الأزهر امتنع عن مصادرة كتابه الجديد أو التعليق عليه..شقيق حسن البنا يجيز إمامة المرأة للرجال وينتقد الفتاوى المحرمة لها

الأزهر امتنع عن مصادرة كتابه الجديد أو التعليق عليه..شقيق حسن البنا يجيز إمامة المرأة للرجال وينتقد الفتاوى المحرمة لها
غزة-دنيا الوطن

رغم أن الأزهر امتنع حتى الآن عن التعليق على أحدث كتب المفكر الاسلامي المصري جمال البنا "جواز إمامة المرأة الرجال" أو التوصية بمصادرته كما حدث من قبل مع بعض كتب الشقيق الأصغر المثير للجدل لمؤسس جماعة الاخوان المسلمين حسن البنا، فانه يؤكد لـ"العربية.نت" إن ذلك الصمت متعمد من الأزهريين للتعتيم عليه، خاصة أنه احجم أيضا عن ارساله لهم.

ويضيف أن الكتاب لم يثر أية مواجهات مع أية جهة أزهرية بما فيها مجمع البحوث الاسلامية، مع أنه أفرد فصلا كاملا لتفنيد 8 فتاوى صدرت عن شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية والشيخ يوسف القرضاوي وبعض العلماء في الولايات المتحدة، والتي حرمت امامة المرأة في الصلاة، بعد أن قامت بها د. آمنة عبد الودود في نيويورك.

وأشار إلى أن الكتاب صدر تعليقا على هذه الصلاة والحملة العنيفة التي تعرضت لها آمنة من بعض الفقهاء والهيئات الفقية في العالم الاسلامي. ويقول البنا لـ"العربية.نت": انني استحضرت في الفصل الأول آراء جميع الائمة في المذاهب القديمة وتنفي كلها فكرة امامة المرأة، وبعد ذلك عرضت جميع الفتاوى المعاصرة التي قيلت بمناسبة ما قامت به آمنة بداية من فتوى مفتي مصر الدكتور علي جمعة وشيخ الزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، والدكتور يوسف القرضاوي، وفتاوى علماء في أمريكا، وهي 8 فتاوى كاملة كلها تستبعد امامة المرأة.

ويضيف انني في الكتاب أقوم بتفنيد هذا الكلام في فصلين، الفصل الأول تناول الأفضلية التي جعلها القرآن للتقوى وليس للرجل أو المرأة أو العربي أو العجمي أو غير ذلك.. "ان اكرمكم عند الله اتقاكم". وعندما نريد تفعيل هذا التقوى يكون مرادفها "الأكفأ".

واستطرد أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع المعيار الذي تقاس عليه الامامة، وهو العلم بالقرآن الكريم، فأعلم الناس بالقرآن هو أحقهم بالامامة، وبناء على هذا المعيار فان الرسول جعل صبيا يؤم شيوخ قومه، لأنه كان أعلمهم بالقرآن.

وكان سالم مولى أبي حذيفة إماما يصلي وراءه عمر بن الخطاب وبقية الصحابة لأنه كان اعلمهم بالقرآن. وتساءل البنا: اذا كانت امرأة أعلم بالقرآن من جمهور من الرجال، فهل ممكن في هذه الحالة أن نقدم للامامة رجلا جاهلا، وتمنع هي من الامامة لا لشئ سوى أنه رجل وهي امرأة؟

وتناول الحديث النبوي الخاص بام ورقة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم ابدى ايماءة بجواز الامامة للمرأة، لأنه اجاز لها أن تؤم على بيتها وكان فيهم رجال "غلام لها ومؤذن".

وفي الفصل الأخير ذكر أن القضية في حقيقة الحال ليست قضية الامامة، ولكنها قضية المرأة، فالتصور المتغلغل عن دونيتها هو الذي حال دون تحقيق ما أراده الاسلام نفسه لها. أي أن المسلمين في سبيل تطبيق رؤيتهم عن المرأة، عطلوا آيات من القرآن، مثل آية الملاعنة، والشهادة في الطلاق، وذلك في سبيل الابقاء على موقفهم من المرأة.

ويصف كتابه بأنه معالجة لمسألة المرأة سواء من الناحية الفقهية أو التاريخية ، وانتهيت من هذه المعالجة أنه اذا كانت هناك امرأة أكثر علما بالقرآن من جمهور فيه رجال، لكنها أكثر علما منهم فهي أحق بالامامة، وكان ذلك صعبا جدا أن يتحقق في الدول العربية، لكنه من السهولة ان يتحقق في الولايات المتحدة، خاصة وأن صاحبة هذه الفكرة ارادت الدفاع عن الاسلام وان تبرز للامريكيين انه يحترم المرأة، وانها يمكن ان تكون اماما، وتدخل من الباب الرئيسي للمسجد وليس من الباب الخلفي كما يقولون.

ورد الكتاب على فتوي القرضاوي بأن تضاريس جسم المرأة تجعل المصلين الرجال قد يفتتنون بها، ووصف البنا ذلك لـ"العربية.نات" بأنه تصور مبالغ فيه، كأن الرجال ليس في اذهانهم سوى المرأة، وأنه تطيش احلامهم بمجرد النظر اليها حتى لو كان ذلك في الصلاة، وهذا استخفاف شديد، فالاسلام لا يصور الرجال على أنهم مثل الذئاب.

ويشير إلى أن 90% من الأحاديث المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم حول المرأة، أما أحاديث موضوعة أو ضعيفة. وهذه قاعدة مؤكدة تماما – حسب قوله – يجب أخذها بايمان تام، وبالتالي في رأيه أن هذه الأحاديث لا يؤخذ بها، ومنها الاحاديث التي تتحدث عن بقاء المرأة في بيتها لا يراها أحد من الأجانب، أي غير الزوج أو المحارم.

ويضيف ان هذه الاحاديث كانت على أية حال وليدة عصرها أو بنت وقتها. كما أن السنة لا تملك صفة التأبيد الخاصة بالقرآن.. "لقد قلت في الكتاب انكم تدللون على كلامكم بالاحاديث فقط مع انها تستقل بذاتها بتحليل أو تحريم كما يقول الأزهر نفسه، فاذا لم يكن لهذه الاحاديث سند من القرآن ففيها نظر، وطبعا القرآن لم يعالج ناحية امامة المرأة".

وقال البنا إنه تعمد هذه المرة ألا يرسل الكتاب إلى مجمع البحوث الاسلامية التابع للازهر وهو بمثابة هيئة لكبار العلماء مختصة في النظر في الكتب الدينية أو التي تتناول الاسلام، والتوصية بمنعها أو السماح لها، مشيرا إلى أن المجمع لا يتدخل إلا اذا ارسلت له نسخة من الكتاب لابداء الرأي سواء من المؤلف أو من أي جهة أخرى، وهذا لم يحدث مع كتابي الأخير حتى الآن، وربما يفعل ذلك شخص معين فيرسله لهم.

واضاف انني كنت ارسل لهم جميع كتبي السابقة من باب التحدي، ولكنني لم ارسل كتابي الاخير بعد أن اصابني اليأس منهم " علماء مجمع البحوث الاسلامية" وليس خوفا.

التعليقات