تراجع حاد للبورصات الخليجية على خلفية إفلاس رابع أكبر بنك أميركي

غزة-دنيا الوطن
سجلت البورصات الخليجية، وعلى رأسها السوق المالية السعودية، تراجعا حادا أمس عزاه المحللون الى قضية افلاس مصرف «ليمان براذرز» الاميركي وانخفاض اسعار النفط الخام. وسجلت السوق السعودية، وهي الاكبر في العالم العربي، تراجعا قدره 6.5% ووصل مؤشر السوق الى مستوى 7255.15 نقطة. وسجلت تراجعات مماثلة في الاسواق المالية الخليجية التي تعاني اصلا من موجة تصحيح جديدة. وقال المحلل الاقتصادي علي النمش لوكالة الصحافة الفرنسية ان «هناك عاملين يدفعان بالبورصات نزولا. التأثير النفسي لقضية مصرف ليمان براذرز والتراجع الكبير في اسعار النفط». وأحدث المصرف الاميركي صدمة عالمية باعلان افلاسه أمس. وتراجعت اسعار النفط من جهتها الى ما دون 93 دولارا للبرميل الواحد في سوق لندن، وهو ادنى مستوى لها منذ فبراير (شباط) الماضي، وذلك بسبب المخاوف من تراجع الطلب نتيجة للازمة المالية المتفاقمة عالميا. واغلقت بورصة الكويت، وهي ثاني اكبر بورصة في العالم العربي، بتراجع 3.8% ليصل المؤشر الى 12360.2 نقطة، اي بخسارة 488 نقطة وهي اكبر خسارة في يوم واحد هذه السنة. ومستوى المؤشر حاليا ما دون مستوى اغلاق 2007. ومؤشر بورصة الكويت الذي يتراجع باستمرار منذ 20 اغسطس (آب)، هو اليوم ادنى بنسبة 1.6% من مستوى اغلاق العام الماضي عند 12558.8 نقطة، علما ان السوق تعاني من ازمة سيولة. من جهته، قال عميل البورصة الكويتي فؤاد العوض لوكالة الصحافة الفرنسية بعيد اغلاق السوق «انه تسونامي بكل معنى الكلمة في السوق. لا ندري ما اذا كان الذي يحصل حلم ام حقيقة». وانخفضت سوق الدوحة بنسبة 7.01% لترسو عند 8216.71 نقطة، وهو مستوى ادنى 14.2% من مستوى اغلاق العام الماضي عند 9580.45 نقطة. وكان المؤشر في الدوحة فوق مستوى عشرة الاف نقطة معظم ايام التداول هذه السنة. وفي الامارات، خسر مؤشر ابوظبي الاثنين 4.35% ليصل الى 3754.49 نقطة، وهو مستوى ادنى 17.5% من مستوى اغلاق 2007 عند 4551.8 نقطة. اما سوق دبي المالية التي سجلت انخفاضات متتالية في الاسابيع الاخيرة، فقد انهت تداولاتها الاثنين عند 4044.27 نقطة، بانخفاض قدره 1.7% معوضة خسائر اكبر سجلت خلال التداولات. ومستوى مؤشر دبي ادنى بنسبة 31.8% عن مستوى اغلاق 2007. وتتراجع سوقا ابوظبي ودبي خصوصا تحت تأثير تراجع الاسهم العقارية، وهي اسهم قيادية في السوقين. وانخفض مجموع القيمة السوقية للاسواق المالية السبع في دول مجلس التعاون الخليجي بمقدار 200 مليار دولار تقريبا مقارنة بقيمته نهاية العام الماضي. وكان اجمالي القيمة السوقية للاسواق الخليجية السبع بحدود 1.116 ترليون دولار في نهاية ديسمبر (كانون الاول).

من جهة أخرى دفعت التقلبات التي تشهدها الاسواق المالية الاميركية هيئات الاستثمار السيادية الكبرى بدول الخليج العربية للامتناع عن الاستثمار في تلك الاسواق وقالت احدى تلك الهيئات السيادية وهي شركة مبادلة للاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي أمس انها لن تحاول انقاذ أي بنوك متعثرة. وقالت مبادلة وهي من أكثر المستثمرين نشاطا بالمنطقة ان الوقت غير مناسب للاستثمار. كما صرح مسؤول مقرب من هيئة الاستثمار القطرية بأنها أيضا تتخذ موقف التريث. وهذه بعض أوضح التصريحات حتى الان التي تشير الى أن هيئات الاستثمار التي تهيمن عليها دول مثل هيئة الاستثمار القطرية أو مبادلة أو هيئة أبوظبي للاستثمار أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم لن تهرع لانقاذ بنوك متعثرة. وقال وليد المهيري الرئيس التنفيذي للعمليات لدى مبادلة لرويترز أمس «لا تتطلع مبادلة الى أي من تلك المؤسسات المالية التي تواجه صعوبات. هناك قدر كبير من التقلب وليس هذا هو أفضل الاوقات للاستثمار». وأضاف «في الوقت الراهن سننتظر ونتريث مثلما سيفعل بعض الاخرين».

وخسرت هيئات استثمار سيادية مليارات الدولارات ضختها في بنوك غربية في صورة زيادة طارئة في رأس المال في مطلع العام الحالي وفي العام الماضي. واستثمرت الهيئة العامة للاستثمار الكويتية خمسة مليارات دولار في بنكي ميريل لينش وسيتي جروب الاميركيين لكنها تعرضت لانتقادات من جانب نواب البرلمان الكويتي بعدما انخفضت اسهم البنكين منذ ذلك الحين. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أنجزت هيئة أبوظبي للاستثمار اتفاقا لشراء حصة تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار في سيتي جروب بينما اشترت هيئة الاستثمار القطرية في سبتمبر (ايلول) الماضي 20 بالمائة من بورصة لندن. وتملك الهيئة القطرية حوالي اثنين بالمائة في كريدي سويس. وفي مؤشر على الحذر قال مصطفى الشمالي وزير المالية الكويتي في يوليو (تموز) ان الهيئة العامة للاستثمار الكويتية ستعزز استثماراتها في آسيا وتركز على اليابان والصين والهند لتنويع أصولها.

التعليقات