موريتانيا :شيوخ وائمة يعتبرون انجاب المرأة بعد طلاقها بسنوات امرا شرعيا

غزة-دنيا الوطن

أثار تقبل رجال الدين في موريتانيا لولادات متأخرة عن فترة الحمل العادية بسنوات وإلحاقهم المواليد بآبائهم بعد مضي مدة طويلة علي الطلاق او الترمل موجة اعتراض لدي أخصائيين في الطب. ويعرف المجتمع الموريتاني ظاهرة الحمل المطول ويعتبرها عادية.

وكثيرا ما استقبل هؤلاء المواليد وسط أهازيج وفرحة الأهل .. لكن شرعية هؤلاء المواليد تبقي مثار جدل شديد بين رجال الدين من جهة الذين يعترفون بأبوة المواليد حفاظا علي استقرار الأسرة وخشية ضياع الأنساب وأخصائيي الطب الذين يعتقدون أن الظاهرة نتاج عقلية شعبية خرافية لا تستند إلي أي أسس علمية من جهة اخري.

يقول الدكتور محمود الأمين مدير مستشفي ابن النفيس بنواكشوط ان الخرافة تساهم دائما في تثبيت بعض الظواهر في حياة المجتمعات فبقاء الجنين في رحم المرأة أكثر من أشهر الحمل يجعله عبارة عن كيس من المواد السامة التي تتسرب عن طريق حبله السري الي الدورة الدموية للحامل فيودي بحياتها.

ولذا فان الطبيب مطالب بالتدخل بعد تجاوز المرأة لشهرها العاشر لإنقاذها وإنقاذ الجنين وبالتالي فظاهرة بقاء المولود هذه المدة الطويلة في رحم أمه محض خرافات شعبية تلوكها الألسن وقد يذهب البعض الي تصديقها.. ويسخر الدكتور الامين من الآراء القائلة بإمكانية حدوث هذا الامر قائلا: يجب علي الطفل الذي بقي في رحم أمه كل هذه السنين ان يتوجه فور خروجه الي الجامعة.

ويتفق مع رأي الدكتور الامين الباحث خطري ولد عبدالرحمن حيث يقول: مايعرف عندنا علي نطاق واسع بظاهرة اختفاء الجنين في رحم المرأة لعدة سنوات لايتوفر علي اي مشروعية علمية باجماع الاطباء كما يفتقر الي المسوغ الديني وبالرغم مما يحاوله بعض المرابين من تلبيس هذه الظاهرة بمسحة علمية او اخلاقية فانه لا احد يستطيع ان يتقدم باية حجة مهما كانت واهية تتضمن برهانا منطقيا ومقبولا.

لكن للأمين العام لرابطة العلماء الموريتانيين الشيخ حمدا ولد التاه رأي آخر حيث يقول: لقد تكلمت عن هذه الظاهرة اكثر من مرة وخلاصة قولي فيها انه اذا كان بعض علماء الطب الحديث يرون انها لا تمكن طبيا فقولهم لا يرقي الي درجة القانون العلمي وانما هي مجرد نظرية مؤقتة قد يكتشف العلم خلافها.. وكما بينت سابقا فإن الشريعة في علاقتها بالاستلحاق في مختلف الوسائل مبسطة وتهدف الي امرين اولا اقامة النسب: فالاسلام يهدف الي ان يكون للانسان نسب والثاني الستر علي المرأة.

وقد تردد الفقهاء في مدته الزمنية فمنهم من اوصله الي سبع سنوات ومنهم ما دون ذلك. يقول الامام القرافي أن اللحاق من المسائل التي اعتبر فيها الاسلام الندرة وهو الحاق الولد لفترة لايري فيها الاطباء انها ممكنة واذا كان الاطباء المعاصرون ينادون بان هذا غير ممكن فان اقوالهم قديما كانت نفس المقال ولكن الفقهاء نصوا علي عدم الالتفات الي اقوالهم؛ وغاية ما يمكن ان نصل اليه في هذا المجال اننا عندما نحدد اللحوق بفترة قصيرة جدا ينتج عن ذلك امران سلبيان النتيجة الاولي: كثرة الاولاد الذين لا اباء لهم والنتيجة الثانية وقوع فضيحة في اكثر شريحة من النساء وهن بريئات. فما المانع ونحن نجد في الشريعة الاسلامية سترا للمرأة بما سترها الله به ولماذا لا نلحق ولدا استلحقته الشريعة في اكثر من مذهب .. وكل هذا بسبب رأي الاطباء الذين قد ينظر الي كشوفهم في نواكشوط فتكذب في داكار ثم يكذب ماوصل اليه اطباء داكار في باريس واطباء باريس في نيويورك وهلم جرا .

واضاف قائلا الحقائق العلمية لم نصل اليها بعد واذا كان العلم يعترف بكمون بعض الفيروسات في الجسم لفترة طويلة فلماذا لا يعترف بكمون الحيامن مع ان المواد المنوية لاتزال مخزنة في المختبرات من بقايا الحرب العالمية الثانية .

من جهته يقول محمد المامي ولد آجة (طبيب أعشاب) إن هذه الظاهرة موجودة ومعترف بها من قبل الاقدمين وأنا حسب تجربتي أعرف مجموعة من الحالات التي لا تدع مجالا للشك في وجود هذه الظاهرة منها علي سبيل المثال رجل جزائري قدم الي احدي مناطق البلد وكان يختلف اختلافا كليا عن ابنائها في شكله ولونه وتزوج امرأة من نسائها وبعد مدة طلقها وعاد إلي الجزائر. بعد أربع سنوات من رحيله أنجبت تلك المرأة طفلا مختلفا عن أطفال المنطقة ويشبه أباه الجزائري كل الشبه.. إنها ظواهر غريبة في مجتمع تتنازعه الخرافة المتأصلة والعلم الذي دخل كل بيت .

*القدس العربي

التعليقات