المخيمات الصيفية للأطفال بين الترفية والتفريغ النفسي

نظمتها مؤسسات حكومية وفصائل وتنظيمات وجمعيات!!

المخيمات الصيفية للأطفال بين الترفية والتفريغ النفسي



· زاهر هنية: أنشطة هادفة تساعد على اكتشاف الذات وتنمية القدرات.

· نبيل عطا الله: تخفيف حدة العنف والانطوائية والضغوطات النفسية.

· نبيل يعقوب: معالجة مفهوم الانتماء الاجتماعي للوطن وثقافة المقاومة.

· كم يبلغ مدى تأثيرها في تكوين شخصية متوازنة لأطفالنا ؟!.

غزة-دنيا الوطن

تحظى برامج المخيمات الصيفية باهتمام كبير في مجتمعنا الفلسطيني لاسيما في ظل الظروف التي يعيشها أطفالنا، فالطفولة مرحلة حساسة وحرجة والتأثير فيها يكون شخصية الطفل المستقبلية.

فهل يؤثر برنامج المخيم الصيفي في شخصية الطفل وبصماته الإنسانية وهل يخلق فيه قيم ومبادئ ايجابية ؟ وهل تساعد برامج الترفيه والتثقيف في هذه المخيمات بتطوير وتفريغ الكبت بأنواعه والتخلص من هذه الحالة التي يعانيها أطفالنا من ظروف الاحتلال ؟ وهل يساعد المخيم في بناء وصقل شخصية قادرة على الحوار وقادرة على التعبير عن نفسها وما مدى تمكين الطفل من معرفة حقوقه الأساسية وهل يستطيع اكتساب مهارات جديدة ؟ وكيف يمكن عبر البرامج المكثفة تفريغ الشحنات النفسية وزرع قيم الانتماء والحوار والمشاركة والتعاون والنظافة والنظام والإبداع بعيدا عن مظاهر العنف وأساليبه.

فكلنا نعلم أن أهداف وآليات مخيمات المؤسسات الخاصة والمخيمات التابعة للأحزاب والحركات السياسية والتنظيمية وكذلك وزارة الشباب والرياضة تتنوع في توجهاتها ومبادئها الأساسية مما يستوجب وجود وتأهيل المنشطين والمدربين القادرين على النجاح في التأثير بشكل إيجابي في شخصية الطفل الفلسطيني.

للإجابة على هذه التساؤلات التي تهم كل أولياء الأمور أمر يولي ثقته بالمؤسسة التي تراعي أبنه ولاستطلاع حقيقة ما يجري في ظلال المخيم الكبيرة والمعسكرات الصيفية.

أصبح للابتسامة مكان

كانت للحياة الجديدة جولة ميدانية سلطت الأضواء خلالها على الواقع برؤية تحقيق الهدف الأمثل لأطفالنا، فالتقينا أولا المهندس هاشم رستم مدير مركز هولست الثقافي والمسؤول عن تنفيذ الأنشطة والمخيمات الذي قال " إن وضع أطفالنا مؤلم حيث أجواء الكبت والقصف والاجتياحات، بالإضافة إلى واقع الفوضى الذي يمارسونه في حياتهم اليومية، وأضاف أن إدارة المخيم قامت بوضع آلية وبرنامج محدد للمخيم يعتمد على عدد من الزوايا هي الصحية والتثقيفية والرياضية والترفيهية، التي تساعد على تنمية مواهب الطفل وتعليمه حب العمل الجماعي والمسابقات الثقافية التي تنمي مستوى تفكيره وثقافته، وأضاف أن الهدف الأساسي للمخيم في هذا العام هو رفع معنويات الطفل وإشعاره بأنه موجود، وقال " لقد تغيرت نوعا ما الحالة النفسية للأطفال وبدأنا نشعر بأن البسمة أصبح لها مكانا بعد أن غابت عن محياهم بسبب تأثير الاحتلال والأوضاع المحيطة فيهم وأشار إلى أن فترة المخيم غير كافية لتؤثر بشكل كامل في شخصية الطفل ولكننا نحاول على الأقل أن نعيد الطفل إلى طفولته وحريته وتوجيهه نحو القيم السلوكية والاجتماعية، عبر برنامج تتخلله ندوات صحية أشرف عليها متخصصون من الإغاثة الطبية وأيضا من خلال عرض اسكتشات مسرحية هادفة وتنفيذ كرنفال الطفل، وأشار رستم إلى أن مركز هولست متخصص بأنشطة الأطفال فيمكن للطفل أن يأتي بعد ساعات المخيم ويمارس ويتعلم ما يحب من الأنشطة وبالتالي يبقى على تواصل أكبر خاصة أن المركز مجهز بتقنيات عالية ممثلة بمسرح ومكتبة وصالات رياضية وملاعب وقاعات مجهزة بالعديد من الآلات الموسيقية.

