قضية سعاد نصر أعادت فتح الملف ... فوضى جراحات التجميل وفضائح المخالفات

قضية سعاد نصر أعادت فتح الملف ... فوضى جراحات التجميل وفضائح المخالفات
غزة-دنيا الوطن

بينما كانت الفنانة سعاد نصر ترقد في غيبوبة في أحد مستشفيات مصر الجديدة بعد جرعة تخدير زائدة قبل عملية شفط دهون (حالتها اليوم في تحسن ملحوظ)، كانت الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية تتسابق لمتابعة حالها، وزيارة وزير الصحة الجديد الدكتور حاتم الجبلي لها، وإبراز أوامره بالتحقيق في ما حدث في صدر صفحاتها، بينما أقسام الإعلانات تتلقى وتنشر إعلانات اقل ما يقال عنها إنها مشبوهة.

في الأيام القليلة التي سبقت تلك الفترة، انهالت إعلانات «دكاكين» التجميل في صورة لم يسبق لها مثيل على وسائل الإعلام، لا سيما المقروءة، لتقدم «عروض العيد» شد الوجه 1000 جنيه، تكبير الصدر 1200 جنيه، تصغير الصدر 1400 جنيه، شفط الدهون 1500 جنيه، إزالة الوحمات ابتداء من 400 جنيه، وهكذا...

إعلان آخر يقدم تنزيلات بنسبة 20 في المئة على كل العمليات الخاصة بـ «تنسيق القوام وإذابة الدهون»، إضافة إلى حسم 40 في المئة على إزالة الشعر عبر الليزر. وتأتي الإعلانات مصحوبة بصورة امرأة رشيقة والطبيب صاحب مركز التجميل مع شهاداته وألقابه، فهو «أستاذ» التجميل، وزميل كلية جراحي التجميل الدولية، وعضو منظمة خبراء التجميل العالمية، ومركز عضو جمعية المستشفيات الأميركية، وقائمة طويلة من الأوصاف التي لا تخضع لأي مراجعة قبل النشر.

وعلى رغم أن كارثة الفنانة سعاد نصر ليست الأولى وعلى الأرجح لن تكون الأخيرة، إلا أنها سلطت الضوء مجدداً على فوضى جراحات التجميل الجارية في مصر، لا سيما في القاهرة. وتأتي قرارات وزارة الصحة بضرورة تفتيش هذه المراكز والمستشفيات ومراقبتها مناقضة لانتشارها في أحياء القاهرة الراقية مثل المهندسين والمعادي ومصر الجديدة. وبعد إغلاق عدد منها عقب تعرض المريضات لأخطاء طبية أثناء خضوعهن لجراحات تجميلية، انتهى عدد منها بالوفاة، إلا أن انتعاش هذه المراكز وانتشارها يشيران إلى غياب شبه كامل لأي مقاييس رقابية.

وجهة النظر الطبية الخالصة تشير إلى ضرورة تجنب الخضوع للتدخلات الجراحية، إلا في حالات الضرورة، إذ أن أي عملية جراحية وما تتطلبه من تحذير تحمل نسبة ولو ضئيلة من المخاطرة، وهو ما يعني أن عمليات مثل عمليات التجميل في غالبيتها ليست ضرورة، ولكن طالما أن إجراءها متاح بهذا الشكل، وبما أن الترويج لها يتم على قدم وساق، فإنه ينبغي إخضاعها لرقابة صارمة ومستمرة، وليست وقتية أو موسمية، ولا تزول بزوال حال بعينها أثارت الرأي العام أو شغلته.

التعليقات