أزواج وزوجات عرب في مناطق 48 يروون قصص خياناتهم الزوجية

أزواج وزوجات عرب في مناطق 48 يروون قصص خياناتهم الزوجية
غزة-دنيا الوطن
زوجة تخون زوجها انتقاما لخيانته لها، وزوج آخر يجد زوجته بحضن عشيقها. وآخرون جربوا الخيانة وعادوا لأحضان أسرهم. وقد جمعت إيناس مريح مراسلة إيلاف من من حيفا في هذا التحقيق حقائق لأزواج تورطوا في خطيئة الخيانة الزوجية. ونستعرض هنا قصة زوجة لم تخن زوجها ولكنها تعاني بسبب خيانته لها. ونعرض قضية شاب خدعته امرأة كان يظنها عازبة وأراد الزواج منها، ولكنه صعق فيما بعد اذ اكتشف انها متزوجة ورغم هذا جعلته يتعلق بها، كذلك فإننا نطرح في هذا التحقيق وجهتي نظر الديانتين الاسلامية والمسيحية حول الحلول الممكنة للتخفيف من ظاهرة الخيانة الزوجية.

الدردشة و"الماسنجر" باب تطرقه الخيانة الزوجية

تعددت سبل الخيانة وطرق ممارستها، روى (باسل) لإيلاف عن قصة الخيانة التي دمرت حياته الشخصية، عندما تعرف على امرأة متزوجة أخبرته بأنها عزباء، وبأنها تود جدًا أن تبني علاقة عاطفية معه تتكلل بالزواج.

وعن الواقعة التي أصابته ذكر: "تعرفت على امرأة من خلال مواقع التشات ومع تطور سبل الاتصال عبر الإنترنت تطورت سبل الجريمة والخداع والزيف، وخاصة لأولئك الذين يتخذون غرف الدردشة مرتدين قناع الحمل الوديع، فيبثون سمومهم في نفوس كانت بريئة عن إدراك معنى الكذب والخداع والزيف".

وتابع قوله: "فعلى الرغم من إيماني بأن "التشات" والماسنجر هما وَهمٌ ليس أكثر، تحدثت يومًا مع هذه الزوجة التي أخبرتني بأنها فتاة عزباء، والتي توسلت إلي بالحديث إليها وسماع همومها ومساعدتها للخروج من أزمتها العاطفية، وبهذا اليوم بدأ مسلسل الكذب والخداع والزيف من فتاة يا ليتني لم أعرفها وماذا يفيد الندم، لقد أغرقتني بقصص وروايات كاذبة تصلح لعشرات الأفلام التراجيدية، وأبرزها أنها تمر في أزمة عاطفية لأنها فارقت حبيبها الذي خدعها وانتهك عرضها".

وأضاف: "تطورت العلاقة حتى غدونا نلتقي في الحدائق العامة، نتبادل الحديث وتشكي لي همومها وخوفها على مصيرها بعد أن انتهك عرضها حبيبها المزعوم الذي فارقها. كان يوم الجمعة يوم لقاءنا المطول. كنا نجلس منذ ساعات الصباح الباكر حتى الغروب. أخبرتها بأني سأتقدم للزواج منها ولن يهمني ماضيها، وفوجئت بعويل بكائها وسيل دموعها، اعتقدت أنها تبكي فرحًا، لكنها بدأت تبحث عن أكاذيب جديدة مثل أن أمها مريضة في القلب وترفض أن تزوجها خارج البلدة، بحيث أنا كنت اسكن في منطقة بعيدة عن بلدها، وبأن قصة حبنا ساهمت في الإساءة لصحة أمها وأدت بمكوث والدتها في المستشفى لتلقي العلاج".

وأردف قائلا: "افترقنا وأنا اعتصر ألمًا لأنني رأيت بها الوجه الملائكي، لكنه كان قناعًا لأفعى تحتال علي ولم أكن لأعرف سبب كذبها وخداعها. اتصلت بي مجددا تخبرني بأنها تعاني ولن تقوى على فراقي وبأنها ستنتحر. حتى صديقتها كانت تتصل بي مرارًا لتطمئنني عنها، ولأني صادق المشاعر وليس من طبعي الكذب والخداع خفت عليها والتقيت بها، توطدت علاقتنا حتى أصبحت هذه المرأة جزءًا من حياتي اكلم أختها وتكلم أخواتي، لكنها عادت بعد فترة لتخلق كذبة من جديد بأن وضع أمها الصحي ازداد سوءًا ولا محال من الفراق، عندها فارقتها وقررت عدم العودة إليها مجددًا أبدًا حفاظًا على سلامة أمها".

