تنامي ظاهرة إعجاب الشباب بمذيعات الفضائيات:ينلن الكثير من الاهتمام وعبارات الغزل

تنامي ظاهرة إعجاب الشباب بمذيعات الفضائيات:ينلن الكثير من الاهتمام وعبارات الغزل
غزة-دنيا الوطن

تتشكل بين المراهقين وزوار مواقع الشات على الإنترنت ظاهرة جديدة تسمى بـ"ثقافة مذيعات الفضائيات"، حيث ينلن الكثير من الاهتمام، وعبارات الغزل، بل أن بعض المواقع تنشر استطلاعات، حول ملكة جمال المذيعات.

ووفقا لصحيفة القبس الكويتية الأحد 9-4-2006، فلقد أصبحت المذيعات بمثابة فتيات أحلام الشباب والرجال أو المرأة النموذج، حيث أصبح كل رجل أو شاب يتخذ من مذيعة ما نموذجا للجمال الذي يتمناه في فتاة أحلامه.

وكما تشير الصحيفة، فإن زوار تلك المواقع يتبادلون الرأي حول: "كيف ظهرت المذيعة بالأمس، وماذا كانت ترتدي، ما رأيك في طلتها، ابتسامتها كتير مهضومة، تسريحة شعرها تجنن، ما أبرع جراح التجميل الذي أجرى لها عملية تصغير الأنف..".

يضاف إلى ذلك، يتبادل الشباب على هذه المواقع آخر صور المذيعات ومقابلاتهن في وسائل الإعلام ومواعيد برامجهن، بل ويتبادلون البلوتوث الخاص بمقتطفات مذيعاتهن المفضلات.

وتشير الصحيفة إلى بعض الألقاب التي يطلقها الشباب على المذيعات مثل: "مارلين مونرو العربية سهير القيسي، ويضيف شاب ملاحظة (سهير ولدت في يوم ميلاد مونرو31 مايو نفسه)، ورزان مغربي شقية إم بي سي، وزينة يازجي أحلى ما رأت عيني، منى الشاذلي دريم فعلا، سهير مرتضي تسلم ها النظرة.. ماريا معلوف فخر الصناعة اللبنانية، هيلدا خليفة أش يسوى ستار أكاديمي من دونك".

المذيعات المحجبات لهن أيضا نصيب من الأنصار والإعجاب أيضا، ومنهن بسمة وهبة التي انتقلت من قناة اقرأ إلى قناة دبي، بحسب الصحيفة.

توازن الشكل والمضمون

وحول ما إذا كان إعجاب الشباب والمراهقين بالمذيعات ظاهرة إيجابية أم هو مجرد إعجاب بالشكل على حساب المضمون، يقول د. سمير حسين رئيس قسم الإعلام بجامعة الكويت: "لا شك أن عددا من الفضائيات العربية يلتزم بالقاعدة الذهبية للإعلام وهي التوازن بين الشكل والمضمون، فالجمال مطلوب لكن يجب ألا يطغى على الأداء لكي لا يشتت انتباه المشاهد ولا يؤثر في مصداقية القناة".

ويتابع قائلا "في بعض الفضائيات الإخبارية مثل العربية والحرة مذيعات يجمعن بين الاثنين المضمون والجمال. يجب أن تتمتع المذيعة بثقافة عالية وخلفية معلوماتية عن الموضوعات التي تقدمها وعن الضيوف الذين تحاورهم عبر الأقمار الصناعية وتفاصيل الخبر الذي تقرأه لكي لا تصبح مجرد قارئة نشرة فقط".

ويقول أستاذ الإعلام إن "الاقتصار على الجمال فقط غير مقبول، ولا يكفي لنجاح أي قناة، وهو للأسف القاسم المشترك في القنوات غير الإخبارية، خاصة القنوات ذات الصبغة التجارية وقنوات الأغاني التي يعتمد تحقيقها للربح على جذب أكبر عدد من الشباب والمراهقين، وتلقي أكبر كم من الاتصالات الهاتفية" .

ويتابع قائلا "هذه القنوات تعتمد من أجل تحقيق هذا الربح على شكل المذيعة فقط وهي تتعامل مع المذيعة كمجرد وجه جميل ومثير ومغر للشباب والمراهقين، وهذا مرفوض لأن هذا لا يدخل في نطاق الإعلام، فالإعلام رسالة وتربية وثقافة وقيم ونشر معلومات صحيحة وتكوين رأي عام مستنير، وهذا لا يتأتى من مثل هذه البرامج والقنوات".

ويشير إلى أن الخطير في الأمر أن القنوات التي تتسلح بمذيعة جميلة لجذب المشاهد تجعل المشاهدين، والغالبية العظمى منهم من المراهقين والشباب، ينصرفون عن البرامج الجادة والهادفة إلى البرامج التافهة والسطحية، ويركزون على شكل المذيعة وتفاصيل جمالها وماكياجها.

المطلوب وجود توازن بين الشكل والمضمون، لا نقول أن تكون المذيعة مثقفة وغير جميلة، فلتكن جميلة لكن بشروط تؤكد هذا التوازن لكي يكون تأثيرها إيجابيا على من يشاهدها.

تأثير إيجابي وسلبي

ويرى د. علي عسكر الاستشاري النفسي والاجتماعي في ظاهرة إعجاب الشباب والمراهقين بالمذيعات الجميلات انعكاسا لتأثير الفضائيات الجامح على الحالة النفسية للمشاهد.

ويقول: "ربما من أكثر ما يؤثر في إنسان العصر الحالي هو الفضائيات، حيث أصبح التلفزيون يأخذ من وقتنا الكثير. وإذا كانت صناعة النجم تتم في السابق في السينما أو عالم الغناء، فأنا أعتقد أنه يتم حاليا ما يمكن أن نطلق عليه صناعة النجمة المذيعة. وبالطبع الجمال يكون أول أو أهم عناصر هذه الصناعة، لأنه بمثابة الغلاف الجاذب لعين المشاهد، فأول ما يطالعه المشاهد هو شكل المذيعة، ومن ثم تأتي مرحلة متابعة ما تقدمه".

ولهذا التأثير الطاغي للمذيعات جانبان أحدهما إيجابي والآخر سلبي، فإذا كانت المذيعة تمتلك العقل والثقافة بجانب الجمال، يمكن أن يكون تأثيرها إيجابيا على الشباب والمراهقين، بحيث تصبح عامل جذب لكل ما هو جيد وهادف على الشاشة، وفي المقابل لو كانت هذه المذيعة مجرد وجه جميل ومثير فهي تجذب هؤلاء الشباب والمراهقين إلى الاتجاه المضاد الذي يهتم بالشكل والجمال فقط بحسب الصحيفة.

التعليقات