مسلسل تصفية العلماء العراقيين من قبل الموساد: كيف حاول الموساد تصفيتي في أربيل كردستان العراق؟ بقلم: أ.د. كمال سيد قادر

مسلسل تصفية العلماء العراقيين من قبل الموساد: كيف حاول الموساد تصفيتي في أربيل كردستان العراق؟ بقلم: أ.د. كمال سيد قادر
أنتقام موساد: كيف حاول ألموساد تصفيتى فى أربيل

د.كمال سيد قادر

كلما تحدث أحد منا عن أسرائيل و دورها فى ألأغتيالات ألتى تجرى فى ألعراق ضد ألعلماء و علماء ألدين و أثارة ألنعرة ألطائفية ، كلما كان ألرد من جهات مختلفة منها ألعراقية بأن هذه ألأدعاءات هي من ضمن نظرية ألموآمرة أو حتى من نسيج ألخيال لأنه حسب قولهم لا يوجد و لا دليل واحد يثبت تورط أسرائيل فى أعمال أرهابية فى ألعراق.

و كم ترددت بأن أقدم هذا ألدليل للجميع و خاصة للعراقيين ألمعارضين للسياسة ألأسرائيلية أو وجودها فى ألعراق تحت تسميات مختلفة لكى أحضرهم عما يمكن أن ينتظرهم لو أتت ألفرصة للتخلص منهم من قبل ألموساد. و فى نفس ألوقت أود أن أوجه صفعة لوجه غرور ألموساد و ما شابهه لأثبت لهم بأننا ربما شعوبا مسالميين و صبورين و لكننا لسنا بجبناء و لصبرنا يوما ما حدود.

و ليست ألقصة ألتى سأسردها عليكم ألآن ألا مثالا بسيطا على ألجرائم ألتى ترتكب بحق شعوب منطقة ألشرق ألأوسط لآسباب عنصرية و سياسية و لكنها مثالا حيا أذ لا يتجرأ ألكثيرون عن قول ألحقيقة و لهذا تستمر ألجرائم لأن ألجرائم تزدهر فى ألظلام و ألسكوت. سكوتنا عن ألجرائم ليس ألا تشجيعا للمجرمين لأرتكاب ألمزيد. و نؤمن بأن شخصا واحدا يمكن أن يغير ألعالم بكله و مهاتما غاندى هو مثال على ذلك حيث وقف بوجه ألعنصرية و ألأستعمار بأنسانيته و قهرهما.


هذه ألقصة هى قصة فتاة عرببية شجاعة تصدت بصبرها و أيمانها بألعدالة لأبشع ألجرائم ألتى يكمن أن ترتكب بحق أمرأة على ألأطلاق.

بدأت قصتها فى أحدى مكتبات فينا فى منتصف ألتسعينات حيث كنت ألاحظ يوميا فتاة محجبة ذات ملامح شرقية تعكف على كتب سميكة خاصة عن ألقانون و لكنها كانت دائما فى حزن عميق وجهها يميل ألى ألبكاء و هى تتجنب ألأحتكاك بآلآخرين حتى من خلال نظرات.



و ذات يوم قابلتها فى كافيتيريا ألمكتبة و سألتها لو كانت هى طالبة حقوق و ردت بألنفى و قابلتها عدة مرات بهذه الطريقة ألى أن جلست معى على ألطاولة مرة و بدأت تسألنى عن قوانين ألعقوبات و آثار أرتكاب ألجرائم و و ألخ و ألدموع تسيل من عينيها بأستمرار. لذا عرضت عليها مساعدتى و لم أكن أعرف عن طبيعة ألقضية شيئا. ثم بدأت تتكلم.

خلاصة قصتها هى بأنها جاءت من دولة عربية لدراسة ألدكتوراه و هي من عائلة معروفة منخرطة فى ألسياسة و الجيش فى اعلى المستويات فى بلدها و ثم ظهر رجل ذو ملامح أوربية يقترب منها و يدعى بأنه يحب أن يتعرف علي ألثقافة ألشرقية و أللغة ألعربية و يبدوا بأن هذا ألشخص كان مدربا تدريبا جيدا و أستطاع ألفوز بثقتها و هى لم تكن تتصور أى شئ عن معرفتها بهذا ألرجل و هى كألشرقيات عادة خجولة و ساذجة ألى حد كبير.

