الفنانة ندين سلامة لـ دنيا الوطن : أحلم بالعودة إلى عكا حتى لو على بلاطة

الفنانة ندين سلامة لـ دنيا الوطن : أحلم بالعودة إلى عكا حتى لو على بلاطة
دمشق ـ دنيا الوطن – محمد أنور المصري

رغم تنوع أدوارها على الشاشة الصغيرة ما بين الشر والخير بقيت الفنانة الفلسطينية »ندين سلامة« ذات حضور شفاف وجميل عند المشاهد لأدوارها في عدد كبير من الأعمال التلفزيونية الدرامية السورية، وتكتشف أثناء الحوار معها أن هذا الحضور مدعم بثقافة عامة، وثقة بالذات تمنح صاحبته ألقاً في العينين عندما تأتي علي سيرة العودة إلى البلاد التي خرج جدها منها، وهي تحلم بالعودة إلى »عكا« حتى لو كان على »بلاطة«.. عن أعمالها الجديدة والسينمائية كان لـ دنيا الوطن الحوار التالي:

تشاركين في العمل الدرامي »أسير الشوق« كيف تصفين هذه المشاركة..؟

- في هذا العمل هناك الكثير من الشخصيات البدوية لكن شخصيتي ليست بدوية أجسد دور مديرة مكتب الشيخ ومديرة الجريدة، وهي امرأة مطلقة ولكن لا تصرح بذلك خوفاً من فقدان عملها، وكون مجتمعنا العربي لديه مشكلة بوجود امرأة مطلقة في ميدان العمل، فالمطلقة يسهل الاعتداء عليها من منظور المجتمع الذكوري، إلا أنها محبوبة من قبل أكثر من شخص، ويحاول زوجها السابق العودة إليها إلا أنها ترفض وترتبط بعلاقة حب مع ابن الشيخ الذي يقوم بدوره الفنان قصي خولي

لنتحدث عن دورك في صدى الروح ؟

- دوري في صدى الروح فتاة عاشت في الريف مع أهلها ويقع ظلم والدها عليها فيحرمها من متابعة دراستها لتحقيق حلمها في أن تصبح صحفية، ويقرر والدها تزويجها رغماً عنها فتهرب من المنزل إلى المدينة، وتبدأ حياة جديدة تشاهد خلالها جريمة قتل، فتصاب بمرض نفسي تحال على أثره إلى مشفى الأمراض العقلية، وخلال وجودها بالمشفى تنشأ علاقة مع أحد المرضى الموجودين في المشفى، ثم يأتي طبيب خريج إحدى الدول الأجنبية لتنفيذ مشروعه في إخراجنا من المشفى إلى فيلا صغيرة، ليبدأ بعلاجنا قبل إعادة دمجنا في المجتمع، والمقولة الأساسية للعمل أنه لا يوجد مرض اسمه الجنون، وإنما يوجد لدى كل إنسان أزمة خاصة به، وتختلف حساسية كل إنسان عن حساسية الآخرين، ويعزي الكثير من الأطباء النفسيين منشأ العديد من الأمراض إلى سبب نفسي، وليس كما يعتقد العديد من الناس أن منشأ هذه الأمراض عضوي، وليس عيباً أن يذهب الإنسان إلى طبيب نفسي عند حاجته إلى من يبوح له عن أوضاعه الداخلية، فالطبيب النفسي أفضل من يستمع إلى الإنسان ويعمل على إخراجه من حالته وأزمته الخاصة.

والعمل الدرامي »صدى الروح« يدعو الناس إلى زيارة الطبيب النفسي لأن كثيراً من المرضى والمصابين بالأزمات يمكن أن يشفوا ويعودوا إلى حالتهم الطبيعية.

عملت مع المخرج حاتم علي في أكثر من عمل، هل تجسدين إحدى الشخصيات في عمله الجديد..؟

- أحرص دائماً عندما يدعوني الفنان حاتم علي للعمل معه أن أكون عند حسن ظنه ففي العمل الجديد على طول الأيام« أجسد شخصية ناديا وهي طالبة جامعية تدرس الطب، والبنت الوحيدة لعائلة تضم إلى جانبها أخويها "نبيل، وناجي» وتقيم علاقة حب مع روائي شاب يدعى »مروان« يقوم بطبع رواية لدى والدها الفنان »حسن عويتي في المطبعة، وتتحول هذه العلاقة إلى زواج، وتقف إلى جانب أخيها نبيل ـ تيم حسن في أزمته العاطفية بعد انفصاله عن حبيبته »لمى ـ سلاف فواخرجي«.

