فضيلة سويسي : المذيعة ليست عارضة أزياء ولا ملكة جمال

فضيلة سويسي : المذيعة ليست عارضة أزياء ولا ملكة جمال
غزة-دنيا الوطن

درست الأدب الإنجليزي في جامعة عنابة في الجزائر واتجهت إلى العمل الإعلامي الذي كان حلمها وخططت له منذ أن شبت عن الطوق، فالشاشة الصغيرة سحر لم تستطع مقاومته منذ أن كانت طفلة، تستهويها البرامج الجادة ونشرات الأخبار، وكان لها ما أرادت، ومنذ ست سنوات تقريباً انتقلت فضيلة سويسي للعمل كمذيعة لنشرة الأخبار في فضائية أبوظبي وأصبحت أحد أهم نجومها المميزين.



ورغم دراستها للأدب الإنجليزي إلا أن مكتبتها تزدحم بأدب أميركا اللاتينية، وقرأت كل ما هو جديد للكاتب البرازيلي باولو كويهلو والأديب الكولومبي غبرييل غارسيا ماركيز، وتقول إن الأول يساعد على الارتقاء والثاني يسير بك في نفق مظلم لا بد أن ترى في آخره النور، وهي تحب أيضاً كتب ادوارد سعيد الخياط وغادة السمان وإحسان عبد القدوس.



وترى فضيلة سويسي أن دراستها لا تتعارض مع عملها فالإنجليزية تسهل لها أموراً كثيرة في العمل الإعلامي الذي يتطلب القراءة الدائمة والمستمرة باللغتين العربية والإنجليزية من أجل تطوير الذات، واختارت عن وعي وإرادة الاتجاه للعمل في التلفزيون، وكل ما وصلت إليه حالياً في عملها كان نتيجة لما خططت له، وتؤكد أن عملها يتطلب الصبر والمثابرة والاجتهاد حتى يصل الشخص إلى مبتغاه.



وتصف عملها بأنه عمل جماعي، يقوم فيه كل شخص بدوره من رؤساء تحرير ومحررين وباحثين ومنتجين، وتقول إنها تقوم بالاطلاع على التقارير الإخبارية التي تأتي عن طريق وكالات الأنباء والصحف والإنترنت، وتكون فكرة عن الضيف الذي تستضيفه في النشرة حتى يتسنى لها إعداد الأسئلة التي تناسبه وتناسب الحدث المراد مناقشته وهذا يتطلب التنسيق مع رئيس التحرير، وترى أن عملها لا ينتهي بمجرد انتهاء نشرة الأخبار، حيث يبدأ نوع أخر من المتابعة .



ووسط هذا الكم الهائل من الأحداث المؤلمة ووسط أخبار الحروب والدمار والمآسي الإنسانية في كل بقاع العالم تتأثر فضيلة سويسي مذيعة نشرات الأخبار بما تسمعه وتراه وتقوم بالإعلان عنه، وتقول: إننا بشر ونتعامل مع أحداث يصنعها البشر، وصحيح أنه لا مجال لنا لإبداء تأثرنا أو امتعاضنا أو سرورنا أو ألمنا لما يحدث بالكلمات، لكن تبقى لغة الجسد الطريقة الوحيدة لإيصال المعلومة للناس بشكل صحيح لا لبس فيه.



أقصر الطرق



وتمتاز فضيلة سويسي بالأسئلة المباشرة للضيوف والتي تجعلها تصل إلى أجوبة محددة وشافية في صلب الموضوع المطروح للنقاش وعن ذلك تقول: تلك أحسن طريقة للوصول إلى ما أريد ولكنها ليست دائما الطريقة الأسهل، فهناك من الضيوف من يتطلب الحذر الشديد في استعمال الكلمات والعبارات، وآخرون يجيبون عن كل شيء منذ السؤال الأول، وأحيانا قد أكرر السؤال بطرق عديدة حتى أحصل على الجواب .



وحول ما إذا كانت القنوات الفضائية قد عمت بالفائدة على المواطن: العالم أصبح قرية واحدة بفضل التطور التكنولوجي الذي استفدنا منة إعلاميا، وإلى حد كبير أحدثت القنوات الإخبارية نقلة نوعية استفاد منها المشاهد بالدرجة الأولى، وإذا كانت هناك بعض القنوات الفارغة المضمون وغير الهادفة إلا أن تلك الظواهر أو التقاليع لن تدوم طويلا ولن يصح إلا الصحيح.



وتعترف فضيلة سويسي أنها الآن أصبحت أكثر قدرة على التعامل مع الكاميرا التي أصبحت صديقة حميمة لها، فالكاميرا كما تقول هي الصديق الذي لا يجامل، وقد تتحول إلى عدو لا يرحم إذا فقد المذيع السيطرة على الوضع، فالكاميرا تكشف الارتباك والتصنع، ولا تملك ماكياجا لتغطية الأخطاء، وهي فعلا سلاح ذو حدين.

وتسعى فضيلة سويسي لتطوير نفسها في عملها من خلال الاطلاع والقراءة المستمرة واليومية في كل ما يخص العمل والأحداث الجارية، كما أنها تراقب طريقة أدائها سواء كان من خلال تسجيل ما تقدمه أو من خلال انتقادات المقربين إليها والذين تثق في أرائهم، وترى أن المنافسة الشريفة في العمل مطلوبة من أجل تطوير الأداء، ويجب أن يكون التنافس في حدود المهنة وأن لا ينزل إلى مستويات أدنى.



وتعارض فضيلة الآراء التي ترى أن مقاييس الجمال لدى المذيعة هي من أهم مقومات العمل، فالجمال قد يكون مطلوباً ولكن ليس على شاكلة عارضات الأزياء أو ملكات الجمال، فهناك مواصفات أخرى لابد من توفرها مثل الثقافة والحضور والقدرة على المحاورة ومواجهة الكاميرا والتغطية الإعلامية على الهواء مباشرة،



وإن كان الجمال موجوداً في المذيعة بجانب الصفات والمهارات المطلوب فهذا خير وبركة.والعمل الإعلامي جعل فضيلة سويسي أكثر حذراً في حياتها بل أنها تعترف بأنة أصبح بالنسبة لها أسلوب حياة، كما أنها تعلمت أن تتبع أسلوب ما قل ودل تجنباً للمط والسرد.

*البيان

التعليقات