مهرجان عمان خائف والمدعوون مترددون

عمان - رام الله – دنيا الوطن
على غير عادتها في سنوات سابقة تنشر الصحف الأردنية أخبارا باهتة يوم أمس عن المؤتمر الصحفي لمهرجان أيام عمان دون أن تعلن عن أسماء الضيوف من المثقفين والشعراء العرب المدعوين للمهرجان. وكانت دنيا الوطن قد سبق أن نشرت في وقت مبكر من هذا الشهر تقريرا إخباريا عن نية حركة إبداع مقاطعة المهرجان واتخاذ قرار مؤلم بهذا كون الدورة أطلق عليها (دورة فلسطين) ثم أعلنت الحركة عن قرارها المؤلم بتعليق عضوية المبدعين الملتبسة هويتهم الثقافية بين الأردن وفلسطين دون أن تطلب علنا منهم المقاطعة تاركة لهم حرية اتخاذ القرار ولمؤسسها حرية الحركة في إطار سماه التصريح المقتضب الذي وزعته باللغات الأجنبية "أخلاقي" moral دون أن تخرق حركته مضمون القرار. كما أن تيسير نظمي حضر المؤتمر الصحفي للمهرجان وتعمد أن يتأخر ربع ساعة عن الدخول للقاعة لأن نائب أمين عمان تأخر عن موعده نصف ساعة ولما كانت أسئلة الصحفيين خجولة قرر أن يكون هو من يختتمها بأسئلة وجهها لأمانة عمان غاضا النظر عن وجود مدير المهرجان فقال له ( أي أنك وعدت وأخلفت) فقال نائب الأمين ( نعم ) وانتهى المؤتمر رغم تدخل نادر عمران لترضية أمانة عمان حيث لم يحضر رئيس الدائرة الثقافية فيها السيد عبدالله رضوان المؤتمر وحاول عمران المراوغة في فهمه للشفافية التي طالب بها نظمي فعاجله نظمي بتسميتها الانجليزية transparency ليرد عمران دون حصافة أن أمه فرنسية ولا يجيد الانجليزية رغم أن عمران لا يجيد الفرنسية ولا غيرها ليعاجله نظمي معلنا عن حضوره السياسي كعضو منتخب في لجنة إعلام المكتب التنفيذي لعمان العاصمة في التيار الوطني الديمقراطي الأردني الذي يضم أربعة أحزاب وأن الذي يريد معرفة رقم الدعم المقدم هو الشعب الأردني وليس شخصه ردا على تلميحات عمران السيئة الخالية من الحصافة أنه أي عمران ربما يقدم لنظمي فواتير المهرجان ذات يوم وكأنه يريد أن يوحي بصلة نظمي وأسئلته التي لا تطرحها سوى مكافحة الفساد. ولم تتطرق الصحف طبعا كعادتها إلى المشادة الكلامية التي أنهى بها تيسير نظمي المؤتمر.
وفي رام الله تحدثت دنيا الوطن لعدد من المثقفين الذين أعربوا عن مصداقية مواقف تيسير نظمي وعن أثر قراره على كثير من المثقفين القادمين من العراق وفلسطين والجزائر وعن الشعراء الذين تسرهم المقاطعة أو تحرجهم. فقد توقع كثيرون هنا في رام الله أن يحجم الفلسطينيون عن المشاركة في اللحظات الأخيرة خاصة إذا ما اتخذ العراقيون نفس الموقف لأن الدورة السابقة العام الماضي لم تكن مرضية ولم تكن بأي مستوى تشير إلى أكثر من مولد قاده التونسيون حتى اللحظات الأخيرة. كما أن أوضاع تيسير نظمي في الأردن لا تسر أصدقاءه وقد تملي عليهم اتخاذ موقف كما أن تفرد عمران بالقرار جعل نظمي يبتعد بعد معاينته لجميع ما أعلن عنه وما لم يعلن عنه. فقد جرت العادة في المهرجان في السنوات الأخيرة أن تعلن أسماء ليكتشف أنها اعتذرت أو لم تحضر ولم تعتذر. وحتى لا تقع حركة إبداع في أي إحراج لم تعلن عن الأسماء التي لن تحضر ولا عن الأسماء المدعوة ولأول مرة يمارس موقع الحركة الالكتروني التعتيم وعدم الاهتمام. لكن حكمة عدم المشاركة ما زالت تنذر بالمفاجآت حيث لا يشارك هذه السنة أي عرض أردني في المهرجان رغم ترشيح نظمي لواحد منها دون تردد.
وباختصار سوف يشهد يوم الجمعة القادم مهرجانا خائفا ومشاركين مترددين حيث تستعد رابطة الكتاب في عمان لتقصي بعض الحقائق عن المشاركين والعروض السينمائية تحديدا وقد تتخذ بالتنسيق مع النقابات الأردنية موقفا مجددة حكاية التطبيع مع اسرائيل بالأفكار هذه المرة وليس بالتمويل الذي أصبح حكوميا ولم يعد هنالك من مجال لتسميته مهرجان الفرق المستقلة.

التعليقات