الاجهزة الامنية في تل أبيب: حماس تحضّر لمواجهة دموية لم يشهدها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني

غزة-دنيا الوطن

كشفت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية في عددها الصادر الجمعة النقاب عن ان وزير الامن الاسرائيلي شاؤول موفاز، عقد ليلة الخميس اجتماعا سريا هو الاول من نوعه لتقييم تداعيات وتبعات انتصار حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وقالت الصحيفة ان قادة الاجهزة الامنية شاركوا في الاحتماع وهم: رئيس الاستخبارات الخارجية (الموساد)، الجنرال المتقاعد مئير داغان، ورئيس جهاز الامن العام (الشاباك) يوفال ديسكين، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال اهارون يدلين. وتابعت الصحيفة استنادا الي مصادر رفيعة المستوي في الاجهزة الامنية الاسرائيلية ان المجتمعين توصلوا الي نتيجة بأنه علي الدولة العبرية العمل بكل قوتها العسكرية والدبلوماسية لمنع اقامة ما اسمته دولة (حماس)، لان اقامة مثل هذه الدولة ستؤدي الي حرب طاحنة بين الاسرائيليين والفلسطينيين وان دائرة العنف بين الطرفين ستكون قاسية ولم يشهدها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في السابق. وتابعت المصادر انه خلافا للتصريحات المعتدلة التي يطلقها في الفترة الاخيرة قادة (حماس) في الداخل والخارج، فان الحركة لم ولن تتنازل عن سعيها الي القضاء علي الدولة العبرية، معتبرة هذه التصريحات محاولة من الحركة لصد الهجمة الامريكية والاوروبية عليها.

وقال المراسل العسكري للصحيفة عمير راببورت، الذي اورد النبأ ان جميع القادة الامنيين الاسرائيليين اتفقوا علي ان الدولة العبرية مقدمة علي حرب استنزاف قاسية، وانهم تحدثوا عن تحليلات متشائمة للغاية بخصوص العلاقة مع الفلسطينيين في عهد سيطرة حماس علي زمام الامور في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.

واشارت الصحيفة الي انه بعيد الاعلان عن فوز (حماس) في الانتخابات سمعت اصوات في اسرائيل قالت ان ذلك ليس نهاية العالم وان الحركة ستبدأ عملية الاعتدال لتكون مقبولة من المجتمع الدولي، ولكن في الاجتماع المذكور اجمع المشاركون بناء علي التقارير الامنية التي وضعت امامهم بان (حماس) لن تتجه الي الاعتدال، وانها ستواصل السعي الحثيث للقضاء علي اسرائيل وستستعين بايران وبسورية من اجل تحقيق اهدافها. كما اجمع المشاركون علي ان الحركة تريد ان تنضم الي ما اسموه محور الشر الذي تقوده ايران ومنظمة حزب الله اللبنانية، وهذا المحور يسعي هو الاخر الي القضاء علي الدولة العبرية، حسب ما قاله مسؤول امني اسرائيلي لـ(معاريف). واشار المسؤول الامني الاسرائيلي الذي شارك في الاجتماع الي ان (حماس) ستسعي الي السيطرة علي مؤسسات السلطة الفلسطينية وعلي قوات الامن الفلسطينية، وان اخراج هذا البرنامج الي حيز التنفيذ يضع اسرائيل امام خطر داهم، وعليها الاستعداد لمواجهته بكل ما اوتيت به من قوة عسكرية.

وبالتالي اوصي المشاركون في نهاية الاجتماع بضرورة قيام اسرائيل بحملة عالمية لنزع الشرعية عن (حماس) ومنعها من تعيين رئيس للسلطة الفلسطينية خليفة لمحمود عباس (ابو مازن) مع ذلك توصل المشاركون في الاجتماع الي اجماع بان الشعب الفلسطيني لم يصوت لحركة حماس من منطلقات ايديولوجية، انما كان نمط توصيته نابعا من عملية احتجاجية ضد ممارسات السلطة الفلسطينية، واستفراد حركة (فتح) بالقرار الفلسطيني وبتحديد الاجندة السياسية، علاوة علي رفض الشعب الفلسطيني استشراء الفساد في مؤسسات السلطة.

ونقل الصحافي الاسرائيلي عن المسؤول الامني قوله انه يتحتم علي اسرائيل والمجتمع الدولي العمل بشكل مكثف لاصلاح الخطأ الذي ارتكبه الشعب الفلسطيني بانتخابه (حماس).

اما فيما يتعلق باجراء مفاوضات اسرائيلية مع (حماس)، فأكدت المصادر ان الموضوع ليس مطروحا بالمرة علي بساط البحث، وان الحكومة الاسرائيلية لن تجري مع التنظيم الفلسطيني اية اتصالات في اية حالة من الاحوال.

وتابعت الصحيفة قائلة ان النقطة الايجابية الوحيدة في انتصار (حماس) علي فتح في الانتخابات هو انها كشفت الوجه الحقيقي للسلطة الفلسطينية، التي تتلقي المعونات من الدول المانحة، ولكنها لم تفعل شيئا من اجل محاربة الارهاب الفلسطيني. واكدت الصحيفة ان الاجتماع الاسبوعي للحكومة الاسرائيلية الذي يعقد الاحد يتناول لاول مرة بصورة جدية تبعات فوز (حماس) في الانتخابات بهدف تحديد الاستراتيجية الاسرائيلية لمواجهة هذا الخطر المحدق، كما قال مسؤول اسرائيلي للصحيفة، التي نقلت عن وزير الامن شاؤول موفاز قوله خلال الاجتماع ان عمليات الاغتيال ستستمر وستشمل جميع النشطاء الفلسطينيين من كل التنظيمات الفلسطينية . وقال موفاز: لا يوجد من هو محصن. نحن سنستعمل كل الوسائل المتوفرة من اجل ضرب قادة الارهاب ضد اسرائيل، من ينفذ ضدنا الإرهاب سيحكم عليه مثل كل احكام نشطاء الارهاب من دون الأخذ بعين الاعتبار انتماءه الحزبي.

التعليقات