أمريكا استخدمت الفيتو 77 مرة وأعاقت صدور 53 قرارا

استخدمت الفيتو 77 مرة وأعاقت صدور 53 قرارا
أمريكا تشهر يدها 36 مرة في مجلس الأمن ضد قرارات تدين إسرائيل
غزة-دنيا الوطن
شكل استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض "الفيتو" يوم الثلاثاء الماضي 16 أيلول ضد مشروع القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية بعدم التعرض للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالطرد أو القتل، صفعة قوية للمنظمة الدولية ممثلة في مجلس الأمن والمجتمع الدولي الراعي لعملية السلام، الأمر الذي اعتبره الكثيرون بمثابة مسمار آخر يدق في نعش اتفاقية أوسلو التي يشكل الرئيس عرفات حجر الزاوية فيها.
ويعتبر "الفيتو" الأمريكي الأخير واحدا من بين سبعة وسبعين نقضا، يرفع فيها ممثلو الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي أيديهم اعتراضا على مشاريع قرارات تطرحها دول المنظمة الدولية، وكان من جملة هذه المشاريع أن استخدمت أمريكا الفيتو 36 مرة ضد مشاريع قرارات تدين إسرائيل في حين تدعم الحقوق الفلسطينية السليبة.
وكانت واشنطن قد استخدمت حق الفيتو لأول مرة عام 1970، إذا صوتت إلى جانب بريطانيا ضد مشروع قرار حول روديسيا التي أصبحت فيما بعد زيمبابوي.
كما صوتت الولايات المتحدة ضد 10 قرارات تنتقد جنوب أفريقيا، وثمانية حول ناميبيا، وسبعة حول نيكاراغوا، وخمسة حول فيتنام، وكانت الدولة الوحيدة التي أعاقت صدور 53 قرارا.
وفيما يخص القضية الفلسطينية صوتت الولايات المتحدة ضد القرارات التي تستنكر التنكّر لحق العودة، الإبعاد، مصادرة الأراضي الفلسطينية، بناء المستوطنات، انتهاك المقدسات الدينية، التعذيب، ضرب النساء الحوامل والتسبب في إسقاط الجنين، إغلاق حضانات الأطفال والمدارس، وصلاحية تطبيق معاهدة جنيف الرابعة، وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وكانت أبرز وأهم المشاريع المتعلقة بالحقوق العربية -خاصة الفلسطينية واللبنانية- والتي أعاقت الولايات المتحدة إقرارها في مجلس الأمن بفعل استخدامها لحق النقض الفيتو كونها تنتقد إسرائيل وهي:
· 26 يوليو 1973م: الولايات المتحدة تعترض على مشروع قرار تقدمت به الهند وإندونيسيا وبناما وبيرو والسودان ويوغسلافيا وغينيا، يعلن الأسف على احتلال إسرائيل للأراضي العربية.
· 25 يناير 1976م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) على قرار تقدمت به باكستان وبناما وتانزانيا ورومانيا في 23 يناير ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة حرة في فلسطين وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة منذ يونيو/ حزيران 1967م.
· 25 مارس 1976م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث يطلب من إسرائيل الامتناع عن أية أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة.
· 29 يونيو 1976م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد قرار تقدمت به كل من جويانا وباكستان وبناما وتانزانيا يؤكد حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة.
· 30 أبريل 1980م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.
· 30 أبريل 1980م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) على مشروع قرار تقدمت به باكستان باسم (المؤتمر الإسلامي) ينص على إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في المناقشات بنفس حقوق الدولة العضو في الأمم المتحدة.
· 20 يناير 1982م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على إسرائيل لضمها مرتفعات الجولان السورية.
· 20 ابريل 1982م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى.
· 25 فبراير 1982م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية (في فلسطين) لممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية.
· 9 يونيو 1982م: استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار أسباني بإدانة الغزو الإسرائيلي للبنان.
· 25 يونيو 1982م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن لبنان.
· صوتت الولايات المتحدة الأمريكية ضد القرار رقم 1983/3 والذي أقرّ في 15 شباط 1983 والذي يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين "صبرا وشاتيلا".
