هشام عباس: تامر حسني تايه وأنصحه بالابتعاد عن المهاترات

هشام عباس: تامر حسني تايه وأنصحه بالابتعاد عن المهاترات
غزة-دنيا الوطن
تخرج في الجامعة الأميركية بالقاهرة، ليعمل مهندس صوتيات. ولكن القدر أعانه على تغيير مسار حياته ليحترف الغناء، وذلك بعد إعجاب الجمهور بأغنيته المسجلة الأولى «الله يسلم حالك» في ألبوم مشترك. ثم انطلق مع ألبومه الفردي الأول «حالة» عام 1992، وحصل على صك النجاح الفني. له لون وطريقة مميزان في عالم الغناء، فلم يقلد من سبقوه، ولم يستطع من تلوه أن يقلدوه. متجدد دائما في الشكل والأداء.

بدأ غزو العالمية بأغنية «نار نارين» التي شاركته فيها مطربة الهند الأولى وقام بتصويرها أمام تاج محل، واستمر من حينها في إبهار المشاهد المصري والعربي من خلال تقديم شيء مختلف على الدوام. من أشهر ألبوماته «جوه في قلبي»، «سيبها تحبك»، «تعالى جنبي»، وأحدثها ألبوم «ماتبطليش»، الذي أثار تساؤلات عديدة حول توقيت طرحه وسط الموسم الصيفي. إنه هشام عباس الذي التقت معه «الشرق الأوسط»، وكان هذا الحوار الذي تناول ألبومه الجديد وموضوعات فنية متعددة منها تجربة العمل السينمائي.

* هل ترى أن توقيت طرح ألبومك «ماتبطليش» في الموسم الصيفي الماضي كان مناسبا؟ ـ من وجهة نظري أن صدفة طرح الألبوم وسط «مفرمة الصيف»، الذي تواجد فيه كم هائل من النجوم السوبر ستار كانت في صالحي. بمعنى أنه كانت هناك منافسة قوية جدا والجمهور كان الحكم في من يكون رقم واحد.. ولكني لم أخطط لطرح الألبوم في هذا التوقيت.. فعندما كنت في لبنان لتصوير كليب «كل ما بتيجي قصادي»، الذي قام بإخراجه طارق العريان، وأثناء مقابلة طارق لمسؤولي شركة «روتانا» قال لهم «هشام عامل ألبوم جامد جدا». وبعد انفصالي عن شركة «عالم الفن»، طلبوا مقابلتي وتحدثنا. وكان انضمامي لـ«روتانا» سريعا جدا، وفي نفس توقيت اللمسات الأخيرة للألبوم.. فاضطروا لإضافتي لخطة الصيف واتفقنا على طرح الألبوم في منتصف يونيو (حزيران).

* ولكن الألبوم طرح في الأسواق في 25 يونيو؟ ـ بالفعل تم تأجيل الألبوم إلى 25 يونيو، ووافقت حيث إن ألبوم عمرو دياب كان من المقرر أن يطرح يوم 10 يوليو (تموز) ويمكن أن أسوق ألبومي في هذين الأسبوعين. لكن مفاجأة تسريب ألبوم عمرو دياب على الإنترنت عجلت بطرح ألبومه في توقيت قريب من توقيت طرح ألبومي، بالإضافة لسماعي من المحيطين أن تامر حسني ينتظر طرح عمرو ألبومه.. وفي النهاية أنا سعيد بتوقيت طرح الألبوم.

* ألم تترد في التعامل مع شركة «روتانا» التي يقال عنها إنها «مقبرة النجوم» وبخاصة المطربون المصريون؟ ـ خلال مقابلتي مع المسؤولين في الشركة تحدثت معهم حول كل التفاصيل، واستفسرت عن حقيقة ما يقال عن اهتمامهم بالنجوم العرب على حساب النجوم المصريين.. ولكنهم تحدثوا معي بالعقل وأجابوني بسؤال لو اهتم الفنان بعمله لماذا لا نهتم نحن به؟!! في حين أن الشركة توفر جميع طلبات الفنان وتترك له حرية الاختيار.. وعندما فكرت بيني وبين نفسي وتذكرت نجاح عمرو دياب مع الشركة ذاتها وتألقه المستمر، وشيرين عبد الوهاب حالة منفردة حيث كانت «حامل» ولكنها كانت تعمل على ألبومها ولم ترفض الشركة أن تطرح لها الألبوم، ونجاح أنغام أيضا وعودتها القوية، وغيرهم الكثيرون، فوجدت بالفعل أنها شائعات لا صحة لها وأن الفنان هو من يستثمر موهبته ولا يستطيع أحد أن يحرمه من جني ثمار إبداعه طالما قام بأداء ما عليه.