علم نفس الطفل

وعن فئة الأطفال عبر جودت 15 عام عن اعجابة ببرامج المخيم وخاصة الرياضية منها حيث وجود مدربين في مجال السباحة وكرة القدم وأماكن متخصصة بالإضافة إلى إمكانية التعرف على أصدقاء جدد خارج نطاق المدرسة أما غادة رضوان المنشطة في مجال الفن التشكيلي والرسم على الزجاج في نفس المخيم رأت أن هناك بعض السلبيات في المخيم تتمثل بافتقاره إلى بعض التدريبات العسكرية التي تساعد الانضباط وأضافت أنه يجب على أي مؤسسة تسعى إلى أقامة مخيم صيفي أن تعتمد في نشاطها على متخصصين في مجال علم نفس الطفل ووجوب توفير إمكانيات مادية بشكل أكبر وعدم اقتصار الرحلات على البحر وإنما عمل زيارات لمؤسسات ومراكز ومخيمات أخرى وعلى الرغم من ذلك " أن المخيم شهد إقبالا غير عادي، وعلل ذلك مسؤول المخيم هاشم رستم بقلة الأماكن والملاعب المخصصة للأطفال وخاصة بعد أن تم تأجير كافة المساحات على شاطئ بحر غزة وحتى المنتزهات الموجودة تفتقر للشروط الصحية.

تفريغ الضغط... وروح جماعية

من جانبه أكد زاهر هنية المسؤول عن المخيم الصيفي الذي تقيمه جمعية الشبان المسيحية بغزة والمدرب في مجال التربية والطفولة بمعهد كنعان أن أهداف المخيم هي الترفيه والتسلية ومساعدة الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة هادفة تساعدهم على اكتشاف ذاتهم وتنمي قدراتهم ومهاراتهم وتساعدهم على تفريغ العنف والضغط وتقليل التأثير السلبي الناتج مما يشاهدونه من صور على شاشات التليفزيون من أحداث القصف والاجتياحات، لذا فانه من خلال التربية النمائية التي تعتمد على أدوات أهمها الفن التشكيلي والتمثيل حيث يطلب من الطفل تمثيل موقف معين أو من خلال الألعاب الرياضية التي نعزز فيهم روح العمل الجماعي والتعاون بعيدا عن المنافسة بالإضافة إلى أنشطة أخرى تعمل على تنمية مهارات الكتابة والقراءة بواسطة و ألعاب الدمى التي تسمح للطفل بالتخيل والتعبير عن نفسه وأنشطة الدبكة والتراث والعرس الفلسطيني وتعلم رقصات معينة بالإضافة إلى التشكيل بالجبص والكرتون، وأضاف هنية " أطفالنا محرومين من طفولتهم فنحن في هذا العام حاولنا جعل الطفل يقضي وقتا ممتعا وهادفا بالدرجة الأولى وأن يشعر بالانتماء والحب للمكان الموجود فيه وأشار أن التأثير في الطفل من خلال برامج المخيم لا يكون بشكل مطلق وإنما للتخفيف من الضغوطات التي يعيشها من أوضاع اقتصادية وسياسية واجتماعية للارتقاء وقال هنية" الطفل يحتاج إلى عملية مستمرة حتى تتحقق أهداف التأثير بشكل أفضل لأن فترة المخيم محدودة إذ أنه سيعود إلى ما تعود عليه، وناشد هنية الأهالي والمؤسسات التي تعمل في مجال الطفل بضرورة استيعاب الأطفال ومنحهم وقت أكبر لتنمية قدراتهم من خلال الألعاب والأنشطة التي تشعرهم بالترفيه والمتعة والحرية.

