الموساد يعترف باغتيال علماء الذرة بقلم:د.سمير قديح -غزة

معلومات تنشر لاول مرة

الموساد يعترف باغتيال علماء الذرة

د. يحيى المشد … مذبوحا

د. سميرة موسى … تلقت دعوة لزيارة واشنطن فقتلت هناك

د. مصطفى مشرفة ... مسموماً

د. سلوى حبيب ... مذبوحة

د. جمال حمدان ... محترقاً

بقلم دكتور / سمير محمود قديح

الباحث في الشئون السياسية والاستراتيجية



كما قال مكسيم جوركي: «لكل عظيم ميتة تليق به»... كان معظم الأسماء التي نطرحها هي أسماء عظماء كل في موقعه.. كل شخص منهم مات بطريقة درامية.. وكان للموساد الإسرائيلي اليد الطولى في قتلهم.

اغتيال سياسي

لقد عثر على جثة عالم الذرة العالمي والذي يبلغ الأربعين من عمره مذبوحا في أحد الفنادق خارج بلده والشيء الذي يدعو للشك هو أن هذا العالم عنصر فعال في برنامج التسليح النووي العراقي.

لقد عثر على جثة الدكتور يحيى المشد عالم الذرة المصري ظهر يوم السبت عام 1980 بالغرفة رقم 9041 في فندق المريديان بباريس.. وكان في هذا الوقت موفداً في مهمة رسمية بحكم منصبه الذي كان يشغله كمدير لمشروع التسليح النووي العراقي الفرنسي.

ففي ظهر هذا اليوم طرقت عاملة التنظيف باب حجرة المشد الذي علق عليه لافتة «ممنوع الإزعاج» وعندما فتحت الباب وجدته ملقى على الأرض وقد غطى رأسه غطاء سميك وهو يرتدي ملابسه الكاملة، والدماء تغرق رقبته وشعره ووجهه وثيابه والأرضية وجدران الغرفة فقامت بإبلاغ البوليس الفرنسي الذي سجل في تقريره «إن القاتل كان في الحجرة عندما دخلها القتيل الذي فوجئ به فقاومه بشدة وظهرت أثار المقاومة على رقبة وثياب القتيل الذي عوجل بضربات شديدة على رأسه، ثم كتمت أنفاسه بغطاء الفراش حتى مات».

القصة من البداية

يحيى المشد من مواليد 11/1/1932 وبعد دراسته التي أبدى فيها تفوقا رائعا حصل على بكالوريس الهندسة قسم الكهرباء من جامعة الإسكندرية وكان ترتيبه الثالث على دفعته مما جعله يستحق بعثة دراسية عام 1956 لنيل درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج - لندن - ولكن ولظروف العدوان الثلاثي تم تغيير مسار البعثة إلى موسكو، وقبل أن يسافر تم زفافه على إحدى بنات عمه وسافرت معه هناك ليقضيا ست سنوات يعود بعدها لمصر واحداً من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية.

عقب عودته تم تعيينه في المفاعل الذري المصري «بأنشاص» بعدها بفترة بسيطة تلقى عرضاً للتدريس في النرويج وبالفعل سافر، ومعه زوجته أيضا، ليقوم بالتدريس في مجاله، وهناك تلقى عروضا كثيرة لمنحه الجنسية النرويجية بلغت أحيانا درجة المطاردة طوال اليوم، والمعروف أن النرويج هي إحدى مراكز اللوبي الصهيوني في أوروبا وهي التي خرج منها اتفاق أوسلو الشهير.

المهم أن الدكتور يحيى المشد رفض كل هذه العروض لكن أثار انتباهه هناك الإعلام الموجه لخدمة الصهيونية العالمية، وتجاهل حق الفلسطينيين وأزمتهم فما كان منه إلا أن جهز خطبة طويلة بشكل علمي منمق حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وانتهز فرصة دعوته لإحدى الندوات المفتوحة وهناك قال كلمته التي أثارت إعجاب الكثيرين ولكنها أثارت غضب اللوبي الصهيوني والموساد في النرويج وكانت هذه الخطبة سببا في بداية ترصد خطواته وتعقبه، خصوصا وانه قد تحدث بلسان العلم في السياسة. وعندما يجتمع الاثنان على لسان واحد فالمجال مفتوح للاتهام بالعصبية والشوفينية كمبرر أول لاعلان الكراهية.. وبدأت المضايقات الشديدة للدكتور العالم من الجهات المعادية للعروبة ولفلسطين، فقرر الدكتور المشد العودة إلى القاهرة.

