مشاورات قيادة الداخل والخارج في حماس: أربعة مرشحين لحكومة ائتلافية لا تضم فتح

مشاورات قيادة الداخل والخارج في حماس: أربعة مرشحين لحكومة ائتلافية لا تضم فتح
غزة-دنيا الوطن

أسفرت مشاورات قيادتي الداخل والخارج في «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) في دمشق عن وضع خطوط عريضة لأسس التحرك في المرحلة المقبلة، من بينها حسم خيار تشكيل حكومة ائتلافية لا تضم «فتح»، وترشيح اربعة اشخاص لتشكيلها. وخلال المناقشات، لوحظ تباين بين مواقف الداخل التي اتسمت بالواقعية، وبين مواقف الخارج التي اتسمت بالتشدد، في وقت لوح رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل بالدعوة الى النفير العام، مشيراً ايضاً الى ان «حماس» لن تعترف مطلقاً بإسرائيل لكنها ستتفاوض على شروط هدنة طويلة الأمد.

ومن المقرر أن يبدأ وفد من «حماس» جولته العربية والاسلامية بعد غد الاثنين من مصر حيث دعا الرئيس حسني مبارك الحركة الى الاعتراف باسرائيل ان هي ارادت تشكيل الحكومة. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» امس ان وفد «حماس» برئاسة مشعل وعضوية قياديين في الداخل بينهم هنية وسعيد صيام ونزار ريان سيصل الى القاهرة الاثنين لاجراء محادثات مع مبارك ووزير خارجيته احمد ابو الغيط ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان، مشيرة الى ان هذه المحادثات ستكون «أساسية في حسم الخيارات واحتمال حصول لقاء مع الرئيس محمود عباس». من جانبه، رجح عباس في غزة تكليف «حماس» تشكيل الحكومة، لكنه دعاها الى احترام التزامات السلطة.

وكان مشعل شارك امس في اداء صلاة الجمعة في جامع المرابط في حي المهاجرين في دمشق في حضور سفراء عرب وشخصيات سورية، وذلك ضمن الخطوات العلنية التي سمحت بها سورية لـ «حماس» منذ فوزها بالانتخابات.

وكرر مشعل مواقف «حماس» في ما يتعلق بـ «التحذير من حشرنا بالزاوية سواء بعامل الزمن او بالتلويح بقطع المساعدات». وقال: «اذا بقيتم تحاصروننا وتجوعوننا وتستمرون بالاحتلال، فإننا في حماس سندعو الى نفير عام وسيتحول الشعب الفلسطيني كله الى مقاومة»، قبل ان يجدد رفض الاعتراف باسرائيل والتنازل عن المقاومة.

وكان وفد من «حماس» اجرى في الايام الماضية مشاورات مع قيادة الخارج، وقال نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق لـ «الحياة» ان المشاورات استهدفت «تنسيق المواقف ازاء المرحلة المقبلة»، رافضاً محاولة عباس فرض أي شروط على الحركة، وقال: «لديه لوائح وقوانين يجب ان يطبقها... يجب ان يدعو بعد اسبوعين من الانتخابات، الى اجتماع للمجلس التشريعي الجديد ليصدر مرسوماً بتشكيل الحكومة».

كما رفض ابو مرزوق اقتراح اعضاء في الكونغرس تقديم قانون لقطع المساعدات عن السلطة، وقال «ان ممارسة الضغوط في هذا الشكل تضر بصدقية اميركا وتقلل من تأثيرها. اسلوب الضغط ليس الاسلوب الامثل في التعاطي مع خيارات الشعوب. ولا يجوز ان يعاقب الشعب الفلسطيني على خياراته التي اتخذها بالديموقراطية، وهي من الادوات الغربية».

وخلال المناقشات بين قيادتي الداخل والخارج ظهر بعض الاختلاف بين واقعية صيام ازاء اتفاق اوسلو والاتفاقات الاخرى، وبين تشدد بعض قيادات الخارج. وأوضح ابو مرزوق: «هناك وجهات نظر هنا وهناك، لذلك فإن التشاور مهم قبل اتخاذ قرار نهائي ووضع تصور للبرنامج الحكومي على اساس البرنامج الانتخابي المتعلق بالاصلاح والتغيير».

ومن الأمور التي تم «حسمها نهائيا» خلال اجتماعات قيادات «حماس»، كان قرار القيادة «تشكيل حكومة ائتلافية تضم القوى التي شاركت في الانتخابات باستثناء «فتح» التي ليست في وارد المشاركة». وقالت المصادر ان «حماس» عرضت على قيادة «الجهاد الاسلامي» خلال اجتماع موسع عقد اخيراً في دمشق المشاركة في الانتخابات، وان الاخيرة «وعدت بعدم وضع العصي في الدواليب». وكانت «سرايا القدس» التابعة لـ «الجهاد» تبنت امس اطلاق صاروخين من طراز «قدس 3» استهدفا جنوب اسرائيل وأسفرا عن جرح اربعة اسرائيليين، في هجوم قالت انه يأتي «نصرة للرسول» محمد بعد نشر صحف دنماركية ثم اوروبية رسومات كاريكاتورية اعتبرها المسلمون مسيئة.

وحسب المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» من قيادة «حماس»، هناك اربعة مرشحين لتشكيل الحكومة، اثنان من «حماس» هما هنية (كخيار اول) او محمود الزهار، واثنان مستقلان هما رئيس مجلس الامناء في الجامعة الاسلامية في غزة جمال الخضري كخيار اول، ووزير الصناعة الحالي مازن سنقرط، وعلى الاغلب سيتم ترشيح هنية او الخضري. يضاف الى ذلك وجود مرشحين مستقلين آخرين للمشاركة في الحكومة، بينهم وزير المال سلام فياض ومصطفى البرغوثي وزياد ابو عمر، اضافة الى عضو المجلس التشريعي السابق معاوية المصري. وعما تردد عن وجود احتمال التوصل الى صيغة تتسلم بموجبها السلطة الشؤون الخارجية و «حماس» الشؤون الداخلية، قالت مصادر «حماس» ان هذا «ليس وارداً على اساس ان فتح لن تكون في الحكومة».

التعليقات