوبعد ذلك لفترة طويلة بغية إزالة الآثار الإشعاعية، وبهذا الشكل بدء التحول بشكل شبه كامل إلى أسلوب حرب العصابات للحرس الجمهوري .

سر زج كتل مدرعة في أتون الحواسم وتوزيع الحرس في الرافدين

بنيت العمليات في العراق على أساس العمليات الخاصة والكر والفر بأساليب حرب العصابات استبدال التلاحم العسكري بالضربات الصاروخية التكتيكية المسته من قبل القوات الخاصة فما الذي دفع بعض التشكيلات المدرعة للقيام بعمليات شبة تقليدية بالسلاح الثقيل .

- معركة ذراع دجلة كانت اجتهاد من قائد بطل من قادة الحرس الخاص لم يكن على دراية بمضمون الخطط السرية الاحتياطية التي كانت حكراً على منظمة الأمن الخاص فقط وعدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من كبار القادة .

كانت خطة قائد اللواء 37 من فرقة الفاروق من الحرس الخاص هي تفويت الفرصة على العدومن القيام بهجوم كبير مباغت من ناحية مطار بغداد الدولي وقد نجح في ذلك.

وقد كانت خطته مبنية على التنسيق مع جناح الدعم الجوي الخاص بفرقة الفاروق والمكونة من مقاتلات سوخوي 25 فروغفوت .

والتي كانت محملة بمستودعات مادة الوقود المتفجر بملامسة الهواء (ايروفيول) FAE من زنة 5000 رطل والتي يبلغ قطر المحوالحراري لكل مستودع فيها 86 متر.

ولكن هذه الطائرات أعطبت إلكترونياً بشكل جزئي بسبب تعرضها لموجات الكترومغناطيسية عالية الطاقة ناتجة عن قنابل E Bomb التي عطلت محطات الاتصال الليفي السلكي الخاص بفرقة الفاروق وفرق الحرس الخاص حول بغداد .

علماً أن مهمة الطيارين كانت شبه فدائية فليس مطلوب من الطيار فيها في حالة النجاة من نيران العدوالعودة بالطائرة إلى قواعد الانطلاق في الحبانية إذا كان هذا لا يضمن سلامته؟!.

كما لم يكن مطلوب من أطقم الدبابات البقاء في دباباتهم بعد الجولة الأولى بسبب التفوق القتالي والتقني لصالح دبابات ومدرعات العدوووجود شبكة تنسيق وإدارة نيران مع بعضها البعض مرتبطة أيضاً مع السمتيتات والنفاثات الدعم القريب بغية جعل النيران أكثر غزارة وفتك ودقة ودون أخطاء كما حدث في أم المعارك .

ولكن الذي منع الدبابات من العودة أدراجها هوتصيد قاتلات الدبابات التي كانت تجول في الجوبكثافة وهي من فئة طائرات سياط الحرب " وورثوغ " .

التي كانت تصطاد المدرعات الناقلة للجند بواسطة طلقات وقذائف اليورانيوم المنضب التي تطلق من مدافع افنجر (عيار 30ملم ) وقذائف هيدرا 50 المشحونة بالبلوتونيوم المخفف بعد أن ترصد الأجسام الحية داخل المدرعات.

- أما الألوية المدرعة في فرقة النداء فكان سبب زجها في المعركة بعتادها الثقيل رغم خطورة المغامرة هوتحقيق عدة أهداف هامة هي :

1. تأخير العملية الانتقامية المعادية ضد القوات التي قامت بمعركة المطار ليتثنى تفريغ المطار ومحيطة من الفدائيين والميليشيات والمجاهدين .

2. الاستفادة من حالة الفوضى والرعب وانهيار المعنويات التي أصابت قوات العدوبعد معركة المطار من تشتيتها وإيقاع خسائر كبيرة في صفوفها ربما تدفع ببوش الصغير إلى الهدنة ووقف الحرب ليخطوخطى أبوه بعد فشل تكتيك أسوار بغداد الافتراضية .