· 6 سبتمبر 1984م: فشل مجلس الأمن في إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م تطبق على الأقاليم المحتلة في لبنان بسبب اعتراض الولايات المتحدة.
· مارس 1985م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني.
· 13 سبتمبر 1985م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن بإدانة الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
· 17 يناير 1986م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يطالب إسرائيل بسحب قواتها من لبنان.
· 30 يناير 1986م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم إسرائيل باعتبار القدس عاصمة لها.
· 7 فبراير 1986م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار يدين اختطاف إسرائيل لطائرة الركاب الليبية.
· كما اعترضت الولايات المتحدة القرار رقم 1987/2 أ/ب والذي أقرّ في 20 شباط 1987 والذي يستنكر سياسة "القبضة الحديدية" وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الأولى.
· 18 يناير 1988م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان ويطالبها بوقف جميع أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية وجميع الإجراءات ضد المدنيين.
· 1 فبراير 1988م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
· 15 ابريل 1988م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يدين إسرائيل لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها 8 فلسطينيين.
· 10 مايو 1988م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) لنقض قرار مشروع قرار مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لإدانة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان.
· 14 ديسمبر 1988م: استخدمت الولايات المتحدة حق (الفيتو) لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الجوي والبري على الأراضي اللبنانية.
· 1 فبراير 1989م: أوقفت الولايات المتحدة جهود مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان يسجل رفضه لممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب.
· 18 فبراير 1989م: استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بإدانة إسرائيل لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة.
· 9 يونيو 1989م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين إسرائيل لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة.
· 7 نوفمبر 1989م: استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) للاعتراض على قرار مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
· 1 يونيو 1990م: استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي قدمته دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
· وفي 21 مارس عام 1997 استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" عندما اعترضت واشنطن على مشروع قرار يدين بناء إسرائيل للمستوطنات اليهودية في شرق مدينة القدس المحتلة.
· 20 ديسمبر 2002 : وفي 20 كانون الأول/ديسمبر، لم يعتمد المجلس مشروع قرار اقترحته الجمهورية العربية السورية لإدانة قيام القوات الإسرائيلية بقتل عدة موظفين من موظفي الأمم المتحدة، فضلا عن “تدميرها المتعمد” لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأرض الفلسطينية المحتلة في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يعتمد مشروع القرار بعد أن صوتت الولايات المتحدة ضده. وامتنعت بلغاريا والكاميرون عن التصويت في حين أيده 12 من أعضاء المجلس.
· 28 مارس 2001: أمريكا تستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وكان قد وافق على الاقتراع تسعة أعضاء، بينما امتنع أربعة أعضاء عن التصويت ولم تشارك أوكرانيا في الاقتراع. وحظي المشروع بتأييد بنجلاديش وكولومبيا وجاميكا ومالي وموريشيوس وسنغافورة وتونس وروسيا والصين، وامتنعت الدول الأوروبية الأربع في مجلس الأمن بريطانيا وفرنسا وأيرلندا والنرويج عن التصويت ولم تشارك أوكرانيا في التصويت. وصوّت على مشروع القرار كل من الصين وروسيا وتونس وبنجلاديش وكولومبيا وجمايكا ومالي وجزر مورويشيوش وسنغافورة، ومع توافر الأغلبية اضطرت واشنطن لإجهاض المشروع بالفيتو. وقد برر "جيمس كانتيجام" المندوب الأمريكي في مجلس الأمن استخدام واشنطن للفيتو بقوله " إن مشروع القرار لم يكن متوازيًا وغير قابل للتطبيق".
· 16 أيلول 2003: الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم حق نقض "الفيتو" خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار العربي الذي يطالب إسرائيل بالامتناع عن التعرض للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطرده أو قتله. وصوت 11 من أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر لصالح مشروع القرار بينهم فرنسا وروسيا والصين في حين امتنعت بريطانيا وألمانيا وبلغاريا عن التصويت بعد أن فشلت مشاورات جرت على مدى ساعات في التوصل إلى حل وسط يحظى بقبول كل من الولايات المتحدة وسوريا راعية القرار. وتقدم بمشروع القرار كل من سوريا والسودان عن المجموعة العربية، والباكستان وجنوب أفريقيا عن دول عدم الانحياز.
