مغربي معتقل في اسرائيل بتهمة ضرب زوجته الاسرائيلية شملته الصفقة ويرفض المغادرة!

الأسرى الفلسطينيون يهددون بخطف جنود إسرائيليين رهائن لتحريرهم

غزة-دنيا الوطن

استقبل الفلسطينيون بخيبة امل واضحة قائمة الاسرى الذين قررت اسرائيل اطلاق سراحهم في اطار صفقة تبادل الاسرى مع حزب الله اللبناني، التي ستتم اليوم، في مطار عسكري قرب بلدة كلان الالمانية، فوجه الكثيرون انتقادات لحزب الله على تراجعه عن مطالبه بان تكون هناك نوعية اخرى من الاسرى الفلسطينيين. وهدد عدد من الاسرى القدامى من داخل السجون الاسرائيلية باللجوء الى خطف جنود اسرائيليين على طريقة حزب الله لان «حكومة ارييل شارون لا تفهم الا لغة القوة». وقال هؤلاء الاسرى، في بيان صدر من وراء القضبان، ان التنظيمات الفلسطينية المسلحة قادرة على احتجاز اكثر من رون اراد واحد. وستفعل ذلك في القريب حتى ترغم اسرائيل على اطلاق سراح الاسرى.

وكان الاتفاق بين اسرائيل وحزب الله قد نص على اطلاق سراح 400 اسير فلسطيني سياسي وامني. فتبين ان هؤلاء جميعا من الاسرى الجدد، الذين اعتقلوا في فترة الانتفاضة، وانهم جميعا ينهون محكومياتهم في فترة اقصاها عامان. وان بينهم فقط 60 معتقلا اداريا، لا يوجد قائد سياسي واحد منهم. وتعمدت اسرائيل ان لا يطلق سراح اي محكوم بالسجن المؤبد ولا اي اسير ينطبق عليه التعبير الاسرائيلي «ايديهم ملطخة بالدماء» (بينما الاسرى اللبنانيون الذين سيطلق سراحهم، معظمهم ينطبق عليهم هذا التعبير).

واعتبر مدير نادي الاسير الفلسطيني، عيسى قراقع، الصفقة هزيلة. واتهم حزب الله بالتراجع عن المطالب التي كان حددها، لكي ينفذ الصفقة بأي ثمن، على حساب الاسرى الفلسطينيين. وانتقد الصفقة بشكل غير مباشر كل من وزير شؤون الاسرى في السلطة الفلسطينية، هشام عبد الرازق، والمستشار الاعلامي للرئيس الفلسطيني، نبيل ابو ردينة، اللذان قالا ان السلطة لم تشرك في اقرار الاسرى.

واثارت هذه الانتقادات حرجا في مقر الرئاسة الفلسطينية، فخرج الرئيس ياسرعرفات، بتصريح قال فيه ان «من واجبنا توجيه الشكر للاشقاء في حزب الله، الذين عملوا على اطلاق سراح دفعة اخرى من الاسرى، الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين داخل سجون الاحتلال الرهيبة».

وكانت هذه الصفقة قد احدثت مشكلة في العلاقات الاسرائيلية ـ الاردنية. اذ ان هناك حوالي 20 اسيرا اردنيا في السجون الاسرائيلية لم تشملهم الصفقة.

وفي حينه طلب الاردن ان يتم اطلاق سراحهم من دون الصفقة مع حزب الله، وذلك بحكم علامات السلام. وبدا ان اسرائيل ستتجاوب مع الرغبة الاردنية فعلا. الا ان الامور وصلت الى الباب الموصود عندما قررت اسرائيل ابقاء 4 اردنيين (من مجموع 20) في سجونها، كونهم محكومين بالسجن المؤبد ولأن ايديهم ملطخة بالدماء. فغضب الاردنيون من ذلك. وقالوا ان اسرائيل تطلق سراح لبنانيين من هذا النوع، بسبب الرهائن لدى حزب الله، ولا تطلق سراح اردنيين، رغم وجود اتفاق سلام. وتساءلوا عما يقف وراء هذا المنطق، الا ان اسرائيل لم تكترث، بل راحت تبث رسائل تهديد غير مباشرة واعادت الحديث عن الاردن بوصفه الدولة الفلسطينية.

وبشكل مفاجئ اعلن اسيران عربيان في السجون الاسرائيلية عن رفضهما المغادرة. وقالا انهما معنيان بإنهاء محكوميتهما ثم الاستقرار في اسرائيل.

واحد هذين الاسيرين هو عيد سنوسي من المغرب، الذي ألقي القبض عليه في اسرائيل وهو يعيش بشكل قانوني، وادين بالسجن في حينه، وخلال سجنه تزوج من امرأة اسرائيلية وانهى محكوميته واطلق سراحه، ولكن زوجته اتهمته بضربها لذلك اعتقل من جديد، وحكم عليه بالسجن 4 اشهر، وتقرر طرده من البلاد بانتهاء محكوميته. ولهذا، قامت اسرائيل بضمه الى قائمة حزب الله.

اما الثاني فهو لبناني، متورط بقضايا مخدرات على مستوى عال، وهو يخشى ان يحاكم في لبنان. لذلك طلب ممارسة حقه بالبقاء في السجن الاسرائيلي وعدم ادراجه في قائمة المطلق سراحهم ضمن الصفقة.

وتجدر الاشارة الى ان الاستعدادات الاخيرة لاتمام الصفقة، اليوم، قد تمت بنجاح في اسرائيل ولبنان. وغادر طاقم الفحص الطبي والامني والديني الاسرائيلي الى المانيا، امس، استعدادا لفحص الاسرى الاسرائيليين الذين سيصلون اليوم الى المطار العسكري الالماني المذكور (الحنان تننباوم، وهو تاجر وضابط سابق في الجيش، ورفات 3 جنود آخرين يعتقد انهم قتلوا في حينه). فاذا تم التعرف عليهم بشكل صحيح، سيتم على الفور اعطاء الاشارة فتقلع طائرة اسرائيلية تحمل الاسرى العرب ليتم التبادل هناك وفي الوقت نفسه تنطلق الحافلات الاسرائيلية لنقل 400 اسير فلسطيني الى الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تنقل غدا رفات 59 لبنانيا عبر معبر الناقورة. وسيعود بطائرة المخطوفين الاسرائيليين طاقم تحقيق من المخابرات العامة، ليجري تحقيقا اوليا مع تننباوم حول ظروف وصوله الى دبي ثم الى لبنان قبل 3 سنوات. وبعد التحقيق الاولي سيسمح له بالبقاء يومين مع ذويه. واذا كان وضعه الصحي يسمح له، فإنه سيتعرض لتحقيق طويل من المخابرات لعدة ايام.

وانهى الجهاز القضائي في اسرائيل، امس، كل الوثائق القانونية لاطلاق سراح الاسرى.

التعليقات