متظاهرون يحاولون اقتحام السفارة الجزائرية في القاهرة وجرح 35 من عناصر الشرطة المصرية

غزة-دنيا الوطن
اعلنت وزارة الداخلية المصرية ان احد عشر شرطيا و24 من افراد الشرطة جرحوا صباح الجمعة امام السفارة الجزائرية في القاهرة عندما رشق متظاهرون مصريون قوات الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة. وجاءت التظاهرة التي بدأت مساء الخميس واستمرت حتى فجر الجمعة حسب الوزارة، بعد يومين من تأهل الجزائر لمونديال 2010 اثر مباراة في كرة القدم مع مصر جرت في الخرطوم.

وقالت الوزارة في بيان ان "مجموعات من المواطنين حاولت التوجه الى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك رافعين الاعلام المصرية باسلوب متحضر وملتزم اعرابًا عن غضبهم واستنكارهم للاحداث المؤسفة التى اقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطوم". واضافت ان عددًا من المتظاهرين المصريين "جنحوا الى القاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ما اسفر عن اصابة أحد عشر ضابطا وأربعة وعشرين من الافراد".

واضافت ان "تلفيات لحقت بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات اربعة محلات ومحطة وقود واثنتي عشر لوحة للاعلانات". وتابعت ان ذلك "اضطر قوات الشرطة لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي اعمال الشغب"، موضحة ان "التحقيق جار" في الحوادث. واوضح البيان ان "قوات الشرطة حرصت على اتاحة الفرصة لهم على مسافة تبعد عن مقر السفارة حوالى نصف كيلومتر" في التظاهرة.

ووصفت الوزارة "ما تعرض له مشجعو الفريق المصري من مشجعي الفريق الجزائري" بانه "اعمال اجرامية وغير متحضرة"، داعية المصريين في الوقت نفسه الى "الالتزام بالسلوك الحضاري في التعبير عن مشاعرهم". كما دعت المحتجين الى "الا يتركوا المجال لكل من قد يبادر باستثمار الموقف لاثارة اعمال الشغب او تحقيق اهداف خاصة". وبدأ الاحتجاج مساء الخميس في شارع يؤدي الى السفارة.

وعمدت شرطة مكافحة الشغب مرات عدة الى صد المتظاهرين الذين احرقوا اعلاما جزائرية ورددوا هتافات معادية للجزائر التي تأهلت الاربعاء لمباريات كأس العالم لكرة القدم في 2010. وقد دانوا "الاعتداءات المتكررة" على المشجعين المصريين من قبل المشجعين الجزائريين في الخرطوم حيث نظمت المباراة بين الخضر والفراعنة.

واكد مشجعون مصريون لوكالة فرانس برس ان حافلتهم تعرضت للرشق بالحجارة في اثناء العودة الى مطار الخرطوم بعد خسارة فريقهم 1-0 في المباراة الفاصلة. واستدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور الخميس كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات.

وهذه المرة الثانية في اسبوع التي يستدعى فيها السفير عبد القادر حجار. وقد استدعي الى وزارة الخارجية الاسبوع الماضي عقب مهاجمة مشجعين جزائريين لمؤسسات ومنازل مصريين في العاصمة الجزائرية.

وكانت اعمال عنف استهدفت لاعبين ومواطنين جزائريين الاسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الاول الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء. وبعد هذه المباراة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبًا لشركة محلية تابعة لشركة اوراسكوم المصرية للاتصالات كما قام باعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر. ودفعت الهجمات شركة اوراسكوم الى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.

الى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية مساء أمس الخميس إن الرأي العام في البلاد تفاجأ بتصريحات رسمية مصرية تضمنت معلومات "خاطئة" و "لا أساس لها من الصحة" بادعائها وقوع اعتداءات من مناصرين للفريق الوطني الجزائري ضد مناصري المنتخب المصري. وأكدت الوكالة أن هذا الأمر "يجافي الحقيقة" حسب شهادات كل الأطراف الموجودة بالخرطوم ولا سيما بيان وزير الصحة المصري الذي يشير إلى وقوع جريحين اثنين بجروح طفيفة وبسيطة.

وأضافت الوكالة أن الرأي العام الجزائري اعتبر هذا الأمر "ينافي بصفة قطعية ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية من تهويل وتشويه للحقائق الغرض منه التقليل من الفوز المستحق للفريق الوطني". وأشارت أن الموقف الرسمي المصري ازداد تصعيدا من خلال الإعلان عن استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة أمس الخميس إلى وزارة الخارجية.

وشددت على أن الجزائر عملت منذ الوهلة الأولى على التهدئة وتجنب كل ما من شأنه أن يسيء للعلاقات بين البلدين الشقيقين وذلك رغم التجاوزات الخطيرة التي حدثت في القاهرة من "التعدي المتعمد على حافلة الفريق الوطني والمضايقات التي تعرض لها الوفد الرسمي المرافق للفريق الوطني والتعدي الجسدي على أنصار الفريق الوطني وما رافق ذلك من الضغوط النفسية والحملة الإعلامية الشرسة من مختلف وسائل الإعلام المصرية".

وأوضحت الوكالة أن "مسؤولين جزائريين قد أكدوا أن من مسؤولياتهم حماية الرعايا الأجانب وممتلكاتهم بما فيها ما يتعلق بالرعايا الأشقاء من جمهورية مصر العربية ويدركون تمامًا أن تواجدهم في الجزائر يعود إلى عراقة العلاقات بين البلدين". وكانت اشتباكات قد وقعت بين مشجعين مصريين وآخرين جزائريين خلال الأسابيع الماضية.

التعليقات