دحلان يحذر: بعد خمسة اشهر لن نجد شيئاً نتفاوض حوله

دحلان يحذر: بعد خمسة اشهر لن نجد شيئاً نتفاوض حوله
غزة-دنيا الوطن

دعا النائب الاول لرئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الفلسطينيين الي الوحدة وعدم انتظار المواقف العربية، مضيفا ان العملية السلمية تحتاج الي موقف فلسطيني موحد وارادة امريكية منصفة وارادة دولية ودور عربي غير مخترق بالقضايا الثانوية.

جاءت اقواله هذه في مداخلة له بعنوان البحث عن السلام امام منتدي امريكا والعالم الاسلامي، الذي افتتح في الدوحة لبحث مختلف جوانب العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الاسلامية.

وقال حمد بن جاسم ان جميع الادارات الاسرائيلية لا تريد العودة الي حدود 67 وشارون يريد اقتطاع الاراضي الفلسطينية. ودعا الولايات المتحدة الي استخدام العامل الاقتصادي للضغط علي اسرائيل كأداة دافعة لتسوية المشكلة الفلسطينية، مؤكدا ان الموقف العربي تجاه الفلسطينيين لن يكون عادلاً بسبب هواجسهم ومخاوفهم حول الديمقراطية.

وبالنسبة لمبادرات السلام قال انه لا يعتقد اننا بحاجة الي مبادرات سلام جديدة والكل يعرف الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفق القرار 242 ومرجعية مدريد وأوسلو ويتضمن ارجاع الاراضي حتي حدود عام 1967، والجانب الفلسطيني يقول ليس لدينا مانع من ان تتم بعض المبادلات في الاراضي، وبالنسبة لقضية القدس فانها قضية تهم كل المسلمين ولكن هذه القضية تحتاج الي نوع من الادارة والرؤية والحل بحيث نرضي كل الاطراف والأديان، نحن نعلم ان هناك يهودا ومسلمين ومسيحيين في هذه المنطقة.

وعندما تناول وزير خارجية قطر موضوع اعادة الاعمار في فلسطين، علق بحدة علي دوامة الاعمار والتدمير حيث قال ان الدولة الفلسطينية تساعد الفلسطينيين بشكل واضح ولكن ليس من المعقول انه بعد ان خصص الاوروبيون ثلاثة مليارات والعرب مليارا ونصفاً والولايات المتحدة جزءا معينا لاعمار المؤسسات الفلسطينية يأتي الاسرائيليون ويدمرون ما تم بناؤه بالكامل ثم يقال للجميع اعيدوا الاعمار، فلماذا لا يقوم الطرف الذي قام بالتدمير بالدفع، ولماذا لا تكون هناك ارادة دولية في هذا الخصوص، ولماذا يدمر مطار غزة ما داموا قادرين علي اغلاقه واغلاق مجاله الجوي؟ نحن سندفع ونستمر ما دامت هذه آخر مرة ندفع فيها، ولكن هل ستقدم اسرائيل او الولايات المتحدة ضمانات بأننا اذا اعدنا الاعمار فان ما بنيناه لن يتعرض للدمار؟ واضاف لقد سمعت الاوروبيين يتكلمون بمرارة بأنهم يخططون لبناء مدارس وشوارع تم تدميرها بالجرافات الاسرائيلية، لذلك لا بد من موقف فلسطيني موحد وارادة امريكية منصفة وارادة دولية والدور العربي يأتي مكملا.

وقال حمد بن جاسم في مداخلته: نحن نعرف ان هناك جهة واحدة فقط يمكن ان تقوم بعملية السلام وتفرض ارادتها وهي الولايات المتحدة، انا أقول اذا ارادوا عملية سلمية هذا ممكن، اما ضمان وقف النار والعمليات بشكل تام بين الفلسطينيين والاسرائيليين فهذا غير ممكن والمشكلة ان جميع الادارات الاسرائيلية تجد ذلك لصالحها وتوقف المحادثات بمجرد وقوع اي حادث.