فى أحد ألأيام يعرض عليها هذا ألرجل أيصالها ألى بيتها بسيارته و هى تسكن فى أحدى ألأحياء ألراقية من ضواحى فينا. و لكن ألرجل يسلك طريقا سريعا يمر بغابة كبيرة بحجة تقصير ألطريق ثم يسلك فجأة طريقا ترابيا ضيقا و يدخل ألغابة ثم يتوقف و يتحول ألى وحش فى صورة رجل و يقوم بأرتكاب كل ألجرائم ألتى يمكن أن يرتكبها رجل ما ضد أمرأة و هى تتوسل و تصرخ ألى أن أغمت عليها و لكنه أستمر فى جريمته و ألتقط لها صورا مهينة جدا ثم كشف لها بعدئذ عن هويته ألحقيقية بأنه موظف فى ألسفارة ألأسرائيلية فى فينا و اسمه الحقيقى هو Paul Artner و يريدها بأن تفعل هى من أليوم فصاعدا ماذا يطلب منها هو و ألا سينشر كل هذه ألصور ألمهينة و يبعثها ألى عائلتها. و عندما بصقت هى فى وجهه صعد عميل ألموساد سيارته و معه ملابسها و تركها لمدة و هى عارية بألكامل ثم عاد أليها و سألها مرة أخرى أذا كانت هى وافقت أم لآء و ألا سيتركها هكذا عارية فى ألغابة و هى من شدة خوفها تجاوب بنعم ثم يعود بها ألى متزلها و يهددها مرة أخرى بنشر ألصور. بعد هذه ألحادثة بدأت رحلة عذاب لا توصف بألنسبة لها و هو يعود و يطلب منها ألتوجه ألى بلدها للتجسس على عائلتها لصالح ألموساد و كل مرة يدخل شقتها بألقوة و يكرر نفس ألجرائم و نفس ألتهديدات و عندما حمل هى منه بسبب الاغتصابات المتككرة اجبرها هو التوجه الى الكنيسة و طلب العون للاجهاض و هى اظطرت بالفعل القيام بهذا العمل اي قتل جنين لا ذنب له. و تصبح هى حبيسة فى شقتها لا تتجرأ ألخروج و لا فتح ألباب ألا فى أوقات نادرة حيث تشعر بأنها تحت مراقبة مستمرة و عندما تخرج عادة تأتى ألى ألمكتبة لأنهأ من ألاماكن ألعامة حيث تشعر هى بأمان. و هى كانت تصاب بأمراض خبيثة نادرة جدا كألتورم فى أعضاء الجسم و مرض غريب فى عينيها قا لها الاطباء بانها تعرضت لاشعة الليزر. و كان لها بعض ألأصدقاء من ألعرب ولكن عندما شعروا بان لها مشاكل تركوها خوفا على حياتهم و لهذا كانت هى دائما وحيدة تتألم بهدوء.

فأننى شعرت بخطورة ألمسألة و لكننى كنت متأكد بأننى من ألمستحيل أن أتركها لوحدها و لآ بد لى أن أفعل شيئا بألرغم من تأكدى من ألعواقب ألوخيمة.

أولا نصحتها بأن تذهب ألى سفارتها و تقابل ألسفير لتقول لها كل شئ و لكنها قالت بأنها تخجل بأن تتكلم عن ألجريمة ألتى أرتكبت بحقها و لهذا سألتها هل لو كانت هى راضية لو قمت أنا بهذه ألمهمة لكى تساعدها بعدئذ سفارتها فهى وافقت. ثم أخبرت سفير بلدها بكل شئ و ألسفارة تدخلت بسرعة و أنتهت كل مشاكلها.

