اعتصام نحو 500 فلسطيني أمام مديرية أمن شمال سيناء

غزة-دنيا الوطن

بدأت مصر في السيطرة على الحدود مع قطاع غزة الفلسطيني، بعد نحو ستة أيام من استمرار فتح الحدود، حيث بدأت القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس في تقليل دخول الفلسطينيين من الجانب الفلسطيني إلى مصر. كما تم منع دخول الفلسطينيين من بعض النقاط الحدودية بمنطقتي البرازيل والبراهمة، فيما تم السماح بدخولهم عبر بوابة صلاح الدين. وتقوم الشرطة المصرية حاليا بعملية تنظيم لعودة الفلسطينيين إلى قطاع غزة فيما بدا أنه إجراءات مصرية تدريجية للبدء بإغلاق الحدود. وقال شهود عيان إن أعداد الفلسطينيين القادمين إلى الأراضي المصرية بدأت بالانخفاض، فيما تراجعت أعداد الموجودين منهم في رفح المصرية ليصبح نحو 100 ألف فلسطيني بينما لا تزيد أعدادهم في مدينة العريش عن خمسة آلاف، بعد أن وصل عدد العابرين خلال الأيام الستة الماضية إلى نحو نصف مليون فلسطيني.

وقالت مصادر أمنية مصرية إنه تم نشر العديد من الحواجز الأمنية على طول الطرق الجانبية في الطريق من رفح إلى العريش لمنع وصول الفلسطينيين إلى الجانب المصري، إلا أن أعدادا منهم تمكنت من الوصول إلى العريش، فيما أرجع مسؤول محلي بمدينة رفح المصرية تراجع أعداد القادمين للأراضي المصرية إلى النقص الحاد في البضائع المعروضة في رفح والعريش بعد نفادها من الأسواق المصرية وعرقلة وصول الإمدادات المتوقفة عند جسر قناة السويس غرب الإسماعيلية في محاولة لمنع تدفق الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية. وقال عبد الستار السويركي، (تاجر مصري ـ 50 عاما) وهو يستعد لإغلاق متجره بشارع صلاح الدين برفح المصرية «أعداد الفلسطينيين بدأت تقل بشكل واضح.. البضائع المعروضة بدأت تقل وأسعارها ارتفعت بشكل كبير.. نفدت بضاعتي بشكل كامل واضطررت إلى الإغلاق. لدي بضائع قادمة في الطريق ولكنها متوقفة عند قناة السويس». وعلى صعيد متصل ما زالت مئات الشاحنات، المحملة بالمعونات الغذائية والطبية القادمة من مختلف المحافظات المصرية ـ لسد النقص الحاد في السلع والأدوية التي نفدت نتيجة عمليات الشراء الواسعة التي قام بها الفلسطينيون ـ متوقفة على الجانب الغربي لقناة السويس وعند جسر السلام الموصل إلى سيناء .

وقال عصام أبو رشوان، 30 عاما، سائق شاحنة متوقفة عند الجانب الغربي لقناة السويس، وهو يقدم طعاما لماشية يحملها فوق شاحنته «أنا هنا منذ يوم السبت الماضي.. ماشيتي كادت تتعرض للموت بسبب نقص الطعام.. حاولت المرور بالشاحنة والوصول إلى سيناء ولكن الأمن رفض وسأنتظر اليوم ثم سأعود إذا لم أتمكن من العبور حتى لا تموت الماشية من البرد القارس في الليل».

وتعرقل السلطات المصرية وصول البضائع إلى مدن شمال سيناء لإجبار الفلسطينيين إلى وقف نزوحهم إلى الأراضي المصرية بعد نفاد البضائع من الأسواق. كما تخضع السلطات المصرية جميع المعابر المؤدية إلى شبه جزيرة سيناء إلى تدقيق شديد لمنع تهريب أي بضائع. واضطر سائقو الشاحنات المصرية إلى المبيت داخل شاحناتهم لليوم الثالث رغم البرد الشديد في انتظار الموافقة على عبورهم. وتحمل الشاحنات المتوقفة بضائع مختلفة من المواد الغذائية والدراجات النارية ومساحيق الغسيل والسجائر والسجاد.

في الوقت ذاته، بدأت أجهزة الأمن المصرية في ترحيل مئات الفلسطينيين الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة العريش عبر الطرق الخلفية إلى خط الحدود، تمهيدا لإعادتهم إلى الجانب الفلسطيني.

وفي مدينة العريش استمر اعتصام نحو 500 فلسطيني من ذوي الاقامات والعمل في الدول العربية أمام مديرية أمن شمال سيناء بالعريش لليوم السادس على التوالي، رافعين اللافتات للمطالبة بإعادة تشغيل معبر رفح ومنحهم تأشيرات خروج رسمية من قطاع غزة حتى يمكنهم العودة مرة أخرى إلى أعمالهم وجامعاتهم ومقار إقاماتهم في العديد من الدول العربية، ومطالبين المسؤولين المصريين السماح لهم بالتوجه لمطار القاهرة الدولي من أجل السفر.

وأكد الفلسطينيون المعتصمون أن من بينهم عشرات من الطلاب والمرضى وأصحاب الإقامات المنتهية أو التي قاربت على الانتهاء والعاملين والمقيمين في الدول العربية، وقد حصلوا على تحويلات وتأشيرات منذ أكثر من 7 شهور، ولم يتمكنوا من السفر بسبب الإغلاق.

التعليقات