عمل جماعي

أما الطفل مصطفى عبد الحفيظ 10 سنوات من نفس المخيم فقال " أنا سعيد جدا بالمخيم وخاصة نشاط الدبكة ورياضة كرة السلة التي هي هوايتي الأساسية" وأضاف أن العطلة الصيفية طويلة وأنه يشعر بالملل وتمنى مصطفى على إدارة المخيم أن تزيد الساعات اليومية وأن يحتوي المخيم في العام القادم على أنشطة متنوعة أكثر، وفي الإطار ذاته تحدثت فاطمة الوحيدي إحدى المنشطات عن دورها في تنمية مهارات الأطفال في مجال أسس الرسم وكيفية استخدام الألوان واستخدام مواد من الطبيعة في عملية الرسم مثل القطن والصدف وعمل مجسمات من الفلين وكيف أن العمل يتم على شكل مجموعات وليس بشكل فردي مما ينمي حب العمل الجماعي والتعاون لدى الأطفال وأضافت الوحيدي "لاحظنا هذا العام أن الأطفال لديهم طاقه غير عادية ويجب أن نستغلها في الأنشطة الرياضية والأنشطة الأخرى الهادفة وهذا يحتاج إلى مساحات واسعة حتى يتحرك الطفل بحرية أكبر كما تمنت لو تكون مدة المخيم أقصر، يشار إلى أن جمعية الشبان المسيحية بغزة تنفذ كل عام مخيم واحد مدته شهر يمتد من الساعة الثامنة وحتى الحادية عشر والنصف يوميا.

عصف فكري !!

وفي إطار المخيمات التي تتبع لبعض التنظيمات أكد أبو فؤاد مسؤول مخيم تابع لكتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح لواء الشهيد جهاد العمارين بأن الهدف الأساسي للمخيم الصيفي هو تربية الأشبال على الانضباط والنظام وحب الوطن وزيادة الوعي الديني وأضاف " أنه وللأسف فإن بعض التنظيمات الموالية لفتح أو المعارضة تحاول بشتى الوسائل استقطاب الأشبال والزهرات وبالتالي نحن كأبناء الحركة شعرنا بالخطر على أبناء الحركة وعلى الحركة نفسها، فنحن بصدد زرع الروح الفتحاوية الأصيلة لهؤلاء الفتية وزرع روح التحدي والصمود والرحمة وتنمية مواهب الأطفال، وتحدث أبو فؤاد عن الأساليب التي يمكن من خلالها تحقيق هذه الأهداف وذلك من خلال الرياضة بكافة أنواعها ( الركض، الغطس، الزحف، الدفاع عن النفس، وإتباع التدريبات العسكرية لمرحلة ما بعد سن 17 عام ) بالإضافة إلى جلسات " العصف الفكري" وهي عبارة عن جلسات تتم من قبل إرشاديين ونفسيين تربويين لمعرفة قدرات الأطفال ومواهبهم والندوات الوطنية التي تعطيهم فكرة واضحة عن حركة فتح وعن كوادرها القدامى، والمسابقات الثقافية التي تشجع الأطفال على الجرأة والطلاقة في الحديث والإرشاد الديني، من جهتها قالت ياسمين أبو هويدي أن أكثر برنامج حاز على إعجابها في المخيم حلقات الشعر والغناء لأن هوايتها كتابة وإلقاء الشعر بالإضافة إلى النشاطات الأخرى مثل المحاضرات التاريخية والتمارين الرياضية وأن إدارة المخيم اتبعت أسلوب المكافأة وذلك بتقديم جوائز متنوعة للمشاركين و الفائزين في المسابقات الثقافية، وقال المنشط حسن النجار أن دوره الأساسي في المخيم هو تنظيم جلسات توعوية لدعم الأطفال نفسيا وتثقيفهم وإخراجهم من حالة العزلة بشكل يشجع الطفل على إبداء رأيه بحرية وتنمية الجانب الإبداعي فيه وقال كان هدفنا الأساسي هو إنشاء جيل واعي بمبادئ فتح ومحاولة التأطير من الصغر وتعزيز الانتماء للوطن والحركة وبناء جيل مؤمن بالتنظيم ونوه النجار أنهم نظموا دورات لتوعية الأطفال بحال حدوث قصف وحول الأجسام المشبوه وقال " لاحظنا نحن كمنشطين أن الأطفال أصبح لديهم انتماء غير طبيعي للمخيم ويطالبوا بأن يستمر فترة أطول.