المشد في العراق

عاد يحيى المشد للقاهرة مرة أخرى وقام بالتدريس في جامعة الإسكندرية ... ثم طلبته جامعة بغداد فتمت إعارته لمدة أربع سنوات وكان المسؤولون العراقيون قد طلبوه بعد أن حضر مؤتمرا علميا في أعقاب حرب 1973 في بغداد، وبعد أن انتهت مدة الإعارة تمسك به العراقيون وعرضوا عليه أي شيء يطلبه، ولم يطلب المشد سوى العمل في مؤسسة الطاقة الذرية العراقية إلى جانب التدريس لبعض الوقت في كلية التكنولوجيا.

وبذلك كتب د. يحيى المشد أول مشهد في سيناريو إعدامه. وفي إبريل 1979 تم تدمير قلب الفرن النووي للمفاعل العراقي «اوزوريس» في مخازن بلدة «لاسين سورمير» القريبة من ميناء طولون الفرنسي عشية إرساله إلى بغداد، طبعا التدمير حدث على يد الموساد ولم يكن بوسع أحد من العلماء القيام بمهمة إصلاح الفرن سوى د. المشد الذي نجح في إصلاحه والإشراف على عملية نقله لبغداد.

بعدها اصبح د.يحيى المشد المتحدث الرسمي باسم البرنامج النووي العراقي ثم ترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك، وكانت أول واهم واخطر إنجازات المشد هي تسهيل مهمة العراق في الحصول على اليورانيوم المخصب من فرنسا.. وبعد قيام الثورة الإيرانية عجز النظام الإيراني الجديد عن سداد ديونه لدى شركة «الكونسرتوم» الفرنسية لانتاج اليورانيوم، فعرض د. المشد على هذه الشركة شراء اسهم الحكومة الإيرانية باسم حكومة العراق ونجح في ذلك واصبح باستطاعتها الحصول على اليورانيوم الذي تحتاجه وكان هذا المشهد هو بداية التحول الدرامي في سيناريو قتل د. المشد.

في مايو 1980 تم استدعاء د. المشد لفرنسا في مهمة بسيطة للغاية يستطيع أي مهندس أو خبير عادي أن يقوم بها على اكمل وجه. - ونلاحظ بداية خيط الأحداث ونقطة انطلاق الغموض-.

الكعك الأصفر

(وهو الاسم الحركي لليورانيوم عند المشد )

كان دكتور المشد يقوم كل فترة بإرسال كشف باليورانيوم الذي يحتاجه كماً وكيفاً، وكان يطلق على اليورانيوم اسماً حركياً «الكعك الاصفر» وكان يتسلمها مندوب البرنامج في العراق ويبلغ د. المشد بما تم تسلمه ولكن آخر مرة اخبره انه تسلّم صنفا مختلفا وكمية مختلفة عما طلبه د. المشد فارسل د. المشد للمسؤولين في فرنسا، في برنامج العمل النووي ليخبرهم بهذا الخطأ فردوا عليه بعد ثلاثة أيام وقالوا له: لقد جهزنا الكمية والصنف الذي تطلبه وعليك أن تأتي بنفسك لفحصها ووضع الشمع الأحمر على الشحنات بعد التأكد من صلاحيتها.

سافر د. المشد لفرنسا وكان مقرراً أن يعود قبل وفاته بيوم لكنه لم يجد مكاناً خالياً على أي طائرة متجهة لبغداد. وفجأة تم العثور على د.المشد مذبوحاً في غرفته، وقبل أن ننتقل لما جاء في التحقيقات نورد ما ذكره راديو «اسرائيل» تعليقاً على وفاة د. المشد نقلاً عن مصادر إسرائيلية: «انه سيكون من الصعب جداً على العراق مواصلة جهودها من اجل إنتاج سلاح نووي في أعقاب اغتيال د. يحيى المشد».. وفي صحيفة «يديعوت احرنوت» جاءت المقالة الافتتاحية بعنوان «الأوساط كلها في «اسرائيل» تلقت نبأ الاغتيال بسرور!!» أما فانونو اشهر علماء الذرة الصهاينة فقال:«إن موت د.المشد سيؤخر البرنامج النووي العراقي سنتيمتراً واحداً على الأقل..» هذا هو الجزء المعلن من شعور «اسرائيل» تجاه الحدث.