* لماذا قمت بالتعاقد مع الشركة بألبوم واحد فقط؟ ـ نتيجة للكلام الذي سمعته وتردد كثيرا، كنت قلقا وخائفا جدا.. فقررت أن أتعاقد على ألبوم واحد فقط، مؤقتا، على سبيل التجربة.. وأنا أرى بعد طرح الألبوم أن تلك التجربة كانت ناجحة.. لكن بالرغم من ذلك، فأنا لم أصل إلى قرار نهائي حول التعاون المقبل.

* ألم تشعر أن الدعاية الخاصة بهذا الألبوم كانت غير كافية؟ ـ الشركة اعتذرت عن ذلك، واعترفت أن الدعاية لم تكن كافية والبوسترات كانت قليلة في الشوارع، ولكنها حرب بين النجوم وأنا لا أحب الدخول فيها.. فهناك من يدفع لمسؤولي البوسترات كي لا يضعوها في أماكنها أو بالكميات المفروضة.. وأنا لم أهتم بذلك لأني كنت أتابع توزيع الألبوم، وكانوا يؤكدون لي أننا لا نحتاج إلى المزيد من الإعلانات فقد حقق الألبوم النجاح.. ويقال إنه كان في بعض الأماكن رقم واحد، وأنا أقول إنه حقق مبيعات عالية. وبالمناسبة أنا أشيد بالشركة أنها قامت بطرح ألبومي في مصر ودبي ولبنان والجزائر في توقيت واحد.. مما شجعني على الظهور في العديد من البرامج للحديث عن الألبوم.

* لكن اختلفت قبل ذلك مع شركة «عالم الفن» بسبب الدعاية فلماذا لا تشكل الدعاية فارقا الآن؟ ـ أنا لا أطلب من أحد أن يقدرني ويمنحني قيمتي كفنان. وبرغم أن محسن جابر كان صديقا للعائلة، وعلى المستوى الشخصي هو قريب مني جدا، ولكن على المستوى الفني بدأ يجور على حقي لما بيننا من ود وعشرة.. ولكن أنا لي عملي ولي فني الذي أسعى للاهتمام به. ففي أعمالي معهم كانت الدعاية قليلة، وقبلت ذلك في البداية ولكن الأمر تطور.. فالأمر لم يكن دعاية فقط ولكن كانت له أبعاد كثيرة.. وأنا فضلت أن أنسحب وأتعامل مع شركة أخرى، وكانت شركة «روتانا».

* كنتَ واثقا جدا من نجاح الألبوم فما هو سر هذه الثقة المفرطة؟ ـ كنتُ متفائلا جدا.. فأنا عملت على هذا الألبوم لمدة سنة وسبعة شهور. وفي خلال هذه المدة قمت بغناء 18 أغنية اخترت منها 10 أغان، ثم قمت بغناء أغنية «طول ما أنت بخير»، وأضفتها مكان أغنية أخرى. وهذا الألبوم أعادني للتعاون مع المؤلفين والملحنين والموزعين الذين حققت معهم نجاحات كبيرة من قبل، كوليد سعد وأيمن بهجت قمر وعزيز الشافعي. وتعاونت لأول مرة مع الموزع توما، وكنت قلقا جدا، ولكن بعد التعامل معه، وجدت خطوطا واضحة بيننا وأصبحنا بعدها أصدقاء.. وطلبت من الشركة طبع نسخ أخرى من الألبوم، أتحمل أنا خسارتها، لأني كنت واثقا جدا من نجاح الألبوم.

