عشرات العالقين الفلسطينيين في رفح عادوا إلى غزة وارتفاع الوفيات إلى 31

عشرات العالقين الفلسطينيين في رفح عادوا إلى غزة وارتفاع الوفيات إلى 31
غزة-دنيا الوطن

بعد 49 يوما ظلوا عالقين خلالها في معبر رفح بمصر، توجهت أول مجموعة من الفلسطينيين تضم أكثر من 637 الى قطاع غزة أمس، بواسطة حافلات استأجرتها السلطة الفلسطينية، من معبر العوجا، الذي يقع على الحدود المصرية ـ الاسرائيلية، حيث سينقل العالقون الى اسرائيل ثم الى قطاع غزة، فيما لا يزال أكثر من 5 الاف ينتظرون دورهم للترحيل. وارتفعت اعداد الوفيات الى 31.

وقال ماجد ابو سمحة احد العالقين على المعبر لـ«الشرق الاوسط»، ان حالة من الترقب الشديد تسود اوساط الاف العالقين على المعبر، مشيرا الى أنه لم يتم حصر اسماء كل العالقين على المعبر لكي يتم تنظيم عملية نقلهم الى قطاع غزة. واشار ابو سمحة الى أن الكثيرين من العالقين سيرفضون الانتقال الى قطاع غزة عبر المعابر التي تسيطر عليها اسرائيل، خوفاً من أن يتم اعتقالهم على ايدي جيش الاحتلال.

وقال جلال ابو زياد احد الفلسطينيين الذين سمح لهم بالعودة، لرويترز عبر الهاتف، قبل عبور الحدود، «أنا سعيد للغاية بالعودة الى غزة.. نقودي نفدت منذ فترة واوشكت على النوم في الشارع». وقال هاني الجبور المسؤول بالسفارة الفلسطينية للصحافيين، انه «تم اختيار الفلسطينيين وفقا لاسبقية تسجيل أسمائهم بالسفارة الفلسطينية». وروعي في تحديد الاسماء أن يكونوا غير مطلوبين لدى السلطات الاسرائيلية لضمان مرورهم بسرعة. وقدر الهلال الاحمر المصري أن نحو خمسة الاف فلسطيني تقطعت بهم السبل في بلدات مصرية بشمال سيناء منذ اغلاق المعابر في التاسع من يونيو (حزيران) قبل ايام من سيطرة حماس على قطاع غزة في 14 يونيو. وجاء الترحيل بموجب اتفاق تم التوصل اليه أول من امس. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الالاف من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل سيتمكنون في نهاية الامر من العودة الى غزة بموجب الاتفاق. ولم يذكر الجبور موعد السماح لالاف المتبقين بالعبور الى غزة، ولكنه قال ان المحادثات تجري لتسهيل عبور المزيد منهم. ويقول المسؤولون المصريون ان معظم الذين تقطعت بهم السبل من سكان غزة، الذين غادروا القطاع طلبا للعلاج في الخارج، رغم ان البعض حضر لقضاء عطلة مع الاهل. وخشية ان يلجأ البعض الى النوم في الشوارع فتحت مصر قبل اسبوعين مراكز ايواء في سيناء لايواء مئات الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل ومعظمهم نفدت نقوده.

من ناحيتها رفضت حكومة اسماعيل هنية المقالة ادخال العالقين عبر أي معبر غير معبر رفح، على اعتبار انه معبر فلسطيني. وقال محمد المدهون رئيس ديوان هنية لـ«الشرق الاوسط»، ان حكومة هنية ترفض ادخال العالقين عن طريق الاردن عبر معبر العوجا، محذراً من أن هذا المعبر سيتحول الى «شرك جديد» يحاصر ابناء الشعب الفلسطيني.

وقال انه في حال تم نقل العالقين عبر معبر العوجا، فإن ذلك «سيجعل العديد من الشباب المجاهدين والذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن رهائن تحت وطأة الاحتلال». وأشار المدهون إلى أن سيطرة اسرائيل على المعبر تعزز الارتباط الاقتصادي بين اسرائيل وفلسطين، قائلاً: «هذا الأمر مرفوض نهائياً ويجب عدم استثمار هذه القضايا في تمرير أجندة تحت ذريعة أن قطاع غزة تحكمه حماس».

وحول مطالبة حكومة سلام فياض بسحب عناصر القوة التنفيذية التابعة لحكومة هنية من المعرض، قال المدهون «عرضنا انسحاب القوة التنفيذية، لكنهم رفضوا كل العروض التي طرحت عليهم، وأصروا على وجود حرس الرئيس لإعادة ما كان عليه الأمر سابقاً». من ناحيته قال اشرف العجرمي وزير الاسرى والشباب والرياضة في حكومة فياض لـ«الشرق الاوسط»، ان حكومته تحاول أن تحصل على ضمانات تحول دون قيام قوات الاحتلال باعتقال العالقين لدى مرورهم بالمعابر التي تسيطر عليها قوات الاحتلال. واضاف، «سنحاول على الاقل الحصول على اسماء العالقين الذين ترفض اسرائيل السماح لهم بالدخول الى قطاع غزة حتى لا يتم اعتقالهم». واضاف العجرمي أنه من المتوقع أن تنتهي ازمة العالقين بنهاية الاسبوع الجاري.

من ناحية ثانية ذكرت مصادر طبية فلسطينية امس أن احد المواطنين الفلسطينيين العالقين على معبر رفح الحدودي قد توفي الليلة قبل الماضية جراء تدهور حالته الصحية. وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، في تصريح صحافي، إن أحمد رمضان دياب الخطيب (44 عاماً) فارق الحياة، بعد صراعٍ مع مرض السرطان أثناء مكوثه مع العالقين على معبر رفح.

التعليقات