تقرير استخباري:خمسة اسرائيليين اول من صور عملية 11سبتمبر

خمسة اسرائيليين اول من صور عملية 11سبتمبر
غزة-دنيا الوطن
كان هناك دمار ورعب في مانهاتن, ولكن عبر نهر هدسون في نيوجيرسي, كان حفنة من الرجال يرقصون وبينما كان مركز التجارة العالمي يحترق ويتحول إلى دمار احتفل الرجال الخمسة وصوروا أسوأ وحشية على الإطلاق تم ارتكابها على أرض أمريكية بينما كانت تحدث أمام أعينهم.
من تعتقدون كان هؤلاء الرجال؟ فلسطينيون؟ سعوديون؟ عراقيون حتى؟ بالتأكيد القاعدة؟ جميع هذه الاحتمالات خاطئة كانوا إسرائيليين - وعلى الأقل اثنان منهم كانا عميلي استخبارات إسرائيليين يعملان لصالح الموساد, أي ما يعادل جهاز الاستخبارات العسكرية البريطانية MI6 أو وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA.
اكتشافهم وتوقيفهم ذلك الصباح حقيقة لاشك فيها. ولأولئك الذين حققوا فيما كان الإسرائيليون يفعلونه ذلك الصباح, تثير القضية احتمالاً فظيعاً. إن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تلاحق مختطفي القاعدة فيما كانوا ينتقلون في الشرق الأوسط عبر أوروبا إلى أمريكا حيث تدربوا كطيارين واستعدوا لعمليات انتحارية استهدفت قلب الولايات المتحدة الرمزي. والدافع؟ ربط أمريكا بالدم والمعاناة المشتركة مع القضية الإسرائيلية.
بعد الهجمات على نيويورك وواشنطن, سئل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو عما قد تعنيه الهجمات الإرهابية بالنسبة للعلاقات الأمريكية - الإسرائيلية. أجاب نتنياهو" "إنها جيدة جداً" ثم صحح نفسه قائلاً: "حسناً إنها ليست جيدة لكنها سوف تولد تعاطفاً مباشراً (مع الإسرائيليين من الأمريكيين)".
إذا أحس أقرب حلفاء إسرائيل بالألم الجماعي للموت الجماعي للمدنيين على أيدي الإرهابيين, فعند ذلك سيكون لإسرائيل عقد لا يكسر مع القوة العالمية العظمى الوحيدة, والحرية المطلقة في التعامل مع الفلسطينيين الإرهابيين الذين كانوا يقتلون المدنيين الإسرائيليين الأبرياء فيما كانت الانتفاضة الثانية مستمرة طوال عام 2001.
ليس مفاجئاً أن ترغب ربة المنزل من نيوجيرسي التي كانت أول من شاهد الإسرائيليين الخمسة في الحفاظ على سرية شخصيتها فقد أصرت على أن تتم الإشارة إليها باسم "ماريا" فقط. اتصلت بها إحدى جاراتها في المبنى مباشرة بعد الضربة الأولى على أبراج مركز التجارة فتناولت ماريا زوجاً من المناظير المقربة وبدأت تتفرج على مسلسل رعب ذلك اليوم مثل الملايين في كافة أنحاء العالم.
وبينما كانت تحدق بالأبراج الملتهبة لاحظت مجموعة من الرجال جالسين على ركبهم على ظهر شاحنة (فان) بيضاء في موقف السيارات الخاص بها, وتتذكر ماريا ذلك الموقف قائلة: "كان يبدو وكأنهم يصورون فيلماً كانوا سعداء لم يكن تبدو عليهم الصدمة. اعتقدت أن الأمر كان غريباً".
سجلت ماريا رقم لوحة السيارة واتصلت بالشرطة وتم إخطار مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI وتم إصدار تعميم فوراً لجميع نقاط الولاية لتوقيف السيارة مع ركابها. وتفحص رجال الشرطة رقم السيارة فوجدوا أنها كانت لشركة اسمها "إيربان موفينج".
قال رئيس الشرطة جون شميديج: "تلقينا تبليغاً لنبحث عن شيفروليه بيضاء من نوع (فان) تحمل لوحة صادرة في نيوجيرسي وكتابات على جوانبها. شوهد ثلاثة أشخاص يحتفلون في حديقة ليبرال ستيت بعد الضربة. قالوا إن ثلاثة أشخاص كانوا يقفزون فرحاً".
