سفير مصر السابق في إسرائيل: كنت مزروعًا من الاستخبارات
غزة-دنيا الوطن
تعم حالة من الغضب في إسرائيل في أعقاب التصريحات التي نشرتها صحف مصرية معارضة على لسان السفير المصري السابق في تل أبيب محمد بسيوني، والتي قال من ضمنها: "لم أكن في إسرائيل سفيرًا – دبلوماسيًا، بل كنت مزروعًا من الاستخبارات المصرية. كنت ضابطًا لجمع معلومات". وأضاف: "لم يكن لي على الإطلاق أصدقاء في إسرائيل. كانت هذه سنوات معاناة، ولدي فقط ذكريات مريرة من تلك الفترة". وجاءت هذه الأقوال المنسوبة لبسيوني خلال ندوة تحت عنوان "إسرائيل من الداخل وتطور المسيرة السلمية" نظمها منتدى الحوار في مكتبة الإسكندرية الأحد الماضي.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أصدرت أمس بيانًا جاء فيه انه إذا صح ما نسب إلى بسيوني من تصريحات فانه أمر مؤسف ومخيب للأمل. وأشارت الوزارة إلى أن بسيوني لاقى في إسرائيل معاملة حسنة وحميمة، وكان له فيها أصدقاء كثيرون.
وبدورها اهتمت الصحف العبرية الصادرة اليوم الخميس بما قاله بسيوني الذي يشغل حاليًا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى المصري، وكتبت صحيفة يديعوت تقريرًا مفصلاً عن الموضوع، نقلت خلاله عن العديد من المسؤولين الإسرائيليين تصريحاتهم الغاضبة تجاه بسيوني وتصريحاته التي تنتقد تل أبيب.
حيث يقول آريه شومير مدير عام مقر الرئيس الإسرائيلي في عهد وايزمن، معقبًا على أقول بسيوني: "هذه أقوال ناكرة للجميل. كان لديه هنا أصدقاء كثيرون، وهو كان مقربًا من الأشخاص الأكثر بروزًا في الدولة. أبواب عيزر وايزمن عندما كان رئيسًا وشمعون بيرس عندما كان رئيس وزراء كانت دومًا مفتوحة أمامه". وأضاف شومير: "أجد صعوبة في التصديق في أنه قال هكذا وآمل أن ينشر نفيًا".
وتقول الصحيفة: "أشخاص كثيرون عرفوا بسيوني عن قرب ورأوا فيه صديقًا قريبًا دهشوا لسماع هجماته وعقبوا عليها بغضب". وتقول مصممة الأزياء الإسرائيلية شوشانا بن تسور: "كنت منذهلة إذ قرأت ما قاله. استقبلناه هنا كالملك. وكان لهما بيت مفتوح، تدفق إليه الإسرائيليون. نحن نعرف بأنه ما إن عاد إلى مصر حتى غير جلدته. الآن اشعر بالأسى".
بينما قال ايتان بن تسور، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية: "أنا متفاجئ جدًا"، وتابع: "اذكره وهو محاط بالأصدقاء الإسرائيليين الكثيرين. لا أزال ارغب في الأمل في أن تكون أقواله قد شوهت".
ومن ناحيته، نقلت الصحيفة عن أبرشا تمير، رئيس قسم التخطيط السابق بين وزير الدفاع ورئيس الأركان في موضوع المسيرة السلمية قوله أمس: "فاجأني جدًا. لم أتصور أنه يلعب لعبة التظاهر بالصداقة. إذا كان ما قاله هناك صحيحًا فلن يعود هذا موضوع غضب، أنا ببساطة احتقره".
أما نمرود نوفيك، مستشار سياسي للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، فقال،: "صدمت ولكن مصادر في القاهرة قالت لي بان هذا كان تشويها شريرا لما قيل. إذا لم تكن هذه قد حصلت، فإنه ملزم بأن ينفي ذلك بأوضح صورة ممكنة".
