جنرال أمريكي ينشر خارطة جديدة بـحدود دينية للشرق الأوسط

غزة-دنيا الوطن

نشرت المجلة العسكرية الأمريكية المتخصصة "أرمد فورسز جورنال" خارطة جديدة للشرق الأوسط، وضعها الجنرال المتقاعد رالف بيترز، وقسّم فيها المنطقة إلى دول سنية وشيعية وكردية، إضافة إلى دولة اسلامية تضم الأماكن المقدسة مستقلة عن دولة السعودية، ومملكة الأردن الكبرى ودويلات أخرى. وعلى حد زعم الجنرال الأمريكي فإن تقسيم المنطقة على أساس الطوائف والاثنيات بحيث تعيش كل طائفة أو قومية منفصلة عن الطوائف والقوميات الأخرى في دولة سياسية مستقلة، من شأنه أن ينهي العنف في هذه المنطقة.

ورأى محلل عسكري عربي أن الخارطة التي نشرها الجنرال الأمريكي المتقاعد "غير رسمية"، وهي "رؤيته الشخصية التي تعكس تصوره إزاء شرق أوسط جديد يمكن أن يكون خاليا من العنف"، قبل أن يصف الخارطة بـ"الغريبة" مؤكدا أن الشارع العربي سيعتبرها "مؤامرة" تهدف إلى تفتيت المنطقة طائفيا.

وقال الجنرال بيترز، في تقريره الذي نشره مع الخارطة في عدد المجلة العسكرية الشهرية " أرمد فورسز جورنال" (armed forces jou
al ) هذا الشهر، والذي عنونه بـ"حدود الدم"، إن الولايات المتحدة المتحدة الأمريكية "أضاعت فرصة ثمينة لأنها لم تقدم على تقسيم العراق إلى دول بعد سقوط النظام السابق حيث كان من الممكن مثلا إعلان قيام الدولة الكردية وجميع الأكراد يطالبون بذلك وتجميع الأكراد من إيران وسوريا وتركيا في هذه الدولة".

شرق أوسط بحدود دينية

ويوضح الجنرال الأمريكي رؤيته بأن الدول الأوروبية التي استعمرت المنطقة قسمتها "على أساس جغرافي بحيث لم تكن الحدود التي وضعتها مستقرة على مر الزمن"، وأضاف أن هذه الخارطة "تصحح الوضع القائم من خلال تقسيم الشرق الأوسط على أساس ديموغرافي من حيث الحقائق القومية والمذهبية والطائفية"، زاعما أن "الحل المناسب لوقف إراقة الدم في المنطقة هو ألا تبقى الطوائف المختلفة والمتابينة مع بعضها، وتعيش كل طائفة في كيان سياسي خاص بها".

ووفق الخارطة التي أعدها الجنرال الأمريكي فإن دولة كردستان تشمل كردستان العراق وأجزاء من تركيا وإيران وسوريا وارمينيا وإذربيجان, ويعتقد أنها ستكون أكثر دولة موالية للغرب ولأمريكا في المنطقة الممتدة بين بلغاريا واليابان.

ووفق الخارطة تقوم دولتان شيعيتان عربية وفارسية، وتمتد الدولة الشيعية العربية من جنوب العراق إلى الجزء الشرقي من السعودية والأجزاء الجنوبية الغربية من إيران.

كما يقسم الجنرال الأمريكي في خارطته السعودية إلى دولتين : دولة الأماكن المقدسة ودولة أخرى سياسية يقتطع منها أجزاء لصالح دول مجاورة.

خارطة "ليست رسمية"

ويعلق رياض قهوجي، مندوب المجلة في الشرق الأوسط ومدير عام مركز الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري بدبي، على هذه الخارطة قائلا "هذه نظرية ابتدعها جنرال متقاعد في الجيش الأمريكي وهي من بين النظريات التي تطرح من وقت لآخر ولكن الخارطة ليست رسمية".

ويقول قهوجي للعربية.نت "لم يسبق أن طرح موضوع تقسيم الشرق الأوسط بهذا الشكل، وما طرح هو إمكانية تقسيم العراق إلى دويلات شيعية وسنية وكردية ولكن الموقف الرسمي الأمريكي لايزال مع وحدة العراق".

وتابع " أعتقد أن الهدف من طرح هذه الخارطة الآن هو أن الشرق الأوسط أصبح اليوم أولوية في أمريكا، والحديث جار عن شرق أوسط جديد".

ويوضح "يقول هذا الجنرال إن طريقة تقسيم الشرق الأوسط منذ سايكس بيكو لم تأخذ بعين الاعتبار العلاقات القبلية أو الاثنية والطائفية... وهو يرى بإعادة تجميع الشعوب بطرق متجانسة، السنة مع بعضهم البعض، والشيعة الفرس في دولة لهم لوحدهم، والشيعة العرب لوحدهم، هذه رؤية شخصية تقول إذا كانت المجتمعات كلها متجانسة لن يكون هناك احتكاك أو صراع وبالتالي تنتهي أزمات الشرق الأوسط".

وأضاف " لا أتصور أن لدى هذا الجنرال إدراك عميق لوضع المجتمعات العربية اليوم وعلاقات الشعوب مع بعضها ولو أدركها بشكل دقيق لما أبدع هذه الخارطة الغريبة بهذا الشكل".

وفيما إذا كان العالم العربي يتقبل هذه الخارطة، يقول الخبير رياض قهوجي أن هذه الخارطة سوف "تثير تساؤلات وضجة وتدفع الكثيرين إلى اعتباره مؤامرة أمريكية، وبنظري الخارطة بعيدة عن الواقع".

التعليقات