في التغريبة الفلسطينية« أنت لم تخرجي مع اهلك من الضفة الغربية إلى مناطق الشتات الفلسطيني، وإنما بقيت كلاجئة في مناطق »1967«، ما هو تأثير الغربة واللاجئة الداخلية وليس إلى بلدان الشتات، كما حصل مع اللاجئ الفلسطيني، فغربتك كانت مركبة جداً حبذا لو توضحين لنا هذا الأمر..؟

بصراحة عالية جداً أقول لك: نحن أحياناً نشعر بعمق القضية والمشاعر التي تنتابنا لكن لا نستطيع الحديث عنها لأننا نشعرها ونحسها بعمق، القضية ببساطة توجع الإنسان كثيراً هذا الوجع الذي يتذكره الإنسان من أصغرها حادثة ومفردة حتى اكبر مفردة وحادثة، فشخصيتي الأساسية في »التغريبة« أبعدت وشردت عن أهلها ولا تعرف إذا هم كانوا أحياء أو أموات ولا تعرف شيئاً عن أخيها خاصة في الحلقة قبل الأخيرة، عندما توجه رسالة لأبيها وإخوتها ويكون والدها متوفيا وشقيقها مستشهداً وإخوتها كلهم قد كبروا وأصبح لديهم أولاد وحتى أولادهم أنجبوا، فالفكرة إلى أي مقدار نحن بعيدين عما يؤرقنا بكل وضوح الدولة العبرية شتتنا وهجرتنا ذات الإحساس ما زلنا نعيشه كلاجئين.. هي القضية ذاتها ونفسها فاللاجئون الفلسطينيون في مناطق »1967« كانوا موجودين بالدولة اليهودية ذاتها، ولا نستطيع رؤية أحد من أهلنا وأحبتنا بسبب الحواجز والتشريد والتجويع والتشتت الذي صنعوه لنا، هي نفس الحالة إذا استطعت الحديث عنها لكن الفرق أننا هنا في سوريا نعيش ولا نشعر بالاضطهاد والفرق بين مواطن سوري أو فلسطيني وأنا أعتبر سوريا أفضل دولة عاملت اللاجئ الفلسطيني بشكل فريد من نوعه.

ودائماً أقول: إذا سئلت هل ترجعين إلى فلسطين ستكون إجابتي نعم ارجع حتى لو كان على بلاطة، والإحساس بعدم المعرفة ولدي رغبة شديدة في أن أكون هناك وأنا هنا.

أبديت رغبتين متناقضتين في ذات اللحظة ومن باب الفرضية إذا عرض عليك هاتان الرغبتان بذات الوقت كيف ستحسم »ندين سلامة« أمرها..؟

- أتخيل أنني سوف أذهب إلى فلسطين وهذا صعب جداً أن اذهب إلى مكان آخر وأبدأ من الصفر أو من لا شيء والعمل لكي تصبح شيئاً، الموضوع مختلف جداً لكن إحساسي بالانتماء إلى المكان الذي أذهب إليه وممكن ذهابي أن يكون مجرد زيارة أو فقط الذهاب لرؤية أين كان أهلي مقيمين، أو لأتعرف أين كان بيتنا في "عكا"، وقيل لي أنهم بنوا مكانه مشفى إسرائيلي، والفكرة حياتي هنا، فلقد استطعت إيجاد توازن مع ذاتي بعيداً عن كل الحكايا، ربينا وكبرنا وعشنا هنا.. لكن هذا الدم الذي يجري في عروقنا، يعرف أن جدي كان يتمنى أن يموت ويدفن بفلسطين، وهذه القضية صعبة جداً أتمنى أن أعود إلى فلسطين لكن لا اعرف أنه عندما أعود إن كان بإمكاني أن أتعايش وأبدأ من جديد، لكن احلم بالعودة.

