خبير في علوم الأرض والزلازل يطمئن مواطني غزة بعدم حدوث نشاط زلزلاي مستقبلي ويعزو ما يحدث لتفجيرات أرضية إسرائيلية

غزة-دنيا الوطن

طمأن خبير جيولوجي، في مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح الوطنية، في نابلس في الضفة الغربية، اليوم، المواطنين في قطاع غزة، بأن منطقتهم غير معرضة لنشاط زلزالي قوي في المستقبل، ولن تتعرض لأي زلزال خلال الأيام الماضية.

وقال د. رضوان زيد الكيلاني أستاذ وباحث في علوم الأرض والزلازل من المركز في تصريح خاص بـ"وفا": إن المعلومات التاريخية والتسجيلات الحالية للنشاط الزلزالي في فلسطين والمناطق المجاورة، تشير إلى تعرض غزة تاريخياً إلى زلازل خلال الأعوام 1034 ، و1546 ، و 1870، وكانت قوتها بين الخفيفة إلى المتوسطة، وتراوحت شدتها بين إحداث دمار بسيط إلى شعور طفيف فقط بتلك الهزات. وأضاف أن التسجيلات الحديثة للنشاط الزلازلي في فلسطين والأردن، والمغطاه بشبكة رصد زلزالي بواسطة الدول المجاورة، تشير إلى خلو منطقة قطاع غزة من أي نشاط زلزالي ملحوظ.

وبين أن إحساس المواطنين في غزة، بأن هناك اهتزاز في الأرض بعض الأحيان، يعود على الأرجح الى أعمال التفجير التي تقوم بها مناجم الفوسفات الإسرائيلية، إضافة إلى أن طبيعة التكوينات الصخرية لقطاع غزة تعمل على تضخيم الاهتزازات الأرضية البسيطة الناتجة عن نشاطات الانسان المختلفة، لدرجة يشعر بها المواطن العادي.

ووفق الخبير الكيلاني، فإن نتائج الدراسات الزلزالية التي شارك بها مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح، بالتعاون مع مركز أبحاث علوم الأرض الألماني الـ "GFZ"، تؤكد أن سمك القشرة الأرضية تحت قطاع غزة ذات سماكة قارية عادية، تصل إلى عمق 28 كم، كما أنها لم تظهر أي تراكيب جيولوجية أو فوالق (صدوع)، قد تكون سبباً في أي نشاط زلزالي قوي في المستقبل.

ورغم ذلك، فقد بين الدكتور الكيلاني، أن منطقة فلسطين والأردن تقع على امتداد صدع كبير، يمتد من خليج العقبة جنوباً إلى جبال طوروس شمالاً، بطول حوالي 1100 كم، وهو المسمى بحفرة الانهدام الأردني أو انهدام البحر الميت.

وذكر أن الصدع مصنف عالمياً من الصدوع النشطة، حيث تتحرك على جانبه الشرقي الصفيحة العربية باتجاه شمال شرق، بمقدار من الإزاحة تصل تقريباّ إلى 1.2 سم سنوياً، مبتعدة عن صفيحة فلسطين ـ سيناء والتي تقع على الامتداد الغربي لهذا الصدع.

وحسب الخبير الكيلاني، فإن الدراسات الجيوفيزيائية، تشير إلى أن السبب لهذه الحركة هي الصعود المستمر للصهارة تحت القشرة الأرضية المكونة لمنطقة هذا الصدع مسببة بذلك ضغوط مستمرة على صخور القشرة الصلبة الواقـعة فوق هذه الصهارة، حيث تؤدي إلى تكسيرها تدريجياً، ويكون ذلك مصحوب بحركات أرضية، أدّت إلى حدوث هزات أرضية وزلازل مختلفة القوة عبر آلاف السنوات الماضية واستمرارها حتى يومنا هذا.

وقال: إن ما يتردد من تعرض المنطقة إلى زلزال قوي، تصل قوته من 6 - 7 درجات على مقياس ريختر، فإن هذه المعلومة مبنيّة على دراسات تحليلية وإحصائية لطبيعة وتوزيع الزلازل التاريخية ورصد النشاط الزلزالي الحالي وربطها بالتراكيب الجيولوجية والصدوع الموجودة والمكونة لمنطقة انهدام البحر الميت.

وأضاف أن هذا النوع من الدراسات، يندرج تحت ما يسمى بالتنبؤ بالزلازل بواسطة تحديد مناطق الخطورة الزلزالية، ولا يصل إلى درجة اليقين، داعياً المواطنين إلى عدم العيش مع هذه المعلومة بدرجة من الخوف والهلع، ولكن بالتوكل على الله والاخذ بالأسباب في اتباع كل ما هو ممكن، للتخفيف من خطورة أي زلزال محتمل.

التعليقات