واشنطن وإسرائيل قلقتان من بيع أسلحة روسية حديثة لسوريا

غزة-دنيا الوطن
أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تشعر "بالقلق الشديد" من احتمال بيع أسلحة روسية إلى سوريا، فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الجمعة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد يتوجه إلى موسكو خلال الأسبوعين القادمين لإقناع روسيا بعدم بيع أسلحة حديثة لدمشق، غير أن مارك ريغيف الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية رفض تأكيد هذه المعلومات وأشار إلى مكالمة هاتفية أجراها أولمرت الأربعاء مع الرئيس الروسي دمتري مدفيديف.

وذكرت الصحيفة أن الرجلين اتفقا -خلال تلك المكالمة- على أن يتقابلا. وقالت "يديعوت أحرونوت" إن أولمرت أكد -في الاتصال الهاتفي- أنه من "المؤسف" أن يشتري الرئيس السوري بشار الأسد "أسلحة ستدمرها إسرائيل"، معتبرا أن من الأفضل لسوريا المضي قدما في مفاوضات السلام غير المباشرة مع إسرائيل.

وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار الخميس عن قلقهم من احتمال بيع روسيا أسلحة جديدة إلى سوريا، التي يتهمونها بدعم الحركات التي تقاوم إسرائيل؛ مثل حماس التي تسيطر على قطاع غزة أو حزب الله اللبناني.

وحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان تساحي هانغبي الجمعة من أن "تعزيز العلاقات بين دمشق وموسكو يشكل تطورا سلبيا جدا، وسيدفع بسوريا إلى انتهاج سياسة غير مسؤولة ومغامرة".

وفي مجال متصل استهجنت صحيفة (الوطن) السورية شبه الرسمية اليوم ما وصفته بـ"حملات التشويش" الإسرائيلية على حصول سوريا على صفقة صواريخ روسية، بحجة أن هذه الصواريخ ستغير من التوازن الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وتشكل تهديدا لأمن إسرائيل.

وقالت الصحيفة إن "صفقة الصواريخ إن وجدت فهي تشمل صواريخ دفاعية وليست هجومية، بمعنى آخر إذا لم تقم الطائرات الحربية الإسرائيلية باختراق الأجواء السورية فإن هذه الصواريخ لا عمل لها، فكيف يمكن أن تشكل هذه الصواريخ تهديدا لأمن إسرائيل".

وذكرت أن ما تروجه الصحافة الإسرائيلية من أن هذه الصفقة ستغير من معادلة التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط هو "أكذوبة لا أساس لها، لأن إسرائيل التي تملك أكثر من مئتي رأس نووي وأسلحة جوية متطورة جدا وقبل هذا وذاك تحظى بدعم أمريكي لا نظير له في العالم، تدرك قبل الآخرين أن حصول سوريا على بعض صواريخ دفاعية مضادة للدبابات والطائرات من روسيا لن تؤثر في موازين القوة العسكرية كثيرا، والتي تميل إلى مصلحة إسرائيل بشكل صارخ".

وأضافت أن "حجة الولايات المتحدة بأن هذه الأسلحة قد تصل إلى إيران لا تقل عن الحجج الإسرائيلية، إذ أوضح الرئيس الأسد بالوقائع كيف أن الصواريخ التي اشترتها إيران من روسيا هي متطورة أكثر من تلك الموجودة في سوريا، وأن العلاقة الإيرانية الروسية جيدة إلى درجة أن عقد صفقة أسلحة بين الجانبين لا تحتاج إلى سوريا".

نفي سوري

من جانب آخر، نفت سوريا رسميا موافقتها على نشر صواريخ روسية من طراز (اسكندر) على أراضيها، واستغربت ما أسمته الضجة الإسرائيلية المثارة حول إمكانية حصولها على صواريخ دفاعية روسية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الجمعة عن مصدر سوري مسؤول تأكيده أن "لا صحة لما تروجه بعض وسائل الإعلام من أن سوريا وافقت على نشر صواريخ (اسكندر) فوق أراضيها"، موضحا أن هذا الموضوع "لم يطرح إطلاقا" أثناء محادثات الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي ديمتري مدفيديف.

التعليقات