لديك أكثر من فيلم سينمائي ماذا تحدثينا عن تجربتك السينمائية..؟

- تجربتي الأولى بفيلم »رؤى حالمة« مع المخرجة »واحة الراهب« وفيلمين قصيرين احدهم مدته22 دقيقة مع المخرج فجر يعقوب، والثاني 18 دقيقة مع المخرج طلال ديركي واعتقد أن السينما حالة خاصة جداً بعيداً عن التلفزيون، فهي تثبت الممثل بحضور أكبر من التلفزيون، لأن السينما اعتبرها نصف آلهة على الأرض وهي حالة خاصة جداً، وكاميرا السينما تظهر كافة التفاصيل الدقيقة، فأصغر إشارة يقوم به الممثل تظهر مضخمة على الشاشة، وهذا ما يقدم الممثل بشكل أكبر.

هل ساعدت السينما ندين سلامة في تحقيق حضور أكبر..؟

- أعتبر أنني حقت متعة كبيرة من خلال عملي بالسينما، لأن السينما في بلدنا إنتاجها قليل جداً والأفلام التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما قليلة جداً، فكل سنة تصنع المؤسسة فيلمين طويلين وفيلمين قصيرين، لذلك أعتبر نفسي من المحظوظين جداً لأنه بفترة قصيرة جداً شاركت بثلاثة أفلام، وهذه فرصة كبيرة جداً وحققت لي حضوراً جيداً، وترشحت لجائزة أفضل ممثلة في مهرجان »قرطاج« بتونس من خلال فيلم »رؤى حالمة« الذي حاز على جوائز كثيرة وذهبنا به إلى »اليابان« لأنه اختير من بين سبعة أفلام من أصل »270« فيلماً وضعوهم في أرشيف السينما اليابانية، و »رؤى حالمة« من بينهم، وكرمت أسرة الفيلم بالكامل هناك، وأمريكا تدفع إلى اليابان من أجل حفظ أرشيفهم السينمائي لأن الأجهزة اليابانية متطورة جداً، والحكومة اليابانية دفعت ثمن حفظ فيلم رؤى حالمة للحكومة السورية، وهذه العملية عكسية، والسينما فتحت أمامي آفاق التعرف على أوساط فنية وثقافة أكثر في سوريا والوطن العربي والعالم.

منذ تخرجك من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ما هي العروض المسرحية التي شاركت بها..؟

- شاركت بعمل مسرحي وحيد مع الدكتورة حنان قصاب حسن« بعنوان "»حكاية البحث عن الجزيرة المجهولة« منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولأن المسرح يحتاج إلى عروض أفضل بسبب أنه يحتاج إلى التزام ومثابرة وتدريب طوال الوقت، فالمسرح لا يقدم ظروفاً مادية ومعنوية مشجعة على العمل به، هذه الظروف لا تساعد الممثل على حسم خياره فقط للعمل المسرحي وعدم العمل للتلفزيون، إضافة إلى الحاجة لتطوير المسرح.. فالمسرح تراجع بينما الفنون الدرامية تصدرت.. قد يكون بسبب الإعلام والانترنت.

اخترت من قبل مجمع المواهب في ألمانيا للمشاركة بورشة عمل ماذا تحدثينا عن هذه المشاركة..؟

- يتقدم إلى »مجمع المواهب« مجموعة كبيرة من الأشخاص يختارون منهم »300« شخص، وهذه المواهب من »مؤلفين ومخرجين شباب، منتجين، موسيقيين، وممثلين« وجاء اختياري لتمثيل سوريا بينما كان من الأردن ثلاث شخصيات مشاركة، ومن لبنان ثماني شخصيات والباقي أجانب، وأقيمت هذه الورشة على هامش مهرجان »برلين« السينمائي ويختارون هؤلاء الأشخاص من قبل لجنة غير عربية، وشارك في المهرجان فريق عمل فيلم »عمارة يعقوبيان«، هذه اللجنة اختارتني بعد مشاهدة فيلم رؤى حالمة" للمخرجة« واحة الراهب الذي شاركت به، وشاهدوني في »التغريبة الفلسطينية"« وعلى هذا الأساس تم اختياري وشاركت في المجمع، وفي هذه المشاركة يتاح مقابلة أهم مخرجين وأهم المنتجين والممثلين وفي النهاية يكون هناك »ورشة عمل« تقدم لنا خبرة وتجربة في هذا المجال، ويعرض علينا مشاريع أعمال تتم دراستها والموافقة عليها فيما بعد، وهناك مجموعة مشاريع مطروحة علي عندما تتقدم سوف أصرح عنها.

[email protected]

التعليقات