التعبير عن النفس

وعن المخيمات التي ترعاها وزارة الشباب والرياضة أكد مسؤول قسم التدريب والتأهيل في الوزارة نبيل عطا الله أن مخيمات وزارة الشباب والرياضة ركزت هذا العام على نشاط جديد بالإضافة إلى النشاطات التقليدية من فن تشكيلي وألعاب داخلية وخارجية والمسابقات بأنواعها والمسرح والرحلات وهي زاوية أل CBI ويعني الدعم النفسي والاجتماعي والتي من شأنها تخفيف حدة الصدمات والضغوطات النفسية والعنف والانطوائية وبعض المشاكل النفسية مثل التلعثم في الكلام وأشار إلى اعتمادهم في هذه الزاوية على متخصصين يتم التعاقد معهم من قبل مؤسسة إدارة الصراعات والأزمات وكل جلسة تعتد على نشاط وتدريب معين يعبر فيه الطفل عن مشاعره إما بحركة أو رسمه أو مشهد وأكد أن هدف هذه الجلسات أن يصبح الطفل قادر على التعبير عن نفسه حيث يشارك في عملية التخطيط والاختيار والتنفيذ وقال عطا الله " لاحظنا أن بعض الأطفال بعد دمجهم في هذه الزاوية ومشاركتهم في الألعاب الجماعية أصبحوا إلى حد ما متعاونين ومبادرين بالإضافة إلى بعض الأطفال الذين لمسنا فيهم العنف الذي تم التعامل معهم على أنهم مسؤولين عن مجموعات ويجب أن يكونوا منضبطين وأن يستخدموا أسلوب الكلام بدل من الضرب شعرنا في نهاية مدة المخيم أنهم فعلا انضبطوا وأضاف أن جزءا كبيرا من التأثير يقع على عاتق الأهل حيث أن أطفالنا متأثرين بالواقع الذي يحيط بهم، ومن نفس المخيم قال محمد البوبلي المنشط في زاوية التعبير الأدبي والتي تشتمل تعليمهم كيفية كتابة القصة القصيرة وكيفية عمل المجلات وفي مجال كتابة الشعر والنثر أن هذه الزاوية لم تحظى في بداية المخيم باهتمام الأطفال لأنهم أميل إلى اللعب وأضاف أنه استخدم أسلوب الدراما لجذب الأطفال وتوصيل الفكرة والمعلومة لهم.

ثقافة المقاومة

من جهته قال نبيل.أ.يعقوب المسؤول في مخيمات الياسين التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس " أن الهدف الأساسي لمخيمهم هو خلق جيل إسلامي تحت بند "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" وتحت بند العقل السليم في الجسم السليم وذلك من خلال مجموعة من الأنشطة التربوية والاجتماعية والدينية وأوضح اعتمادهم على المسجد في الزاوية الدينية وأن الطابع العام لمخيم الياسين هو طابع ترفيهي وقال "أن الطفل الإسلامي له نفس احتياجات الطفل في فتح أو الجبهة في ظل الظروف التي نتعرض لها من قبل الاحتلال وأضاف أن أطفالنا بغض النظر عن المعطيات والرموز التنظيمية بحاجة إلى برامج ترفيهية ونفسية تخفف وقع الصدمة والقلق والتوتر، وأشار إلى أن المخيمات الإسلامية تحاول معالجة مفهوم الانتماء الاجتماعي للوطن والهوية وذلك من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها أطفالنا لأسر الشهداء والمعتقلين بالإضافة للعمل التطوعي في المجتمع المحلي وذلك من أجل إحداث درجة من التفاعل بين الطفل والمجتمع الذي يعيش فيه وفي رد له عن مدى استخدام التدريبات العسكرية ومن ضمنها السلاح ونشر مفهوم المقاومة عند منتسبي المخيمات التابعة لحماس قال يعقوب"مقاومة الاحتلال ممكن أن تكون بالكلمة أو الرصاصة وثقافة المقاومة هي تجارب متراكمة من خلال البرامج والأنشطة التي تعرض في المخيمات الصيفية وأنا لا أحبذ أن يكون في المخيم تدريب على السلاح لأن سن الطفولة له حقه وممكن أن نعرف الأطفال ماهي ثقافة المقاومة ولكن بالأساليب التربوية والاجتماعية التي تؤهله عندما يكبر بأن يخوض غمار هذه التجربة مشيرا إلى استبيان لأحد المتقدمين لرسالة الماجستير في الجامعة الإسلامية بين أن حوالي 30%من الأطفال الذين يستشهدوا دون سن الخامسة عشره يعتقد أن بعد استشهاده سيعود مرة أخرى للحياة، وأكد أن هذه مفاهيم خاطئة وأن ثقافة المقاومة يجب أن تكون وفق خطة مدروسة من قبل أشخاص منهجين في التربية ولهم باع طويل في هذا المجال أي أننا نغرس في أطفالنا حب الوطن ومقاومة الاحتلال ولكن بطرق تربوية سليمة تساعدنا على تحقيق أهدافنا لنصل إلى رحلة التحرير، وحول قدرة

