الشيخ ابو طير:حماس استطاعت من خلال اتصالٍ واحد مع جهة عربية الحصول على مبلغ 100 مليون دولار ويمكن القياس على ذلك في العديد من الاتصالات

الشيخ ابو طير:حماس استطاعت من خلال اتصالٍ واحد مع جهة عربية الحصول على مبلغ 100 مليون دولار ويمكن القياس على ذلك في العديد من الاتصالات
غزة-دنيا الوطن

أكّد الشيخ محمد أبو طير، أحد قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنّ الحركة ستستطيع توفير الدعم المالي المطلوب للفلسطينيين من خلال قنوات أخرى.

وقال الشيخ محمد أبو طير، والذي كان يحمل الرقم 2 على قائمة "التغيير والإصلاح" النسبية، وهو من سكان قرية "أم طوبا" قرب القدس المحتلة، إنّ الحركة استطاعت من خلال اتصالٍ واحد مع إحدى الجهات العربية الحصول على مبلغ 100 مليون دولار. ويمكن القياس على ذلك في العديد من الاتصالات واللقاءات مع أطراف عربية ودولية أخرى.

ودعا أبو طير جماهير الشعب الفلسطيني إلى عدم التخوّف، مؤكّداً أنّ رواتب الموظفين ستُصرَف بأسرع وقتٍ ممكن، وأنّ حماس لن تُعدَم وسيلةً في تأمين نفقات الشعب الفلسطيني.

وأضاف أبو طير أنّ حماس وخلال تشكيلها للحكومة المقبلة، سيكون من الأهمية بمكان أنْ تحتفظ بوزارة شؤون القدس مثلاً، نظراً لأهمية قضية القدس وما طرأ عليها من تهميش وتغييب، ولكن ذلك ما زال مرهوناً بالتشكيلة النهائية للحكومة.

وكشف الشيخ أبو طير عن أنّ هناك قنواتٍ ما زالت جارية بين حماس والاتحاد الأوروبي، على الرغم من كون الحركة ليست بحاجة كبيرة لدعمه، "ولن يتحوّل الشعب الفلسطيني يوماً إلى متسوّلٍ مقابل كرامته، ولكن ما يهمّنا أنّ هناك إصراراً أوروبيّاً للحديث والحوار مع حماس" كما قال. وأكّد: "أنّ مجموعة من اللوردات البريطانيين قدِموا لزيارتي في منزلي ومن المقربين لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وأكّدوا أنّ حكومتهم تسعى لإقامة حوار مع حماس وتفاهمات دون اللجوء إلى معاداتها"، منوّهاً إلى أنّ ما يجري إعلامياً اليوم هو عملية ابتزاز من أجل أنْ تظهر حماس للعالم بصورة متنازلة، "ولكن هيهات من هذا" حسب تعبيره.

ونفى أبو طير أنْ يكون الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" قد قام بضغوطاتٍ على الحركة من أجل تغيير مبادئها أو الاعتراف بـ"إسرائيل" من أجل استمرار الدعم المادي، وقال: "إنّ الرئيس أبو مازن لم يمارسْ علينا أية ضغوطات، وهذا الرجل لم يخذلنا في الماضي، ولن نخذله مستقبلاً في أيّ شأنٍ لا يكون على حساب ثوابتنا الفلسطينية".

وبخصوص التصريحات التي أدلى بها نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطيني، حول أنّ الحكومة الفلسطينية المقبلة ستكون استمراراً للحكومة السابقة في الحفاظ على الثوابت الفلسطينية وعلى قرارات منظمة التحرير وعلى التزاماتهم، قال أبو طير إنّ: "حماس عندما تكلّف بتشكيل حكومة فإنّ لها ثوابتها المعلنة للملأ والتي لن تتنازل عنها لا في الحال ولا في الاستقبال، ومن ثم إنْ أراد العالم أنْ يتعامل مع حماس على هذا الأساس فله ذلك، وإنْ لم يرِدْ فهذا شأنه".

وأضاف أنّ حكومةً تشكّلها حماس سيكون معروفاً على أيّ قاعدة تعمل، مشيراً إلى أنّ الشعب الفلسطيني من خلال الانتخابات الأخيرة أعطى حماس ثقته وحمّلها أمانة، وأنّ الحركة لن تخونَ هذه الأمانة، ومن ثم فإنّ إمكانية أنْ تشكّل حكومة وحدها واردة مائة بالمائة، لكن حماس لا تسعى إلى تكرار تجربة التفرّد، وطيلة الفترة الماضية كانت ولا زالت تعمل على لملمة الأطراف الفلسطينية التي اشتركت وإياها في المقاومة والدم، واعتبرتهم أنهم شركاؤها أيضاً في المصير والبناء، من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولكن في حال نأوا بأنفسهم عن هذا الحمل، فإنّ حماس مستعدة لكافة الخيارات.

وأكّد أبو طير، بخصوص تشكيل الحكومة المقبلة، أنّ استراتيجية حماس في هذه المرحلة تقوم على اختيار شخصيات من ذوي الاختصاص، ولن يكون غالبية الوزراء من نواب المجلس التشريعي، في إشارةٍ إلى إمكانية أنْ يكون جانب من الوزراء من "التكنوقراطييين"، على قاعدة أنّ الشعب الفلسطيني لا تنقصه الخبرات من الشخصيات الفعالة والأكاديميين في الجامعات.

وفي إجابةٍ له عن سؤالٍ حول وجود شخصيات من فصائل أخرى غير "فتح" في الحكومة، قال أبو طير إنّ الحركة طرحت المشاركة على عدة فصائل فلسطينية، ولم تستثنِ أحداً، وأنّ هناك بعض الردود الإيجابية بهذا الشأن من عدة فصائل.

ورحّب الشيخ محمد أبو طير بفكرة مشاركة نساءٍ من حماس في الحكومة المقبلة، قائلاً: "إنّ هذا أمر طبيعي قبلناه من قِبَل، وتحدّيْنا العالم في مسألة حقوق المرأة ومشاركتها السياسية، ونعترف جميعاً أنّ المرأة تشكّل نصف مجتمعنا وهنّ شقائق الرجال، وليس بعيداً أنْ نشهد وجود امرأة في حكومة تشكلها حماس".

وعلى هامش حديثه، أكّد أبو طير أنّه كان من بين الشخصيات التي عُرِض عليها تسلم وزارات بعينها، لكن الحديث حتى اليوم ما زال قيد البحث والدراسة، وقال الشيخ: "إنما أنا جنديّ في هذه المسيرة، وأينما قُيِّد لي أنْ أكون سأكون على رأس عملي وسيكون هذا رغبةً للمصلحة العليا لا رغبة شخصيةً مني".

التعليقات