مذكرات صدام في الاسر وصلت إلى رغد وتروي جهوده لأسلمة حزب البعث

مذكرات صدام في الاسر وصلت إلى رغد وتروي جهوده لأسلمة حزب البعث
غزة-دنيا الوطن

بخطّ يده، وبقلم حبر ناشف، وعلى أوراق صفراء بين دفتي دفتر كان بحوزته في الزنزانة التي قضى فيها الأعوام الأخيرة من حياته، سعى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فيما يبدو، لكتابة "مذكراته الشخصية" التي يتحدث فيها عن جهوده لأسلمة حزب البعث وكيف أقنع مفكره الأبرز "ميشيل عفلق" باعتناق الإسلام، وذلك إضافة أيضا إلى قصائد بالعربية الفصحى كتبها الرئيس العراقي المخلوع في تلك الأوراق قبل إعدامه.

ويؤكد وزير العدل القطري السابق، الدكتور نجيب النعيمي، الذي شارك في المرافعة عن صدام أمام المحكمة العراقية الخاصة التي كانت تنظر قضية الدجيل، لـ"العربية.نت" بأن الرئيس السابق أطلعه على حوالي 27 صفحة، وطلب استعادة الأوراق ليتسنى له كتابة مذكراته الشخصية.

وأطلّع المحامي القطري على بعض كتابات صدام حول مشاركته في محاولة اغتيال الرئيس العراقي الأسبق، عبدالكريم قاسم في 1963. وبحسب قوله، فإن صدام كان يطلب منهم قراءة ما يكتبه، ثم إعادة الأوراق إليه بغية استكمال كتابة مذكراته التي اشتملت على رؤيته لتاريخ وتطور حزب البعث.

وفي هذا الإطار، يؤكد النعيمي بأن صدام كان يقول له ولبقية المحامين، إن البعث ارتكب أخطاء. ويميل النعيمي للاعتقاد بأن صدام كان في طريقه لتدوين ذلك، جنبا إلى جانب مساعيه لـ"أسلمة البعث" على حد وصف المحامي القطري.

وقال النعيمي إن الرئيس العراقي السابق أسرّ له بأنه - صدام - كان سببا في اعتناق مفكر البعث ميشيل عفلق الإسلام. ولفت صدام النعيمي إلى أن "ضريح" عفلق، لمن يتمعن فيه، به علامات دالة على إسلامه. وكانت تقارير صحافية سابقة تحدثت عن إسلام عفلق، غير أن الجديد هذه المرّة، تأكيد صدام بأن عفلق اعتنق الإسلام فعلا، بعد حوارات ونقاشات دارت بين الإثنين فيما يبدو.

وكتب صدام طبقا للنعيمي قصائد في السجن على أوراق أخرى لم تنتزع من الدفتر، صاغها باللغة العربية الفصحى لإيمانه بأن الفصحى "هي لغة العروبة". ويقول النعيمي لـ"العربية.نت" إن الرئيس الأسبق لم يضع في مذكراته لمحات عن طفولته وصباه على حدّ علمه، فهو كان يسوّد الصفحات عن عمله السياسي، وعن رؤاه في تطوير وتحديث "البعث"، بالإضافة، ربما، لنقد التجربة.

وتحدث صدام عن شعوره بخيبة أمله في بعض الحكام العرب، مبينا لمحاميه بأنهم خضعوا لضغوط وإملاءات خارجية، غير أنه بحسب النعيمي، كان متفهما إلى حدّ ما مواقفهم رادا السبب إلى "الضغوط".

وأشار أيضا إلى أن الرئيس الأسبق تحدث بإسهاب عن "جسر جوي" بين بغداد والخرطوم لتقديم إمدادات عسكرية، من دون أن يحدد المحامي القطري نجيب النعيمي تاريخه.

ونقل النعيمي عن صدام قوله إنه أمر بالجسر الجوي قبل أن يصل مبعوث الحكومة العراقية إلى السودان، علامة على رغبته فيما يبدو في إنقاذ الموقف في السودان.

وكان جسر جوي عراقي قد أقيم بين بغداد والخرطوم لتدعيم الجيش السوداني نحو العام 1988 حين تعرضت الحكومة السودانية برئاسة الصادق المهدي لضغوط عسكرية من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان.

ويرجح النعيمي أن يكون اسم "الكتاب المفترض" الذي كان يكتبه صدام، ولم ينته من تدوينه على الأرجح، هو "مذكراتي الشخصية"، لافتا إلى أن الدفتر بالإضافة لأغراض شخصية أخرى، سلّم لإبنته رغد في العاصمة الأردنية عمّان.ولا يعرف النعيمي ما إذا كانت كتابات صدام ستجد سبيلها للنشر أم لا.

التعليقات