مئات المصريين يتسوقون في غزة

مئات المصريين يتسوقون في غزة
غزة-دنيا الوطن

في الوقت الذي عبر فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين معبر رفح الحدودي هربا من الحصار لشراء احتياجاتهم الرئيسية من مدينة العريش، بادر مئات المصريين من أبناء سيناء باجتياز المعبر نحو الأراضي الفلسطينية للتسوق ومآرب أخرى.

فالملابس الجاهزة والأغطية عالية الجودة ورخيصة السعر رغم شحها في ظل الحصار المفروض على القطاع كانت هدفا للمصريين بجانب رؤية الأهل والأقارب الذين فصلتهم الحدود في مدينة رفح الفلسطينية.



محمد منصور أحمد - مدرس من أهالي العريش - قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "ذهبت لشراء الملابس الشتوية تحديدا، والتي تتراوح أسعارها ما بين 150 إلى 200 جنيه مصري للقطعة، في حين أن مثيلاتها تباع في الأسواق المصرية بثلاثة أضعاف هذا المبلغ، وكذلك الأغطية التي تسعر من 150 إلى 170 جنيها تباع في مصر بـ 400 جنيه".

وفي مشهد يتخطى حواجز الزمان والمكان اختلطت رمال الأرض بعيدا عن الحدود السياسية والقيود الأمنية لتصبح رفح المصرية والفلسطينية مدينة واحدة يتلاقى على ثراها من فرقتهم الحدود والقوانين من أبناء الأسرة الواحدة.

أحمد سليمان أحد أبناء قبيلة السواركة بسيناء يقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "كنت في شوق شديد للقاء ابن عمي محمود المقيم في رفح الفلسطينية، حيث لم أتمكن من رؤيته منذ ما يزيد عن خمس سنوات، وما إن فتحت الحدود حتى أسرعت بالذهاب إليه ولم أنتظر لاصطحاب زوجتي وأولادي خشية أن يتم إغلاقها مرة أخرى فلا أتمكن من رؤيته".

وأتاحت قوات الأمن المصرية التي انتشرت في مديني رفح والعريش للمصريين والفلسطينيين اجتياز معبر رفح في حرية كاملة دون أي تعقيدات، إلا من بعض الضوابط الضرورية، كإعادة عدد من الفلسطينيين الذين حاولوا دخول الإسماعيلية عبر مدينة القنطرة، حيث قامت قوات الأمن بإعادتهم إلى مدينة العريش. ونصبت قوات الأمن والشرطة كردونات أمنية حول مداخل سيناء لمنع الفلسطينيين من التسلل إلى المدن والمحافظات خارج سيناء.

وفي المقابل، فإن منتجات السجائر الألبان والمنظفات المصرية فضلا عن الاحتياجات اليومية من السلع العادية والسلع المختفية تماما من غزة منذ عدة أشهر، كاللحوم والأسمنت، كانت هدف الغزاويين الذين عبروا الحدود المصرية.

ودخل عشرات الآلاف من الفلسطينيين مدينتي رفح والعريش المصريتين بعدما قام مسلحون فلسطينيون بتدمير أجزاء من السياج والجدار الأسمنتي الفاصل بين قطاع غزة ومصر.

والإقبال الشديد والكثيف من أهالي غزة على البضائع المصرية جعل مدينة العريش تواجه نقصا شديدا في المواد الغذائية وارتفاعا في أسعار السلع الأساسية بنسبة وصلت إلى الضعف، بحسب مراسل "إسلام أون لاين.نت".

فرصة تجارية

كما وجدت شركات مصرية في هذا الإقبال فرصة سانحة لترويج منتجاتها، حيث تدفقت شاحنات البضائع والأغذية نحو مدينة العريش لبيع البضائع للفلسطينيين.

وحرص كثير من أبناء غزة على إدخال ما اشتروه من السلع الرئيسية إلى المدينة ثم العودة مرة أخرى إلى العريش لحمل مزيد من البضائع للمحاصرين أو التنزه بعيدا عن الحصار الخانق.

ورغم كثافة التدفق لم يقع سوى حادث مروري واحد أسفر عن إصابة 6 فلسطينيين كانوا يستقلون شاحنة انقلبت بهم أثناء توجههم للعريش.

ويتردد بين الفلسطينيين أن المعبر ربما يظل مفتوحا من أربعة إلى ستة أيام، في حين لم تصدر أي تصريحات رسمية من الطرف المصري تشير إلى الفترة التي يظل خلالها المعبر مفتوحا، أما التخوف الحقيقي الذي أجمع عليه كل من بسيناء من المصريين والفلسطينيين هو أن يحدث قصف أو اجتياح إسرائيلي للمعبر.

الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني فإن فتح المعبر مثل فرصة لعشرات المرضى الفلسطينيين للتوجه إلى المستشفيات المصرية التي تتوفر بها إمكانيات تفتقدها نظيرتها في غزة من تأثير الحصار الجائر.

فقد توالت القوافل الإغاثة سواء الرسمية أو الشعبية وفي مقدمتها الهلال الأحمر المصري ولجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب (غوث)، ولجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء المصرية والجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة لاستقبال الحالات المرضية الفلسطينية وتقديم الرعاية الصحية لها.

حيث وصلت ست شاحنات خلال اليومين الماضيين تم توزيعها جميعا على الفلسطينيين الذين استقبلوها عند المعبر بالآلاف، بينما ينتظر وصول 8 قوافل أخرى في الطريق لمدينة العريش.

التعليقات