وبحلول الساعة 4 من بعد ظهر 11 سبتمبر, تمت مشاهدة الفان قرب ملعب نيوجيرسي جيانتس. أوقفتها سيارة دورية وكان بداخلها خمسة رجال في العشرينات من عمرهم. تم إخراجهم من السيارة والمسدسات مصوبة إلى رؤوسهم ووضعت القيود في أيديهم.
كان في السيارة 4700 دولار نقداً وعدد من الجوازات الأجنبية وزوج من قاطعات الصناديق من نفس نوع سكاكين ستانلي المخفية التي استخدمها الخاطفون الـ19 الذين قادوا الطائرات وارتطموا بها بمركز التجارة العالمي والبنتاجون منذ ساعات فقط. كانت هناك أيضاً صور حديثة للرجال وهم واقفون فيما ركام أبراج مركز التجارة الذي يتصاعد منه الدخان في خلفية الصورة. إحدى الصور كانت تظهر يداً وهي تشعل ولاعة أمام المبنى المنهار, مثلما يفعل مشجع في حفلة موسيقية صاخبة. عند ذلك قال سائق سيارة الفان لضباط الشرطة الذين قاموا بتوقيفهم: "نحن إسرائيليون نحن لسنا مشكلة بالنسبة لكم, مشاكلكم مشاكلنا. الفلسطينيون هم المشكلة".
كان اسمه سيفان كورزبيرج كان الركاب الأربعة الباقون هم أخ سيفان واسمه بول, ويارون شمويل, وأوديد إيليز وعمر مرمري. تم سحب الرجال إلى السجن وتم تحويلهم من مسؤولية قسم الجريمة في الـ FBI إلى يد قسم مكافحة الجاسوسية الأجنبية التابع للمكتب.
وتم إصدار مذكرة لتفتيش مباني شركة "إيربان موفينج" في نيوجيرسي. وتم نقل صناديق من الأوراق وأجهزة الكمبيوتر وحقق الـ FBI مع مالك الشركة الإسرائيلي دومنيك أوتو سوتر، ولكن عندما عاد رجال الـ FBI لإعادة التحقيق معه بعد عدة أيام كان قد رحل. وقال أحد موظفي إيربان موفينج إن زملاءه العمال ضحكوا على هجمات منهاتن يوم حصلت. وقال الرجل: "كنت أبكي. وكان أولئك الرجال يطلقون النكات وأزعجني ذلك. كان أولئك الشبان يتصرفون وكأنهم يقولون "الآن تعرف أمريكا ما نعانيه".
ويقول رئيس عمليات مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA فينيس كانيسترارو إن العلم الأحمر رفع بين المحققين عندما تم اكتشاف أن بعض أسماء الإسرائيليين وجدت في قاعدة بيانات الاستخبارات العامة. ويقول كانيسترارو إن العديد في أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانوا يعتقدون أن بعض الإسرائيليين أولئك كانوا يعملون لصالح الموساد وكانت هناك توقعات بأن تكون شركة إيربان موفينج قد أسست أو استغلت بهدف شن عملية استخباراتية ضد الإسلاميين المتطرفين.
ويجعل هذا من الواضح أنه لم تكن هناك أي شكوك داخل المجتمع الاستخباراتي الأمريكي بأن الإسرائيليين كانوا متآمرين مع - خاطفي 11 سبتمبر - كانوا فقط يعتقدون باحتمال أن يكون الإسرائيليون قد عرفوا بأمر الهجمات ولكنهم لم يفعلوا شيئا لمنعها.
بعد أن اختفى مالك الشركة بدأ وكأن مكاتب شركة إيربان موفينج قد أغلقت على عجل، كانت أجهزة الهاتف الجوال مرمية في المكاتب وكانت خطوط هاتف المكتب مازالت موصولة وممتلكات عشر زبائن على الأقل كانت ما تزال في المستودع وكان مالك الشركة قد أخلى منزله العائلي في نيوجيرسي وعاد إلى إسرائيل.
