الألياف والهضم

الألياف والهضم
د. حسن محمد صندقجي

* عمري 53 سنة، وأعاني من الإمساك. هل العمر هو السبب؟ وهل كثرة تناول الألياف الغذائية سبب في الإمساك؟

المهندس علي ـ القاهرة ـ رسالتك احتوت على عدة أسئلة حول عمل الجهاز الهضمي. وصحيح أن مشكلة الإمساك تزيد كلما تقدم العمر، إلا أن السبب المباشر ليس هو «شيخوخة الأمعاء». ولذا من المهم إدراك أنه ليس من الطبيعي والتلقائي توقع مشكلة الإمساك لمجرد تقدم المرء في العمر. ولكن ما يحصل هو أن هناك عدة عوامل تجتمع لدى المتقدمين في العمر، تجعلهم أكثر عرضة للإمساك. وأهمها بدء تناول أدوية لمعالجة حالات مرضية مصاحبة للتقدم في العمر، قد يكون من آثارها الجانبية حصول الإمساك. كما أن كثيرا من المتقدمين في العمر لا يقومون بالحركة البدنية الكافية، كممارسة الرياضة أو المشي. وربما لا يتناولون أصنافا متنوعة من الأطعمة لتشمل الفواكه والخضار والحبوب الغنية بالألياف. هذا بالإضافة إلى أنهم قد لا يتناولون الكميات الكافية من السوائل، إما لعدم رغبتهم في ذلك أو عدم تنبههم إلى أهمية شرب الماء أو استجابة لنصائح طبية تتعلق بأمراض لديهم في القلب أو الكبد أو الكلى. وهذه العوامل، وغيرها تجعل من السهل إصابتهم بالإمساك.

أما بالنسبة للألياف، فهناك عدة أسباب طبية تستدعي الحرص على النصح بتناول كميات وافية منها، ومن المصادر الغذائية النباتية الطبيعية بالذات. والألياف وسيلة لتقليل امتصاص الأمعاء للكولسترول وللسكريات، وهي وسيلة أيضا لتنظيم إخراج الفضلات. وعليك ملاحظة أنه كما أن هناك للألياف دور مهم في تليين الفضلات، وجعل إخراجها يسيرا، فهي كذلك مفيدة في تخفيف حدة الإسهال لدى منْ يُعانون من القولون العصبي أو غيره. والسبب أن الألياف قادرة على امتصاص الماء، والتشبع به. وحين وجودها في القولون تجعل الفضلات لينة إذا كانت بالأصل صلبة. كما أن قدرتها على امتصاص الماء يتؤدي إلى منع حصول ليونة زائدة أو سيولة في الإخراج، عبر سحب الماء من كتلة الفضلات قبل خروجها. ولذا تعمل الألياف في القولون على الجهتين، كما يقال، أي تمنع الإمساك وتحمي من الإسهال، وتفيد في المحصلة في إخراج فضلات سهلة الإخراج.

أما بالنسبة للفلفل والبهارات، فليس صحيحا أن تناولها سبب في الإصابة بقرحة أو التهابات المعدة. ولا يمنع المصاب بالقرحة أو الإنسان الطبيعي، من تناولها، إلا إذا كانت تتسبب له عدم الراحة في المعدة. ولاحظ معي أن أهم سببين لقرحة المعدة هما أولا، وجود نوع شرس من جرثومة المعدة، وليس مجرد وجود جرثومة المعدة. والثاني هو تناول الأدوية المسكنة للألم والالتهاب من نوع غير الستيرويد، أي مثل الأسبرين أو البروفين أو الفولتارين أو غيرها.

