الطالب الجامعي السعودي يعرض صوته الانتخابي بأكثر من 5000 ريال

غزة-دنيا الوطن

إذا أخذت مقعدك في إحدى قاعات المحاضرات بجامعة الملك عبد العزيز، وبدون أن تجهد نفسك في استراق السمع، ستجد أن الحديث الدائر بين الطلاب حول الانتخابات البلدية، ليس عن أهميتها. أو عن برامج المرشحين، بل عن المرشح الذي سيؤمن وظائف لبعض الطلاب بدوام ليلي وراتب مجز. وعن مرشح آخر سيساهم في دراسة الطالب الجامعية بمبلغ مالي يساعده في تسديد فاتورة هاتفه، أو إيجار منزله. ولكن كل هذا ليس من أجل «عيني» هذا الطالب أو ذاك بل من أجل «صوته».

هكذا أصبح الحال. وفي الماضي كان حديث الطلاب يدور عن الرياضة، والأساتذة، والبحوث، ومواقع الإنترنت، ولكن مع انتشار الإعلانات المطبوعة في أروقة الكليات، ومطاعم الوجبات الخفيفة تغير الحال، بين هل توافق على بيع صوتك أم لا؟ طارق بخش يوافق على بيع صوته ولكن بمبلغ خيالي قائلاً «لو عرض علي مبلغ 5000 ريال سأبيع صوتي، ولكن أقل من هكذا مبلغ فلا». ويرجع سبب ارتفاع المبلغ إلى أن صوته «يساهم في بناء الوطن فلماذا أقبل بمبلغ بسيط، وأنا لم أضع هذا المبلغ إلا من باب التعجيز». أما محمد العاصم فيرفض رفضاً قاطعاً بيع صوته حتى لو كان بـمائة ألف ريال ويجد أن الأهم من المبلغ «أن يكون المرشح رجلا متعلما وفاهما. ويساهم في اصلاح مدينة جدة، وبالذات بنيتها التحتية».

بالنسبة لعاصم وبخش لم يعرض عليهما أي عرض مقابل صوتهما، ولكن عادل الجهني عرض عليه أحد المرشحين عن طريق شخص وسيط مبلغ 1000 ريال، ورفض المبلغ والسبب كما يقول «1000 ريال ليست أهم من اصلاح المدينة التي أعيش فيها، ونصيحتي لزملائي الطلاب أن يتناسوا التفكير بالمصلحة الشخصية، وأن يفكروا بالمصلحة العامة، وهي مصلحة الوطن». والأهم لدى الجهني حسب قوله «يجب على المرشح أن يساهم في إيجاد وظائف للشباب ليس بشراء أصواتهم بل بإقناعهم بأن هذا هدفه في حال نجاحه».

إيجاد وظائف للشباب سلاح يحاول المرشحون من خلاله كسب أصوات الطلاب. يقول علي المطرفي: «أسمع زملائي يتحدثون عن عروض كوظائف وغيرها من المرشحين مقابل أصواتهم، كما يدور جدل بين الطلاب في القاعات قبل بدء أي محاضرة حول بيع أصواتهم بين مؤيد للفكرة وآخر رافض لها».

ما يقارب 17 الف طالب يدرس في جامعة الملك عبد العزيز. ينقسمون إلى ثلاث فئات، فئة لم تسجل في قيد الناخبين، وفئة سجلت ولا تريد أن تعطي صوتها إلا لمن يستحق، وفئة ترى أن في بيع صوتها حلا لسداد إيجار المنزل، كخالد الحربي «1000 ريال ستحل مشكلة الإيجار. فلماذا أتمسك بمثاليات ومبادئ لا تسمن ولا تغني من جوع».

*الشرق الاوسط

التعليقات