وبحسب يديعوت فإنه خلال الواحد والعشرين سنة التي قضاها بسيوني في إسرائيل، عرف بيته الفاخر في هرتسيليا بتوح الكثير من الأصدقاء، وعقدت في أحيان متقاربة حفلات بحضور وزراء، نواب ورجال أعمال كبار. وتشير الصحيفة العبرية إلى أن بسيوني وعقيلته نجوى كانا يستضيفان في أحيان متقاربة أصدقائهم الإسرائيليين، أما الآن فهو يقول: "لم يكن لي أبدًا أصدقاء في إسرائيل". ولشخص واحد فقط يبدو انه يبقي الولاء: "صديقي الوحيد في إسرائيل كان الحاخام عوفاديا يوسف وعندما جلبته إلى الرئيس مبارك، وبخني قائلاً "لماذا تجلب لي هذا الرجل الغريب؟".
ويعمل بسيوني منذ نهاية ولايته كسفير في إسرائيل قبل تسع سنوات، رئيسًا للجنة الخارجية والأمن في البرلمان المصري، ومؤخرًا أصبح مذيعًا سياسيًا في احدى قنوات التلفزيون المصرية، ويعرف في القاهرة بأنه خبير كبير في الشؤون الإسرائيلية".
وحسبما تورد يديعوت فإن بسيوني خلال محاضرته الأخيرة إنتقد أيضًا الوزراء ليفني، موفاز، شطريت وديختر المتنافسين على قيادة كاديما ووصفهم بأنهم "مرشحون سيئون". أما عن رئيس الوزراء السابق ارئيل شارون، فقال إنه "جثة هامدة لا يجرؤ احد على قطع الأجهزة عنه".
وشرح بسيوني لجمهور مستمعيه في الإسكندرية بأن إسرائيل هي بشكل عام ليست دولة منسجمة بل "جمع من المهاجرين من الدول المختلفة في أرجاء العالم". مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست أيضًا "جزيرة الديمقراطية في الشرق الأوسط، قائلاً: "انظروا تمييز الإسرائيليين لعرب إسرائيل".
في غضون ذلك، حاولت وسائل الإعلام التقليل من أثر تصريحات بسيوني، وبخاصة أن الأخير أعلن نفيه لها، وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة في نشرتها الرئيسة: "نفى السفير المصري السابق لدى إسرائيل محمد بسيوني جملة وتفصيلاً عصر اليوم ما نسب إليه من أقوال في سياق محاضرة ألقاها في مكتبة الإسكندرية يوم الأحد الماضي".
وبحسب الإذاعة، فإن بسيوني أكد انه لا صحة إطلاقًا لهذه الأقوال لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح انه لم يكن له أي صلة إطلاقًا بأي جهاز من أجهزة الأمن أو المخابرات المصرية عندما عمل سفيرًا في إسرائيل. مضيفًا أن التصريح الذي نسب إليه لم يصدر عن أي وسيلة من وسائل الإعلام المصرية الرسمية بل صدر من مصدر ينتمي إلى المعارضة. وأكد السفير السابق أنه كان يركز خلال فترة عمله في إسرائيل على المسيرة السلمية وتحقيق السلام في المنطقة وما زال يعمل في هذا الاتجاه.
كما نقلت صحيفة يديعوت في تقريرها نفسه، عن بسيوني قوله بأنه لم يقل ما نسب له، وشدد على أن "مكتبة الإسكندرية بعثت برسالة نفي للصحافة المصرية التي نسبت له هذه الأقوال". ولكن الصحيفة في الوقت ذاته، تشير أن بسيوني لا يجد من المناسب نشر نفي رسمي، وقال غاضبًا، لمراسل الصحيفة العبرية أمس: "عندما أقول لك أني انفي، فيجب أن يكون هذا كافيا، لا تجري تحقيقات".
وتشكل مصر دورًا حيويًا في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعتبر المساهم الرئيس في حل القضايا الشائكة بين الجانبين، وهي أيضًا صاحبة الفضل في إعلان التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل قبل نحو شهرين، وتتوسط بين الطرفين لعقد صفقة تبادل أسرى، ولكن على الرغم من ذلك فإن علاقة القاهرة وتل أبيب كثيرًا ما تأثرت في الصراع، ففي عام 2000 أضطر السفير المصري محمد بسيوني آنذاك إلى مغادرة تل أبيب، بعدما استدعته الحكومة المصرية احتجاجًا على التصعيد العسكري الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في بداية انتفاضة الأقصى.
