جاهة الصلح الاسرائيلية طالبت الفلسطينيين بـعطوة عشائرية لمدة عام

غزة-دنيا الوطن

قدمت مجموعة من رؤساء البلديات الإسرائيلية اعتذاراً للشعب الفلسطيني، على معاناته جراء استمرار الاحتلال وطالبت بهدنة من نظرائهم الفلسطينيين لمدة عام واحد بهدف دعم الهدوء الضروري، ووصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.

وكان رؤساء البلديات الاسرائيليون وصلوا إلى أريحا عصر أمس للالتقاء بمجموعة من نظرائهم الفلسطينيين في فندق الانتركونتننتال وسط إجراءات أمنية مشددة رافقت وصولهم وفترة وجودهم في أريحا، في الوقت الذي استقبلهم فيه نظراؤهم الفلسطينيون على مدخل الفندق فيما قدمت مجموعة من زهرات أريحا أغصان الزيتون للضيوف.

وقال المحامي أيلي مويال رئيس الوفد رئيس بلدية سديروت الإسرائيلية في كلمته " أنا أيلي مويال وحضرت إلى هنا مع رغبة جادة محاولا وقف دائرة القتل وسفك الدماء في منطقتنا ".

وأضاف "لقد كانت أيدلوجيتنا تنبع من إنقاذ أنفسنا، ولم نرد اغتصاب أرضكم والمساس بكم، ولم نرد أبدا ما حدث ولكن الأمور سارت على هذا النحو "، حسب تعبيره.

وقال مخاطبا رؤساء البلديات الفلسطينيين " أتوجه إليكم اخوتنا الفلسطينيين طالبا منكم إبداء تأسفي جراء ما ألم بكم، ودعونا هنا نتذكر أبونا جميعا إبراهيم جدكم وجدنا عليه السلام فنحن عائلة واحدة لنا نفس الجذور، ولنسلك السبل المباركة التي علمنا إياها القدامى، والتي تقول " باسمي وباسم أعضاء جاهة الصلح وتكريما لابونا إبراهيم نرجوكم الموافقة على هدنة لمدة عام واحد ". وقد استخدم المتحدث الاسرائيلي مصطلحات الصلح العشائري في دعوته الفلسطينيين الى الموافقة على ما نسميه العطوة.

وأضاف " دعونا نسلك طريق السلام ونحمي مئات الأبرياء من القتل وسفك الدماء، دعونا نحاول حتى لو استطعنا ان نحمي نفسا واحدة من كلا الطرفين، فالسلام مصلحة لكلا الشعبين ".

وخاطب مويال حركة حماس والجهاد الإسلامي وحركات الرفض قائلا " كثير من المقاتلين الفلسطينيين يريدون الاستمرار في الكفاح المسلح ليثبتوا أن انسحاب إسرائيل جاء نتيجة للمقاومة، (ونحن نتوجه إلى هؤلاء الفلسطينيين ونقول لهم : كفى لقد أثبتم على أنكم مقاتلون شجعان وأنكم قادرون على التضحية بأرواحكم في الحرب ضد الاحتلال، حان الوقت للهدوء والاستقرار، ودعوا ارئيل شارون ينفذ خطته في احترام وهدوء من أجلنا ومن أجلكم، حيث انه إذا استمر الهدوء في المنطقة لمدة سنة يمكن آنذاك تحقيق السلام ".

وقال الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في كلمته " أقول لكم رؤساء البلديات الإسرائيلية اننا كأبناء للشعب الفلسطيني نريدكم أن تكونوا لنا الجار والشريك، لا نريدكم أن تكونوا المستوطن والجندي والمحتل، وأريد أن أصحح حول ما قيل أن هذه ليست صلحة عشائرية فالمسألة لا تتعلق هنا بخلاف شخصي بل بقضية وطنية، وقضية شعب ما زال تحت الاحتلال ".

أضاف " على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من معاناتنا فإننا كشعب فلسطيني نمد يدنا لكم من اجل السلام العادل والشامل سلام قائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية، فالقتل والاعتقال وبناء الجدران لن يجلب السلام، كفوا عن كونكم محتلين وبذلك يتحقق السلام للجميع، فنحن سئمنا من ان نأخذ أبناءنا إلى المقابر، نريد أن نعيش بسلام بعيدا عن البطش والقتل ".

وقال رئيس بلدية أريحا ( المدينة المضيفة ) المحامي حسن صالح "ان هذه المبادرة الطيبة والاستجابة لها وتطويرها، هي مهمة هذا الحشد الطيب الذي سيحدد آفاقا لمفهوم الجوار المشترك، ونحن نريد أن نقول وبصوت عال، ان حق الجوار المشترك لا يكون بالاحتلال، ولا يكون بالحواجز، ولا يكون بالقتل هنا وهناك، أو صاروخ هنا وهناك أو تفجير هنا وهناك، بل ولا يكون برمي النفايات أو دفنها في أرضنا ".