لغة الحوار

أنشطة المخيم في تأسيس وتطوير شخصية ايجابية فعالة للطفل قال يعقوب " أن أطفالنا يفتقدوا للحنان والحب ولغة الحوار ويمارسون العنف والفوضى بشكل كبير كما أننا لاحظنا قضية الإهمال الأسري وفقدان الروابط الاجتماعية وانتشار ظاهرة القلق والخوف وعدم الشعور بالأمن والانطواء وأعتبر عملية التأثير في شخصية الطفل عملية ليست سهلة وتعتمد على القادة والمنشطين والمادة أو المنهج المقدم للأطفال وأكد يعقوب أن جميع المخيمات تفتقر لتلك النقطتين لأن أغلب القادة عبارة عن عناصر تملئ ثغرات فلا يوجد منهج موحد للأنشطة والبرامج وكل شخص يقدم ما يراه مناسب وأشار أنهم في مخيمات الياسين قاموا باختيار المنشطين من ذوي التخصص والجامعيين على الأقل والقادرين على التعامل مع الأطفال والتأثير فيهم بأسلوب تربوي واعي أنهم أخضعوا لدورات تدريبية في مجال إعداد قادة وقادة إداريين ومنشطين أو ميدانيين وأضاف " نحن في المخيمات الإسلامية نعطي مرحلة الطفولة حقها بحيث نبعدهم عن الجانب العسكري والسياسي وفي مرحلة المراهقة والثانوية والجامعية نبدأ بغرس هذه المفاهيم فيهم لأن هذه المراحل يكون الوضع الجسماني والعقلي يبدأ بالتفاعل معنا بدرجة أكبر من أن نضع محددات أو مجرد تسميات للأطفال وبذلك يمكن تحقيق الهدف المطلوب باستخدام وسائل لا تعيق عنصر السلامة والأمن للطفل.

تحفيظ القرآن

من جانبها أشارت نجوى الكتناني المنشطة في مخيم الياسين التابع لحماس ومخيم الصلاح التابع للمجمع الإسلامي أن الطابع الغالب للمخيم هو الطابع الديني حيث تعليم قراءة وحفظ وتفسير القرآن الكريم بالإضافة إلى المحاضرات الدينية وتعليم الأطفال بعض السلوكيات اليومية، وانتقدت زيادة العدد في المخيم الواحد الذي من شأنه أن يشتت الجهد ويقلل الفائدة وبالتالي التأثير في الطفل يكون أقل فيما لو كان العدد أقل وأشارت إلى أنها تلقت عدة دورات قبل أن تكون مدربة في المخيم.

بدون برنامج !!

إن مخيمات صيفية فاعلة وذات تأثير تربوي إيجابي وطويل الأمد ويتعدى حدود الزمان والمكان إنما يعني الترتيب المسبق والاستعداد الذاتي من فريق العمل وإعداده تربويا ومهنيا فالمدرب ذو المهارات المختلفة في عملية التدريب قادر على إشراك الأطفال وتفعيلهم ومعرفة قدراتهم ومهاراتهم وصقلها، كما أن التمويل المدروس وتوفير المستلزمات التي تساعد المدربين على توصيل أفكارهم ومناهجهم عبر وسائل تعليمية وترفيهية مضبوطة بمعايير الأمن والسلامة ستجعل الأهداف محققة بنسبة أفضل منها من الأوضاع الحالية كما أن كثيرا من المخيمات الموجودة تفتقر إلى الأخصائيين والنفسيين والتربويين وأغلب المدربين ممن هم طلاب المدارس والجامعات بالإضافة إلى عدم وجود جدول عمل واضح يتم إعداده بشكل مسبق، بالإضافة إلى اختلاف وتعدد الجهات التي تقوم بعمل مخيمات صيفية، لماذا لا تكون هناك جهة عليا تشرف على جميع المخيمات داخل القطاع سواء التي تنظمها المؤسسات أو التي تنظمها الأحزاب بحيث تقوم بزيارات ميدانية لتتطلع على نشاطاتها ومعرفة مدى مناسبتها للأطفال.

لماذا

كما أن البعض في المخيمات يسعى إلى محاولة دمج الأطفال في الأطر التنظيمية!! ، وهنا يقفز السؤال لماذا لا نترك الطفل يعيش طفولته بحرية دون أي قيود ودون وضعة في بوتقة أفكار سياسية لا تتناسب مع عمره ؟؟

كما أن توفير شروط الأمن والسلامة والبيئة عناصر لا بد منها كشروط للمكان الذي تقام فيه المخيمات لأنه جزء من العملية التربوية والتثقيفية أيضا.

*الحياة الجديدة-نسرين حمدان

التعليقات