مصدر اسرائيلي رفيع يقر بفشل اسرائيل بتجنيد العالم لمحاربة حماس

غزة-دنيا الوطن

قالت مصادر اسرائيلية، اليوم الاحد، ان اسرائيل تشعر بالقلق ازاء تصدع موقفها الرافض لاعتراف العالم بحركة حماس بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية، وانها قررت في ضوء فشلها التأثير المباشر على الرأي الدولي، "تخفيف حدة تدخلها" في الدعوة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقادة حماس لزيارة موسكو، والاتكال على الموقف الاميركي الذي يطالب القيادة الروسية التمسك بقرارات "الرباعي الدولي" بشأن التعامل مع حماس.

وحسب ما نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية فان الموقف الاميركي لا يعارض اللقاء بين بوتين وقيادة حماس، شريطة ان تطرح روسيا على قادة الحكومة الفلسطينية المقبلة الشروط الاسرائيلية التي تبناها الرباعي، وفي مركزها الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقيات التي تم توقيعها بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وخارطة الطريق. وحسب الصحيفة ابلغت الادارة الاميركية اسرائيل، في نهاية الاسبوع المنصرم ان الروس وعدوها بعدم تغيير موقفهم وانهم سيطرحون خلال اللقاء مع قادة حماس "مطالب المجتمع الدولي".

ويستدل مما نقلته صحيفة "معاريف" الاسرائيلية عن مصدر اسرائيلي رفيع اقرار اسرائيل بفشل محاولاتها الحثيثة لاقناع العالم بتكريس جهوده لمحاربة حماس وتقديم مصالح اسرائيل على مصالحه. وقالت الصحيفة ان "الصراع الاسرائيلي لعزل حماس يواجه مصاعب جمة مع اتساع التصدعات في الجبهة الدولية". ونقلت عن المصدر قوله ان لكل دولة مصالحها الخاصة وهي ليست متفقة بالضرورة مع مصالح اسرائيل. واضاف ان وجهة النظر الروسية التي تدعو الى الحوار مع حماس باتت تتبناها الكثير من الدول. وقال: "الناس لا يعرفون كيف يواجهون حماس ويتخوفون من التوجه المتشدد الذي تقوده اسرائيل واميركا. الدبلوماسيون يصغون الى تفسيراتنا، لكنهم يفعلون شيئا اخر. العالم لا يحب المواجهات، واوروبا تريد انهاء كل شيء بهدوء".

وفيما تتهم اسرائيل روسيا بالمسؤولية عما تسميه "تصدع الموقف الدولي من حماس"، حسب ما قاله مصدر اسرائيلي للاذاعة الاسرائيلية صباح اليوم الاحد، اتهمت مصادر يمينية الحكومة الاسرائيلية بالذات بتصدع الموقف الدولي. وزعمت هذه الجهات ان قرار رئيس الحكومة بالوكالة ايهود اولمرت تحويل المستحقات المالية للفلسطينيين في الشهر الجاري، هو الذي ادى الى تصدع الموقف الدولي!

من جهتها اكدت روسيا على لسان وزير دفاعها سيرغي ايفانوف، امس السبت، ان على اسرائيل التعود على فوز حماس في الانتخابات والذي بات حقيقة واقعة. واضاف في رده على مطالبة وزير الامن الاسرائيلي موفاز له باعادة النظر في قرار دعوة وفد حماس لزيارة موسكو ان العالم كله سيعترف بحماس وان على اسرائيل ان تقر بان وصول حماس الى السلطة بات حقيقة واقعة.

وكان شاؤول موفاز ووزيرة الخارجية تسيفي ليفني قد واصلا، خلال الاسبوع المنصرم، محاولاتهما اليائسة للتأثير على روسيا لالغاء الدعوة الموجهة لقيادة حماس. وذهب موفاز الى حد تحريض الروس على حماس، من خلال المقارنة بين حماس والشيشان قائلا ان حماس بالنسبة لاسرائيل هي مثل الشيشان بالنسبة لروسيا!

وجاء اللقاء بين شاؤول موفاز ونظيره الروسي سيرغي ايفانوف، على هامش مؤتمر وزراء الدفاع في حلف الناتو المنعقد في ايطاليا.

وقال مصدر اسرائيلي ان موفاز انتقد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة وفد من حماس لاجراء محادثات رسمية في القيادة الروسية، وادعى ان موسكو تفتح ابوابها امام تنظيم "ارهابي" في الوقت الذي تدعو فيه الى التعاون الدولي لمحاربة "الارهاب".

وقالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، ان ايفانوف ابلغ موفاز ان دعوة قادة التنظيم الى موسكو تستهدف التوضيح لهم بأن العالم لن يتقبلهم الا اذا اعترفوا باسرائيل واوقفوا العمليات".

وحسب المصدر الاسرائيلي تم الاتفاق خلال لقاء موفاز -ايفانوف، على تأجيل ارسال 50 مدرعة كان من المقرر ان ترسلها روسيا الى السلطة الفلسطينية.

من جهتها اجرت ليفني، امس، محادثات مع نظيرها الفرنسي فيليب دوست بلازي، في اعقاب اعلان باريس عن دعمها لمبادرة بوتين. وحسب "هآرتس" ابلغ الوزير الفرنسي نظيرته الاسرائيلية "تمسك فرنسا بالشروط الثلاثة التي طرحها الرباعي الدولي".

التعليقات