* وماذا عن أغنية «طول ما أنت بخير»؟ ـ في أثناء تجهيزي للألبوم، جاءتني فكرة إنسانية، وهي أن أغني أغنية لابني «علي». وعرضتها على أيمن بهجت قمر، فبدأ العمل فيها وكانت «طول ما أنت بخير». وهي من ألحان وليد سعد، وسأقوم بتصويرها على طريقة الفيديو كليب وسيشاركني «علي» في التصوير بينما نجري ونلعب ونصلي، وسيكون التصوير في أكثر من مكان.

* هل تابعت الألبومات التي طرحت أثناء طرحك لألبومك؟ ـ طبعا.. ومن الطبيعي جدا أن أتابع. وأنا معتاد أن أقوم بشراء كل الألبومات التي تطرح في الأسواق، وخاصة نجومي المفضلين كعمرو دياب ومحمد منير. وأنا أحب أن أغني أغاني عمرو دياب في حفلاتي، وخاصة في بداياتي الأولى. فكنت أغني «ميال» و«شوقنا» وغيرهما من أغانيه المفضلة. بشكل عام، أنا أحب أن أتابع أعماله، وأعجبت بألبومه الأخير «وياه». وأيضا أعجبت بألبوم أنغام فهو أكثر من رائع، وكذلك ألبومات شيرين عبد الوهاب وتامر حسني. لكن ألبوم تامر الأخير لم يكن على مستوى ما قدمه من قبل، ولكن أعجبتني موسيقاه، وأعتقد أن تامر «كان تايه شوية في ألبومه».

* لاحظ الجمهور وجود تشابه واضح بين بوستر هشام عباس وبوستر تامر حسني واتهامات متبادلة حول من قلد الثاني.. ما حقيقة ذلك؟ ـ أنا قمت بتصوير كل من «بتيجي قصادي» في فبراير (شباط) الماضي بنفس اللوك الذي ظهرت به في البوستر. فأثناء تصويري للبوستر، أعجبت بهذا الشكل وقررت أن أضعه عليه. وأنا لا أعلم أن تامر قام بنفس هذا الشكل إلا أثناء تسليمي للماستر، وسألوني «ألم تعرف أن تامر قام بعمل نفس البوستر؟» ولضيق الوقت، طالبتهم بالإسراع في طرح الألبوم كي لا يتهمني أحد بتقليد تامر.. ومن ناحية أخرى أنا لا أرى ثمة مشكلة أن يكون هناك اثنان أو أكثر يقدمون نفس الشكل، فأنا وتامر لا توجد بيننا منافسة على الإطلاق.

* لكن تامر في إحدى المجلات العربية اتهمك بتقليده؟ ـ أنا لا أصدق أن تامر قال ذلك.. فليس كل ما يقال في الإعلام حقيقي، وطالما أنا لم أسمع ذلك منه فلن أصدقه، ونحن لم نتكلم تليفونيا وذلك دليل على عدم وجود مشكلة.. وفي النهاية، الألبومات طرحت والجمهور هو الحكم. وأنا شخص أحب أن أركز في عملي، وأحب أسأل «لو قابلت إيهاب توفيق مثلا صدفة في الشارع وكنا نرتدي نفس الجاكت فهل سيقال إن أحدنا يقلد الآخر؟»

* هل تابعت الحرب الكلامية بين النجمين راغب علامة وفضل شاكر؟ ـ أنا سمعت من الإعلام هذا الكلام، لكن أنا لا أصدق ذلك. فضل شاكر فنان محترم ومؤثر في الساحة الفنية وملتزم أخلاقيا، وراغب علامة أيضا على نفس المستوى، وهما يعيشان في بلد واحد، وفي اعتقادي أنها افتعالات وافتراءات إعلامية.

