بيان صادر عن جمعية مناهضة الصهيوينة والعنصرية حول الحصار على غزة

لم يكن والله ينقص مثل هذه الزعامات العربية المتخاذلة والتي تتربع فوق شعوبها بالقوة الا مزيد من الهوان على اثر ما يحدث في غزة، وقد عكست الصورة الابرز للذل والمهانة في التاريخ وهي بالكاد تاخذ موقف الحد الادنى الذي يحفظ ماء وجهها ازاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين والامريكي للعراق ، وتضع نفسها في خانة المتفرجين على ما يجري في فلسطين والعراق من قتل وتشريد يومي حتى باتت اخيراً تساهم بنفسها في حصار غزة ، بعد مساهمة كثير منها في احتلال العراق ، وبذلك تضيف عبأ على كاهل اخواننا المحاصرين فوق مرارة الاحتلال.

وهذه والله سبة وعار على كل من يحمل مسؤولية سياسية في هذه المنطقة، ولا يتخذ موقف الرجولة الذي يتطلبه الواجب، وقد اصبح المتخلي عن مسؤولياته مساهماً وجزءا من العدوان ضد بقية اخوانه من العرب.

وازاء ما يجري في غزة ، وكذلك في الضفة صار لا بد من وقفة مراجعة حقيقية لمواقف هذه الدول العربية، ومنها الاردن، وقد ارتبطت بعضها بعلاقات دبلوماسية مع الاحتلال الصهيوني معاكسة رغبة شعوبها، واقامت علاقات دبلوماسية مرفوضة بدعوى مساعدة الفلسطينين للتوصل الى حقوقهم وقد آلت نتيجة المفاوضات بعد كل هذه السنين الى هذه الكوارث التي تهز الوجدان العربي، واضحى الشعب الفلسطيني الاعزل يعاني مرارة الخذلان العربي، في اللحظة التي يمعن فيها الصهاينة المجرمون فيه تقتيلاً وذبحاً يومياً وقد تعرض الى تصفية كثير من قياداته ورموزه الوطنية، ناهيك عن عشرات الآف من الشهداء والجرحى والاسرى في السجون الصهيوينة، ولم تؤشر العلاقات الدبلوماسية المرفوضة على اي تقدم في الحقوق الفلسطينية بقدر ما وضعت الفلسطينين في عزلة تامة عن امتهم فانفرد بهم الصهاينة قتلاً وذبحاً وحصاراً وترويعاً امام مرأى انظمة متفرجة تربطها العلاقات الدبلوماسية مع الاعداء، مما حيد الامة عن صراعها التاريخي حول ارضها المحتلة واسفر الحال عن مشهد مخز لا يمت للكرامة بصلة، ويلقي بالتبعة على دور غير معلن تلعبه بعض الانظمة في خدمة المشروع الصهيوني في فلسطين .

وان جمعية مناهضة الصهيوينة والعنصرية:

(1)- تدين الموقف الرسمي العربي المتخاذل والذي مكن الاحتلال الصهيوني من كل جرائمه، وافسح المجال واسعاً امام كوارث خطيرة تعرض لها الفلسطينيون على مدى مسيرتهم النضالية، وعليه تطالب بالغاء هذه المعاهدات والعلاقات الدبلوماسية المدانة شعبياً وهي التي لم تساهم سوى في الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني وفي عزله عن امته ليحكم الصهاينة قبضتهم وسيطرتهم عليه.

(2) - تدين استمرار وجود السفير الصهيوني المجرم على الارض الاردنية الطاهرة والى درجة انه لا يتم استدعائه وتوبيخه على ما يجري في غزة، في حين يتم حصار اخواننا في غزة وعدم استقبال قياداتهم، ومقاطعتهم.

(3) - تدعو ابناء شعبنا ان يهبوا جميعاً الى مختلف الفعاليات التي تدعم صمود اخواننا في غزة وتطالب بكسر الحصار الرسمي العربي عليهم وذلك عن طريق الضغط الشعبي المتواصل.

(4) - تحيي صمود وبسالة الشعب الفلسطيني بعامة وابطال المقاومة الفلسطينية بخاصة، وتدعو الاخوة الفلسطينين الى اعادة الوئام الى صفهم الوطني وعدم الركون الى الوعود الامريكية الصهيونية المخادعة وبما يضع الاساس لا ستكمال برنامج تحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل بأذن الله.

عمان 2112008

التعليقات