صالح العوفي.. الجندي الذي صار رابع قادة القاعدة في السعودية

صالح العوفي.. الجندي الذي صار رابع قادة القاعدة في السعودية
غزة-دنيا الوطن

صالح العوفي الذي تأكد مقتله الخميس 18/8/2005 في المدينة المنورة، هو أحد أهم المطلوبين للأمن السعودي، وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد نصبه قائدا للتنظيم في السعودية، خلفا لعبد العزيز المقرن الذي كان قد قتل على يد قوات الأمن في مواجهات سابقة.

ويعتبر العوفي واسمه الكامل "صالح محمد عوض الله العلوي العوفي" أحد المدرجين في القائمتين السابقتين لوزارة الداخلية السعودية حول المطلوبين، واللتين ألحقت بهما مؤخرا قائمة الـ36. هاتان القائمتان.. الأولى تضم 19 اسما والتي صدرت في 7 /5/‏2003، والثانية التي صدرت 6/12 من العام نفسه وتضم 26 مطلوبا.

ويبلغ العوفي من العمر 38 عاما، تخرج من مدرسة سيف الدولة الحمداني المتوسطة (الإعدادية) بحي "الدويمة" الشعبي في المدينة المنورة، وهي أعلى شهادة دراسية حصل عليها، ثم توجه إلى الرياض للالتحاق بدورة أعمال سجون تابعة لمدينة تدريب الأمن العام السعودي، ليتخرج منها عام 1988 برتبة جندي أول.

عقب تخرجه مباشرة، تعيّن في سجن خيبر، إحدى محافظات منطقة المدينة، قبل أن ينقل إلى المدينة المنورة كجندي في السجن العام، ولم يتمكن العوفي من البقاء في عمله لأكثر من 3 سنوات، حيث تم فصله من عمله عام 1992.

وبحسب المعهد السعودي في واشنطن فقد شارك في القتال في أفغانستان والشيشان حيث جرح هناك وأعيد للسعودية عام 1995. وفي تصريحات سابقة نسبت إلى د. علي الأحمد مدير المعهد السعودي، قد يكون العوفي أخطر من المقرن لخبرته العسكرية التي حصل عليها من عمله في أجهزة الأمن، كما أنه أكبر سنا وأدرى بشؤون السعودية الداخلية حيث مكث فيها أكثر من المقرن.

والعوفي هو رابع قائد يقود تنظيم القاعدة في السعودية بعد قائده الأول يوسف العييري، الذي أعلن في أوائل يونيو/ حزيران 2003 عن مقتله في"تربة حائل" شمال السعودية، وخلفه خالد علي الحاج، والذي قتل في 15/3 2004 بعد أن تمكنت قوات الأمن الخاصة السعودية من قتله في حي النسيم شرق الرياض أثناء توقف السيارة التي كان يستقلها عند إشارة ضوئية.

ثم لقي القائد الثالث للقاعدة في السعودية عبد العزيز المقرن، مصرعه في الرياض عقب تنفيذ جماعته حكم الإعدام بقطع الرأس في حق الرهينة الأمريكي بول جونسون.

وكانت أجهزة الأمن قد كشفت في وقت سابق عن أول وكر لتخزين الأسلحة والمتفجرات بالمدينة المنورة، وضبطت كميات من الأسلحة والمتفجرات مخبأة في جوف بئر قديمة في الناحية الجنوبية من منطقة "قريظة" بالمدينة المنورة.

وجاءت عملية الكشف على المتفجرات ضربة قوية جديدة لتنظيم القاعدة، ورجحت مصادر صحفية في ذلك الحين أن يكون للمطلوب صالح العوفي، أكثر الأسماء المتبقية ترددا على قائمة الـ26، يد في الكشف الأخير.

وتوقعت أن يكون ضالعاً في تجميع كميات من الذخيرة تمهيدا لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة. كما ربطت المصادر ذاتها، بين الكشف عن الأسلحة ونتائج التحقيقات مع المقبوض عليه أخيرا في المدينة المنورة محمد بن سعيد آل صيام العمري، مع إشارات قوية أكدت إمكانية اختبائه في منطقة المدينة المنورة، حيث نشأته، وخاصة أن المدينة أصبحت الملجأ الوحيد له حيث يمكنه أن يطمئن إلى معرفة دروبه المختلفة، بعد أن ضيقت عليه أجهزة الأمن الخناق في كل من الرياض وجدة.

وكان الأمن السعودي قد اعتقل زوجته خلال ذلك، حيث جرى التحقيق معها في عدد من التهم الموجهة لها منها وجودها في موقع لتخزين الأسلحة وموقع مطلوبين أمنياً وتسترها على أعمالهم وموافقتها على بقاء أطفالها الثلاثة في موقع خطر دون مراعاة حالتهم السيئة.

ثم أصدر وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز قراراً بإطلاق سراحها وقد تم إنهاء إجراءات ذلك بحضور شقيقها نايف، وروعي في إطلاق سراحها وضعها كامرأة وحاجة أبنائها لرعايتها وإعادة تأهيلهم نفسياً بعدما شاهدوه من اشتباكات في مقر إقامتهم.

التعليقات