وعن الصدفة التي جعلته يكتشف سر خيانتها لزوجها وأسرتها، وخيانتها له أيضًا قال: "بعد فراقنا التقيت صدفة بفتاة من بلدتها وسألتها عن أخبار هذه المرأة فأخبرتني بأن هذه المرأة العاشقة هي امرأة متزوجة منذ عشر سنين ولديها طفلين. لم أصدق ما سمعت، كيف يعقل أن تترك إمرأة بيتها وأبناءها يومًا كاملاً أسبوعيًا وعلى مدار عام، عدى على الأيام العادية التي كنا نلتقي بها".

واختتم قائلا: "هذه المرأة التي خانت الله والأمومة والزوج والقيم، نكلت بي وأدخلتني في دوامة نفسية، فقدت ثقتي بالجميع، لقد زيفت مستندات بإسمها حتى تثبت لي بأنها صادقة، حتى الآن ما زلت أحتفظ بصورها وبمقاطع فيديو للحظات قضيناها معًا، وتسجيلات صوتية لها، لكني لا أريد أن أشاركها في هدم أسرتها، لم انتقم منها خوفًا على طفليها الذين لم تكترث لمستقبلهما، فأنا أسأل لو وقعت هذه الصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية بقبضة شاب آخر ماذا كان سيفعل بها؟ هذه حكايتي التي اتركها عبرة للقراء، هي دعوة لكم لتحافظوا على أرواح نقية وبأنه "لو رأيت أنياب الليث بارزة لا تعتقد بأن الليث يبتسم".

الخيانة قتلت الأمومة والحياة الزوجية وأمست داء يهتك الأسرة

آن الأوان لأن تكّفر الخيانة عن خطيئتها وأن يحرق الغضب أولائك الذين لا يرحمون أنفسهم ولا يكترثون لشريكهم فيرتكبون جريمة الخيانة علنا، ويفاخرون بها أمام شريكهم. أصيبت السيدة (دالية) بانهيار عصبي وتم إحالتها إلى مشفى الأمراض العصبية، بسبب خيانة زوجها المستمرة لها يوميا مع نساء متزوجات، وفتيات هي تعرفهن جيدا، عدا عن خيانته لها مع نساء يعملن في الدعارة.

فقد ذكرت هذه السيدة وهي ترتجف خوفًا وتفيض دموعها خوفًا من أن يكشف زوجها حديثها عن خيانته النتنة فقالت: "يعود زوجي للبيت في ساعات الفجر ليوقظني ويضربني ويمارس معي الجنس بطريقة وحشية، صارخًا بوجهي بأنه كان مع فتيات الهوى، أما وخلال تواجده في البيت وفي ساعات النهار وعلى مسمع أبنائي الخمسة فيهددني بأنه سيتزوج من غيري، وبأنه يتحدث مع السيدة فلانة، وبأنه يريد أن يضاجع سيدة أخرى. أشعر بالغثيان كلما اقترب مني، وينتابني شعور بالخوف من أنه سيقتلني من شدة العنف الذي يمارسه ضدي ووصلت الامور بي انه تم نقلي إلى قسم الأعصاب في المشفى، إلا أنه تظاهر بالندم وبالتراجع وكان يبكي البكاء الشديد، ولكن في النهاية اتضح بأنه كان خائفًا من أن ارفع دعوى ضده، والآن أنا محطمة الروح والجسد لا أملك القدرة على المواجهة، خاصة وأن أبنائي يعاملونني بوحشية كأبيهم بالضرب والشتم واللعن. انتهى دوري كأم وكزوجة وأنا الآن خادمة أعيش مع رجل لا يقربني بشيء سوى بعقد زواج خالي من أي مبدأ إنساني".

تزينت لزوجي ولكنه استمر في خيانتي فخنته ثم تبت لله

ناشدت الزوجة (نوران) الرجال في أن يتقوا الله في نسائهم وبناتهم، وأن يحفظوا هذا الرباط الغليظ كم وصفه الله سبحانه وتعالى، وقد أشارت بأنها على علم وبوجود أدلة بأن زوجها يخونها ولا تعلم ما الذنب الذي اقترفته سوى أنها تحبه وأخلصت له أكثر من صدقها لنفسها لأنه رجل دين وملتحي، مع التماس العذر لرجال الدين.

وعن خيانة زوجها لها قالت: "توسل إلي زوجي بألا أحبه بجنون، لأنه لا يحتمل حبي الشديد، وبأن لا علم له بكل الرسائل والصور التي تصل بريده الإلكتروني، والمكالمات التي يتلقاها على هاتفه، وبالنساء اللواتي أخبروني بأن زوجي يلاحقهن، إلى أن واجهته بالحقيقة فبدأ بنسج الأعذار الواهية، حتى علم أنه لا مناص من الاعتراف بالخطيئة، فاعترف بخطيئته الواحدة تلو الأخرى، إلا أنني سامحته على كل المرات التي اعترف بها والتي لم يعترف بها، حفاظًا على الرباط العائلي والحياة الأسرية".