تعم حالة من الغضب في إسرائيل في أعقاب التصريحات التي نشرتها صحف مصرية معارضة على لسان السفير المصري السابق في تل أبيب محمد بسيوني، والتي قال من ضمنها: "لم أكن في إسرائيل سفيرًا – دبلوماسيًا، بل كنت مزروعًا من الاستخبارات المصرية. كنت ضابطًا لجمع معلومات". وأضاف: "لم يكن لي على الإطلاق أصدقاء في إسرائيل. كانت هذه سنوات معاناة، ولدي فقط ذكريات مريرة من تلك الفترة". وجاءت هذه الأقوال المنسوبة لبسيوني خلال ندوة تحت عنوان "إسرائيل من الداخل وتطور المسيرة السلمية" نظمها منتدى الحوار في مكتبة الإسكندرية الأحد الماضي.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أصدرت أمس بيانًا جاء فيه انه إذا صح ما نسب إلى بسيوني من تصريحات فانه أمر مؤسف ومخيب للأمل. وأشارت الوزارة إلى أن بسيوني لاقى في إسرائيل معاملة حسنة وحميمة، وكان له فيها أصدقاء كثيرون.
وبدورها اهتمت الصحف العبرية الصادرة اليوم الخميس بما قاله بسيوني الذي يشغل حاليًا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى المصري، وكتبت صحيفة يديعوت تقريرًا مفصلاً عن الموضوع، نقلت خلاله عن العديد من المسؤولين الإسرائيليين تصريحاتهم الغاضبة تجاه بسيوني وتصريحاته التي تنتقد تل أبيب.
حيث يقول آريه شومير مدير عام مقر الرئيس الإسرائيلي في عهد وايزمن، معقبًا على أقول بسيوني: "هذه أقوال ناكرة للجميل. كان لديه هنا أصدقاء كثيرون، وهو كان مقربًا من الأشخاص الأكثر بروزًا في الدولة. أبواب عيزر وايزمن عندما كان رئيسًا وشمعون بيرس عندما كان رئيس وزراء كانت دومًا مفتوحة أمامه". وأضاف شومير: "أجد صعوبة في التصديق في أنه قال هكذا وآمل أن ينشر نفيًا".
وتقول الصحيفة: "أشخاص كثيرون عرفوا بسيوني عن قرب ورأوا فيه صديقًا قريبًا دهشوا لسماع هجماته وعقبوا عليها بغضب". وتقول مصممة الأزياء الإسرائيلية شوشانا بن تسور: "كنت منذهلة إذ قرأت ما قاله. استقبلناه هنا كالملك. وكان لهما بيت مفتوح، تدفق إليه الإسرائيليون. نحن نعرف بأنه ما إن عاد إلى مصر حتى غير جلدته. الآن اشعر بالأسى".
بينما قال ايتان بن تسور، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية: "أنا متفاجئ جدًا"، وتابع: "اذكره وهو محاط بالأصدقاء الإسرائيليين الكثيرين. لا أزال ارغب في الأمل في أن تكون أقواله قد شوهت".
ومن ناحيته، نقلت الصحيفة عن أبرشا تمير، رئيس قسم التخطيط السابق بين وزير الدفاع ورئيس الأركان في موضوع المسيرة السلمية قوله أمس: "فاجأني جدًا. لم أتصور أنه يلعب لعبة التظاهر بالصداقة. إذا كان ما قاله هناك صحيحًا فلن يعود هذا موضوع غضب، أنا ببساطة احتقره".
أما نمرود نوفيك، مستشار سياسي للرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، فقال،: "صدمت ولكن مصادر في القاهرة قالت لي بان هذا كان تشويها شريرا لما قيل. إذا لم تكن هذه قد حصلت، فإنه ملزم بأن ينفي ذلك بأوضح صورة ممكنة".
