جدل بتونس حول رفض دفن مسيحية أسلمت بمقابر المسلمين

جدل بتونس حول رفض دفن مسيحية أسلمت بمقابر المسلمين
غزة-دنيا الوطن
تعقد محكمة مدينة صفاقس جلسة للنظر في دعوى قضائية رفعها أقارب امرأة مسيحية دخلت الإسلام منذ عقود بسبب رفض قسم الوفيات في البلدية دفنها في مقابر المسلمين باعتبار أن لقبها ليس عربيا خلافا لاسمها العربي.

وأثار قرار منع دفن المرأة في مقبرة المسلمين بمدينة صفاقس (350 كلم جنوب تونس)، ودفنها في مقابر الأجانب، جدلا دينيا وقانونيا بين سكان المدينة يتوقع أن يمتد إلى باقي البلاد، بحسب تقرير أعده الصحافي المنجي السعيداني ونشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الأحد 14-9-2008.

وأصر أقارب المرأة المتوفاة على رفع دعوى قضائية استعجالية لإجبار بلدية المدينة على التراجع عن قرارها والسماح بدفن المرأة في مقابر المسلمين على اعتبار أنها تخلت عن المسيحية واعتنقت الإسلام منذ 2 أغسطس (آب) 1955 بقرار من وزارة العدل يحمل رقم 5318.

وكانت المرأة المتوفاة، وهي تونسية الأصل وولدت بصفاقس سنة 1918 لأب وأم مسيحيين، قد اعتنقت الاسلام على يد مفتي المدينة آنذاك الشيخ محمد المهيري، وهو ما ثبت في عقد قرانها المؤرخ في 14 يوليو (تموز) 1980 والذي يذكر صراحة أن المرأة أصبحت تدعى آسيا واعتنقت الإسلام وتزوجت رجلا مسلما.

وإثر وفاتها يوم 6 سبتمبر (أيلول) الجاري، تقدمت عائلتها الى بلدية صفاقس للقيام بإجراءات الدفن، لكن قسم الوفيات هناك أصر على توجيه الجثة إلى مقبرة الأجانب باعتبار أن لقبها ليس عربياً خلافا لاسمها الذي هو عربي. ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلسة استعجالية اليوم للنظر في القضية التي رفعتها العائلة.

وقال ساسي بن يونس (زوج ابنة المرأة المتوفاة)، انه فوجئ بقرار منع امرأة مسلمة من الدفن في مقابر المسلمين؛ وهي التي يشهد لها كل جيرانها بأداء المناسك الدينية بانتظام منذ أن اعتنقت الإسلام.

أما محامي العائلة، سهيل السليمي، فقال إن من المتوقع أن ينصف القضاء التونسي هذه العائلة، ويأذن على الفور بنبش القبر وإعادة الجثة إلى مقابر المسلمين. وأضاف "هذه القضية قد تأخذ منحى آخرَ إذا حكمت المحكمة بعدم جواز دفنها في مقابر المسلمين، إذ أن ممثلي الكنيسة بمدينة صفاقس قد يطرحون لاحقا مشكلة دفن امرأة تراجعت عن الديانة المسيحية في مقابرهم، وهو ما يزيد المسألة تعقيداً".

التعليقات