وواصلت: "لكن الخطيئة تأبه أن تفارق بيتي وأن تبتعد عن كاهل زوجي فتستمر بملاحقته، فالقائمة مليئة بأسماء النساء التي تستمتع بصوت زوجي العذب والكلمات الرنانة والتي ليس بعدها إلا الخطيئة الكبرى وهي الزنا. ويا لهول هذه الكلمة على مسمع زوجة نشأت في بيت محافظ وتقي، وأكثر ما أحبته في الدنيا هو زوجها وأولادها وليس لها أي غاية في الدنيا سوى تربية أبنائها الأربعة على الدين والعلم، والعودة إلى الله، لكن الخطيئة لا تنسى أحدًا، وماذا لو طرقت باب زوجة لم تدرك الحياة الزوجية إلا ولدغت بسم خيانة زوجها وإهماله لها".

وقالت:" لقد تطيبت له وتزينت له ولبست له أجمل الحلل لكنه لا يرى جمالي ولا يعرف مقدار حسني الذي طمع به الآخرون، حتى تعرفت على رجل متزوج غير زوجي وبدأت ابث له همومي وأشكو له إهمال زوجي، وبدأ يطلب مني اللقاء في أماكن خالية، وبأنه سيسعدني كما لم يسعدني زوجي. لم أحبه ولكني أردت أن اثبت لزوجي بأني قادرة على التعرف إلى غيره وبأني جميلة، استجبت لطلب هذا الرجل بلقائي، وقادتني الخيانة إليه".

وواصلت حديثها:" بدأت الخطيئة تقرع طبولها بيننا، ولكن قدر الله أن ينقذني من الخطيئة التي فتحت الأبواب على مصرعيها لتستقطبني ورجلا غريبا، عندما اتصلت بي ابنتي المراهقة تخبرني بأنها متورطة في مشكلة مع أبناء صفها في المدرسة، خرجت ابكي لربي وأتوسل إليه أن يغفر لي وأن ينقذ أسرتي".

وانهت حديثها:" منذ تلك اللحظة وأنا أصلي قيام الليل حتى يغفر الله جريمتي التي تلاحقني كل عمري، ويهدي زوجي الذي لا زال مستمرا في خطيئته، التي تسببت بفقرنا فالزنا يفقر، وزوجي يعاني من مشاكل عديدة، وإني على يقين أن الشفاء من الخطيئة هو التوبة لله وركعتين قيام الليل أفضل لي من الدنيا وما فيها".

زوجتي لا تهتم بنفسها ولا تمنحني الحب والدفء وفاترة العواطف

تبدو الخيانة بسحنتها الشائبة كشبح يهدد أركان الأسرة، فتجد الزوجين يبرران خيانتهم بأعذار واهية، ذكر الزوج(إكرام) بأن الأسباب التي دعته لبناء علاقات غير شرعية مع فتيات خارج نطاق الزواج، هي الإهمال الذي يلاقيه من زوجته.

وقد حدثنا قائلا:" أنا لست بماكنة تحضر الحاجيات والآمان للبيت، بل هناك روح تسكنني ينقصها الإحساس بالحب والدفء من زوجتي. وأنا بحاجة لأن أعيش لحظات حميمة رومانسية روحانية وليس فقط علاقة جسدية. من جانبي جربت كل الوسائل للتقرب من زوجتي المنهمكة في شغل البيت والأولاد ونسيت أن لها زوجًا يريد حقوقًا منها، على الرغم من أنني لا اجعل أبنائي يشعرون بمعاناتي مع زوجتي لأني لا أبغي تدمير أسرتي ولكني أبحث عما ينقصني في حضن امرأة أخرى".

لقد وضعت الديانات السماوية منهجًا قويًا للحفاظ على الأسرة وأقامت سياجًا منيعًا لحمياتها من المخاطر التي تعصف بها كالخيانة الزوجية وغيرها. فقد ذكر الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني لمراسلة ايلاف في هذه المسألة "بأن ظاهرة الخيانة الزوجية باتت تستفحل وملامحها تصل للكثير من البيوت، وأعتبر أن حالة التردي والهبوط الأخلاقي في مجتمعنا باتت ملامحها تقلق كل غيور وتزعج كل حريص، على اعتبار أن الأخلاق والقيم هي آخر ما تبقى من حصون التي يجب أن ندافع عنها ضد الاستهداف الذي يريد تهديم هذه القيم وهذه الأخلاق.