موت الشاهدة الوحيدة

كانت تحركات البوليس الفرنسي منطقية وكالعادة بدأوا من بنات الليل، تحديداً «ماري كلود ماجال» التي شوهدت تتحدث مع د.المشد قبل صعوده لحجرته وقالت:«إن د. المشد رفض أن يقضي الليلة معها رغم محاولاتها المستميتة فانصرفت فوراً» ولكنها عادت وقالت إنها سمعت أصواتا في حجرة د.المشد بعد دخوله بعشر دقائق تقريباً، مما يعني استمرار وجودها في مركز الحدث، ثم لم تستطع هذه السيدة أن تقول شيئاً آخر، فقد تم اغتيالها بعد الحادث بأقل من شهر حيث دهمتها سيارة مسرعة فور خروجها من أحد البارات مما يعني وفاة الشاهدة الوحيدة التي كانت الأقرب لما حدث أو على الأقل هي آخر من شاهد د. المشد قبل دخوله لحجرته.

ضد مجهول

وبعد فترة بسيطة قيد الحادث ضد مجهول... واصبحنا أمام ضحية من ضحايا الصراع المصري الإسرائيلي، وكم هائل من التساؤلات، ومحاولات كلها، صحيح أنها لن تعيد د. المشد لنا لكن ستساعدنا في إلقاء القبض على القاتل الحقيقي ولو معنويا. والبعض يظن أن القاتل قد يكون عراقياً، ويؤيد هذا الاحتمال فكرة أن يكون د.المشد هو المكلف رسميا بإدارة الاتصال بين فرنسا والعراق وربما خطر ببال المسؤولين شعور بالخطر نظرا للعلاقات الوثيقة التي كانت تربط بين د.المشد ورئيس اللجنة العراقية الذرية السابق الدكتور حسين شهر ستاني والذي كان وقتها يقضي فترة العقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات بسبب قيامه بأعمال مناهضة للنظام العراقي. طبعا لن ينفي هذا الاحتمال القرار الجمهوري الذي كان قد أصدره الرئيس العراقي السابق صدام حسين بصرف راتب تقاعدي شهرياً لاسرة المشد قدره 300 دينار استمر صرفه حتى أحداث حرب الخليج فيما اعتقد، بالاضافة لتعويض قدره 30 ألف دينار تم توجيهها لشراء منزل لاسرة د.المشد في الإسكندرية.

وهذا الاحتمال لا يتعدى نسبة 10% نظراً لان الدكتور المشد لم يبخل بتقديم أي جهد للحكومة العراقية خلال السنوات الطويلة التي قضاها هناك، مما ينفي فكرة مكافأته عن طريق التصفية الجسدية. الاحتمال الثاني –وهو أيضا ضعيف- يورط المخابرات الليبية في الحادث، ففي نفس توقيت قيام العراق بتصنيع قنبلة نووية كانت الباكستان تقوم بنفس العمل وحملت مشروعها صبغة إسلامية مما دعا النظام الليبي للقيام بمساعدتها معنوياً ومادياً بمبلغ 2500 مليون دولار حتى يكون السبق لباكستان على العراق، والتي كانت تشهد علاقات مضطربة مع ليبيا وقتها.

أما الاحتمال الثالث وهو الأقوى بل انه ليس احتمالاً فهو حقيقة واضحة للعيان فان هذه الحقيقة تثبت وتشير بأصبع الاتهام إلى الموساد لان التقارير تثبت قيام «اسرائيل» بعمليات قرصنة ضد اليورانيوم المرسل للعراق ومحاولة الاستيلاء عليه، أو على الأقل إفساده.

