رئيس جمعية الهلال الأحمر: اتفاقنا مع نجمة داود الإسرائيلية يتيح لنا تقديم الخدمة لأبناء شعبنا في القدس الشرقية

رئيس جمعية الهلال الأحمر: اتفاقنا مع نجمة داود الإسرائيلية يتيح لنا تقديم الخدمة لأبناء شعبنا في القدس الشرقية
غزة-دنيا الوطن

كشف، اليوم، السيد يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر أن الاتفاقية التي وقعتها الجمعية مع نجمة داود الحمراء الإسرائيلية تتيح للجمعية تقديم الخدمة لأبناء شعبنا في القدس الشرقية.

ورفض الخطيب في مؤتمر صحفي عقده في مكتبه في مدينة البيرة في الضفة الغربية، أن يكون هذا الاتفاق قد أبرم بضغط سياسي على الجمعية، مشدداً على أن جمعية "الهلال" انتهزت الفرصة في الوقت الذي كان هنالك اتجاه لبلورة بروتوكول ثالث لاتفاقية جنيف لتحقيق بعض المكاسب التي تسهل عملها.

وأشار إلى أن توقيع نجمة داود الإسرائيلية على هذا الاتفاق، الذي يضمن أن اتفاقية جنيف تسري على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، هو إنجاز كبير، لأنه لأول مرة تعترف فيه إسرائيل بانطباق اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م، الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب على الأراضي الفلسطينية.

وقال: يجب عدم تفسير الترتيبات الميدانية الواردة في هذا الاتفاق تفسيراً سياسياً أو قانونياً بأي نحو كان، وإنما يتعين تفسيرها كترتيبات عملية ترمي إلى تسهيل اضطلاع "الهلال" و"نجمة داود" بمهامهما الإنسانية بأكبر قدر ممكن، وذلك بموجب أحكام القانون الإنساني الدولي وميثاق الحركة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر ولقواعدها ومبادئها الأساسية.

وأكد أن الجمعيتين اتفقتا على أن تساعد نجمة داود جمعية الهلال الأحمر من خلال الضغط على السلطات الإسرائيلية المعنية، لتأمين حرية الحركة لسيارات الإسعاف وغيرها من السيارات التابعة لجمعية الهلال الأحمر عبر كافة الأراضي الفلسطينية، بهدف توفير الخدمات الطبية العاجلة وغيرها من الخدمات الإنسانية.

وعبر السيد الخطيب عن أمله بأن يكون الجانب الإسرائيلي جاداً في تنفيذ هذا الاتفاق، وتمكين سيارات جمعية الهلال الأحمر وسيارات الإسعاف التابعة لها وموظفيها من الوصول إلى كافة المواطنين الذين يحتاجون الخدمات الطبية العاجلة وغيرها من الخدمات الإنسانية، بعيداً عن المعيقات الجمة الموجودة على الأرض.

وأضاف: يفترض أن تقوم السلطات الإسرائيلية بعد هذا الاتفاق ولضمان حرية حركة طواقم الإسعاف والطوارئ بتخصيص ممرات سريعة على الحواجز، حتى المغلقة منها بوجه حركة المواطنين الفلسطينيين.

وأوضح أن جمعية الهلال الأحمر لا تحتاج إلى تصاريح للعمل في المناطق المحتلة عام 1967م، مشيراً إلى أن إسرائيل إذا صدقت بتنفيذ هذا الاتفاق فستكون عملية نقل المرضى بين الضفة وغزة، وعلى الحدود الفلسطينية الأردنية أسهل من أي وقت مضى.

وأكد أنه بموجب الاتفاق ستتمكن سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر من الوصول إلى المدينة المقدسة، والتمركز في مستشفى الولادة التابع للجمعية في القدس الشرقية، وتسهيل الوصول إلى المستشفيات والخدمات الطبية وغيرها من الخدمات الإنسانية.