وكان امير قطر قد افتتح المنتدي بكلمة ان الحوار بين الجانبين الامريكي والاسلامي بحاجة لان يصبح موضوعا توافقيا لا خلافيا، جامعا وليس مفرقا، مشيرا في هذا الصدد الي ان عددا من تجارب التحول الديمقراطي في العالم الاسلامي ابتداء من افغانستان الي فلسطين والعراق قد اختلط فيها وبمستويات متفاوتة صوت السلاح بأصوات المقترعين علي نحو انتج هوة في التقديرات بشأن الطريقة المثلي التي يستطيع بها الخارج ان يساعد في بناء الديمقراطية.

وأوضح انه اذا كان في العالم الاسلامي قلة يطيب لها ان تستحق الخارج للضغط من أجل الديمقراطية واخري تنفر من الخارج ومن الديمقراطية نفسها فان بينهما جماهير غفيرة واعية تدرك ان عليها خوض الديمقراطية بنفسها دون ان تمانع في التواصل مع كل من يتقدم لمساعدتها في قطع الطريق الي نهايته. ودعا امير قطر المنتدي للبحث في وسائل تخفيف الاحتقان في بؤر مشتعلة من التوتر ومشكلات حادة تمس السلامة الاقليمية ومساعدة دول مسلمة يمثل الحفاظ علي تكاملها القومي حجر زاوية في الاستقرار الاقليمي في اكثر من موقع.

وقال في كلمته ان مفاتيح التحول الأهم في مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي تبقي رهناً بالتقدم الذي تشهده القضايا المشتركة بينهما، مشيرا الي ان ثمة عوائق لا يمكن تجاهلها او الاستخفاف بها لو ارادوا لصلاتهما ان تنمو وتتقدم نحو مستقبل آمن تظلله رغبة متبادلة في التعاون ويسوده الاتفاق علي سلم مشترك من الأولويات.

واشار امير قطر الي ان واحدا من مفاتيح التحول عليه ان يعتني بأسلوب الحوار ذاته، والاهتمام بالشكل والمضمون معا، موضحا ان الاستعلاء من طرف او اللامبالاة من طرف آخر قد يقود الي تسرب الاحباط او اليأس الي من يعول علي هذا الحوار في تطور العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي.

وفي كلمة امام المنتدي حول تأثير التطورات الراهنة في الاراضي الفلسطينية علي الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لفت محمد دحلان وزير الشؤون المدنية الفلسطيني الي ان اسرائيل غير مرتاحة اصلا من هذه التهدئة بدليل انها عمدت الي اغتيال ثلاثة اطفال فلسطينيين وبمزاج من قبل جندي اسرائيلي. معتبرا هذا العمل عنصرا جديدا لتدمير التهدئة اضافة لما جري في المسجد الاقصي. ونبه الي ان اسرائيل لا تفعل ما هو ايجابي لانقاذ عملية السلام وعليهما العمل علي لجم المستوطنين وعلي امريكا العمل من أجل لجم تهور الحكومة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. وردا علي سؤال اكد الوزير الفلسطيني علي اهمية التوافق الداخلي الفلسطيني الفلسطيني.. وقال ان الحوار بدأ منذ سنوات وتوج مؤخرا بتفاهمات القاهرة، معتبرا ذلك انجازا فلسطينيا بارزا ومعربا في ذات الوقت عن الأمل في متابعته لتأمين الجبهة الفلسطينية ووضع استراتيجية مشتركة وشراكة سياسية حقيقية تحدد واجبات ومسؤوليات الجميع. وحول خطة الانسحاب الاسرائيلي من غزة قال دحلان ان هذه الخطة ليست مطلبا فلسطينيا وليست نتيجة مفاوضات وهي خطوة احادية. ونبه الي ان الامور لن تسير في صالح الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ما دامت هناك مواجهة.. فاسرائيل اختارت طريق العنف والنتيجة صفر والخيار امامها هو الالتزام بالسلام وبخريطة الطريق.. مشيرا الي ان الفلسطينيين لم يلمسوا حتي الآن تنفيذا للوعود الامريكية باقامة الدولة الفلسطينية.