* وماذا عن الحرب القائمة بين عمرو دياب وتامر حسني؟ ـ من وجهة نظري، أنا لم أسمع أي كلام مباشر من الطرفين. وأنا أقول إن جماهير الطرفين أصحاب الأزمة الحقيقية بالرد على بعضهم وحشر أسماء نجومهم المفضلين في حربهم الكلامية.. عمرو دياب له تاريخ حافل بالنجاحات على مدار مشواره الفني الكبير وله بصمات واضحة علينا كلنا كفنانين. وتامر حسني بدأ من ثلاث أو أربع سنوات، وبدأ في النجاح برسم لون غنائي معين، ولاقى نجاحا لدى الجمهور. وهو فنان لديه موهبة في الغناء والتلحين والكتابة وأيضا التمثيل، فمن الأفضل أن يركز على ذلك، ويدع المهاترات جانبا.

* وما سر الخلاف بينك وبين الملحن والشاعر عزيز الشافعي برغم تعاونكما المشترك؟ ـ «زيزو» أخ وصديق و«عشرة عمر» ولا يوجد أي خلاف بيننا. ولكنه اختلاف في وجهات النظر الفنية، فهو يريدني أن أقوم بتصوير أغنية من كتاباته وألحانه على طريقة الفيديو كليب، وأنا أرى أن أغانيه «واصلة» جدا للجمهور ولا تحتاج إلى التصوير، وأنا أختار تصوير كليبات فيها حركة تعبر عن شخصيتي. وأقول لزيزو إنني سأفكر في القيام بتصوير الكليب، وأنا أحبك جدا.

* لماذا لم تتردد في الغناء مع هيفاء وهبي برغم فارق الإمكانات الصوتية؟ ـ تمت دعوتي كضيف إلى برنامج «الوادي» الذي كانت تقدمه هيفاء وهبي، ورأيت أنه طالما كانت مضيفتي هيفاء مطربة، فيجب أن نقوم بغناء أغنية. واخترت أغنية من أغاني سيد درويش من أوبريت «العشرة الطيبة» اسمها «على قد الليل»، ولكنها كانت صعبة جدا على هيفاء. واقترح المتواجدون أن نقوم بغناء أغنية «يا سلام على حبي وحبك» لشادية وفريد الأطرش، فلاقت نجاحا وإشادة من الحاضرين. ودائما ما أتعامل مع الناس على قدر استطاعتهم، وهيفاء فنانة لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فهي تترك بصمة في أي مكان تمر به.

* ما أوجه التشابه بين أغنية «حاجة غريبة» لهشام عباس و«حاجة غريبة» لعبد الحليم حافظ وشادية؟ ـ لا يوجد أي نوع من التشابه، فالكلمات واللحن مختلفان تماما عن بعضهما البعض.. والاسم الوحيد الذي كان يناسب الأغنية هو «حاجة غريبة»، فلا يمكن أن أسميها «يا ابن الذين». والاسم لم يكن حكرا لأحد من قبل، وهي من كلمات وألحان عزيز الشافعي.

* هل تفكر في تقديم سيرتك الذاتية كما فعل فنانون آخرون؟ ـ أنا لم أفكر في ذلك، ولكن يمكن أن أوافق أن يتحدث أحد عن مشواري الفني، بعيدا عن حياتي الشخصية، في حلقة من برنامج مثلا.. واتجاه الفنانين لتقديم سيرتهم الذاتية فكرة لطيفة كنوع من التجديد.

* لماذا لم نر تعاونا جديدا مع النجم حميد الشاعري رغم نجاح تجاربكما السابقة؟ ـ أتمنى ذلك، ولكن العمل هو الذي يفرض نفسه. فلو وجدنا عملا يمكن أن نقدمه معا فلن أتردد لحظة واحدة. فحميد صديق مشواري الفني ونجحنا من قبل، ولو قمنا بالغناء معا مرة أخرى فسوف نحقق نجاحا أيضا.

* وما آخر أخبار الفيلم السينمائي الذي تقوم بالتحضير له؟

ـ بالفعل أنا أقوم الآن بالتحضير لفيلم سينمائي يقوم بكتابته محمد بيرم التونسي، ونقوم بعمل جلسات عمل مكثفة للانتهاء منه، ولكننا لم نستقر بعد على أبطال هذا العمل. ومن المنتظر أن ننتهي منه قريبا.

التعليقات