3. لفت أنظار العدوبهذا التحرك الكبير المباغت ليتثنى لباقي الفرق داخل بغداد الاختباء في ملاجئها الاستراتيجية داخل وخارج بغداد بتوزيع خاص يناسب المرحلة الحالية بشكل آمن بغياب المراقبة التي تركزت في الميدان الجديد وهوالهدف الأساسي من هذا التكتيك أي المغامرة بثمانية إلى عشرة آلاف محارب مقابل إنقاذ أكثر من 100 آلف محارب محترف من الحرس الخاص والعام والقوات الخاصة بأنواعها والأمن الخاص .

علماً أنه تم تجهيز ألوية فرقة النداء بما يضمن لها البقاء فترة طويلة بأقل الخسائر أي بحالة تدمير 70 % من الآلة المدرعة بشكل تقليدي فإن الخسائر البشرية لن تتجاوز 10% وفق تكتيك صيني خاص مكتسب عدا عن التجهيزات الوقائية التقنية التي زودت بها الدبابات لتبديد الكثير من ذخائر العدودون جدوى .

ولكن لم يكن متوقع أن يستخدم العدوبدائل نووية متمثلة بمستودعات "ثيرموميكرو" هرمجدون العملاقة "العتاد الجوي الهائل التدمير" MOAB (10أطنان) ضد معركة تلاحمية يذهب ضحيتها من العدوالمئات ويجرح الآلاف ويدمر عشرات الدبابات وعشرات المدرعات وعشرات الآليات ويعطب ويعطل إلكترونياً أكثر 70% من آلته بسبب موجات الميكروويف الإلكترونية الناتجة عن هذه القنابل الضخمة من ناحية الحجم والمضمون هذا إذا أهملنا الأضرار الجانبية مثل حالة التسرطن الناتجة على تشبع الجوبشحنة إشعاعية إلكتروني لفترة زمنية معينة .

وقد كان هناك نية عند القيادة بتحريك مجاميع فرقة المدينة الحرة للنيل من القوات المعادية المشلولة ولكن لم يكن بالإمكان معاودة المغامرة فتم الاكتفاء بإطلاق عشرات الصواريخ البالستية برؤوس مساحية من فئة الليث والرعد والصمود من شمال بغداد نحوالأهداف المنشودة من تجمعات العدوالمشلولة ميكانيكياً .

والذي يؤكد هذا الانهيار في تشكيلات فرقة الخيالة 18 وفوج المدفعية 70 أن القوات التي دخلت بغداد كانت من فرقة المارينز الأولى والرابعة ؟؟!! .

"من العمليات الخاصة في المطار"

بعد نجاح قتال الفرسان الذي قام الحرس الخاص غرب بغداد ضد تشكيلات لواء الخيالة الثالث الميكانيكي في تأخير تقدم القوات الأمريكية السريع نحوالمطار وتطبيق تكتيك "الصدمة والترويع " لم يكن أمام القوات الأمريكية إلا اللجوء إلى تكتيك أخر تمثل في إنزال جوي لمجاميع من قوات رينجرز التي أنزلت بحبال الحوامات من فئة " بلاك هوك " بلغ عددها 30 حوامات أنزلت 300علج كما قامت 10 حوامات من نوع "تشينووك" بإنزال عدد مماثل للسابق من العلوج مدعمين بأسلحة متوسطة مثل صواريخ "جافلين" الموجه بالليزر المعادل لمنظومة "كورنت إي" الروسية ومدافع هاون عيار 82 ملم وأمنت عملية الإنزال بعشرة سمتيات من نوع أباتشي مزودة بقذائف "ليزرهيدرا" وصواريخ "هيلفاير" وكان كلاهم موجه بالليزر وقد تم هذا الإنزال بعد زارع دجلة .

ولم يكتف العدوبتطويق المطار من جهة الغرب بقوات رينجرز بل دعم ذلك بعدد مماثل من قوات "ايربون " المظلية بواسطة 10 طائرات عملاقة من نوع "هيركليز "وبتغطية من طائرتين من فئة المدفعية الجوية "سبكتر " ذات النيران الغزيرة .