وبحسب يديعوت فإنه خلال الواحد والعشرين سنة التي قضاها بسيوني في إسرائيل، عرف بيته الفاخر في هرتسيليا بتوح الكثير من الأصدقاء، وعقدت في أحيان متقاربة حفلات بحضور وزراء، نواب ورجال أعمال كبار. وتشير الصحيفة العبرية إلى أن بسيوني وعقيلته نجوى كانا يستضيفان في أحيان متقاربة أصدقائهم الإسرائيليين، أما الآن فهو يقول: "لم يكن لي أبدًا أصدقاء في إسرائيل". ولشخص واحد فقط يبدو انه يبقي الولاء: "صديقي الوحيد في إسرائيل كان الحاخام عوفاديا يوسف وعندما جلبته إلى الرئيس مبارك، وبخني قائلاً "لماذا تجلب لي هذا الرجل الغريب؟".
ويعمل بسيوني منذ نهاية ولايته كسفير في إسرائيل قبل تسع سنوات، رئيسًا للجنة الخارجية والأمن في البرلمان المصري، ومؤخرًا أصبح مذيعًا سياسيًا في احدى قنوات التلفزيون المصرية، ويعرف في القاهرة بأنه خبير كبير في الشؤون الإسرائيلية".
وحسبما تورد يديعوت فإن بسيوني خلال محاضرته الأخيرة إنتقد أيضًا الوزراء ليفني، موفاز، شطريت وديختر المتنافسين على قيادة كاديما ووصفهم بأنهم "مرشحون سيئون". أما عن رئيس الوزراء السابق ارئيل شارون، فقال إنه "جثة هامدة لا يجرؤ احد على قطع الأجهزة عنه".
وشرح بسيوني لجمهور مستمعيه في الإسكندرية بأن إسرائيل هي بشكل عام ليست دولة منسجمة بل "جمع من المهاجرين من الدول المختلفة في أرجاء العالم". مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست أيضًا "جزيرة الديمقراطية في الشرق الأوسط، قائلاً: "انظروا تمييز الإسرائيليين لعرب إسرائيل".
في غضون ذلك، حاولت وسائل الإعلام التقليل من أثر تصريحات بسيوني، وبخاصة أن الأخير أعلن نفيه لها، وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة في نشرتها الرئيسة: "نفى السفير المصري السابق لدى إسرائيل محمد بسيوني جملة وتفصيلاً عصر اليوم ما نسب إليه من أقوال في سياق محاضرة ألقاها في مكتبة الإسكندرية يوم الأحد الماضي".
وبحسب الإذاعة، فإن بسيوني أكد انه لا صحة إطلاقًا لهذه الأقوال لا من قريب ولا من بعيد. وأوضح انه لم يكن له أي صلة إطلاقًا بأي جهاز من أجهزة الأمن أو المخابرات المصرية عندما عمل سفيرًا في إسرائيل. مضيفًا أن التصريح الذي نسب إليه لم يصدر عن أي وسيلة من وسائل الإعلام المصرية الرسمية بل صدر من مصدر ينتمي إلى المعارضة. وأكد السفير السابق أنه كان يركز خلال فترة عمله في إسرائيل على المسيرة السلمية وتحقيق السلام في المنطقة وما زال يعمل في هذا الاتجاه.
كما نقلت صحيفة يديعوت في تقريرها نفسه، عن بسيوني قوله بأنه لم يقل ما نسب له، وشدد على أن "مكتبة الإسكندرية بعثت برسالة نفي للصحافة المصرية التي نسبت له هذه الأقوال". ولكن الصحيفة في الوقت ذاته، تشير أن بسيوني لا يجد من المناسب نشر نفي رسمي، وقال غاضبًا، لمراسل الصحيفة العبرية أمس: "عندما أقول لك أني انفي، فيجب أن يكون هذا كافيا، لا تجري تحقيقات".
وتشكل مصر دورًا حيويًا في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتعتبر المساهم الرئيس في حل القضايا الشائكة بين الجانبين، وهي أيضًا صاحبة الفضل في إعلان التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل قبل نحو شهرين، وتتوسط بين الطرفين لعقد صفقة تبادل أسرى، ولكن على الرغم من ذلك فإن علاقة القاهرة وتل أبيب كثيرًا ما تأثرت في الصراع، ففي عام 2000 أضطر السفير المصري محمد بسيوني آنذاك إلى مغادرة تل أبيب، بعدما استدعته الحكومة المصرية احتجاجًا على التصعيد العسكري الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في بداية انتفاضة الأقصى.
التعليقات