وقال دحلان ان الولايات المتحدة الامريكية بذلت جهودا مضنية من اجل الاتفاق مع الطرف الاسرائيلي من خلال مفاوضات طويلة وشاقة ولكن انفجر الوضع عقب زيارة شارون الي الحرم القدسي ثم بدأت القطيعة بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة وبين الولايات المتحدة والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من جهة اخري. واضاف ان الولايات المتحدة واسرائيل عبأتا المجتمع الدولي علي ان العقبة الاساسية هي الرئيس عرفات وكان لذلك تراكمات سلبية علي مدي السنوات الماضية فقد فيها العديد من الضحايا من جانب الفلسطينيين والمدنيين الاسرائيليين.

وقال ان الأمل تجدد بعد الانتخابات الديمقراطية التي انتخب فيها محمود عباس (ابو مازن) رئيسا للسلطة الفلسطينية.

وتحدث دحلان عن المواقف السياسية للرئيس الفلسطيني فقال انه عمل علي العودة الي عملية السلام وحل الصراع بالطرق السلمية اذ لم يفاجئنا بها منذ البداية وتمسك بها حتي النهاية.

وقال اعتقد ان استراتيجية شارون قائمة علي ثلاثة اساسات متجذرة في وعيه السياسي، اولا انه سجل علي نفسه انه لن يساهم في بناء دولة فلسطينية مستقلة. وثانيا الاحتفاظ بالمستوطنات في الضفة الغربية وتعميق الاحتلال فيها. وثالثا الاستفراد بالادارة الامريكية بعد الانسحاب من قطاع غزة لكي يكون الانسحاب من غزة هو نهاية لعملية السلام. وقال: هناك مؤشرات غير مشجعة اوصلتنا لهذه النتيجة ونأمل ان نكون مخطئين ذلك انه لم يتحرك حتي الآن تجاه ابو مازن الذي كان يقول انه رجل السلام.

واضاف لذلك اعتقد انه دون طرف ثالث جدي يريد السلام من مفهوم جديد فان الأمل بالسلام سيتضاءل .

وقال نريد تدخلا دوليا جوهريا تقوده الولايات المتحدة التي بذلت جهدا استثنائيا لتشكيل تحالف دولي لمحاربة الارهاب ونريدها ايضا ان تشكل تحالفا دوليا لانقاذ عملية السلام. لا يجوز ان تستخدم كل نفوذها وقوتها العسكرية والسياسية والمادية من أجل الوصول الي ما تريد ونحن معها في ذلك ولكن يجب ان تدير العملية بنفس المنطق تجاه الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، لأن ادارة العملية بالطريقة التقليدية التي كانت جارية في السنوات الماضية تعني استباحة الدم الفلسطيني خاصة وان شارون يفسر كل خطوة امريكية لصالحه لانه الطرف الاقوي وانا استنكر الضمانات التي اعطتها الادارة الامريكية لشارون قبل سنة. وقال ان شارون ترجم الضمانات علي طريقته الخاصة ووسع الاستيطان وعزل القدس والآن يعيد تطبيق خريطة القدس الكبري ويعزلها عن الضفة الغربية حتي لا نجد ما نتفاوض عليه في مفاوضات الحل النهائي. واضاف ان شارون اخذ ضمانات بعدم حق عودة اللاجئين واخذ ضمانات بان المستوطنات ستضم الي الاراضي الاسرائيلية وتبقت القدس، وبذلك لن نجد بعد شهرين او خمسة اشهر ما نتفاوض عليه وتابع في حرارة نحن طلبنا من الادارة الامريكية ان تقدم لنا نفس الضمانات التي قدمتها للاسرائيليين بما لا يتعارض مع التزاماتها مع كل طرف لأنه في مفاوضات الحل النهائي لن يتنازل اي فلسطيني واحد عن الحل الذي اجمعت عليه. الامة العربية في قمة بيروت والجزائر.

ويحضر المنتدي الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية ومركز سابان لسياسات الشرق الاوسط بمعهد برولنغز الامريكي اكثر من 150 شخصية من كبار المسؤولين بالولايات المتحدة و35 بلدا اسلاميا.

ويناقش المنتدي عبر جلساته التي تستمر ثلاثة ايام ثمانية موضوعات تتصل بالعلاقات الراهنة بين امريكا والعالم الاسلامي وعملية السلام في الشرق الاوسط والاقتصاد وتأثير الانتخابات والأمن والحكم الرشيد والتنمية البشرية والعلوم والتكنولوجيا ودور الصحافة.

التعليقات