بعد أسبوعين من توقيفهم، كان الإسرائيليون ما يزالون قيد الاعتقال بتهم تتعلق بالهجرة. وبعد ذلك حكم أحد القضاة بأنهم يجب أن يتم ترحيلهم. لكن وكالة الاستخبارات المركزية ألغت الاتفاق وبقي الخمسة رهن الاعتقال لمدة شهرين آخرين. وبعضهم أدخل إلى السجن الانفرادي وجميعهم خضعوا لاختبارات كشف الكذب وواحد منهم على الأقل خضع لحوالي سبع جلسات اختبار كشف الكذب قبل أن يتم ترحيلهم في نهاية نوفمبر 2001. رفض بول كورزبيرج أن يخضع لاختبار كشف الكذب لمدة 10 أسابيع، وبعد ذلك فشل في اجتيازه. قال محاميه إنه كان يرفض الخضوع للاختبار لأنه عمل مرة في الاستخبارات الإسرائيلية في بلد آخر.
ومع ذلك رفض محاميهم رام هورفيتز الاتهامات ووصفها بأنها "غبية ومثيرة للسخرية".ومع ذلك أصرت مصادر حكومية أمريكية أن الإسرائيليين كانوا يجمعون معلومات عن جمع التبرعات التي تقوم بها جماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي. لكن مارك ريجيف من السفارة الإسرائيلية في واشنطن رفض كل تلك الادعاءات وقال إنها "زائفة بكل بساطة". الرجال أنفسهم قالوا إنهم كانوا قد قرأوا عن هجمات مركز التجارة في الإنترنت، ولم يستطيعوا رؤيتها من مكتبهم فذهبوا إلى موقف السيارات لرؤيتها بشكل أفضل. وقال محاموهم والسفارة الإسرائيلية إن احتفالاتهم المشؤومة فيما كانت أبراج مركز التجارة تحترق والآلاف يموتون كان مردها طيش الشباب.
نشرت صحيفة (ذافوروورد) اليهودية الصادرة في نيويورك في مارس 2002 أنها حصلت على ملخص حول الموضوع المتعلق بالإسرائيليين الخمسة من مسؤول أمريكي كان على اضطلاع بتطورات القضية من السلطات الأمنية أولا بأول. وما قاله ذلك المسؤول للصحيفة اليهودية هو التالي: "إن التقدير كان أن شركة إيربان موفينج كانت واجهة للموساد وعملائه الذين كانوا يعملون فيها". وأضاف: أن استنتاج الـ FBI هو أنهم كانوا يتجسسون على العرب المحليين. ولكن الرجال أطلق سراحهم لأنهم لم يكونوا يعرفون شيئا عن 11 سبتمبر.
وفي إسرائيل ناقش عدد من الرجال الخمسة ما حدث في برنامج مقابلات تلفزيوني. وصدر عن أحدهم هذا التعليق المثير: "إن حقيقة الأمر هو أننا من بلد يعاني من الإرهاب يوميا. كان هدفنا توثيق الحدث".. ولكن هل يمكنك توثيق حدث ما لم تكن تعرف أنه سيحدث؟
إننا الآن في عمق منطقة نظرية المؤامرة. ولكن هناك ما هو أكثر من مجرد دلائل ظرفية لإثبات أن الموساد - الذي شعاره هو "بالخداع سوف تقوم بالحرب" - كان يتجسس على المتطرفين العرب في الولايات المتحدة وربما كان يعرف أن أحداث 11 سبتمبر كانت في طور الإعداد, ومع ذلك قرر الموساد كتمان معلومات مهمة جدا عن نظرائه الأمريكيين, الأمر الذي كان قد يمنع حدوث الهجمات.
بعد أحداث 11 سبتمبر, تم اعتقال أكثر من 60 إسرائيليا وفقا لقوانين المواطن والهجرة. أحد كبار المحققين قال لكارل كاميرون من قناة فوكس نيوز إنه كان هناك علاقة بين الإسرائيليين وأحداث 11 سبتمبر وكان التلميح واضحا بأنهم قد جمعوا معلومات استخباراتية عن الهجمات المخطط لها ولكنهم احتفظوا بها لأنفسهم.