وأضاف " اننا نقبل ونؤيد هذا التوجه الذي جئتمونا به، ونقول لنعمل معا على تطويره كي ينتقل الحال إلى حال تعايش بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل دون احتلال أو قهر أو سلب الآخر لحقوقه الأساسية والسيادية، اننا نتطلع إليكم لمساعدتنا في تحقيق الحقوق الأساسية والمشروعة لشعبنا، وخاصة حقه بدولة مستقلة متواصلة خالية من الاستيطان وذات سيادة على مواردها الطبيعية وعاصمتها القدس الشريف ".

وأضاف " ان في مبادرتكم قدرا كبيرا من الإنسانية والشجاعة التي ستسجل كإحدى المبادرات التاريخية الجريئة ".

وفي كلمته قال عضو الكنيست السابق عبد الوهاب دراوشة " هذا الحوار من اجل السلام ومن اجل التوصل إلى حل عادل وشامل في هذه المنطقة، حيث اننا نأمل بالتوصل إلى هدنة بين حكومتين وشعبين وليس هدنة جماهيرية، هدنة من شأنها أن توصل إلى دولتين دون احتلال ".

وقال ايال ايرلخ رجل الأعمال الإسرائيلي الذي كان وراء الفكرة " انتم تصنعون هنا شيئا عظيما لأنكم تساهمون في وقف العنف، فجلوسكم هنا إنجاز جبار، فالأغلبية من الطرفين تصبو إلى السلام والهدوء والى مستقبل افضل ".

وأضاف " هذا الاجتماع يشكل نداء للقيادتين الفلسطينية والإسرائيلية وللمتطرفين في الجانبين، أنكم انتم رؤساء البلديات قررتم اتخاذ خطوة جريئة من اجل التغيير ومن اجل أن يكون مستقبل افضل لكلا الطرفين، فالأغلبية الصامتة التي انتم تمثلونها سئمت العنف ".

وقال الدكتور حسين الأعرج وكيل وزارة الحكم المحلي ( رئيس بلدية نابلس "اننا نطمح كشعب فلسطيني إلى أن نعيش بسلام وهدوء، وان يكون حسن جوار بيننا، دون حواجز ودون احتلال ينغص عيشنا كفلسطينيين ".

وأضاف " طريق المفاوضات القائمة على قرارات الشرعية الدولية وإعطاء الحقوق الى أصحابها هي التي ستجلب السلام على شعبينا، وليس جدار الفصل العنصري واقامة الحواجز والقتل والاغتيال وهدم المنازل ".

وفي ختام اللقاء تلا الأعرج البيان المشترك الذي اتفق عليه الجانبان ( رؤساء البلديات الفلسطينيون والإسرائيليون والذي أكد على ان المجتمعين " اجمعوا على رفض كافة أنواع العنف ضد المواطنين الأبرياء من كلا الطرفين، واقروا أن السبيل الوحيد للمضي قدما هو وقف هدر الدماء والعنف والمناداة لهدنة بين الطرفين تكون مدتها سنة واحدة بهدف دعم الهدوء الضروري ووصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل وإحقاق الحقوق المشروعة لكلا الطرفين وتحقيق المصالحة والسلام فيما بين الشعبين ".

وأضاف البيان " أن رؤساء البلديات يجددون دعمهم للحكومات المركزية في كل من فلسطين وإسرائيل للالتزام بانتهاج المفاوضات والطرق السلمية لحل النزاعات الدولية كما هو النزاع القائم بين الشعبين، كطريق وحيد لإنهاء الاحتلال والصراع والوصول إلى حل الدولتين المستقلتين ".

كما تضمن البيان " ترحيب رؤساء البلديات الفلسطينية بالمبادرة الجريئة والشجاعة من قبل رؤساء البلديات في إسرائيل، التي قدم فيها رؤساء البلديات الإسرائيلية اعتذارهم عما لحق بالشعب الفلسطيني من معاناة، معتبرين هذه المبادرة التاريخية نقطة بداية لسلسلة لقاءات سوف تعقد بالتناوب في مدن فلسطينية وإسرائيلية لتعزيز روح التعاون والتعايش بين الشعبين ".

كما أمل البيان " أن يعم السلام وان يتحسن الوضع السياسي والأمني بما يسمح للشعبين بان يعيشا ويزدهرا في بيئة آمنة وحرة وديمقراطية وسلمية، في دولتين مستقلتين ذات سيادة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ".

يشار إلى أن حوالي ثلاث عشرة بلدية إسرائيلية شاركت في هذا اللقاء منها بلديات (سديروت، ايلات، كريات شمونه، حيفا، ريشون لتسيون، مجل هعيمق، وبئر السبع) في حين شاركت خمس عشرة بلدية من مختلف بلديات الضفة منها (بلدية أريحا، جنين، بيتونيا، طولكرم، نابلس، حلحول، وطوباس وغيرها).

التعليقات