وبعد مقاومة باتت عدة ساعات أخلت المقاومة المطار مستخدمه نفق كان داخل مبنى المطار الرئيسي لتفوت فرصة النيل منها بواسطة غربان العدوفي حالة الانسحاب المكشوف .

بعد كشف النفق من قبل العدو وسد الأمر لفرقة النشاطات الخاصة SAD التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية CIA حيث كلفت هذه الأخيرة وحدة عمليات خاصة من قوات "دلتا" و"سيلز" مكونة من 50 عنصر بمهمة نشر غازات قاتلة للأعصاب ثنائية التأثير بواسطة خرطوم وأسطوانات لقتل أي كائن حي موجود أو يكمن في النفق الذي كان يمتد إلى ما يعرف اليوم بالمنطقة الخضراء.

ومن شدة خطورة هذا الغاز القاتل ارتـدَت قوة المهمات الخاصة بعد نشر الغاز ألبسة خاصة لا توزع على أفراد القوات الأمريكية و أقنعة واقية يتم فيها تنقية وخزن للأكسجين قبل أن يجري في أنبوب التنفس .

وكانت مهمة هذه القوة الخاصة تمشيط النفق اكتشاف نهايته للولوج هي و 600 عنصر محترف من قوات الرينجرز التابعة للفرقة 101 وقوات ايربون التابعة للفرقة 82 بغية وضع أرضية سيطرة مؤقتة على المنطقة الخضراء ريثما يتم إتمام عملية إنزال جوي لكتيبة مكونه من 5000 علج مع أسلحتهم الثقيلة تابعة للواء الخيالة الثالث الميكانيكي في تلك المنطقة .

فهل كانت تشكيلات الدفاع عن بغداد مستعدة لمثل هذا الاحتمال مع ولوج هذه القوة المحترفة عبر النفق .

كانت الآليات الأمريكية التابعة للخيالة قد أتمت في هذا الوقت عملية انتشارها في المطار وتموضعت بشكل دفاعي داخل وخارج المطار مستعدة لصد أي محاولة من قبل المقاومة والقوات المسلحة للاستعادة المطار .

كانت الأوامر لتشكيلات الدفاع عن بغداد التي كانت متأهبة في جزر قتالية حول المطار للانقضاض على العدو الغاشم ألا تبدأ بالتقدم نحو المطار إلا بعد أن تسمع ثمانية انفجارات هائلة متزامنة ناتجة وفق ما كان شائع عمداً وبأوامر مباشرة بين أفراد القوات المسلحة والمقاومة عن 8 صواريخ تكتيكية من نوع الصمود محملة برؤوس من النوع الخانق "وقود الهواء المتفجر" (ايروفيول) سوف تطلق من شمال بغداد .

وقد تسرب هذا الأمر بشكل ما إلى العدو لأن الخبر انتشر في صفوف تشكيلات الدفاع كما تنتشر النار في الهشيم فاقداً سريته .

وأكد ذلك بدء غربان العدو بالتواجد بكثافة ملفتة في شمال بغداد مع إطلاق حممها على كل ما تشتبه به أن يكون أداة لإطلاق صواريخ الصمود ذات الرؤوس الحرارية .

وبهذا الشكل تمكنت القيادة من تضليل العدو وحيدت جل غربانه عن ساحة المعركة في المطار ليتثنى للمقاومة إبادة العدو وحسم المعركة معه بسرعة مع غياب غطائه الجوي .

وكانت الخطة الجهنمية التي استخدم بها بخار الكيروسين ودانات الهاون الحارقة من قبل الأمن الخاص والقوات الخاصة من بعد 5 كم بدل 200 كلم والتي ضللت حتى الحرس الجمهوري العام ظاناً هذا الأخير أنها صواريخ الصمود فعلاً .