ورفض مصدر قناة فوكس نيوز إعطاء أي تفصيلات قائلا: "الأدلة التي تربط هؤلاء الإسرائيليين بأحداث 11 سبتمبر سرية. لا أستطيع إخبارك عن أدلة تم جمعها. إنها سرية" وفوكس نيوز لا يعرف عنها عداؤها لإسرائيل, فهي قناة يملكها روبرت مردوخ وكانت في مقدمة أنصار جورج بوش في الحرب على الإرهاب وغزو العراق.
مجموعة أخرى تتألف من 140 إسرائيليا كانوا قد احتجزوا قبل أحداث 11 سبتمبر في أمريكا كجزء من تحقيق واسع في حلقة تجسس تديرها إسرائيل داخل أمريكا. وتشير وثائق الحكومة على حلقة التجسس على أنها: "عملية جمع معلومات استخباراتية منظمة" صممت لـ"اختراق المنشآت الحكومية" وكان معظم الذين ألقي القبض عليهم قد خدموا في القوات المسلحة الإسرائيلية - لكن الخدمة العسكرية إلزامية في إسرائيل. ومع ذلك, فإن بعضهم كانت لديهم خلفية استخباراتية.
أولى دلائل عملية تجسس إسرائيلية في الولايات المتحدة برزت في ربيع 2001, عندما أرسل مكتب التحقيقات الفيدرالي تحذيرا إلى باقي الوكالات الفيدرالية يحذرهم فيه من زوار يسمون أنفسهم "طلاب فنون إسرائيليين" ويحاولون تجاوز الإجراءات الأمنية في المباني الفيدرالية بحجة بيع لوحات فنية. وقال تقرير صادر عن إدارة مكافحة المخدرات إن الزيارات الإسرائيلية "قد تكون نشاط جمع معلومات استخباراتية منظما" وتقول وثائق الجهات الأمنية إن الإسرائيليين "استهدفوا واخترقوا قواعد عسكرية" بالإضافة إلى إدارة مكافحة المخدرات ومكتب التحقيقات الفيدرالية وعشرات من المنشآت الحكومية, بما في ذلك مكاتب سرية والبيوت الخاصة غير المسجلة لعناصر الاستخبارات والأمن.
وقال عدد من الإسرائيليين خلال التحقيق معهم إنهم طلاب من كلية بيزاليل للفنون والتصميم, لكن المتحدثة باسم الكلية الإسرائيلية بنينا كالبين صرحت بأنها لم تتعرف على أسماء أي من أولئك الإسرائيليين الذين ذكروا إلى أنهم يدرسون هناك خلال السنوات العشر الماضية. وقال تقرير فيدرالي عن قضية ما يسمى بطلاب الفنون إن عددا منهم خدم في الاستخبارات ووحدات الإشارة الإلكترونية خلال خدمتهم العسكرية.
وحسب تقرير من 61 صفحة, تم إعداده بعد تحقيق قام به كل من غدارة مكافحة المخدرات وإدارة الهجرة الأمريكية, فإن الإسرائيليين كانوا منظمين في خلايا من 4-6 أشخاص. ولم تظهر أهمية ما كان يفعله الإسرائيليون إلى ما بعد أحداث 11 سبتمبر, عندما جاء في تقرير لوكالة الاستخبارات الفرنسية أنه "حسب الـFBI فإن الإرهابيين العرب وخلايا إرهابية مشتبه بها كانت تعيش في أريزونا وكذلك في ميامي وهوليوود من ديسمبر 2000 وحتى أبريل 2001 في تقارب مباشر مع خلايا التجسس الإسرائيلية".
وأكد التقرير أن عملاء الموساد كانوا يتجسسون على محمد عطا ومروان الشيحي, اثنان من قادة فرق مختطفي 11 سبتمبر. وكان الاثنان قد استقرا في هوليوود, فلوريدا, بالإضافة إلى ثلاثة خاطفين آخرين, بعد أن غادروا هامبورج - حيث كان فريق آخر للموساد ينشط في منطقة قريبة منهم.
وهوليوود في فلوريدا هي بلدة يعيش فيها 25 ألف شخص. ويقول تقرير الاستخبارات الفرنسية إن رئيس خلية الموساد في فلوريدا استأجر شققاً "قريبة تماماً من شقة عطا والشيحي". أكثر من ثلث "طلاب الفنون" الإسرائيليين سكنوا في فلوريد. إسرائيليان آخران متربطان بحلقة الفنون ظهرا في فورت لودرويل. في وقت واحد كان ثمانية من المختطفين يعيشون شمال المدينة تماماً.
