حركة إبداع تعلن مقاطعتها لمهرجان عمان

عمان – دنيا الوطن
علمت دنيا الوطن أن حركة إبداع تنوي مقاطعة مهرجان أيام عمان المسرحية الخامس عشر الذي ينعقد في يوم المسرح العالمي في السابع والعشرين من الشهر الجاري ويستمر حتى السابع من نيسان.
وكانت (دنيا الوطن) قد انفردت العام الماضي بنشرها لمطالبة الأعضاء العشرين في فرقة الفوانيس الأردنية القائمة على المهرجان بإعادة الهيكلة في صفوفها مما عجل بتصويب الحد الأدنى من مطالبهم.
وقالت مصادر مقربة من حركة ابداع: وان هذا الامر لم يرض السيد مازن حرايرة الذي ما يزال مقاطعا وبعض من تبقى من العشرين عضوا من أعضاء الفوانيس عندما وجدوا أن مدير المهرجان لجأ لعمل انتخابات أسفرت عن تشكيل هيئة إدارية جديدة من ضمنها صحفيان اثنان يعملان في جريدة يومية أردنية تقوم بمساندة المهرجان لذر الرماد في العيون وترضية أمانة عمان ووزارة الثقافة الجهتان الممولتان للمهرجان بعد أن توقف تمويل مؤسسة فورد فاونديشن للمهرجان منذ سنوات في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر. فقد نشر موقع حركة إبداع الأسبوع الماضي مقالة باللغة الانجليزية وترجم آليا على وجه السرعة بعنوان " مهرجان فقد هويته" تطرق فيه تيسير نظمي لتاريخ المهرجان الذي دافع عنه عندما كان يصدر نشرة يومية تم إلغاؤها بحجة عدم توفر السيولة النقدية الأمر الذي لم يقنع تيسير نظمي حيث طالب العام الماضي في المؤتمر الصحفي من نائب أمين عمان أن تعود النشرة إلى سابق عهدها فوعد نائب أمين عمان قبل سنة بأن تعود النشرة هذا العام وقد سانده مندوب جريدة الرأي الأردنية بهذا المطلب. وبعد أن تأكد لحركة إبداع أن الحجة المالية واهية وأن الهيئة الادارية للمهرجان وبقناعة نادر عمران نفسه لا تريد أن تفسح مجالا لما يكتبه تيسير نظمي في النشرة كل سنة(سابقا) وبالسقف الذي يرتضيه وتريد أن تحيله للكتابة في الصحافة الأردنية بسقفها المعهود سياسيا وثقافيا حيث رأت اللجنة العليا للمهرجان برئاسة المهندس البشير نائب أمين عمان أن تعين مندوب جريدة الرأي الأردنية منسقا إعلاميا للمهرجان في الوقت الذي لم تمارس اللجنة العليا ولا هيئة الفوانيس أية شفافية في إعلان رقم محدد للدعم الذي تقدمه أمانة عمان للمهرجان . فقد احتج ممثل حركة إبداع وعضو رابطة نقاد الأدب الدولية العام الماضي على الخمسة عشر ألفا التي تقدمها أمانة عمان للمهرجان فتطوع نادر عمران نفسه للرد على نظمي أن الرقم أعلى من ذلك بكثير وتواطأت صحيفة الغد الأردنية على الرقم بحجة الخطأ المطبعي فورد المبلغ رقميا على أنه أعلى من ألف وخمسمائة دينار – الخطأ المقصود ألغى صفرا فقط – ليعطي مصداقية من كهنة الفوانيس في الغد لكلام رئيسهم وموزع مكافآتهم في نهاية كل مهرجان. لكن حركة إبداع اكتشفت أن المبلغ تعدى الخمسة وأربعين ألفا من الأمانة فقط حيث تطمح إدارة المهرجان إلى مضاعفة وزارة الثقافة لمبلغها المدفوع هي الأخرى دون إعلانه على الشعب الأردني ولا على الفرق المشاركة التي لا تتلقى غير الإقامة و(صحن الطبيخ) وأحيانا تذاكر السفر الأمر الذي ترى فيه حركة إبداع مؤامرة على التجربة أي تجربة المهرجان ومعاييره الدولية ومستوى عروضه التي أوضح تيسير نظمي في مقالته المنشورة بنحو ست لغات ليس من بينها العربية أن المهرجان تم تفريغه من محتواه حتى المسرحي وهو الذي دافع عنه ببسالة ودونما أجر أو مكافأة أيام الحصار على العراق وفي دوراته العشرة الأولى ليشهد منذ إلغاء حتى الجلسات النقدية مهزلة العروض الراقصة وشعر في مسرح وصالة لعرض لوحات رديئة وأفلام سينمائية أكثر رداءة وهذا من وجهة نظر نظمي أخطر من التمويل الأجنبي وهو أن يفرغ المسرح أبو الفنون جميعا من أية مضامين ويتحول إلى ما يشبه مواسم عروض الجذب السياحي