أنتهت مشاكلها ثم بدأت مشاكلي ألتى لم كنت أتصورها فى حياتى بأنها ممكنة أصلا لأنه فجأة تغير كل شئ حولى شعرت بأن غرباء كانوا يراقبوننى و بعض ألمرات أتعرض الى مضايقات من قبل أشخاص لم أعرفهم و لم أقابلهم من قبل و اساليب قذرة اخرى تدل على دنائة المرتكبين. أشخاص كانوا يظهرون سكاكين فى وجهي بدون أى تحريض منى. تدهورت أحوال معيشتى حيث فقدت ألعقود ألتى كنت أحصل عليها قبلا و أى عمل جديد كنت أبدأ به ينتهى بمآساة حيث تظهر مشاكل غريبة فى موقع ألعمل. ولكننى كنت أتحمله بسب تعودى على ظروف ألحرب فى كردستان منذ طفولتى و قصف ألطائرات و ألمدافع و حرق ألقرى منها قريتنا و جرائم قتل ألكورد بصورة يومية.

و لكن ألمألم بأن بعض من هؤلاء ألأشخاص ألذين كانوا يسيؤون لى كانوا من دول ألعالم ألثالث ألفقيرة منهم أشخاص ذو ملامح عربية حيث أشعر بحب لهذه ألشعوب و لم يكن بمستطاعى ايضاح ألمسألة لهم و لكننى كنت أعتقد بأنهم أبرياء يكسبون بعض ألدولارات من خلال تعاملهم مع ألموساد . و لكن عندما أشتد ألوضع قررت مغادرة ألنمسا لمدة لأننى لم أكن أريد أن أخلق مشكلة فى بلد ساعدنى فى أشد ألأوقات حيث لجأت أليه كلاجئ سياسى فى سنة 1978 بعدما قتل ألنظام ألعراقى أبى و أحرق بيتى للمرة ألثانية و ألدولة ألنمساوية عوضت لى عن كل شئ و وفرت لى فرص ألدراسة فى أرقا جامعاتها. و لهذا عدت ألى كردستان عام 1999 و بدأت ألتدريس فى كلية ألقانون فى جامعة صلاح ألدين فى أربيل. فى ألأسابيع ألأولى سارت ألأمور بكل هدوء ولكن فجأة بدأت صعوبات كانت صغيرة فى ألبداية كأعاقة أمورى ألأدارية و ما شابه ذللك و تطورت هذه ألصعوبات بعد مدة ألى مشاجرات مفتعلة بين و بين ألدكتور سعدى ألبرزنجى عميد كلية ألقانون ألذى كان وزيرا محليا بعثيا سابقا ثم تحول ألى ألحزب ألديمقراطى ألكردستانى و أصبح مستشارا قانونيا للسيد مسعود ألبارزانى و عميدا لكلية ألقانون و ثم بعدئذ رئيس لجامعة صلاح ألدين. فهو كان أنسانا تافها جدا يتعدى على أعراض ألنساء و يشجع ألفساد ألأخلاقى فى ألجامعة و هو ألآن عضو فى ألجمعية الوطنية العراقية و عضو اللجنة الدستورية رشح من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني . تطور ألأمر على هذا ألشكل ألى أن تأزم ألوضع و بدأ رجال ألأمن يفتشون ألداخلين ألى كلية ألقانون و كانت هناك شائعات تروج بأن هناك موآمرة لأغتيال ألدكتور سعدى البرزنجى. و حتى ألى هذه ألنقطة كنت لم أعرف بأن يد ألموساد قد وصلتنى ألى أربيل و ألهدف من هذه ألشائعات هو أتهامى أنا بألتخطيط لأغتيال ألدكتور سعدى ألبرزنجى. و لكن فى أحد ألأيام جاء ألى شخص عضو فى أحد ألأحزاب أليسارية ألتى كنت دائما على علاقة وثيقة بها و هذا ألشخص لا يزال يعيش فى أربيل و حذرنى حرفيا بأن سعدى البزنجى هو عميل ألموساد و على أن أنقذ نفسى لأن هناك شيئا ما يجرى ضدى. فى هذا أللحظة فقط أدركت بأن ألقصد وراء هذه ألحملات ألتفتيشية و ألشائعات حول ألتخطط لأغتيال ألدكتور سعدى البرزنجى كنت أنا أى أن ألهدف من حملات ألتفتيش و ألشائعات هو تهيئة ألأرضية للقبض على أو حتى أغتيالي بتهمة ألتخطيط لأغتيال سعدى ألبرزنجى. و بعد معرفتى بألأمر كان أمامى ثلاثة خيارات، ألهروب من كوردوستان و ألعودة ألى ألنمسا و كان هذا أمرا غير واردا لأننى لا أخاف من ألموت أصلا و ألا ما قمت بمساعدة هذه ألفتاة ألعربية و لا أستطيع أيضا ترك ألطلاب بعد ألتقدم فى ألمنهج ألدراسى، أو ألبقاء و أنتظار مصيرى أو أتخاذ خطواط أحتياطية ضد هذه ألموآمرة ألخبيثة. و أننى أخترت ألخيار ألأخير حيث سافرت فى منتصف آذار 2000 ألى ألنمسا لأننى أحمل ألجنسية ألنمساوية و أتصلت بمسؤول كبير فى ألشرطة ألنمساوية و لكن لم أقل له حقيقة ألأمر بل قلت له بأننى متورط فى نشاطات للدفاع عن حقوق ألأنسان فى أربيل و أننى أشعر بأن حياتى فى خطر. هذا ألمسؤول ألأمنى زودنى بعنوانه للأتصال به فى وقت ألضرورة. و عدت ألى أربيل أواخر آذار ثم قمت بتغير شقتى فى ألطابق ألسفلى ألى ألطابق ألعلوى و أشتريت عن طريق ألأصدقاء بندقية آلية من نوع كلاشينكون مع عدد كبير من ألطلقات ألنارية و ثم راقبت ألأمور. ألصراعات بينى و بين ألدكتور سعدى ألبرزنجى كانت تشتد من يوم ألى يوم و كان بعض ألأفراد من أعضاء ألحزب ألديمقراطى ألكردستانى يشجعون هذه ألصراعات من خلال تزويدى بمعلومات جديدة عن سعدى ألبرزنجى و جرائمه ضد ألنساء و أنى حققت فى هذه ألأمور و تكلمت مع عدد من ألنساء من ضحايا جرائمه فهن أكدن لى هذه ألمعلومات و طلبن منى حتى ألمساعدة و كل هذه ألسيدات و ألآنسات هن موجودن لحد ألآن فى أربيل.