هذا بالاضافة إلى دورها الرئيسي في تدمير قلب المفاعل النووي العراقي في ميناء طولون الفرنسي، والأرجح انهم اكتشفوا أن التخلص من القطب الرئيسي في المشروع العراقي اسهل وارخص من عمليات القرصنة والتدمير المتكررة وبناء عليه قتلوا د.المشد.

من ناحية أخرى صرحت الحكومة الإسرائيلية بأن مقتل المشد سيؤخر العمل الذري العراقي لمدة عامين على الأقل لكنهم اكتشفوا بعد عام أن العمل العراقي لا يزال مستمراً وبناء عليه قاموا بقصف المفاعل العراقي في يونيو 1981 بعد اكتشافهم أن عمليات القتل والقرصنة والتخريب لم تُعق تقدم المشروع العراقي النووي، هذه الخطوة تثبت وتؤكد تورط الموساد في قتل د. المشد باعتبار أن ما قدمه للعراق كان مخيفاً وجعلهم يشعرون بالخطر.

لقتل والسرقة.. صفات شريعة «الموساد»

د. سميرة موسى عالمة الذرة المصرية

تلقت دعوة لزيارة واشنطن فقتلت هناك

في أغسطس عام 1952 قيدت حادثة عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى ضد مجهول، وجاءت الثورة لتنسي الحكومة أمر متابعة هذه القضية ومحاولة معرفة هوية المتورطين فيها خاصة أن د. سميرة موسى المولودة في 3 مارس 1917 بإحدى قرى مركز زفتي هي المسؤولة الرسمية عن قراءة الصحف لعمدة القرية رغم إنها لم تدخل أي مدارس فقد حفظت القرآن الكريم كله، وعندما لوحظ نبوغها الشديد أفتى شيخ القرية بأهمية تعليم هذه الفتاة التي سيكون لها مستقبل باهر، وبالفعل اصطحبها والدها للقاهرة وفي سن الحادية عشرة التحقت بمدارس الأشراف التي كانت تديرها نبوية موسى وتنبأ لها الجميع بمستقبل باهر ولكنهم لم يتوقعوا لها أن تموت في حادث سيارة شديد الغموض في أمريكا.

دعوة لأمريكا

كانت الدكتورة سميرة موسى في أمريكا بدعوة رسمية «ربما دعوة قتلها» في عام 1951 من برنامج فولبرايت لإتاحة الفرصة لها لإجراء أبحاث نووية في معامل جامعة ميسوري الأمريكية وصلت ليديها الدعوة في الوقت الذي أصبحت فيه د.سميرة موسى مصدر قلق لبعض الجهات من ضمنها طبعا أمريكا و«اسرائيل» ولكن كيف أصبحت د.سميرة مصدراً للقلق؟ بعد نجاحها في امتحان البكالوريا وحصولها على المركز الأول على مستوى القطر المصري تقدمت بأوراقها لكلية العلوم رغم معارضة والدها الذي قال في حوار صحفي مع صالح مرسي نشر بمجلة المصور المصرية «هددتني سميرة بالانتحار والقاء نفسها من الشباك لو لم تلتحق بالجامعة .. هددت بالموت في سبيل الموت» . أثارت د.سميرة موسى الذعر في الوسط الثقافي والسياسي عندما قررت الالتحاق بالجامعة نظراً لأنها الوحيدة وسط مجتمع الجامعة الرجالي.

واستمر الذعر نظراً لتفوقها في الكلية واستحقاقها لمنصب معيدة بالجامعة، وكان لابد من موافقة مجلس الوزراء على تعيينها لكن مجلس الوزراء تباطأ ولم يتحرك إلا بعد أن تدخل العالم الكبير الدكتور مصطفى مشرفة وتهديده بالاستقالة إذا لم يتم تعيين د.سميرة موسى وبالفعل قام بتعيينها في هذا الموقع العلمي على مسؤوليته الخاصة.

بعد ذلك حصلت د.سميرة موسى على درجة الماجستير عن موضوع عنوانه التوصيل الحراري من خلال الغازات ثم سافرت إلى بريطانيا ودرست الإشعاع النووي وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة ولأنها حصلت على الدكتوراه في سنتين تبقى لها سنة واحدة في البعثة قضتها في أبحاث وصلت من خلالها لمعادلة خطيرة تساعد في تفتيت ذرات المعادن الرخيصة والمنتشرة في كل بقاع الأرض مثل النحاس مما يعني إتاحة الفرصة للجميع لامتلاك القنبلة النووية مجاناً تقريباً.

