جماعة مجهولة تهدر دم الصحفي السوداني المتهم بسب الرسول

غزة-دنيا الوطن

شهدت قضية الصحفي السوداني محمد طه محمد أحمد تصعيدا لافتا حيث أهدرت جماعة تطلق على نفسها اسم "منظمة حمزة لمحاربة المرتدين والمرتزقة" دمه من خلال بيان لها تم توزيعه في العاصمة السودانية الخرطوم خلال اليومين الماضيين.

وهددت المنظمة وزير الإرشاد السوداني عصام أحمد البشير وقضاة المحكمة التي تنظر في أمر طه الذي يرأس تحرير صحيفة "الوفاق" اليومية، بـ"الويل والثبور" إذا تهاونوا في أحكامهم بحق المتهم المحتجز في سجن "كوبر" في الخرطوم.

ووصف بيان المنظمة طه بالفاسق والزنديق المرتد، محذرا العاملين بصحيفته من الاقتراب من مقر الصحيفة وسط الخرطوم. كما توعد وزير الإرشاد إذا أقدم على إستصدار فتوى أو وقف ضد رغبة هذه الجماعات.

ولفت موقع "الخرطوم اليوم" الإخباري الذي أورد الخبر اليوم السبت 14-5-2005 إلى أن الجلسة السابقة للمحكمة تأجلت بعد تزايد حملات التعبئة ضد المدعى عليه وصحيفته في عدد كبير من المنابر بالعاصمة القومية من قبل الجماعات السلفية. ويتوقع أن يتم النطق بالحكم في جلسة خاصة في17مايو المقبل.

وقالت مصادر قانونية سودانية فضلت عدم الكشف عن هويتها لـ"العربية.نت" إن طه سيواجه أحكاما قضائية وفقا للمادتين 125 و126 المتعلقتين بالردة واهانة العقائد. لكن المصادر ذاتها عادت لتستبعد الحكم على طه بالاعدام نظرا لعلاقته الوثيقة بدوائر صناعة القرار السودانية. وأضافت بأن الحكم عليه لن يتعدى السجن مدة 6 أشهر بالاضافة لـ 40 جلدة لـ"اهانته العقائد"، فيما ستسقط تهمة الردة.

وقالت المصادر إن القانون يكفل لطه الاستتابة من الردة وهو عين ما فعله من خلال بيان سابق اعتذر عبره لنقل مقال لكاتب يدعى المقريزي سب من خلاله الرسول. وأشارت إلى تكهنات قوية في أوساط القانونيين السودانيين باغلاق صحيفة "الوفاق" نهائيا.

وكان طه قطع في وقت سابق لـ"العربية.نت" أن صحيفته ارتكبت خطأ فنيا بنشرها موضوعا لكاتب يدعى المقريزي تهجم من خلاله على الرسول صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أن الذين حركوا قضية قانونية ضده وطالبوا باعدامه أرادوا أن يقيموا محكمة من الغوغاء والدهماء، مؤكدا في الوقت ذاته أن واحدا فقط هو عطية محمد سعيد من بين 7 بينهم سيدة كانوا تقدموا بشكوى ضده، بقى على موقفه، فيما سحب الآخرون دعواهم القضائية.

وأكد أن القسم الفني المشرف على تصفح الانترنت في صحيفته نقل موضوع المقريزي الذي وصفه محمد طه بـ"الصهيوني المخادع" من موقع الكتروني من دون الاستوثاق من المعلومات الواردة فيه.

وأضاف أنه كتب سلسلة مقالات للرد على المقريزي، وبعد ردوده هذه بـ 9 أيام، قام بعض أعضاء هيئة علماء السودان ورابطة الائمة والدعاة بتأليب الناس ضده. وأشار إلى أنهم - أي هؤلاء العلماء - لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه بترك الأمر للقضاء، إذ لجأوا للقيام بحملة "تشويه" عبر المساجد والبيانات.

كتاب المقريزي يتطاول على النبي

وتظاهر حوالى الفي شخص امام المحكمة مطالبين بانزال العقوبة القصوى بالصحافي كما افاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية هناك. ويشار الى ان ما تناوله الصحافي المعروف وهو قريب من الإسلاميين السودانيين كان يتناول كتاب "المجهول في حياة الرسول" لمؤلف يدعى المقريزي وهو غير المؤرخ المعروف فيها ان والد النبي لم يكن اسمه عبدالله وانما عبد اللات احد الهة العرب في الجاهلية.

وقد منعت صحيفة الوفاق من الصدور لثلاثة ايام بسبب نشر المقال. ويتهجم كتاب "المجهول في حياة الرسول" على النبي محمد ويكيل له الاتهامات في نبوته وزيجاته ونسبه.

ويورد في فصل من الكتاب بعضا من أقوال مسيلمة الكذاب، كما يقرن بين أشعار ورقة بن نوفل وبين الوحي على الرسول. ويتناول في فصل آخر ما أسماه "محمد واليهودية والسريانية" متسائلا عن حلقة مفقودة في سيرة النبي.

التعليقات