و أشتدت ألأمور هكذا و ألتفتيشات و ألشائعات كانت مستمرة ألى يوم 10.5.2000 ظهرا حيث دخل سعدى ألبرزنجى مكتبى مع مرافق مسلح له أسمه سفر ألبارزانى و قام رأسا بأتهامى بتخطيط لأغتياله و هدد بعواقب وخيمة ولكنهم لم يعتقلوننى رأسا لأنهم كانوا يريدون أختبار رد فعلى لأنه كانت قد نشأت لديهم بعض ألشكوك حولى غرض سفرى ألى ألنمسا و عدم مبالاتى بما كان يجرى. أنا قلت له حرفيا أفعل ما تشاء و غادر ألغرفة و أنى أتجهت رأسا الى مكتب للأتصالات ألتلفونية و أرسلت فاكسا عاجلا ألى مدير شرطة ألأمن فى فينا و ثم كلمته فى ألتلفون مباشرة و بعدئذ توجهت مباشرة ألى مكتب رئيس ألوزراء فى أربيل و سلمت نسخة من هذا ألفاكس ألى مستشار رئيس ألوزراء د.شيرزاد النجار لكى يعلموا بأن لا فائدة من ألأستمرار فى جرائمهم و هكذا زال ألخطر ألمباشر و توجهت بعدئذ ألى مكتب ألصليب ألأحمر ألدولى و أعلمتهم بوجودى فى أربيل و بألحادثة و استلمت رسالة خطية منهم.