من هنا بدأت شهرتها العالمية واصبحت كتلة خطر متحركة فتمت دعوتها لأمريكا لوأد هذا الخطر، قبل سرد أحداث موتها المعلن نتوقف عند بعض التفاصيل التي تعنينا في تحديد القاتل.

العلم والسياسة

قبل موت سميرة موسى أثيرت قضية هامة سميت باسم صاحبها روزنبرج وهو عالم ذرة أمريكي قام بنقل بعض الأسرار النووية لروسيا مما استحق معه الإعدام بالكرسي الكهربائي.. لم ينف إعدامه القلق الذي أصاب أمريكا حول مستقبلها النووي.

في نفس الوقت كانت «اسرائيل» تسعى لاقناع العالم الأمريكي اليهودي الديانة البرت اينشتاين بتولي منصب رئيس «اسرائيل» وهو للعلم منصب رئيس اعتباري لكنه رفض وهذا يدل على الوعي المبكر لدى الصهاينة حول أهمية العلم وعلاقته الجذرية بالسياسة وربما خافوا من الدور الهام الذي قد تلعبه د.سميرة موسى عندما تقدم علمها هدية على طبق من ذهب لمصر فقرروا التخلص منها.

عودة للحادث..

صبيحة يوم 15 أغسطس عام 1952 استقلت د.سميرة موسى سيارتها التي يقودها سائق هندي الجنسية واتجهت لكاليفورينا بدعوة خاصة في هذا اليوم لزيارة معامل الأبحاث النووية بها، طريق كاليفورينا وعر وذو مسالك جبلية وفجأة صدمت سيارة الدكتورة سميرة سيارةٌ أخرى وقامت بدفعها للهاوية فسقطت السيارة من أعلى الجبل لتموت د.سميرة موسى.

لكن حتى لا يفقد الحادث غموضه قفز السائق من السيارة ولم يمت لكنه اختفى للابد وكشفت التحقيقات انه كان يحمل اسما مستعاراً ولم يمت السائق وانقذ نفسه وكأنه كان على علم بما سيجري ولم يظهر مرة أخرى ولا حتى لتسلم راتبه في الشهر التالي للحادث كانت المفاجأة انه يحمل اسماً مستعاراً وجنسية مستعارة واتضح انه هندي وليس باكستانياً كما هو مثبت في الأوراق الرسمية اختفى السائق ليلقي في وجهنا بمعلومة أكيدة وهي إن سميرة موسى قتلت ولم تمت في حادث عادي.



د. مصطفى مشرفة مسموماً

ولا زلنا مع العلماء تحديداً الذين عثروا على جثثهم مغطاة بعلامات الاستفهام.. تتسع القائمة لتشمل د.مصطفى مشرفة المتوفى في 16 يناير عام 1950 بطريقة بدائية للغاية «بالسم».

كان د.مصطفى مشرفة هو أول مصري يشارك في أبحاث الفضاء بل والاهم من ذلك كان أحد تلاميذ العالم البرت اينشتاين وكان أحد أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية واطلق على د. مشرفة لقب «اينشتاين العرب» وباتت ظروف وفاة د. مشرفة المفاجئة غامضة للغاية وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى انه مات مقتولا أما على يد مندوب عن الملك فاروق أو على يد الصهيونية العالمية ولكل منهما سببه.

قد يكون للنظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور في قتله خاصة إذا علمنا أن د.مشرفة قام بتشكيل جماعة تحت اسم «شباب مصر» كانت تضم عدداً كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب وكانت تهدف لإقصاء نظام فاروق الملكي واعلان مصر جمهورية عربية مستقلة، وذاع أمر هذه الجماعة السرية ووصلت أخبارها إلى القصر الملكي، مما يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د.مصطفى ، أما الصهيونية العالمية فيكفي أن نقول أن نظرتهم للطالبة النابغة د. سميرة موسى لن تختلف عن نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د.مصطفى مشرفة ولعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهي التصفية الجسدية وكانت نظرة واحدة تعني التخلص منهما ومن أمثالهما.



