عناوين لقطات مثيرة لهيفاء ومروى ودينا بداخلها مواعظ دينية

عناوين لقطات مثيرة لهيفاء ومروى ودينا بداخلها مواعظ دينية
غزة-دنيا الوطن

حرم عالم كبير بالأزهر إلقاء الدعاة الجدد محاضراتهم ومواعظهم في المواقع والمنتديات التي تبث مشاهد تعر وجنس ورقص وشبهها ببيوت الدعارة، وتساءل لـ"العربية.نت": كيف يدخل داعية بكلام الله ليعظ زبائن هذه الأوكار بدعوى تحذيرهم مما هم فيه ودعوتهم إلى التوبة؟.

وقال الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأزهرية السابق "هذا غير مقبول على الاطلاق ولا يجوز شرعا وعلى هؤلاء الدعاة أن يتوقفوا عن ذلك" رافضا المقارنة بين ذلك الأسلوب وبين دخول الرسول صلى الله عليه وسلم منتديات المشركين "الشرك شيء والدعارة شيء آخر".

وفي الوقت نفسه حذر د.عبدالله العوضي استاذ علم النفس والاجتماع الكويتي من الأثار السلبية، قائلا "إن ما سينطبع في الأذهان، هي الصور المثيرة التي تبثها هذه المواقع، وستترك آثارها أكثر من الأهداف المتوقعة للمحاضرات الدينية".

وكان عدد من الدعاة الجدد قد لجأوا لالقاء محاضراتهم بعناوين خادعة لا تعبر عن مضمونها الحقيقي، وذلك في مواقع ومنتديات شهيرة يدخلها الزائرون لمشاهدة لقطات فيديو لرقصات تؤديها فتيات شبه عاريات من دول الخليج ومصر وسورية والعراق ولبنان والمغرب العربي، وكذلك لقطات لهن وهن مخمورات، أو حفلات رقص يتشارك فيها شبان وفتيات عرب، بالاضافة إلى صور ولقطات للفنانات والراقصات الشهيرات مثل الراقصة المصرية دينا والمطربة اللبنانية مروى، خصوصا صور التحرش الجنسي بها أثناء غنائها قبل عدة شهور في مدينة الاسكندرية الساحلية المصرية، والمطربة هيفاء وهبي.

ويدخل الداعية تحت عنوان فيديو خادع مثل "لقطات لهيفاء وهبي" أو "حفلات جنسية لفتيات عربيات" وما أن يتم تشغيل الفيديو، لا تجد شيئا من ذلك، وبدلا منه يطل داعية يخفي وجهه وراء صفحة كتاب، وهو يحذر من عاقبة الباحثين عن هذه المتعة ويدعوهم إلى التوبة، ثم يبدأ في القاء محاضرته الدينية.

وتعرض هذه المواقع تعليقات الزائرين، ما بين مستهجن لذلك ومنتقدا لأسلوب هؤلاء الدعاة، وما بين قابل لها، معلنا توبته عما فعل، وتأكيده إلى أنه لن يستهدف مستقبلا زيارة مثل هذه المشاهد.



مشهد الراقصة دينا

وتشير تقديرات هذه المواقع دائما إلى عدد من يستهدفون لقطاتها المثيرة بوجه عام، مثل مشهد راقص للراقصة دينا بفستان قصير جدا، منقول من برنامج بثته احدى الفضائيات العربية، وكان رقم الذين شاهدوها يقترب من المائة ألف زائر.

وأحد هذه المواقع هو يتيح لأعضائه رفع ملفات فيديو من كمبيوتراتهم الشخصية للانترنت، بيع حسب صفقة تناقلتها وسائل الاعلام المختلفة بمبلغ 1.65 بليون دولار، وكان قد أطلق في فبراير/ شباط 2005 وشهد بعدها اقبالا كبيرا.

ويقول الشيخ جمال قطب لـ"العربية.نت": لا يجوز خلط العمل الصالح بالاثم، وإن كان المتخصصون في فن الاخراج والاعلام سيزينون لهم هذا، بأن الباحث عن الشهوة سيفاجأ بهم، لكن حسبهم أنهم دخلوا مواقع شبهة، فإذا اعتبرناه فنا من فنون التسرب أو التواجد، إلا أنه خلط للعمل الصالح بالسيئ.

وأضاف: ينبغي أن يستهدف الداعية هؤلاء الذين تحدثهم أنفسهم بالخروج عن المعصية وليس المقيمين عليها، فمن قال إن الواعظ يذهب إلى بيت الدعارة وإلى الخمارة. هذا إذا فعله شرطي أو ولي أمر أو محتسب، فلا مانع. أما الداعية فهو كالطبيب لابد أن يبقى في مكانه ولا يذهب إلى أماكن الشبهات.

ويرفض الشيخ قطب تشبيه ذلك بحضور الرسول منتديات المشركين قائلا: الشرك غير الجنس، فهو عقيدة وقد أمرنا أن نستضيف المشركين في بيوتنا، وإن أحدا من المشركين استجارك فأجره، لكن دينا من الأديان أو منهجا عقليا لم يقل أبدا باستضافة أهل الفسق ولا بالذهاب إليهم، فالبون شاسع.

ولا يجد الشيخ قطب اختلافا بين المنتديات والمواقع التي تعرض مشاهد جنسية، وبين بيوت الدعارة، وانطباق حكم شرعي واحد عليها "لا شك في ذلك، فإذا لم تكن بيوت دعارة فهي دعوة وتمهيد لها".



يتسبب في هيجان

وقال د.عبدالله العوضي استاذ علم النفس والاجتماع بالكويت لـ"العربية.نت": لا أؤيد هذا الأسلوب لأنه يترتب عليه سلبيات أكثر من الايجابيات، فالصور التي سيطالعها الزائر لهذه المواقع لها تأثير أكبر من الكلمة، فهي تبقى في الذاكرة وقتا أطول، ويستدعيها الانسان من مخيلته وقتما يشاء.

وأضاف: أن يدخل الشخص لمشهد يتخذ عنوانا مثيرا أو جنسيا، فإنه يخلق فيه حالة هيجان نفسي لأنه كان يسعى إلى ثقافة الصورة، وبالتالي عندما يجد موعظة بدلا من ذلك، فانه يصاب بتوتر، وهنا بدلا من أن "يكحلها الداعية يعميها" متساءلا: ألا توجد أساليب أخرى غير الاثارة بالعناوين الجنسية لشد الانتباه.

وقال إن علم النفس يشخص حالة من يقوم بهذا الأسلوب بأنه " غير سوي" يعاني حرمانا جنسيا فيلجأ إلى الاسقاط الذي يترتب عليه اختلالات في الشخصية الانسانية لدى من يستقبل محاضرته.

ويحذر من خطورة ذلك على الاطفال والمراهقين في زمن أصبحت فيه القراءة قليلة، والالتصاق بالصورة بشكل أكبر، وهذا يثبت فيهم المعصية أكثر مما ينفرهم منها.

التعليقات