لكان بأستطاعة ألموساد أغتيالى من ألبداية بدون أن يعلم أحد و لكن يبدوا بأن ألموساد كان يود ألحصول على بعض ألمعلومات منى حول ما أذا كانت دولة ما وراء فضحى لجرائمهم ضد هذه ألفتاة ألعربية فى فينا و كيفية حصولى على معلومات حول طورت ألموساد فى أغتيال ثلاثة من ألسياسيين ألكورد فى فينا عام 1989 من بينهم الدكتور عبد الرحمن القاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني حيث كان هدف ألموساد ممارسة ألضغط على أيران لأطلاق ألطيار ألأسرائيلى رون آراد ألذى تعتقد أسرائيل بأنه محتجز لدى أيران. ألموساد كان على علم بتفاصيل ألتحضيرات لأغتيال ألسياسيين ألأكراد ألثلاثة من خلال عميل له كان عضوا بارزا فى ألأتحاد ألوطنى ألكردستانى أنكشفت بعد سقوط ألنظام ألعراقى ملفاته فى أرشيف ألمخابرات ألعراقية بأنه كان عميلا للمخابرات ألعراقية أيضا هرب من كوردستان ألى ألنمسا بعد أنكشاف أمره و لكن فى ألنمسا سجلت عليه دعوة قضائية بسبب ألتجسس لصالح ألنظام ألعراقى و هرب مرة أخرى ألى كردستان و هو لا يزال لحد ألان مسؤول كبير فى ألأتحاد ألوطنى ألكوردوستانى.


بعد هذه ألحادثة تحولت ألى فندق فى أربيل و بعد فترة قصيرة أرسل أحد المسؤولين ألكبار فى ألحزب الديمقراطى ألكردستانى و هو محافظ سابق لمدينة أربيل شخصا يطمئننى على سلامتى و يسأل عن أحتياجاتى و وعد بحمايتى ألى أن أعود ألى ألنمسا لأن كان على أن أنتظر نتائج ألتحقيقات حول ملابسات هذا ألموضوع فى أربيل و ألسطات ألنمساوية كانت قد بدأت أيضا من جانبها تحقيقاتها ألخاصة حول هذه ألجريمة و قامت باستجواب السيد عارف تيفور عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني و نائب رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاليا. فى أحد ألأيام أتصل بى موظف ألأستقبال فى الفندق و أخبرنى بأن هناك طردا بريديا ودعه لى شخص لم يذكر أسمه و عندما فتحته كان شريطا تسجيليا أكتشفت بعد سماعى له بأنه وثيقة مهمة جدا يحتوى على أعتراف بصوت سعدى ألبرزنجى حيث يقول بأن ألسيد مسعود ألبارزانى رئيس ألحزب ألديمقراطى ألكردستانى و ألسيد نيجرفان ألبارزانى رئيس حكومة أقليم كردستان كانوا قد وافقوا على هذه ألمهمة لذا عرفت بأن ألتحقيقات سوف تؤدى ألى لا شئ و عدت على وجه ألسرعة ألى فينا. لم يمضى بضعة أشهر على وجودى فى فينا حتى نشر خبر أغتيال هذا ألمسؤول ألكبير فى ألحزب ألديمقراطى ألكردستانى فى وسط أربيل بألرغم من ألحراسة ألمشددة. و حينه عرفت بان الشخص الذى كان وراء تحذيري من عملية الموساد من خلال الصديق اليساري هو نفس هذا المسؤول الذى تم اغتياله و اسمه فرنسو الحريري.