* عملية تصغير المعدة

* متى تجرى عملية تصغير المعدة؟

ود الحيرة ـ الرياض ـ هذا هو ملخص السؤال المباشر لما ذكرته في رسالتك حول مدى حاجتك كي تُجرى لك عملية تصغير المعدة أو تحزيم المعدة، أيا كانت طريقة إجرائها. وعموما، هناك ثلاثة أمور عند الحديث عن هذا الموضوع. الأول، أن الأفضل دائما إنقاص الوزن بطريقة طبيعية، ومن دون التدخل الجراحي بكل تبعاته قريبة وبعيدة المدى. وهذه الوسيلة تتطلب الصبر والمثابرة، وهي وإن كانت صعبة، إلا أن فائدتها أفضل وأكثر أمانا من كل الجوانب. الأمر الثاني، أن عملية تصغير المعدة في حد ذاتها ليست حلا سحريا يؤدي مباشرة، وبمجرد الخروج من غرفة العمليات، إلى نقص الوزن للحدود الطبيعية، بل هو بداية مشوار من المعاناة والصبر والتحمل، وصولا إلى إنقاص الوزن، والأهم وصولا بالجسم إلى التوازن والصحة في مقدار وزنه وفي محتوياته من المعادن والفيتامينات وغيرها من العناصر اللازمة لصحة الجسم. وهذا يتطلب معرفة وإدراك النصائح الطبية حول تناول الطعام وممارسة الأنشطة الحياتية كالحمل وغيره بعد إجراء عملية المعدة. أما الأمر الثالث، فهو أن الهيئات الطبية العالمية تتفق على أن الخضوع لعمليات المعدة بغية إنقاص الوزن، ليست لكل الناس الذين لديهم وزن زائد. وإنما هناك ضوابط وشروط تُذكر بكل صراحة ووضوح كي يتبعها الأطباء ويتبعها كذلك الراغبون في العملية. وأهم هذه الشروط أن لا يحالف النجاح المحاولات الجادة لإنقاص الوزن. والمحاولات الجادة تشمل ممارسة الرياضة البدنية اليومية، بالهيئة المنصوح بها طبيا. وتشمل أيضا التعاون المباشر مع اختصاصي التغذية لتناول كميات الأطعمة وتوزيع الوجبات ومحتوياتها. أما غير هذا فلا يوصف بأنه محاولات جادة لإنقاص الوزن.

كما يجب أن يتجاوز مؤشر كتلة الجسم مقدار 40. ويحسب هذا المؤشر بقسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول عند حسابه بالمتر. أي حينما يكون الوزن 110 كلغم، والطول 160 سنتيمترا، فإن المؤشر هو 43.

أما إذا كان المؤشر ما بين 35 و40، فإنه لا ينصح بالعملية إلا إذا كان لدى المرء مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرها من الأمراض المزمنة الضارة بالقلب والشرايين.

* الحمل وكسل الغدة الدرقية

* لدي كسل في الغدة الدرقية. وأتناول حبوب تعويض نقص الهرمون. ولكن المشكلة في عدم حصول الحمل، بماذا تنصح؟

و. و. ـ الكويت ـ هذا ملخص السؤال. إن كسل الغدة الدرقية عن إنتاج الكمية الكافية للجسم من الهرمون الخاص بها، يتسبب في طيف واسع من الأعراض. والجهاز التناسلي لدى المرأة، وقدراتها على الإخصاب، أحد الأمور المتأثرة سلبيا بهذا الأمر. ولذا قد يؤدي نقص هرمون الغدة الدرقية إلى زيادة كمية دم الحيض، أو طول مدة فترة الحيض من الدورة الشهرية، أو طول الفترة فيما بين الدورات الشهرية، أو عدم إتمام خروج البويضة من المبيض. وكلها قد تؤدي إلى تدني فرص حصول الحمل، أو إلى حصول اضطرابات في الحمل وارتفاع احتمالات الإجهاض وغيره.

وحينما يكون السبب وراء حصول كسل الغدة الدرقية متعلق بالغدة نفسها، كحصول التهاب فيها، فإن تعويض الجسم عن نقص الهرمون، أي بتناول الكمية المضبوطة من حبوب هرمون الغدة الدرقية، قد يؤدي إلى زوال الاضطرابات في عمل الجهاز التناسلي لدى المرأة، وعودة احتمالات الحمل إلى طبيعتها، وأيضا إلى نجاح إتمام الحمل والولادة دون مشكلات غير متوقعة.

وهناك أمر يجدر التنبه إليه، وهو أن حالات كسل الغدة الدرقية قد تكون ذات علاقة بحصول اضطرابات هرمونية أخرى في الجسم، أي في الهرمونات الجنسية وغير الجنسية. ولذا قد تتناول المرأة أدوية هرمون الغدة الدرقية، ومع ذلك تظل مشكلة عدم حصول الحمل. وهنا تجرى الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من سلامة الأنظمة الهرمونية الأخرى بالجسم، وقد يتطلب نجاح حصول الحمل التدخل العلاجي من قبل الطبيب المختص بالعقم.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

التعليقات