رامي بوش بالحذاء للمالكي: مع كبير القبح الذي ارتكبته أرجو الصفح عني

غزة-دنيا الوطن
فيما رفض قاضي التحقيق العراقي، الذي ينظر في قضية الصحافي منتظر الزيدي، الذي القى حذاءه على الرئيس الاميركي جورج بوش طلبا بالافراج عنه بكفالة تقدم بها محاميه امس، كشف مستشار لنوري المالكي ان المتهم اعتذر في رسالة لرئيس الوزراء عن فعلته.

وقال ياسين مجيد، المستشار الاعلامي للمالكي، ان رئيس الوزراء تسلم رسالة خطية من الزيدي يعبر فيها عن «ندمه واعتذاره». وقال ياسين مجيد لوكالة رويترز، ان الزيدي قال في الرسالة «قد لاينفع العذر الان مع كبير القبح الذي ارتكبته، لكن اذكر في صيف عام 2005 عملت مع جنابكم مقابلة صحافية وقلت لي ادخل البيت بيتكم وانا استعطف هذا الشعور الابوي منكم للصفح عني».

من جهته، قال القاضي ضياء الكناني المكلف بالتحقيق في هذا الملف منذ الاثنين، «رفضنا طلب الافراج بكفالة عن منتظر الزيدي، لما في ذلك مصلحة التحقيق وحفاظا على سلامته». واضاف القاضي «لو افرج عنه سيكون هناك خطر عليه بسبب القنابل اليدوية الصنع او الاعتداءات وسيلاحقه الصحافيون». وشدد الكناني «من جهة اخرى ومن الناحية القانونية ارتكب جرما ولنا الحق بعدم الافراج عنه بكفالة».

وقام الزيدي (29 عاما) الذي يعمل لحساب قناة «البغدادية» برمي حذائه باتجاه بوش، من دون ان يصيبه، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقر الاخير مساء الاحد في بغداد. وتقدم محاميه ضياء السعدي، رئيس نقابة المحامين، الخميس بطلب الافراج عنه بكفالة، فضلا عن مقابلة موكله للاطلاع على وضعه الصحي.

وقال ضرغام الزيدي شقيق الصحافي، ان منتظر ادخل الى المستشفى في «المنطقة الخضراء» لتعرضه لكسر في الذراع والاضلع بعدما ضربته الاجهزة الامنية العراقية. وقال قاضي التحقيق الذي استمع الى افادته الثلاثاء والاربعاء ليبلغه خصوصا بالتهمة الموجهة اليه، لوكالة الصحافة الفرنسية، ان منتظر «كان يحمل اثار ضرب على وجهه» لكنه «بصحة جيدة» ولا يبدو ان ذراعه مكسورة. وقد يوجه الاتهام الى منتظر الزيدي بموجب المادة 223 من قانون الجزاء العراقي «للتهجم على رئيس دولة اجنبية» على ما اوضح القاضي. ويواجه في حال ادانته بتهمة الاعتداء الموصوف، الحكم عليه بالسجن 5 سنوات الى 15 سنة. لكن المحكمة التي ستحاكمه ستقرر ما اذا كانت مجرد «محاولة تهجم» تعاقب بحكم يتراوح بين سنة وخمس سنوات في السجن.

من جهة ثانية، قال الكناني ان حذاء الزيدي تم تمزيقه اثناء تحليله بحثا عن مواد متفجرة قد يكون يحويها. وقال «ارسلنا طلبا الى اجهزة الامن لتلقي اغراض منتظر الزيدي وهاتفه وحذائه فارسلوا كل شيء باستثناء الحذاء». واضاف انه «تم تمزيق الحذاء بالكامل من قبل بعض الخبراء الامنيين العراقيين والاميركيين لغرض التفتيش والبحث عن مواد او متفجرات قد يكون يحويها». ورأى ان غياب الدليل الرئيسي في هذه القضية لن يحول دون مواصلة التحقيق. وقال القاضي «كنت افضل ان يكون (الحذاء) في حوزتنا كدليل في الملف، لكن بما ان منتظر الزيدي اعترف بفعلته وان مشاهد التلفزيون تؤكد الامر، فيمكن ان يأخذ التحقيق مجراه».

وعلق محامي الزيدي على مصير الحذاء فانتقد تدميره مشيرا الى ان اصواتا ارتفعت للمطالبة به في العالم العربي. وقال «ان الحذاء اتخذ قيمة كبيرة واضحى رمزا للمقاومة بنظر العراقيين».

التعليقات