و ألدكتور سعدى ألبرزنجى لم يحاسبه أحد ألآن بل بألعكس تم تعينه فى ألمجلس ألوطنى ألعراقى ثم اصيح عضوا فى الجمعية الوطنية العراقية و عضوا فى اللجنة الدستورية حيث أصبح عميل ألموساد مشرعا عراقيا يحاسب ألوزراء و يصادق على ألميزانية و يصوغ الدستور العراقي نيابة عن اسياده الصهاينة. و الموساد كان له اساليب خبيثة و جبانة جدا لملاحقتي حيث انه لم يكن يقوم بهذه العملية مباشرة بل عن طريق اطراف اخرى. في احد المرات استعمل الموساد احد موظفى الصليب الاحمر الدولى فى اربيل لملاحقتي و الدكتور سعدي البرزنجي يعرف اسم هذا الموظف الاجنبى و مرة اخرى قامت المخابرات المركزية الامريكية بهذه المهمة نيابة عن الموساد من خلال محطتها التى كان مقرها سنة 2000 داخل وزارة الشؤون الانسانية فى اربيل و الصحفي الكردي التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني بوتان تحسين هو شاهد على ذلك.

فأين هنا نظرية ألموآمرة حيث ألفاعل موجود و ألأدلة موجودة و ألضحية موجودة و سفير هذه ألدولة ألعربية حي و يرزق و هو يعرفنى بألأسم و أنا أعيش فى دولة ديمقراطية سلطتها ألقضائية فعلا مستقلة و لأى شخص أتهمته هنا بألتورط فى هذه ألجريمة ملاحقتى قضائيا أذا كان يشك فى صحة أقوالى.

ألمضايقات ضدى مستمرة لحد ألآن بل أشتدت منذ أحتلال ألعراق لأن ألموساد أصبح ألآن له وجود فى كل أنحاء العراق و ألتهديدات تشمل ألآن أيضا أفراد عائلتى الكبيرة و بمساعدة من عائلة البارزانى نفسها و أنا أقول للموساد مرة أخرى أفعلوا ما تشاءون يا قذارة و حتى أذا كان على أن أموت سأموت مبصقا فى وجوهكم القذرة و وجوه كل عملائكم لأن ألذى يغتصب فتاة مسكينة لا تستطيع ألدفاع عن نفسها حتى بلسانها لا يستحق ألا ألبصق فى ألوجه.

و كما أننى قدمت دعوى قضائية فى محكمة تحيقيق أربيل فى أيلول 2003 ضد ألدكتور سعدى ألبرزنجى و مستعد أن أتوجه ألى أربيل فى أية لحظة و أثبت ما أقوله هنا و لدى محكمة تحقيق أربيل نسخة من ألشريط ألتسجيلى بصوت سعدى ألبرزنجى و لكن يبين بأن ألموساد هو ألأقوى من كل ألسلطات فى أربيل.

و كذلك أحب أن أنتهز هذا ألفرصة لكى أوجه صفعة لوجه كل ألعرب الذين يتهمون كل ألكورد بألعمالة لأسرائيل و أنا ألكوردى جازفت بحياتى و حياة عائلتى للدفاع عن فتاة عربية مسكينة بعدما تركها كل أصدقائها ألعرب.

يا أيها ألعراقيون ألشرفاء وكل من يتفوه بكلمة ضد أسرائيل أحذروا فأن يد ألموساد أقرب اليكم من ألحبل ألوريد و أنى نجوت صدفة و لكن هناك الكثيرون لم ينجوا لأنهم أصلا لا يعرفون بأن هناك يد خفية قوية موجودة فى كل انحاء العراق تستطيع أن تضرب فى أيه لحظة. تقبلوا هذ ه ألمرة نصيحة من أخ كوردى لكم لأننى بألرغم من أحراق قريتى و بيتى و قتل أبى و مئات ألألوف من ألأطفال و ألنساء ألكورد على أيدى من كنا ننتظر منهم أن يكون أخوان لنا لا أكرهكم لأننى أعرف بأنكم ضحايا ألنوايا ألخبيثة ألتى تحرضنا على أقتتال ألأخوة .

فانني انتهز السلطات القضائية و التشريعية العراقية بفتح تحقيق فى هذا الموضوع و دعوتي للأدلاء بشهادتي و انا مستعد للتوجه الي بغداد او اي مكان أخر فى العراق عند الضرورة.


*خاص بدنيا الوطن

التعليقات