اسرائيل: خلايا حزب الله راقبت طائرات العال وخططت لقتل مسؤولين تمهيدا للانتقام لمغنية

غزة-دنيا الوطن
كشف النقاب مساء أمس الأربعاء عن أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتعاون مع المخابرات الكندية تمكنت من إحباط عملية فدائية نوعية من جانب حزب الله اللبناني ضد أهداف إسرائيلية في مدينة تورنتو الكندية. وحسب التفاصيل التي سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشرها فإنّ الحديث يجري عن خلية تابعة لحزب الله، لم يتم اعتقال أفرادها، قامت على مدار أسابيع بمراقبة وتعقب الطواقم التابعة لشركة الطيران الإسرائيلية (العال)، بمن فيهم الطيارون والمضيفون والمضيفات وباقي أفراد الطاقم. وحسب القناة الثانية التجارية في التلفزيون الإسرائيلي فإنّ أعمال التعقب استمرت فترة طويلة من ناحية مخابراتية، حتى تمّ الكشف عنها. وبعد الكشف عنها، قال التلفزيون الإسرائيلي، ان الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، قررت نقل أفراد الطواقم الإسرائيلية من الفندق الذي كانوا ينزلون فيه إلى مكان آخر، وتمّ فرض التعتيم الكامل على مكان إقامة افراد طاقم الشركة الإسرائيلية، وأكدت المصادر الإسرائيلية ذاتها أنّ اكتشاف الخلية لا يعني بأيّ حال من الأحوال أنّ خطر تعرض الإسرائيليين لأعمال إرهابية من حزب الله في كندا أو في أماكن أخرى قد زال.
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية وُصفت بأنّها رفيعة المستوى كشفت أمس الأربعاء النقاب عن أنّ المعلومات المخابراتية التي تمكنت أجهزة الأمن الإسرائيلية من جمعها في الآونة الأخيرة تؤكد بأنّ حزب الله يعكف في هذه الأيام على إخراج مخططاته للانتقام من إسرائيل على خلفية اغتيال المسؤول العسكري في حزب الله، عماد مغنية، في شهر شباط (فبراير) الماضي في العاصمة السورية، دمشق.
وحسب المصادر عينها فإنّ حزب الله وضع في رأس سلم أولوياته القيام باغتيال سفراء للدولة العبرية في مناطق معينة من العالم، بالإضافة إلى تنفيذ عملية عسكرية نوعية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية خارج إسرائيل، علاوة على ذلك أكدت المصادر ذاتها، أنّ حزب الله يخطط لاغتيال شخصيات إسرائيلية رفيعة تقوم بزيارات إلى خارج البلاد، وتحديداً الشخصيات التي تقوم بزيارات عمل إلى دول العالم الثالث، وتفيد المعلومات أيضاً أن الحزب يُخطط لاغتيال أو اختطاف رجال أعمال إسرائيليين يعملون خارج الدولة العبرية.
من جهة اخرى قال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال يوفال حالاميش إن جهاز الاستخبارات العسكرية طوّر قدراته وأصبح يملك قاعدة بيانات مبرمجة ومتطورة تحتوي على جميع الخرائط والمواد الاستخبارية الأخرى يمكن توزيعها على الوحدات القتالية في وقت قصير نسبياً قبل توجههم إلى المعركة.
وقال حالاميش لصحيفة 'جيروزالم بوست' انه منذ حرب لبنان الثانية، طوّرت الاستخبارات العسكرية خرائطها بعدما كانت الوحدات العسكرية قد زوّدت أثناء تلك الحرب بخرائط قديمة عن مواقع حزب الله.
وقال حالاميش 'عندما نتطلع عامين إلى الوراء، نرى من دون أدنى شك أننا أصبحنا في مكان مختلف. مثل بقية وحدات الجيش الإسرائيلي في ذلك الوقت، كانت الاستخبارات العسكرية منهمكة في التركيز على الساحة الفلسطينية وهو المكان الذي استثمرنا فيه معظم مصادرنا'.
وأضاف 'لقد طوّرنا اليوم جميع المواد الاستخبارية على مختلف المستويات وهذا مستمر يومياً. لقد أصبحت التقنيات التكنولوجية اليوم متطورة جداً وتسمح لنا بإنشاء المعلومات في وقت حقيقي وإدخالها في قاعدة بياناتنا المبرمجة'.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تحتفل امس الأربعاء بالذكرى الـ 60 لعملياتها في احتفال من المقرر أن يحضره رئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال غابي أشكينازي ووزير الدفاع أيهود باراك والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس.
وأشار حالاميش إلى أن الاستخبارات العسكرية حققت العديد من النجاحات في تاريخها، لكن بعض الإخفاقات أيضاً خاصة قبل حرب يوم كيبور (حرب رمضان في العام 1973) مشيراً إلى أن الاستخبارات العسكرية لم تنس مجالات إخفاقاتها وتسعى لتحسينها.
وقال 'من لا يعترف بماضيه، سيواجه صعوبة في التطلع إلى المستقبل. لقد كانت للاستخبارات العسكرية إخفاقاتها في الماضي إلى جانب العديد من النجاحات، وبما أن النجاحات لا تنشر مثل الإخفاقات، فإنها لا تكون معروفة من قبل الرأي العام'.
وقال إن من بين التحديات التي تواجهها الاستخبارات العسكرية إيجاد أشخاص يتقنون العربية والفارسية لتجنيدهم.
وقال 'ليس هناك الكثيرون ممن تخرجوا من الثانوية ويتقنون العربية اليوم. نحتاج لمثل هؤلاء الأشخاص لأننا في نهاية الأمر بحاجة لأن نفهم ما يقوله أعداؤنا'.
وقال إن العدو يطوّر قدراته مثلما تفعل إسرائيل.
وأوضح أنه منذ أن اكتشف الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية أن حزب الله يملك أجهزة استماع متقدمة، حسّن الجيش الإسرائيلي مستوى الحماية وأصبح يمنع الضباط من إدخال أجهزة هواتفهم الخلوية إلى اجتماعات حساسة.
وقال 'إنهم (حزب الله) يطورون ويحسنون قدراتهم ومثلما نقوم بجمع المعلومات عنهم، يقومون بجمع المعلومات عنا. هناك وعي أكثر اليوم على اعتبار أن خطرهم حقيقي... نعرف عم يبحثون ونعرف ما يتطلعون إليه'.

التعليقات