مسؤول اسرائيلي:حماس ستحقق فوزا ساحقا في انتخابات المجلس التشريعي

غزة-دنيا الوطن

افادت مصادر امنية اسرائيلية في تل ابيب امس الثلاثاء نقلا عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال الاسرائيلي ان الدولة العبرية قررت قطع جميع اتصالاتها مع رؤساء البلديات والمجالس القروية في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة الذين ينتمون الي حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال المراسل العسكري لصحيفة هارتس الاسرائيلية عاموس هارئيل، امس الثلاثاء ان القضية نوقشت في الايام الاخيرة خلال اجتماعات عقدتها الهيئة العامة لقيادة الاركان الاسرائيلية في تل ابيب علي ضوء نجاح حركة حماس في الانتخابات البلدية التي جرت في المناطق المحتلة في نهاية شهر كانون الاول (ديسمبر) من العام 2004.

وكانت حماس قد تمكنت من الفوز بنصف الاصوات الامر الذي منحها الفرصة لادخال ممثليها الي المجالس البلدية والي البلديات، الامر الذي اغاط صناع القرار في تل ابيب.

وتابع الصحافي الاسرائيلي قائلا ان اسرائيل ستقطع علاقاتها مع كل رئيس سلطة محلية مقرب من حماس او من أي تنظيم اسلامي اخر، علي حد تعبيره.

ولفتت الصحيفة الاسرائيلية الي انه علي الرغم من ان الجيش الاسرائيلي لا يسيطر علي قطاع غزة، الا انه يقوم باجراء الاتصالات مع ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية وايضا مع رؤساء البلديات في القطاع، حيث يقوم بالتنسيق معهم في عدد من القضايا المدنية. وتابعت الصحيفة ان انتصار حماس في الانتخابات البلدية خلق لاسرائيل مشكلة صعبة، فعلي سبيل الذكر لا الحصر ناقش ضباط الاحتلال الاسرائيلي كيف يمكن التعامل مع رئيس بلدية بيت لاهيا في شمال قطاع غزة الذي ينتمي الي منظمة حماس.

وحسب الصحيفة فانه من غير المناسب فرض العقاب الجماعي عب سكان بلدة بيت لاهيا ومنعهم من تلقي الخدمات الاساسية بسبب كون الرئيس منتميا الي حركة حماس، ولكن من الناحية الاخري يقول ضابط الاحتلال ان حكومة شارون تعتبر الجناح السياسي في حركة حماس تنظيما ارهابيا يحظر التعامل معه باي شكل من الاشكال.

واردفت الصحيفة الاسرائيلية قائلة ان منسق الاعمال بين الحكومة وبين جيش الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الجنرال الدرزي يوسف مشلب، سيقوم في الايام القريبة القادمة بعقد اجتماع يضم كبار ضباط الاحتلال لمناقشة القضية، ومع ذلك فان ضباط الارتباط والنتسيق الذين يعملون في المناطق المحتلة تلقوا من الجنرال مشلب تعليمات صارمة بمقاطعة رؤساء البلديات والمجالس القروية من حركة حماس حتي يتم اتخاذ قرار نهائي في الموضوع، خصوصا وان المستوي السياسي في اسرائيل سيعطي رايه في هذه المشكلة، مشيرة الي ان الاتصالات معهم يجب ان تجري بواسطة ممثلي السلطة الوطنية الفلسطينية فقط لتسيير الامور وعدم اتهام اسرائيل بانها تفرض العقابات الجماعية علي السكان الفلسطينيين بسبب حركة حماس. ونقل الصحافي الاسرائيلي عن مسؤول امني وصفه بانه رفيع المستوي قوله ان المشكلة ستحتد في الاشهر القريبة القادمة خصوصا بعد اجراء الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه انه لا يمكن باي حال من الاحوال تجاهل قوة حماس وان اسرائيل تتوقع ان تحقق الحركة انتصارا ساحقا في الانتخابات. ولفت المسؤول الاسرائيلي الي انه حسب تقديرات الاجهزة الامنية الاسرائيلية فان حركة المقاومة الاسلامية تزداد قوتها بشكل كبير جدا وان هذا الامر سيستمر في غضون الاشهر القريبة، مشيرا الي ان قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية توافق الاسرائيليين علي ان قوة حركة حماس في الشارع الفلسطيني في تصاعد مستمر وانه لا يمكن وقف هذا التطور نظرا للخلافات العميقة التي تعصف بحركة فتح. ولمح المسؤول نفسه الي ان مقاطعة رؤساء البلديات والمجالس القروية هدفه المبطن الحد من تصاعد قوة حماس في المناطق المحتلة.