والجديد في الأمر أن القوات الخاصة المعادية في النفق قد صعقت بتكتيك فاق تكتيكها بالسرية و الدقة والأداء وهو تمكن القوات الخاصة العراقية من الضخ الهادئ لغاز الميثان الطبيعي عن طريق أنابيب خاصة موصولة بأنابيب جانبية في جدر النفق قطر تلك الأخيرة 10انشات ولأن غاز الميثان لا لون له ولا رائحة فقد كان سهل الانتشار رغم انعدام حاسة الشم عند العدو بسبب أقنعته الخاصة الواقية تلا ذلك تشغيل لمشاعل ليزر حرارية أخفيت في نقاط معينة في جدران النفق القريبة من مجرى نهر دجلة حيث أحرقت غاز الميثان الذي حرق بدورة علوج العدو ضمن النفق وأزال أثار غاز الأعصاب حرارياً ونتج عنه ضغط شديد انحسر جزء منه ليضغط على مغاليق هيدروليك المتصلة بالنهر الخاصة بأنابيب 10انش الجانبية مما أدى إلى تدفق المياه بشدة من خلالها والتي كانت أقرب إلى فتحة المطار التي كانت أكثر انخفاض من فتحة المنطقة الخضراء بكثير حيث فاضت المياه المتدفقة من خلال فتحت المطار وتدفقت خارج المبنى نحو قوات العدو المنكوبة بمحرقة الكيروسين بسرعة كبيرة لتملئ أرض المطار معلنة البدء لعملية جديدة ضد شتات العلوج قبل أن تعاود المغاليق الهيدروليكية انغلاقها ببطء نتيجة ضغط مياه النهر عليها من الخارج.

وقد تمثلت العملية هذه المرة بصعق كهربائي من خلال توتر عالي جداً أوقع في صفوف العلوج خسائر مضاعفة قبل أن يتوقف هذا التيار ويبدأ الالتحام الأخير مع جنود الحق و يباد العدو المتواجد في المطار عن آخره ؟؟! .

رابط معركة المطار

و للعلم إن مثل هذه الخطة كانت مقررة أن تنفذ في الفلوجة ولكن بشكل أكبر وأعم و أكثر تأثيراً وإيلاماً وكانت ضمن تكتيك " خطة اللحظة الأخيرة " في معركة الفلوجة الأخيرة ولكن لما لم تنفذ هذه الخطة حين إذ بسبب عدم تحقق النصاب المطلوب من علوج العدو داخل الفلوجة و تواجد عدد كبير من أهالي الفلوجة فيها .

أسباب انسحاب القوات المسلحة و المقاومة من الفلوجة

يمكن تلخيص ذلك بسببين رئيسين هما :

أولاً : السبب الإنساني و الوطني المتمثل بالتالي :

1- وقف عملية الإبادة الجماعية التي كان للعلاقمة فيها نصيب الأسد .

2- المبالغة من قبل العدو في استخدام المتاح وغير المتاح من أسلحة الدمار و الفتك إضافة إلى التركيز على الأماكن الآهلة بالسكان من الأبرياء .

3- المنع والاعتقال من قبل العدو لكل من يخرج من الفلوجة بعد احتدام المعارك بين الطرفين و تعرض المعتقلين للقتل والتعذيب.

4- انتشار الأوبئة و التسمم الكيميائي و نقص الطعام والدواء بين سكان الفلوجة وصعوبة تنظيف المدينة من مسببات ذلك وصعوبة دفن الجثث المتعفنة و المتحللة.

5- صعوبة تهريب وإخراج الأهالي إلى أماكن أكثر أماناً وتعرض هذه المحاولات في أكثر من مرة إلى نيران العدو.

6- عدم القدرة على إجبار الأهالي على مغادرة المدينة خشية إحداث شرخ بين المقاومة والشعب الفلوجي ، وتعذر إخفاء الأهالي بمخابئ المقاومة الحصينة إلا من ارتضى أن يكون معصوب العينين في الدخول و الخروج لأن الكثير من الفلوجين يجدون في ذلك مهانة ويصعب أن تفعل ذلك النساء الماجدات في أم المساجد إضافة إلى أن هذه الملاجئ هي مستودع لأسرار العمليات .