د. سلوى حبيب مذبوحة

ربما كان عنوان كتاب الدكتورة سلوى حبيب الأخير «التغلغل الصهيوني في أفريقيا» والذي كان بصدد النشر مبرراً كافياً للتخلص منها.

د. سلوى حبيب الأستاذة بمعهد الدراسات الأفريقية عثر عليها مذبوحة في شقتها وفشلت جهود رجال المباحث في الوصول لحقيقة مرتكبي الحادث خاصة أن سلوى حبيب كانت نموذجاً اقرب لنموذج الدكتور جمال حمدان فيما يتعلق بالعزلة وقلة عدد المترددين عليها.

وحاول الكثيرون التنحي بقضية قتلها جانباً وإدخالها في إطار الجرائم الأخلاقية وهو ما نفاه البوليس المصري ليظل لغز وفاتها محيراً خاصة أنها بعيدة عن أي خصومات شخصية وأيضا لم يكن قتلها بهدف السرقة ولكن إذا رجعنا لارشيفها العلمي سنجد مالا يقل عن ثلاثين دراسة في التدخل الصهيوني في دول أفريقيا على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبشهادة الجميع كانت هذه النقطة من الدراسة ملعبها الذي لا يباريها أحد فيه الأمر الذي يجعلنا ويجعل الجميع يشير بأصابع الاتهام إلى «اسرائيل» ودورها في قتلها.



د. جمال حمدان محترقاً

يغرينا حادث وفاة د. جمال حمدان بطرح تساؤلات واحتمالات في محاولة لمعرفة سر وفاته الحقيقية في البداية عثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقا واعتقد الجميع أن د.حمدان مات متأثراً بالحروق ولكن د.يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة اثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته لأنها لم تصل لدرجة أحداث الوفاة.

ورجح الطبيب أن تكون الوفاة بسبب صدمة عصبية ولكن الناقد فاروق عبد القادر لفت نظرنا إلى سؤال في غاية الأهمية وهو هل يموت الشخص الذي يمارس اليوجا يومياً وعلمياً بصدمة عصبية؟ سؤال أجابته بالنفي وهو أشبه بسؤال هل يموت بطل السباحة غرقاً في أحد حمامات السباحة الصغيرة ؟ واعني أن مشهد الحريق البسيط ويبدو هذا واضحاً من آثار الحريق على جدران الشقة لا يسبب صدمة عصبية لشخص عادي فما بالك بشخص يمارس اليوجا بانتظام ليقهر رغبات الجسد خاصة وانه اختار العزلة في آخر سنوات عمره. قالوا أن أنبوبة الغاز انفجرت فيه بعد أن أذابت النيران خرطوم الأنبوبة لكن عثرعلى أنبوبة الغاز في حالة سليمة بل وخرطومها أيضا في حالة سليمة للغاية.

قالوا أن النيران أمسكت به عند قيامه بإعداد الطعام لنفسه لكن ثبت في التحقيقات أن د.حمدان أرسل بواب العمارة قبل الحادث بساعة ليحضر له بعض الأطعمة ليقوم هو بتجهيزها من ناحية أخرى نفهم أن البواب المسئول ضمنيا عن حراسة العمارة لم يكن موجوداً في موقعه عند وقوع الحادث مما يسهل مهمة دخول وخروج أي شخص غريب.

ولإضفاء المزيد من الغموض اكتشف المقربون من د.حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها وعلى رأسها كتابة «اليهودية والصهيونية» مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب واوراق د.حمدان مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل. سؤال آخر نطرحه وهو بديهي للغاية.. المنطقي عندما يواجهنا حريق في الشقة أن نسارع بالهرب خارجاً والسؤال هنا هو ألم يحاول د.حمدان الهروب من النيران أم أن هناك شيئا أعاقه ومنع هروبه مما أفضى لوفاته؟ معلومة أخرى وهي انه لا يوجد من شعر برائحة الغاز قبل رائحة «الشياط» والمنطقي أن تزكم الأنوف برائحة الغاز طالما أن تسرب الغاز كان سببا للحريق.

*خاص بدنيا الوطن

التعليقات