ما هو "الفيتو"؟
منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، استخدم الاتحاد السوفيتي وروسيا حق الفيتو "النقض" 120 مرة، والولايات المتحدة 77 مرة وبريطانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين خمس مرات.
وكان استخدام الاتحاد السوفيتي لحق الفيتو واسعا جدا في الفترة بين عامي 1957 و1985، إلى درجة أن وزير خارجيتها آنذاك، أندريه غروميكو، أصبح يعرف بـ "السيد نيت"، أو "السيد لا".
وخلال السنوات العشر الأوائل من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة،ومن المفارقات أن كلمة "فيتو" غير موجودة أصلا في ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على أنه لا يمكن أن يصدر قرار من مجلس الأمن إلا بعد أن يكون هناك تسعة أصوات من بين الأعضاء الخمسة عشر في المجلس، بينهم 5 أعضاء دائمين.
والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تمتلك حق النقض على أي قرار يعرض على مجلس الأمن هي "الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا"، ويكفى اعتراض دولة واحدة منها لإسقاط أي مشروع قرار يقدم للمنظمة الدولية.
ويقدم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن حاليا حوالي نصف الميزانية الإجمالية للأمم المتحدة، كما أن أي تغييرات لميثاق الأمم المتحدة يجب أن يقرها الأعضاء الدائمون في المجلس.
غير أن حق الفيتو الذي يمتلكه الأعضاء الدائمون تعرّض لانتقادات واسعة، فالاستخدام الواسع لهذا الحق من قبل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ساهم كثيرا في إضعاف مصداقية مجلس الأمن كمؤسسة دولية في حل النزاعات.
وخلال الحرب الباردة، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو باستمرار وبشكل روتيني، لكن في السنوات الأخيرة استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو باستمرار لحماية الحكومة الإسرائيلية، من الانتقادات الدولية أو من محاولات الحد من أعمال الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
منتقدو الفيتو
ويقول منتقدو نظام الفيتو إنه من بين القرارات التي يقرها المجلس وتصبح قوانين، فإن الكثير منها لا ينفذ، علاوة على أن الأعضاء الدائمين الخمسة، أو بالأحرى الفائزون في الحرب العالمية الثانية، لا يعكسون الحقائق الجيوسياسية الحالية، فالمملكة المتحدة وفرنسا لم تعودا من بين القوى الخمس العسكرية أو الاقتصادية الرئيسية في العالم.
وإذا ما ألغي حق الفيتو فإن رأي الأغلبية في المجلس سوف يسود، وقد نرى المزيد من القرارات التي يصدرها المجلس، لوضع الحلول لمشاكل العالم الأمنية والمزيد من فرض العقوبات على بعض الدول أو فرض الحلول على دول أخرى.
مجلس الفيتو الأمريكي
وفي موقف لا يخلو من الطرافة نقلت إحدى المواقع الإخبارية على الانترنت خبرا مفاده أن مجموعة دول عدم الانحياز في هيئة الأمم المتحدة طرحت يوم 18 أيلول الجاري مشروع قرار يدعو إلى تغيير وتعديل بعض فقرات ميثاق الأمم المتحدة، لكي تتلاءم وطبيعة الحالة السائدة في هذه المنظمة الدولية، بعد أن استتبت الأمور لصالح القوة الوحيدة المهيمنة على العالم الأحادي القطب، بعد أفول نجم ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي.
ومن أهم التعديلات التي حملها مشروع القرار المقدم إلى الهيئة العامة، الفقرة الخاصة باسم: مجلس الأمن الدولي، والذي تطالب دول الانحياز بتغييره إلى "مجلس الفيتو الأمريكي"، حتى يتماشى ذلك ودور هذه الدولة العظمى التي تستعمل حق الفيتو ضد كل مشروع قرار يقف أو يساند أو ينصف أو يدعم أي حق عادل لأي جهة مستضعفة أو مغلوبة على أمرها في العالم.

التعليقات