7- تفويت الفرصة على العدو بجعل الفلوجة أرض محروقة و مسحها من الخارطة.

ثانياً : السبب التكتيكي و العسكري :

1- تواترت معلومات لاستخبارات المقاومة تؤكد أن العدو بدء يعد العدة بعد أخذ الضوء الأخضر من أداة الشر "بوش الصغير" لاستخدام مبدأ السهم المكسور الذي طبق ضد ألوية فرقة النداء من فرق الحرس الجمهوري ، ولكن هذه المرة من النوع الأخطر وهو متمثل بالقنابل النووية التكتيكية المصغرة فئة B Bomb المعروفة بـ Mininuke التي تساوي 1/10 من قوة تأثير قنبلة " ليتل بوي " التي ألقيت على هيروشيما وقد أكد ذلك التجهيزات التي جهز بها العدو ضد الأشعة وفق معلومات الرصد العسكري والاستخباراتي و الدليل الأخر زيادة عدد العلاقمة ووضعهم دائماً في المقدمة ومما زاد في تأكيد الأمر أيضاً عزل منطقة الفلوجة في الآونة الأخيرة من المعركة عن العالم .

أما سر التحضير لاستخدام السلاح النووي دون البدائل الفعالة كقنبلة الميكروويف الحراري العملاقة المعروفة بهرمجدون (نهاية الأزمنة) رغم شدة خطورتها و فتكها ويكفي ما علمنه عن تأثيرها مع الحرس الجمهوري غرب بغداد في الحواسم الأولى ، هو الأثر الإشعاعي الضار الطويل الأمد حتى على مر الأجيال إضافة لما تضمنه كثرة الاستخدام لهذه القنبلة من إبادة للمقاومة والأهالي على السواء خاصة إذا عرفنا أن الأمريكيين كانوا يعدون لسلاح صدمة أكثر تأثير على النخبة المسلحة التي تدرعت بالأرض ألا وهو قنبلة الأعماق النووية "ديبينيوك" Depinuke لضرب أي نقطة يشك أن تكون مركز لملاجئ حصينة ، لذلك كان لزاماً على المقاومة تفويت الفرصة على ذلك العدو المتغطرس بقوته المفرطة .

2- نجاح المقاومة في رفع معنويات رجال نخبتها في القتال التلاحمي وخفض وتدمير معنويات العدو وإثبات أن المقاومة قادرة على القيام بمعارك كبرى ضد أقوى جيش في التاريخ وفرض سيطرة سريعة وسهلة على مناطق واسعة وكل ذلك بعزيمة الإيمان وجبروت البابليين الذين سادوا العالم لحقبة طويلة من الزمن حتى أن عملاق الإسلام الفاروق رضي الله عنه كان يستخدم جند المسلمين من أهل العراق في فتح الحصون العسيرة وفي المعارك الصعبة فهؤلاء أولي البأس الشديد الذين ُتوجوا بالإسلام لتزيد عظمتهم عظمة.

3- استنزاف النخبة المحترفة لدى العدو و إجباره على مضاعفة عدد قواته بشكل أثر على ميزان الأمن العسكري حتى في أمريكا نفسها فالجيوش المعاصرة لا تعتمد على الكثرة العددية بسبب ارتفاع تكلفتها وخاصة إذا كانت نوعية كما في جيوش الغرب ومنهم فرعون العصر أما الغاية من جر أمريكا لزيادة قواتها هو لتفعل حرب العصابات فعلها بشكل أكبر وأكثر إيلاماً من قبل .