إذا تم جمعها مع بعضها، فإن الوقائع يبدو أنها تشير إلى أن إسرائيل كانت تعرف أن هجمات 11 سبتمبر، أو على الأقل هجوماً إرهابياً كبيراً كان على وشك الوقوع على الأرض الأمريكية، ولكنها لم تفعل شيئاً لتحذير الولايات المتحدة، لكن هذا ليس صحيحاً تماماً. في أغسطس 2001، سلم الإسرائيليون قائمة بأسماء المشتبهين بأنهم إرهابيون، وكان عليها أسماء أربعة من خاطفي 11 سبتمبر، ومن اللافت للانتباه أن التحذير قال إن الإرهابيين كانوا يخططون لهجوم "خارج الولايات المتحدة".
ووصفت السفارة الإسرائيلية في واشنطن الادعاءات حول حلقة التجسس بأنها "غير صحيحة". وقد تم إصدار نفس الإنكار بشكل متكرر من قبل الإسرائيليين الخمسة الذين شوهدوا يحتفلون بينما كان مركز التجارة العالمي يحترق أمامهم.
وأصر محاميهم رام هو رفيتز أن موكليه ليسوا ضباط استخبارات.
وقالت إيريت ستوفر من وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الإدعاءات "غير صحيحة بالكامل". وقالت إن الرجال تم توقيفهم لسبب يتعلق بتأشيراتهم، وأضافت: "حقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في هذه القضايا بسبب أحداث سبتمبر".
وألمح المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفدرالي في نيويورك جيم مارجولين إلى أن عامة الشعب سوف لن يعرفوا الحقيقة مطلقاً، وقال: "إذا وجدنا دليلاً على وجود عمليات استخباراتية غير قانونية فإن ذلك سيكون مصنفاً على أنه سري". ومع ذلك، فإن إسرائيل معروفة منذ زمن طويل، حسب مصادر في الإدارة الأمريكية، بأنها تقوم بأكثر عمليات التجسس جرأة ضد الولايات المتحدة وحلفائها". منذ سبع عشرة سنة، سجن جوناثان بولارد، وهو مدني يعمل في البحرية الأمريكية، سجن مدى الحياة لأنه قام بتحرير معلومات سرية لإسرائيل. وادعت إسرائيل أن بولارد كان جزءاً من عملية احتيال، لكن الحكومة الإسرائيلية فيما بعد تحملت مسؤولية عمله.
لقد كان متفقاً كلياً منذ زمن طويل بين الحلفاء - مثل بريطانيا وأمريكا أو أمريكا وإسرائيل - أن أي بلد منها لن يقوم بسجن "جاسوس صديق" ولن يعاب البلد الحليف بسبب التجسس. ويقول المحلل السياسي تشيب بيرليت من مركز بوسطن للبحوث السياسية" إنها اتفاقية غير مباشرة بين الحلفاء تنص على أنه إذا تم القبض على أحد جواسيسكم ولم يقم ذلك الجاسوس بإلحاق أذى كبير، فإنه يعود إلى بلده. ويحدث ذلك دائماً. والسبب الرسمي دائماً هو عدم احترام شروط التأشيرة".
إن ذلك يتركنا مع حقائق ملطخة بالتلميحات. بالتأكيد، على ما يبدو، فإن إسرائيل كانت تتجسس داخل حدود الولايات المتحدة، ومؤكد أيضاً أن الأهداف كانوا المتطرفين الإسلاميين الذين ربما لهم علاقة بأحداث 11 سبتمبر.. ولكن هل كانت إسرائيل تعرف مسبقاً أن مركز التجارة العالمي سوف يضرب وأن العالم سوف ينغمس في حرب دون نهاية، حرب ستعطي إسرائيل إمكانية ضرب أعدائها دون حدود تقريباً؟ هذه نظرية مؤامرة بعيدة المدى، ربما ولكن الإحساس غير المريح أنه في هذا العصر من الأسرار، نحن لا نعرف الحقيقة الكاملة وغير المشوهة. ربما نستطيع أن نحزر ونخمن، ولكن مهمة كتب التاريخ أن تكتشف وتقرر.

التعليقات