أما الرسالة التي تلقاها نظمي من فروع الخارج فقد كانت قاسية وأورد موقع حركة إبداع على الفيس بوك أن الحركة سوف تتخذ قرارا مؤلما هذا الأسبوع فهمت منه (دنيا الوطن) ما هو أبعد من مجرد عدم المشاركة. فقد وبخت فروع غربية لحركة إبداع مؤسسها وعرابها على "عدم احترامه لمكانته عربيا ودوليا" وتجاوز فرع كاليفورنيا في الولايات المتحدة حدود اللياقة عندما وصفته كاتبة وشاعرة أميركية بالشوفينية لتهاونه مع الفوانيس الأردنية كون غالبيتهم من أصول فلسطينية مطالبة منه حتى بمغادرة الأردن نهائيا ومذكرته بأن أمانة عمان أهانت الثقافة والإنسان بعدم تعويضه عن الفيضان الذي اجتاح قبو إقامته قبل أن تحتفل بعمان عاصمة للثقافة العربية بشهر واحد في كانون أول 2001 . وترى بان الكليدار التي غادرت الأردن إلى أميركا أن تيسير نظمي ربما يلجأ لعزلة شديدة مجددا مما يؤثر على صحته إزاء تزايد الضغوط عليه داخليا وخارجيا وأهم هذه الضغوط المادية تحديدا حيث اشترطت الفروع الغربية مغادرته الأردن قبل الدعم الكامل لأنشطة حركة إبداع التي أعلنت انهيارها خريف عام 2001 بعد أقل من سنة على إعلانها مؤسسة ثقافية بديلة للهراء الثقافي الممارس في الأردن وما أسماه نظمي في لقاء معه بــ " إعادة إنتاج التخلف" لكن الموضوع الفلسطيني هو الأكثر إيلاما لواحد من الناجين من التصفيات الجسدية التي تمارسها فصائل فلسطينية ضد كتاب وفنانين ومثقفين فلسطينيين كان أبرزهم الشهيد ناجي العلي وفي طليعتهم غسان كنفاني . ففي حديث له مع مجموعة محامين يعالجون حتى اليوم قضايا أسرية عالقة ومتجددة تمنى نظمي لو أنه استشهد على أن لا يرى أفراد أسرته ينكل بهم في الزرقاء الأردنية وبه أيضا. لكنه لا يحمل السلطات الأردنية كامل المسؤولية عما آلت إليه أحواله بقدر ما يحملها لأصدقاء ومقربين وزملاء منهم على سبيل المثال أعضاء في الفوانيس تتلمذوا على كتاباته ويعملون لغد أردني أفضل لأسرهم ورواتبهم الشخصية. كما ويرفض نظمي شخصيا مشورة ومطلب أحد أعضاء الفوانيس اللجوء لهيئة مكافحة الفساد ويرى أنها ما لم تبادر هي إلى الشفافية والمحاسبة حسب الاتفاقات الدولية التي وقع عليها الأردن فإن حركة إبداع ليس من مهامها التنمية السياسية في الأردن التي لها وزارة ورواتب عالية ووزير – موسى المعايطة- كان رفيقا له في نفس الحزب. ووزيرا آخر – الدكتور نبيل الشريف- في نفس المجلة التي كانت تصدرها جامعة الكويت. وهكذا. ويشار إلى أن حركة إبداع باتت مستهدفة من حكومة نادر الذهبي ولكنها أيضا مستهدفة من بعض الفوانيس ولا نعلم كيف حتى الآن. فقد أحجم نادر عمران عن أي إخراج مسرحي منذ غضبة وتسفيه نظمي لمسرحية "جسر العودة" قبل عدة سنوات لكنه أيضا أحجم عن أن تكون نشرة المهرجان أداة من أدوات النقد لمسرحيته ومهرجانه كذلك.

التعليقات