ونشهد اليوم رغم تكتم العدو وإعلامه العميل حرب عصابات لا هوادة فيها فحرب الكمائن و العبوات الناسفة أصبحت اليوم بنسبة 75% بيد القوات الخاصة والحرس والأمن الخاص أي نخبة النخبة فمثلاً تم تطوير العبوات الناسفة بحيث تصبح ذاتية التفجير وليست ارتجالية يتم تفعيلها كودياً بأي وقت لتبدأ مستشعراتها المبرمجة بالتعامل مع العدو بالشكل المناسب لتحدث انفجار إما انشطاري لزيادة عدد الإصابات في صفوف العدو أو حراري يحوي الباريوم الحراري (ثيرموباريك) أو الوقود الغازي (ايروفيول) لإيقاع أكبر الضرر في القوافل الصغيرة والمتوسطة ولتدمير الدبابات بشكل كامل ومؤكد بعبوات أصغر من العبوات التقليدية المضادة للدبابات التي كان يصل وزنها إلى 700 كغ كما تم استخدام نوع جديد هو الوثاب من العبوات ضد السمتيات والآليات السريعة بأنواعها ومبدأ هذه القذائف بالتعامل الكاشف للأهداف إما سلبي عن طريق مستشعرات صوتية أو حرارية أو إيجابي بالليزر و هي تعمل ذاتياً بعد تفعيلها ومبدأ عملها هو إطلاق قذيفة سهمية تنطلق بسرعة فرط صوتية تصل إلى 1500 م/ث وهو أمر يعكس فاعليتها ضد الجو عن مسافات قريبة أما إسقاط النفاثات فيكون بالأفخاخ الليزرية التي تكلمنا عنها سابقاً.

ويتم اليوم قصف المقرات والثكنات والمعسكرات المعادية بأنظمة قصف مدفعي وصاروخي غير مأهولة ومسمته ضد أهداف منتخبة بعناية شديدة وبشكل موقوت دون تدخل بشري مباشر ولمرة واحدة.

كما زاد الاعتماد على القناصين والسيارات المفخخة بشكل ملفت حتى للإعلام الصامت وبمعنى أخر أن الحرب اليوم في نظر العدو هي ضد أشباح َيرون ولا ُيرون .

إلا أنه في الأيام الأخيرة ظهر شئ جديد فيه تحدي شديد وهو ما عرف بالسيطرة الساعية للحرس الجمهوري العام على الأحياء والمدن والمناطق وبدأت هذه الظاهرة مع إعلان العدو أنه سوف ينسحب من العراق وكان أكبر أشكال هذه السيطرة في بغداد مع بدأ التحريض القذر المعادي على الحرب الأهلية بشكل غير مباشر نتيجة الأحداث الأخيرة المفتعلة في بعض الأماكن المقدسة في الجنوب العراقي وامتدت ظاهرة السيطرة للحرس الجمهوري حتى إلى الأنبار و محافظة صلاح الدين .

مما أدى إلى زيادة اعتماد العدو على قوة التدخل السريع المتمثلة بالرينجرز و الايربون والسمتيات الهجومية وزادت أعداد الطائرات المعروفة بالمدفعية الجوية "سبكتر " مع إدخال النوع الأحدث منها المعروف بالتنين السحري " سبوكي " الأكثر دقة و غزارة للنيران والأكثر فتكاً إضافة إلى زيادة الاعتماد على ما عرف عند العدو بمغاوير وزارة الداخلية .

والمقاومة الهادئة نسبياً اليوم ضد الحملة التي عرفت اليوم بهجوم النحل ما هي إلا لتفويت الفرصة على العدو لمنعة من القيام بمجازر إبادة ضد أهل السنة في العراق على يد العلاقمة للإشعال الحرب الطائفية بصورة معلنه لا هوادة فيها إضافة إلى عملية تشريد قد تكون الأكبر في التاريخ المعاصر ، أم الهدف الثاني للمقاومة هو منع العدو من استثمار مبدأ السهم المكسور الإجرامي ضد النخبة المقاومة في المواجهات الكبرى على علماً أن العدو خطط أن تكون جل خسائره من العلاقمة فالمقرر أن يكونوا كبش الفداء لطغيان فرعون العصر أي أن الخسارة في كل الأحوال هي من أبناء العراق و بعض مرتزقة العدو الذي لا حقوق لهم عند أسيادهم .

التعليقات