إتصالات لارسال قوة من الجيش السوري إلى غزة

إتصالات لارسال قوة من الجيش السوري إلى غزة
غزة-دنيا الوطن
سربت دوائر دبلوماسية مصرية أنباء عن مناقشات أجراها وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الأخير بالقاهرة، حول الإقتراح المثير للجدل والخاص بإرسال قوات عربية إلى قطاع غزة لضبط الأوضاع هناك، وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني في ظل الصراع المحتدم بين حركتي فتح وحماس .

وربطت الدوائر بين هذا الاقتراح ومشاركة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في ذلك الاجتماع الوزاري العربي الأخير قائلة إنه طلب من الوزراء العرب حسم الوضع المنقسم على الساحة الفلسطينية بالتدخل عمليًا، وعدم الاكتفاء بالجهود السياسية فقط، وهو ما اتضح في اللغة القوية التي استخدمها كل من عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، الذي ترأس بلاده هذه الدورة لمجلس وزراء الخارجية العرب، وذلك خلال الكلمات الافتتاحية للوزاري العربي الأخير .

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية إن فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة ليست جديدة تمامًا، حيث سبق أن طرحت قبل أشهر بطلب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بهدف إنهاء الانقسام الراهن على الساحة الفلسطينية، وحسم حالة الازدواجية الراهنة .

واعتبر دبلوماسيون عرب يعملون في القاهرة أن اقتراح إرسال قوات مشتركة إلى قطاع غزة يمكن أن يحقق نتائج إيجابية على الساحة الفلسطينية، لكن بشرط قبول كافة الأطراف الفلسطينية به، ووصفوا هذا الاقتراح بأنه يستحق التفكير جدياً من قبل كافة الفصائل الفلسطينية خاصة حركة حماس، إلا أنهم رأوا أن قبول الحركة التي تهيمن على قطاع غزة أمر بعيد المنال على الأقل في الوقت الراهن .

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحوار الذي تستضيفه وترعاه القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وسط تساؤلات تدور في أوساط المراقبين عما إذا كان هناك ثمة بارقة أمل تشير إلى إمكان فتح ثغرة في جدار الانقسام الداخلي الفلسطيني، غير أن المعطيات الأوّليّة لا تبشّر بخير، وهو ما عبر عنه مصدر سياسي مطلع في القاهرة بقوله لـ "إيلاف" إن القيادة المصرية لا تبدو متفائلة كثيرًا بإمكان نجاح جهودها لإنهاء الانقسامات الفلسطينية، لهذا تسعى مصر ـ وفقًا لذلك المصدر القريب من الحوارات الثنائية ـ إلى التلويح بالكشف عن اسم الطرف الفلسطيني الذي يعرقل الحوار الوطني".

الدور السوري

وكشف دبلوماسيون عرب يقيمون في القاهرة عن معلومات جديدة في هذا المضمار، مفادها أن الدول العربية، وخاصة مصر والسعودية باتتا مقتنعتين بضرورة مشاركة قوات سورية في القوة العربية التي يمكن أن ترسل لقطاع غزة ولا بد من أن تسهم دمشق أيضًا في إقناع حركة حماس بقبول هذه القوة، وأكد الدبلوماسيون العرب استحالة إرسال أي قوات إلى القطاع ما لم تتوافق كافة القوى الفلسطينية ـ وخاصة حماس ـ على قبول هذه الفكرة، والتعاون مع قيادة تلك القوات المقترحة.

وقال مصدر دبلوماسي إن مشاورات جانبية بهذا الشأن أجريت بين بعض الوزراء والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي حضر جانبًا من الاجتماعات، وأكد أن عباس أبدى تأييدًا قويًا لفكرة إرسال قوات عربية بمشاركة سوريّة إلى غزة. وأضاف: إنها فكرة جذابة للفلسطينيين .

غير أن هذه المصادر كشفت عن أن سورية طالبت بوضع أي قوات عربية يمكن أن ترسل إلى غزة تحت مظلة الجامعة العربية، وقال هؤلاء الدبلوماسيون إن فكرة إرسال قوات عربية حظيت بجزء من النقاش الذي دار بشأن الجهود التي تبذلها بعض الدول العربية لإنجاز المصالحة الفلسطينية، وأضافوا أن النقاشات التي جرت خلال الاجتماع الوزاري العربي الأخير أظهرت وجود توافقات مبدئية بشأن إرسال القوات العربية إلى غزة، ولكنها أظهرت أيضاً مدى الحاجة إلى مزيد من المحادثات المعمقة، والاتصالات الثنائية والمتعددة في هذا المضمار .

لكن في المقابل يرى دبلوماسي غربي يقيم في القاهرة أن هذا الاقتراح يبدو غير قابل للتنفيذ، إلا في إطار صفقة كبرى تشمل اتفاقاً مع إسرائيل واتفاقاً لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، بحيث تسد القوات العربية الفجوة في الثقة، وقال إن الاقتراح يبدو كأنه مجرد بالون اختبار .

التعليقات