ولفت إلى أنه بهذا الاتفاق "استطعنا أن نربط عضوية نجمة داود الحمراء بعضوية جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وللعلم الهلال ليس عضواً كاملاً باللجنة الدولية للصليب الأحمر، بل نحن أعضاء مراقبون، بسبب عدم وجود شرط الدولة المستقلة المعترف بها بالأمم المتحدة، وكذلك نجمة داود عضواً مراقباً، وليس كاملاً".

وعبر عن أمله بأن يتم الاعتراف بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كعضو كامل باللجنة الدولية، وهذا يعتبر اعترافاً بوجود دولة فلسطينية مستقلة.

وأوضح أن من أهم الضمانات لتنفيذ هذا الاتفاق هو أنه تم برعاية الحكومة السويسرية، وتضمن قيام لجنة مشتركة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر، وممثلين عن الحكومة السويسرية بزيارات ميدانية للإشراف على التنفيذ.

وأشار إلى أن وجود الرقابة الدولية في الأراضي الفلسطيني هو مطلب فلسطيني، وأن هذا الأمر سيمكن الجمعية من الحديث مع المجتمع الدولي ضمن برنامج محدد للتطبيق، ومفاصل واضحة حسبما وردت في الاتفاق مع نجمة داود.

وقال السيد الخطيب: يجب عدم إعطاء هذا الموضوع صبغة سياسية فنحن أردنا من هذا الاتفاق ضمان حرية طواقم الإسعاف، وحرية تنقل المرضى، وتوفير الحماية للطواقم الطبية، لتقديم خدمة أفضل للمرضى والجرحى.

وأكد على أن الاتفاق إيجابي، وبخاصة أنه نص على أن نجمة داود تقر بأن جمعية الهلال الأحمر هي الجمعية الوطنية المفوضة بالأراضي الفلسطينية، وأن هذه الأراضي تقع ضمن النطاق الجغرافي الذي تغطيه النشاطات الميدانية وحدود ولاية هذه الجمعية.

ومن الجدير ذكره، أن مذكرة التفاهم الموقعة في جنيف مؤخراً، تضمن قيام جمعيتي نجمة داود الحمراء الإسرائيلية والهلال الأحمر الفلسطيني بتعزيز تعاونهما بغية الاضطلاع بمهامهما الإنسانية، وذلك من خلال إنشاء خط ساخن بين خدمات الطوارئ في الجمعيتين، بهدف تسهيل الاتصال والتواصل بينهما لحل القضايا التي يعتبرها أحد الطرفين هامة.

كما تضمن تبادل المعرفة والخبرات، حيث سيتم تبادل المعارف والخبرات في مجالات مختلفة على غرار الاستعداد للكوارث، وخدمات الطوارئ، والإسعاف الأولي، وذلك عبر تنظيم التدريب المشترك والمتبادل، وعقد الاجتماعات والتبادلات بين الشباب والمتطوعين.

وستقوم الجمعيتان بموجب الاتفاق بإنشاء لجنة تنسيق تجتمع مرة شهرياً أو أكثر من مرة، إذا ما دعت الضرورة إلى ذلك، على مستوى مدراء العمليات، وذلك لضمان توفير أفضل مساعدات ممكنة لدعم الأشخاص الذين هم في حاجة إلى هذه المساعدات، كما ستعمل الجمعيتان على تعزيز احترام المهمة الطبية التي تقومان بها وشاراتهما لدى حملة السلاح، وعامة الجمهور، وصانعي القرار، والمشرعين، وتواصلان نشر المبادئ الأساسية للحركة الدولية وأحكام القانون الإنساني الدولي لدى موظفيهما والمتطوعين وعامة الجمهور، والتعاون في المسائل المتعلقة ببنك الدم: تتعاون الجمعيتان في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، على غرار التبرع بالدم، وخدمات نقل الدم وتخزينه، والتدريب الفني.

التعليقات