الزرقاوي يطالب السكان الشيعة في الرمادي بمغادرة المدينة خلال 48 ساعة

الزرقاوي يطالب السكان الشيعة في الرمادي بمغادرة المدينة خلال 48 ساعة
غزة-دنيا الوطن

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الأحد 14-8-2005 عن أن القبائل السنية بمدينة الرمادي خاضت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الأوتوماتيكية صباح السبت 13-8-2005 ضد مقاتلي أبي مصعب الزرقاوي زعيم جماعة "قاعدة الجهاد ببلاد الرافدين" لمطالبتهم السكان الشيعة بمغادرة المدينة خلال 48 ساعة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن شهود عيان وعمال إسعاف قولهم: إن أربعة من زعماء القبائل السنية بالرمادي سارعوا إلى حشد مقاتليهم فور سماعهم التحذيرات التي أطلقها أتباع الزرقاوي (الأردني) عبر مكبرات الصوت للشيعة الذين يقدر عددهم بحوالي 3 آلاف شخص، بمغادرة المدينة التي يبلغ تعدادها حوالي 200 ألف نسمة، وتقع ضمن ما يطلق عليه منطقة "المثلث السني".

وأضافوا أن عشرات المقاتلين السنة من قبيلة الدليمي فرضوا طوقا أمنيا حول منازل الشيعة بالمدينة، واشتبكوا بعنف مع أتباع الزرقاوي لمدة ساعة كاملة صباح السبت 13-8-2005؛ وهو ما أسقط 5 قتلى في صفوف الزرقاوي، و2 من رجال قبيلة الدليمي، مشيرين إلى أن مقاتلي الزرقاوي انسحبوا إثر هذه الاشتباكات من حيين بالمدينة مستخدمين سيارات صغيرة لا تحمل لوحات مرورية.

وأوضحت "واشنطن بوست" أن محاولة مقاتلي الزرقاوي طرد السكان الشيعة من مدينة الرمادي تأتي كرد فعل انتقامي على عمليات طرد السكان السنة من مدن جنوب العراق التي تقول جماعة الزرقاوي إن مليشيات شيعية قامت بها، في إشارة إلى مليشيا فيلق بدر الشيعية التي أعلن الزرقاوي في تسجيل صوتي منسوب إليه بث على الإنترنت يوم 5-7-2005 أن جماعته شكلت جناحا مسلحا جديدا لمقاتلتها؛ لمسئوليتها أيضا عن اغتيال شخصيات سنية.

الشيعة سعداء

وفي رصد للصحيفة الأمريكية حول انطباعات كل من شيعة وسنة الرمادي عن هذه الواقعة قال "علي حسين" -50 عاما- وهو شيعي يعمل فني تكييفات هوائية: إنه لم يفاجأ بمطالب مقاتلي الزرقاوي لشيعة الرمادي بمغادرة المدينة، أو دفاع جيرانهم السنة عنهم؛ لأن هناك الكثير من علاقات الصداقة والمصاهرة بين الشيعة والسنة في الرمادي.

وتابع: "نحن سعداء لمعرفتنا أن علاقتنا مع السنة بالرمادي أصبحت قوية لدرجة أن مقاتلي الزرقاوي لا يستطيعون بإرهابهم التأثير فيها".

أما الشيخ "أحمد خانجار" زعيم عشيرة "ألبو علي" السنية فقال: "لقد اكتفينا من هذا الهراء. لا نقبل أن يحاول شخص غير عراقي (الزرقاوي) فرض سيطرته على العراقيين سواء كانوا سنة أم شيعة، عربا أم أكرادا".

تعاطف

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن زعماء القبائل السنية بالعراق خاضوا اشتباكات من قبل ضد مقاتلي الزرقاوي في أقصى غرب العراق، وقد تعاطف العرب السنة والشيعة مع بعضهم البعض في المدن الغربية ضد ما وصفوه بمحاولات مقاتلين أجانب إشعال حرب طائفية هناك، بيد أن اشتباكات السبت في الرمادي تعد المرة الأولى التي يرفع فيها العرب السنة أسلحتهم ضد "المتمردين" دفاعا عن مواطنيهم الشيعة.

وشددت الصحيفة الأمريكية على أن اشتباكات الرمادي تمثل تهديدا جديا لجماعة الزرقاوي التي تتألف من "متطرفين سنة" داخل العراق وخارجه.

وأضافت أن مقاتلي الزرقاوي زادوا من استهدافهم للعرب الشيعة والقوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية، مشيرة إلى أنهم ينظرون إلى الشيعة كمنافسين على السلطة، ومرتدين عن الشريعة الإسلامية.

وقبل اشتباكات السبت وزعت جماعة الزرقاوي بيانات في مدينة الرمادي تتعهد بقتل الأئمة السنة في غرب العراق الذين يشجعون السنة على المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة.

وقد أعلنت القوى السنية العراقية يوم 12-8-2005 مشاركتها في الاستفتاء على الدستور العراقي المقرر في أكتوبر 2005 والانتخابات المزمعة في ديسمبر 2005.

وقال الشيخ "محمود الصميدعي" إمام وخطيب جامع أم القرى ببغداد: إن هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي وديوان الوقف السني ومؤتمر أهل السنة اتفقوا على المشاركة في العملية السياسية والانتخابات.

التعليقات