عائلة يحيي عياش تنتقد مسلسلا سوريا حول الشهيد: يفتقر الي الدقة وبالغ في ابراز العملاء

عائلة يحيي عياش تنتقد مسلسلا سوريا حول الشهيد: يفتقر الي الدقة وبالغ في ابراز العملاء
غزة-دنيا الوطن

في تعليق لها علي المسلسل السوري يحيي عياش الذي عرضته قناة المنار ، عاتبت السيدة هيام عياش (أم براء)، ارملة الشهيد يحيي عياش الملقب بـ المهندس المخرج باسم الخطيب وسائر المسؤولين عن العمل التلفزيوني، مشيرة الي ان الجهة التي تقف وراء هذا العمل الفني لم تستشر احدا من اقارب الشهيد الراحل قبل اعتماد سيناريو العمل، ما ادي الي الوقوع في أخطاء خلال استعراض سيرته.

وشددت ام براء علي انها تقدم جزيل شكرها لمن أسهم في اخراج المسلسل الي حيز التنفيذ، غير انها ابدت استغرابها لعدم التحقق من تفاصيل جوهرية عن حقيقة حياة زوجها الشهيد.

وكشفت ام براء في حديث لصحيفة كل العرب الصادرة في الناصرة الفجوة الكبيرة بين تفاصيل حياة الشهيد ورفاقه الواقعية، وسيناريو المسلسل الذي افتقر إلي الدقة، لافتة الي ان عياش بنفسه كان سيطالب بوقف المسلسل لو اعطيت للاموات فرصة الكلام.

واضافت: كان ينبغي التشاور مع من يعرف يحيي عياش ومحيطه القريب مثلما كان من المفروض ان يختار ممثلون أكثر كفاءة في المسلسل . ومن ابرز الاخطاء التي وقع فيها المسلسل بحسب ام براء اتهام خال الشهيد بالعمالة، لافتة الي ان ذلك عار عن الصحة. واضافت اعتقد ان الأمر التبس علي كاتب السيناريو، فالحقيقة أن المتورط الرئيسي في اغتيال يحيي هو كمال حماد، وهو خال أسامة حماد صديق يحيي عياش وواحد من رفاقه، وكان يحيي يقيم في بيته حين اغتيل ولا علاقة لاسامة بعملية الاغتيال، التي دبرتها المخابرات الإسرائيلية بالتنسيق مع خاله كمال .

وبشأن الهاتف الذي تم تفخيخه، قالت ام براء ان القصة بدأت بعمل أسامة مع خاله (كمال حماد) الذي كان مقاولا، أعطي ابن اخته أسامة هاتفا نقالاً لتسهيل العمل والاتصالات فيما بينهما . واضافت لم يعط اسامة الهاتف ليحيي، وظل بحوزته حتي وقعت عملية الاغتيال، وكل ما جري ان يحيي طلب ان يستخدم هاتف أسامة لثلاث مرات فقط، وفي المرة الاخيرة اغتيل بعد أن أيقنت المخابرات أن هناك علاقة بين يحيي واسامة وان زوجي موجود عنده او يلتقي به .

وعن كيفية اطلاع المخابرات الاسرائيلية علي علاقة الشهيد بأسامة قالت ارملته ان هذا الأمر يعود الي ما قبل انتقالهما إلي غزة، إذ دهمت المخابرات الإسرائيلية البيت وصادرت مجموعة من الصور، إحداها كانت لإسامة وهو يحمل براء . وشددت ام براء علي ان يحيي كان إنسانا طيبا وفي غاية التواضع وان بعض المقاطع في المسلسل اساءت له خاصة تلك التي اظهرته اكثر من مرة يفلت من مداهمات الاحتلال فيما استشهد رفاقه خلال التغطية عليه وكأنه فضل نفسه عليهم وهذا مجاف للحقيقة.

ومن المغالطات الأخري التي اشارت لها ما يتعلق بانتقال يحيي من الضفة الي غزة وطريقة دخوله لها، إذ انه لم يتنكر في زي متدينين يهود كما يظهر في المسلسل، بل تمكن هو ومطارد آخر من دخول قطاع غزة، في شاحنة مملوءة بصناديق الخضار وكانا في ما يشبه الحجرة الصغيرة أسفل الصناديق. وأضافت هناك أمر آخر يتعلق بإظهار حركة عياش بسهولة وبساطة بالغة ما أسقط كما هائلا من المعاناة التي كان يواجهها في كل حركة مهما كانت بسيطة .

واضافت ام براء: وقد شاهدنا في المسلسل انتقالا سريعا وسلسا ليحيي من موقع إلي آخر وكأن الأمر في غاية البساطة. ان المعاناة التي كانت ترافق كل حركة او عمل يقوم به عياش، كبيرة وهذا ما لم يظهره المسلسل، ومن ابسط الأمور، علي سبيل المثال انه وأثناء انتقاله في إحدي المرات من قريتنا الي قرية أخري قريبة عبر الجبال، انقطع رباط حذائه وجزء منه، ما اضطره إلي اكمال طريقه حافيا عبر الجبال.

وفي غزة مثلا يظهر المسلسل مشهدا لبيت مهجور علي الشاطئ وكأن الأمر مجرد نزهة، ناهيك عن عدم ذكر علاقة عياش مع القيادي محمد ضيف في أي حلقة من حلقات المسلسل، والذي كان من اقرب المطاردين وأكثرهم التصاقا بالشهيد يحيي (لا يزال محمد ضيف مطاردا حتي الآن وهو الأشد ملاحقة من قبل الاحتلال).

ونوهت السيدة هيام الي ان المسلسل اسقط العديد من القضايا المركزية، مثل الرد علي مجزرة الحرم الإبراهيمي التي يشير لها المسلسل دون ان يذكر ان يحيي رد عليها بنحو خمس عمليات فدائية كما وانه يبالغ في ظهور العملاء.

يشار الي ان هيام عياش التي انتقلت من قرية رافات للاقامة في مدينة نابلس قد تزوجت قبل سنوات من يحيي غزال عضو في حماس، وانجبت منه زكريا واسامة وتيماء، اخوة لبراء ويحيي عياش، الذي ولد بعد عشرة ايام من استشهاد والده.

*القدس العربي

التعليقات