ميثاق حماس يحتوي على 36 مادة ولا يشير الى تدمير او تصفية اسرائيل

غزة-دنيا الوطن

كثر الحديث مؤخرا عن ميثاق حركة حماس ودعوته لتدمير اسرائيل او تصفيتها، خاصة في اعقاب الفوز الكاسح الذي حققته الحركة في الانتخابات التشريعية الثانية التي جرت في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي .

ودفع هذا الفوز الكبير بأطراف اسرائيلية واجنبية للادعاء بأن ميثاق حماس يشير ويدعو الى تدمير اسرائيل والغاء وجودها، وان على الحركة الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والتخلي عن سلاحها كشرط مسبق للتعامل معها بعد تشكيلها الحكومة.

وقامت حماس من جانبها باعطاء اشارات وتطمينات لمختلف الجهات المحلية والاقليمية والدولية واسرائيل، تعبر عن مواقف واقعية، لتجاوز حالة الضغط التي نشأت بعد الفوز بأغلبية المقاعد .

ورغم تكرار تلك الادعاءات الا ان مراجعة لميثاق حركة حماس الذي كتب بتاريخ 18/8/1988 الموافق 1 محرم 1409هـ يتبين " عدم وجود أية اشارة او نص حول تدمير اسرائيل او الغاء وجودها او تصفيتها " .

فقد جاء في المادة الخامسة عشرة من الميثاق تحت عنوان >الجهاد لتحرير فلسطين فرض عين< "يوم يغتصب الاعداء بعض ارض المسلمين فالجهاد فرض عين على كل مسلم وفي مواجهة اغتصاب اليهود لفلسطين لا بد من رفع راية الجهاد " .

وتتطرق هذه المادة الى الموقف الشرعي ازاء احتلال اراض تابعة للمسلمين، ومع ذلك فليس هناك نص صريح وواضح وحازم تجاه الدولة العبرية، بشأن الغائها من الوجود او تدميرها، او اية اشارات حول العمل العسكري والمسلح كأسلوب وحيد ومستمر للتعامل مع اسرائيل.

ومع ان الميثاق تناول الهجمة الصهيونية على فلسطين، وضرورة توحيد الجهود العربية والاسلامية لمواجهتها، فقد جاء ايضا في المادة الثانية والثلاثين " وفي دائرة الصراع مع الصهيونية العالمية تعتبر حركة المقاومة الاسلامية نفسها رأس حربة او خطوة على الطريق وهي تضم جهودها الى جهود كل العاملين على الساحة الفلسطينية " .

ومنذ انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية ونشر ميثاقها، فقد اتضح انها كانت تحمل موقفا ايجابيا من منظمة التحرير، فقد جاء في الباب الرابع من الميثاق وفي المادة السابعة والعشرين تحت عنوان الموقف من منظمة التحرير ما يلي " منظمة التحرير الفلسطينية من اقرب المقربين الى حركة المقاومة الاسلامية، ففيها الاب او الاخ او القريب او الصديق، وهل يجفو المسلم اباه او اخاه او قريبه او صديقه، فوطننا واحد ومصيرنا واحد وعدونا مشترك " .

وفيما يتعلق بالمبادرات والتسويات السياسية، يتبين من ميثاق حركة حماس انها لم تكن تعلن موقفا حازما وصارما بشأنها، ويمكن القول ان موقفها كان منتقدا لها اكثر مما هو رافض لها من حيث المبدأ، ومع ذلك اعتبرت ان أي تفريط في جزء من فلسطين هو تفريط في جزء من العقيدة .

وجاء في المادة 13 من ميثاق حماس حول نفس الموضوع " لا نرى ان تلك المؤتمرات يمكن ان تحقق المطالب او تعيد الحقوق او تنصف المظلوم " .

التعليقات