الشيخ كمال خطيب من الجليل:" صمام الآمان لمنع هذه الظاهرة هو غرس القيم والمبادئ السليمة واستشعار رقابة الله عز وجل دائما"

وأضاف:" اعتبر أن كثرة ما بتنا نسمعه عن سلوكيات أخلاقية شاذة سواء كان عبر سلوكيات الشباب وتحرشاتهم ومعاكساتهم أو عبر خيانة الأزواج، والسلوكيات المستهدفة التي نجدها كذلك عند النساء، أنا اعتبر أن صمام الآمان لمنع زيادة هذه الظاهرة ليس إلا بغرس القيم والمبادئ السليمة واستشعار رقابة الله عز وجل دائما، ليتذكر من يسمح لنفسه ألتمادي والاعتداء على أعراض الآخرين أنه بذلك يمهد هو الطريق لمن يعتدي على عرضه والحديث الشريف يقول "كما تدين تدان إن الجزاء من جنس العمل". والإمام الشافعي يقول بأبيات من الشعر:
عفو تعفو نساؤكم في المحرم وتجنبوا ما لا يليق بمسلم
من يزني يزنى به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيبا فافهم
فإن الزنا دين فإن أقرضتهُ كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
يا هاتك ستر الرجال وقاطعا سبل المودة عشت مكرم
لو كنت من سلالة طاهر ما كنت هتاك لحرمة مسلم

ومضى الشيخ كمال خطيب يقول:"ندائي لكل وسائل الإعلام، المواقع والإذاعات والصحف التي تحاول أن تدعي الحرص على أخلاق أبنائنا ومجتمعنا، وتقوم بنشر على ما يدعو لنشر الرذيلة في النفوس، سواء عبر الصور الفاسدة، أو عبر فبركة ونسج قصص سواء كانت من الخيال أو الواقع والتي بدورها تساهم في دفع الشباب نحو السلوك غير اللائق، بأن مسؤوليتنا جميعا الحفاظ على أبنائنا ومجتمعنا من هذه المزالق الخطيرة".

الأب سهيل خوري من الناصرة:" الزواج هو عهدٌ مُقدس بين الرجل والمرأة يربطه الله برباط مقدس لا ينحل إلا بموت أحد الطرفين"

من جانب آخر تحدث الأب سهيل خوري، المُرشد الديني الروحي في مدرسة راهبات المُخّلِص – الناصرة عن رباط الزواج وأهمية الحفاظ عليه قائلا:"إن الزواج في عُرفِنا المسيحي هو عهدٌ مُقدس بين الرجل والمرأة يربطه الله برباط مقدس لا ينحل إلا بموت أحد الطرفين، لذلك قال لنا السيد المسيح " فيصيران كِلاهُما جسدا واحدا و ما جمعه الله لا يُفرقه إنسان " وعليه فإن الارتباط الزوجي هو مقدس للغاية وعلى كل زوجين أن يُدركا ذلك ويعملا دائما من أجل تقوية هذا الرباط وهذه القُدسية.وليس خَفِيّ على أحد ما يُصيب مُجتمعنا ومُجتمعات العالم كافة مِنْ هذه الآفة البغيضة وبكثرة.ونرى البيوت تنهدم والمحبة تزول والخلافات تَكثُر والضحايا تزيد والأبناء يُصابون في الصميم فتَتَفَكَكُ العائلة".

وأشار الاب سهيل خوري الى سبل حماية الأسرة من الخيانة الزوجية بحيث قال:" هنا أهمس في الأُذن التي تسمع لأن " من له أُذنان للسماع فليسمع" أن يرجع كل واحد إلى ضميره ويضع الله نَصب عينيه. ويُدرك أن الإنسان لا بديل له عن شريك حياته،وأن الأبقى له هو هذا الشريك الذي حَضَنَهُ قبلاّ وقبلهُ مِنْ قَبل. فيا لَيْتَ يعود إلى الأيام الماضية ليرى بعينيه الحاليّة (اليوم ) ما كان يراه في الماضي حلوًا، ومقبولاً وما كان يتمناه قلبه وما كانت تَصبوا إليه نَفسه. وهمسة أخرى أيضا إلى كل الزوجات والأزواج ( وأنا مِنهُم أيضا ) أن راعوا بَعضُكم بعضًا وأعطوا حقّ بعضِكُم بعضًا ولا تبخلوا بمحبتكم بعضكم عن بعض واغمروا بعضكم بحنان بعض وكونوا سندا وصدرًا حنونا وآذانًا صاغية لبعضِكم، واحتملوا ضُعفَ أحدكم، وكّمِلُّوا نواقص كل منكم للآخر".

التعليقات